عندي طلب / شعر عبدالكريم رجب صافي الياسري
من مجموعتي الشعرية "مارددته الأزقة"
بَعْدَ التَّحِيَّةِ يا الَّتي..
عِندي طَلَبْ
أوَلَــسْتِ يا..
أَنْتِ السَّبَبْ؟
قابَلْتِني في لَيْلَةِ الْــعيدِ السَّعيدِ
بِــوَخْـــزَةٍ فيها الْعَطَبْ
قابَلْتِني جَذْلى بِــما
قَدْ قالَ "ذلكَ" أَوْ كَتَبْ
أَنا بِانْتِظارِكِ كَيْ نَذوبَ بِبَعْضِنا
حُبَّاً،
وَنَرْتَشِفَ الرُّضابَ،
وَنَـحْتَسي خَـمْرَ الْعِنَبْ
أَنا شاعِرٌ وَشَريعَتي
تُفْتي بِأَنَّ الصَّبَّ تَــمْـلِكُهُ
الْــتِــفاتَــةُ، وابْـتِـسامَةُ مَنْ أَحَبْ
أَنا قادِمٌ
أَتَــأَمَّلُ الرُّمّانَ، والرَّيـْحان
والْفَيْروزَ، والنَّوْروزَ،
وَالصَّدْرَ الَّذي ابْتَكَرَ التَّكَبُّرَ فَاشْرَأَبْ
أَنا قادِمٌ
لِأُرَوِّضَ الْقَدَّ الْعَنيدَ
بِتُرْجُمانِ صَبابَتي
وَأَشُمَّ خَدّاً لانَ وَاحْلَوْلى
وَفي قَلَقي انْسَكَبْ
أَنا قادِمٌ
لِأَمُرَّ في كُلِّ التَّضاريسِ الَّتي
لا تَرْتَوي، أَوْ تَرْعَوي
حَتّى يُزَلْزِلُـها الشَغَبْ
فَلَرُبَّــما أَنْتَ السَّببْ
أَنا قادِمٌ
لأُريقَ في دُنْيا دَلالِكِ
ما طَفا فَوْقَ انْشِطارِ الرّوحِ مَـجْنونا
وَما فيها رَسَبْ
وَأَرَيْتِني سَهْواً كِتابَ اللاشُعورِ،
فَمَرَّ مَوْتورٌ لِيَسْلِبَكِ الْـهَرَبْ
أَنْتِ السَّببْ
وَتَرَكْتِني
مِنْ دونِ نَظْرتِكِ الَّتي...
مِنْ دونِ هَـمْسَتِكِ الَّتي....
مِنْ دونِ لَـمْسَتِكِ الَّتي عَوَّدْتِني..
مِنْ دونِ قُبْلَتِكِ الَّتي
أَنْـجو بِـها، مِـمـَّنْ أُقابِلُ،
لِلِّقاءِ الْــمُرْتَقَبْ
فَكَتَبْتُ مِنْ هذا
وَذاكَ قَصيدَتي
فَلِمَ الْعَجَبْ
وَبَكَيْتِ حينَ قَرَأْتِـها
وَتوَرَّمَتْ عَيْنٌ أُحبُّ بَريقَها،
قَسَماً بِرَبْــــــــــ ...
قابَلْتِني جَذْلى بِــما
قَدْ قالَ "ذلكَ" أَوْ كَتَبْ
فَتَوَرَّمَتْ صَفَحاتُ قَلْبي،
حالَما غادَرْتِ يا حَوّاء،
وَانْفَجَرَتْ عَتَبْ
فَلَرُبَّـما ...
بَلْ أنْتِ، وَالله، السَّببْ
هُوَ مَوْعِدُ الرَّجُلِ الْـحَليمِ
إذا تَأَبَّطَهُ الْغَضَبْ
عودي لِرُشْدِكِ
هَلْ فُؤادِيَ مِنْ خَشَبْ؟
***********************
البصرة في أيلول، 2009