بين الأنانية والشعوربالمسؤولية:
الأناني شخص لايهتم إلا بنفسه، فهومريض بمرض حب الذات!!لذلك تجده لايتحمل نقدأ، أوتوجيها،أوإي شئ يراه ماسابذاته. لذلك ينعدم عند هذالمريض، إي إحساس بالشعوربالمسؤولية تجاه الأخرين!!! إلا أللهم مسؤولية نفسه وجنون الحب بها!!! والإستماتة في تنزيههاعن كل نقص وإهمال.
مثل هكذافرد، يصعب التعامل معه، لكونه فاقدالأستعدادية الأخذ والرد!! ولايفهم التواصل مع الآخرين، إلا بإصدارالأوامروالتعليمات وبيان وجهة نظره، وعلى الآخرين الإستماع له والأخذ برأيه.
فهو، في الغالب صلف جلف، ومتوترعنف، ينفعل من أول إعتراض عليه، ويرد بقسوة وشهوة للإنتقام والأنتقاص من كل من يحاول مناقشة وجهة نظره، وتمحيص رأيه. ولوأمتلك بعضامن خواص التميز، تفرعن في التحيز، لنفسه وبشكل هستيري. لذلك تجده فاقدا للإيثار، وبعيدا عن الإعتبارلغيره!! وخالدا للإثرة وباحثا عن الآخرين في خطأة وعثرة.
وفي النهاية غاية مثل هكذامريض، نفسه!! والتمجيد بها، والدعوة لها.
عندما يتصف الإنسان بمثل هكذا صفات مشينة، وأدواء ضنينة، يجب الإبتعاد عنه قدرالإمكان، وإلافالإحتكاك به تعب ومشقة، وحتى التودد له وإطرائه، قد لاينفع في كسب وده، لكون أنانيته دائماتطغى على سلب الآخرين حقهم، والنظرة لهم نظرة ريبة وإستصغار!!
ومادمنا ندرس مثل هكذا شخصية مريضة، وبعد أن عرفناميزاتها وصفاتها، وجب علينا التعامل معها بحذر وترقب شديدين، ويجب منعهامن الوصول إلى موقع المسؤولية ومركزإتخاذالقرار، وإلا حكمناعلى المجموع بالعيش تحت وطأة طغيان لايعرف حدود، ولايراعي ذمة لعامل مكدود.
الشعوربالمسؤولية واجب مقدس، ومن يتصف بهايرى نفسه دائما تحت طاولة الحساب والنقد، ودائما تلزمه شروط تعليمات تأدية الواجب بالكتاب والجرد. فهو محاسب أمام نفسه قبل الآخرين، ومتهم لها بالتقصيروإن رضى عنه المؤيدون وصفق لهاالمصفقون!!
وهنا نشاهد خيرمثالين للقيادة والنجاح في إدارة الأمور، لمن إتصف بالشعور بالمسؤولية!!
والطغيان والتفرعن بلخبطتها، والإنحداربالصالح العام نحو الأسفل، فالفشل، لمن أتصف بالإنانية.
هناك قول مأثور، نردده على طول وهو(يد الله مع الجماعة) بمعنى توفيق الله يكون مع الناس مجتمعة!!
والمجتمعة، ليس بمعنى إجتمعت على القبول بعبودية الفردالآمرالناهي والطاغية المتفرعن، ولكن بمعنى إجتمعت على وحدة الهدف، وتوالفت في القبول لأمرما بعد درس الأمور وقررت. وإتخاذالقرارات بمشاركة أكثرمن عقل ورأي، في فهم طبيعة الأوضاع تحت الدرس، تمنح الآخرين بعضا من تحمل المسؤولية في تدبرالأموروحسمها.
وعندها تكون قرارات الجماعة ليست فردية تعسفية، بل مجتمعة تضامنية توافقية، وقد تعرضت للنقد والغربلة وإيراد أكثرمن رأي وعقل في تمحيصها للوصول إلى نتائج شارك الكل في قرارها، ليتحمل الجميع نتائجها.
بعكسهاتكون القررات الفردية التي تفرض فرضا من قبل شخص متفرعن تسيره أهواءه وأنانياته ليفرضها على المجموع فالنتيجة الفاشلة المتعسفة والمؤدية إلى الهاوية.