يناقش الباحث نشأة العلاقة ما بين قطبي السياسة والدين وملامحها الأولى منذ العصور القديمة وحتى ظهور الإسلام
ويشير إلى أن أصل الصراع بين الدين والسياسة يعود بجذوره إلى فترة الألفية الرابعة قبل الميلاد، حيث شهدت بداية
الألفية الثالثة في المنطقة العربية وتحديدًا منطقة الشرق الأدنى، انطلاق ما يُطلِق عليه علماء الآثار اصطلاحاً تلتها “الثورة المدنية الأولى”، والتي كان من أهم تجلياتها: ظُهور أولى المدن المدنية المتحضرة، والكتابة، والتجارة بعيدة المسافات، إضافة للمباني الإدارية الضخمة كالمعابد.
يؤكد الباحث أن هذه الثورة تعتبر نقطة ولادةٍ وانطلاقٍ لمفهوم السلطة السياسية في العالم، والتي كان أهم ما يميزها على الصعيد السياسي-الاجتماعي، ظهور الطبقة الحاكمة في المجتمع، والتي سيطرت في تلك الممالك الصغيرة آنذاك على السلطة بعد أن كانت حكرًا على رجال المعابد وكهنتها في المرحلة التي سبقتها، حيث كان الكهنة هم من يديرون شؤون البلاد الإدارية، و الإقتصادية، والإجتماعية، وبالتأكيد الدينية للسكان. كما كان يعتبر كهنة المعابد أول من زاوج بين السلطة السياسية والدينية في التاريخ (لكن ربما كان ذلك بشكل غير مقصود، فلم تكن قد أُنشئت المدن أو وُجدت السلطة السياسية في الوجود بعد).
ثم ينتقل الباحث لمناقشة أزمة الهُوية من خلال تطرقه لموضوع الاحتلالات الأجنبية والظروف التي أثرت وساهمت في نشوء مفهوم الدولة الحديثة منتقلا للمقاربة بين مفهوم الدولة الإسلامية والدولة الوطنية القومية الحديثة.
بعد ذلك يتطرق الباحث لمرحلة ثورات الربيع العربي بدراسة تحليلية عميقة لظواهرها وانعكاسات أثرها على الواقع اليوم.
.في الختام ذيّل الباحث دراسته بمجموعة من النتائج والتوصيات التي بُنيت على المقدمات والتي من شأنها أن تساهم بإيجاد أرضية حقيقة لشكل الصراع القديم الحديث ما بين الدين والسياسية
للاطلاع على البحث من هنا
المصدر : مركز برق للأبحاث و الدراسات