أ.د فاضل السامرائى
لمسات بيانيه ( سؤال و جواب )
رداً على سؤال الأخت الفاضله / Tasneem Sabry
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
♦ السؤال :◄ قال تعالى فى سوره المؤمنون
• ( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ )
• ( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ )
• لماذا قدّم الخشوع على المحافظه ؟
♦ الجواب :◄
• ( الذين هم في صلاتهم خاشعون ).
• والخشوع •←• أعم من الدوام
ذلك أنه يشمل الدوام على الصلاة، وزيادة فهو روح الصلاة،
وهو من أفعال القلوب والجوارح من تدبر وخضوع وتذلل وسكون
والخاشع دائم على صلاته منهمك فيها حتى ينتهي.
• ( والذين هم على صلواتهم يحافظن )
• فختم بالمحافظة على الصلاة، وهي آخر ما يفقد من الدين،
كما في الحديث الشريف،
فلعل الختم بالمحافظة عليها إشارة إلى ذلك،
أي :◄ أنها خاتمة عرى الإسلام.
• إن ذكر الصلاة في البدء والخاتمة تعظيم لأمرها أيما تعظيم.
• وفي تصدير الأوصاف وختمها بأمر الصلاة تعظيم لشأنها
• وتقديم الخشوع للاهتمام به،
• فإن الصلاة بدونه كلا صلاة بالإجماع،
• وقد قالوا :◄ صلاة بلا خشوع جسد بلا روح
• والخشوع غير المحافظة،
• فالخشوع • ←• أمر قلبي متضمن للخشية و التذلل، وجمع الهمة والتدبر، وأمر بدني وهو السكون في الصلاة فهو صفة للمصلي في حال تأديته لصلاته.
• وأما المحافظة •←• فهي المواظبة عليها، وتأديتها وإتمام ركوعها وسجودها وقراءتها والمشروع من أذكارها، وأن يوكلوا نفوسهم بالاهتمام بها، وبما ينبغي أن تتم به أوصافها
وقيل •←• المراد يحافظون عليها
بعد فعلها من أن يفعلوا ما يحبطها ويبطل ثوابها
وكل ذلك مراد، لأنه من المحافظة عليها.
• لاحظ :◄
1 ــ ذكرت الصلاة أولاً بصورة ( المفرد ) •←• ليدل ذلك على أن الخشوع مطلوب في جنس الصلاة، ففي كل صلاة ينبغي أن يكون الخشوع، أياً كانت الصلاة فرضاً أو نافلة، فالصلاة ههنا تفيد الجنس.
2 ــ ذكرت آخراً بصورة ( الجمع ) •←• للدلالة على تعددها من صلوات اليوم والليلة إلى صلاة الجمعة والعيدين وصلاة الجنازة، وغيرها من الفرائض والسنن، فالمحافظة ينبغي أن تكون على جميع أنواع الصلوات.
• جاء في ( الكشاف) :◄
• وقد وحدت أولاً •←• ليفاد الخشوع في جنس الصلاة، أى صلاة كانت، • جمعت آخراً •←• لتفاد المحافظة على أعدادها وهي
( الصلوات الخمس والوتر والسنن الرتبة على كل صلاة، وصلاة الجمعة والعيدين والجنازة والاستسقاء والكسوف، وصلاة الضحى والتهجد )
3 ــ قد جيء بالفعل المضارع،
•( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ )
بخلاف ما مر من الصفات •←• للدلالة على التجدد والحدوث، ل
أن الصلوات لها مواقيت وأحوال تحدث وتتجدد فيها فيصلى لكل وقت وحالة،
• فهناك فرق مثلاً بينها وبين قوله تعالى
• ( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ )
• لأن الخشوع ينبغي أن يكون مستمراً ثابتاً في الصلاة لا ينقطع،
فهو صفة ثابتة فيها
• أما العطف بالواو في كل صفة من هذه الصفات،
للدلالة على الاهتمام بكل صفة على وجه الخصوص،
وهذا ما تفيده الواو من عطف الإخبار و الصفات
ثم لاحظ قال بعد ذلك:◄
• ( أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ )
• فجاء بضمير الفصل والتعريف في الخبر •←• للدلالة على القصر،
• أي:◄ هؤلاء الجامعون لهذه الأوصاف،
هم الوارثون الحقيقيون وليس غيرهم
• ثم لاحظ :◄
• ( الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )
• انظر إلى تقديم الجار والمجرور على الخبر،
• للدلالة على القصر و تناسب ذلك مع التقديم في الأوصاف السابقة
• والله تعالى أعلى وأعلم بمراده
• لله تعالى الفضل والمِنّه
♣ نقلاً ( Jamila Elalaily )