( حكايات لانا والجنية مانا )
ـــ 10 ـــ
(( عيد الفطر السعيد ))
انقضى الشهر الفضيل ، وعباد الرحمن يهتفون مرددين :
ــ لا أوْحشَ الله منك يارمضان .
وجاء العيد أخيراً ، عيد الفطر السعيد ، جائزة الصائمين .. وحلّ بحلاوته الباهرة في قلوب المؤمنين ، وراحت بهجته
الرائعة تُطلّ بضحكاتها القزحية الملوّنة مِن عيون الأطفال ، وأخذت تكبيراته الساحرة ترتفع عالياً في الفضاء الإسلامي الواسع ،وتنطلق صادحة مِن خلال مآذن المساجد
وقباب الجوامع ، وقد فرح كلّ المسلمين في العالم .
وكانت ماما الحنونة قد اشترت لإبنتها الحبيبة لانا ،وكذلك لصديقتها الجنية الصغيرة مانا ملابس العيد الجديدة ...
وحين نامت الطفلة الحلوة لانا في تلك الليلة المباركة ، ليلة العيد .. حلمت بوجه العيد الملائكيّ الجميل وهو ينظر
إليها باسماً مسروراً ، ينثر فوق رأسها المرتفع بالإيمان
وجسمها الصغير الورود الشذيّة والأزهار النديّة المُلوّنة !.
في الصباح الباكر وبعد صلاة الفجر ، لبست لانا ومانا ثياب العيد الجديدة ، وذهبتا مع بابا وماما
إلى المسجد ، وشاركتا المصلّين صلاة العيد ، وأخذتا تُردّدان مع كلّ المسلمين تكبيرات العيد
الساحرة التي تشعّ بأنوار وجماليات الإيمان .
ولما عادوا إلى البيت تبادلت العائلة التهاني بين
بعضها البعض وتناولوا قطع الحلوى عملاً بسُنة
الرسول صلى الله عليه وسلم ..
وأخرج بابا من جيبه ( العيدية ) ووضعها في يد
ابنته الحلوة لانا وهو يضحك لها ، وكذلك فعل مع
الجنية الجميلة مانا ! .
ثم بدأ الجيران والأقارب يتوافدون فرحين مسرورين على منزل هذه العائلة الكريمة :
ـــ عيد سعيد ياجمعة ... كل عام وأنتم بخير ...
كل سنة وأنتم طيّبين ...
عساكم من عوّده ...
عيد مبارك عليكم وعلى جميع المسلمين ...
وخرجت لانا إلى الحارة لتشارك رفاقها الأطفال
فرحهم وسرورهم بالعيد .... !
وراحت مانا تهتف بصوتها الجنّي الممتلئ بالسعادة قائلة :
ــ نعم هذا هو العيد يا أطفال ، هدية فرح ومحبة
مِن الله عزوجل وجائزة منه سبحانه لكل المؤمنين
الذين أطاعوه وعبدوه وصاموا شهر رمضان الفضيل .. فهنيئاً لكل مَن صام وصلّى وشهد بأنْ
لا إله إلا الله محمد رسول الله !!.
نهاية الجزء الأول مِن هذه الحكايات
بقلم : ايهاب هديب
جميع الحقوق محفوظة بأمر الله
2009