فليسمح لى الأخوة والأخوات المشاركون بالاختلاف مع بعض الآراء التى قيلت
إن نشأة قصيدة النثر فى أوروبا لا يعنى أن نتبع تعريفهم لها فهى ليست اختراعا ماديا له كتالوج لا يمكن الخروج عليه
بل هى نشاط إنسانى يرتبط بالبيئة والثقافة وقد نأخذ الفكرة لكن نطبقها بما يتفق معنا
والأخطر من ذلك أن ترجمة مصطلحات مثل الفوضوية والمجانية قد لا ينقل تماما ما يقصد بهذه المصطلحات فى لغتها الأصلية
إننى أميل إلى التفكير البسيط المباشر وقصيدة النثر أو الشعر المنثور هى ببساطة
"نص شعرى تخلى عن الوزن واحتفظ بمقومات الشعر التى تجعل النص شعرا"
فما هى مقومات الشعر التى تجعل النص شعرا ؟
هذا هو السؤال المطلوب الإجابة عليه
وهو سؤال أعيى القدماء والمحدثين
وربما نأخذ بتعريف أحمد شوقى
إذا الشعر لم يهززك عند سماعه فليس حريا أن يقال له شعر
ولأن نأخذ برأى أمير شعراء العرب خير لنا من أن نأخذ برأى أمير شعراء الغرب بودلير
تحياتى
فليسمح لى الأخوة والأخوات المشاركون بالاختلاف مع بعض الآراء التى قيلت
إن نشأة قصيدة النثر فى أوروبا لا يعنى أن نتبع تعريفهم لها فهى ليست اختراعا ماديا له كتالوج لا يمكن الخروج عليه
بل هى نشاط إنسانى يرتبط بالبيئة والثقافة وقد نأخذ الفكرة لكن نطبقها بما يتفق معنا
والأخطر من ذلك أن ترجمة مصطلحات مثل الفوضوية والمجانية قد لا ينقل تماما ما يقصد بهذه المصطلحات فى لغتها الأصلية
إننى أميل إلى التفكير البسيط المباشر وقصيدة النثر أو الشعر المنثور هى ببساطة
"نص شعرى تخلى عن الوزن واحتفظ بمقومات الشعر التى تجعل النص شعرا"
فما هى مقومات الشعر التى تجعل النص شعرا ؟
هذا هو السؤال المطلوب الإجابة عليه
وهو سؤال أعيى القدماء والمحدثين
وربما نأخذ بتعريف أحمد شوقى
إذا الشعر لم يهززك عند سماعه فليس حريا أن يقال له شعر
ولأن نأخذ برأى أمير شعراء العرب خير لنا من أن نأخذ برأى أمير شعراء الغرب بودلير
تحياتى
ָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָ ָָָָָ ָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָ
استاذ مصطفى حامد – يبدو ان المخزون الثقافي الشعري العربي ينبض فيك
حد الغيرة المباركة – لكنّ الموضوع هنا ليس بالعواطف – لا بد من اضاءات معرفية
لمجاراة الحديث عن القصيدة النثرية فاشكالية الفهم كبيرة في العالم العربي ازاء
هذا الجنس الادبي
اللاغرضية يا مصطفى
هذا البعد الوحيد الذي يفرق بين النثر
وقصيدة النثر
فالنص الذي يحوي قصدا ما – يدخل في خانة النثر
ميزات القصيدة النثرية جميعها
هي عامل مرافق للاغرضية
فالايجاز مثلا ً يمكن ان يكون في الاقصوصة
الانزياح اللغوي يمكن ان يكون
في كل الاصناف الادبية الاخرى
وكذلك باقي صفات القصيدة النثرية
الا – اللاغرضية - لن تجدها في الاصناف الاخرى اطلاقا ً
هل يمكن لرواية ان تحمل سياقا
بلا غرض – قصد – موعظة – الخ
وكذلك القصة – الاقصوصة – الخاطرة – المسرحية – الخ
فحتى المسرحية او الرواية العبثية
تحمل السياق الذي تخاطب به
رسالتها ( لها قصد وغرض )
وحتى نجعل الامر بعيدا ً عن التنظير
اسألك ان تأتي بنص عربي يدحض ما جئت به
-1 خذ مثلا النص التالي الذي وضعه رياض بن يوسف
– للميس الامام - كقصيدة نثرية
نص يتكلم عن الحبيبين – اللحظة الاولى للمقابلة
– خداع الحبيب للحبيبة –
الفراق واثره لدى الحبيبة –
العتب والمناجاة جراء الفراق – الخ ..
هذا النص ليس قصيدة نثرية اطلاقا ً –
هو نص نثري مكتوب
بفنية عالية المستوى ..
فالقصد واضح والغرض واضح
- بمعنى لا لبس دلالي فيه !
************************
لميس الامام
يجتاحني الغياب ....وما يزال
أكنت تظن ان مرورك المفاجئ ذاك على متنزه حياتي سيكون مجرد محطة مؤقته كما لو كانت نزلا تمر به..؟
اذكر حين أتيتني على ضفاف الفجر زائرا متنكرا في عباءة حبيب كل متاعك ابتسامة صفراء تتثائب منهكه لا حس فيها..
.
أتيتني حاملا بيديك تلك ، ذبذبات أريج باقة ورود فاحت من الاصفر منها والبنفسجي.. كلها ألوان حزن تنتابها طقوس من الحذر واحتمالاته...تلك كانت هديتك الاولى
عربون صداقة..وعربون حب ما عدت اجد لهما مسمى
سوى العابثين في القلوب والأحاسيس، قدمت لي معهم سعادة المتكئ على مسند رمل وحزن داخل نفس استولى عليها حد اليقين....
تركتك قبالة ذلك النزل على ضفاف خضرة نهر الذكريات الذي سيبقى يسري مدى العمر داخل عروقي..وسارعت أنا الى ارتداء ثوبيّ الاسود الذي اعشق، ذاك الموشى بشذرات خيوط فجر حضورك . فرحتي كانت ممزوجة بحسرات الاشتياق الى استسلام لحضرة ما كنت اظنه الحب ..ذلك الغياب الذي ألبسني ثوب الصقيع ..ارتديته والثلج ما برح يواصل تساقطه مبعثرا داخلي ما بين شك وارتياب.. وحضور لك كان مغلفا ، ممزوجا بحرقة وصقيع..
وبرغم الثبات الذي ابديته لي ورنين الكلمات التي تحمل الاشتياق الهادئ واصل الثلج تساقطه مبعثرا داخلي ، وبرغم مواويل يذيب كل موال منها كتلا من الثلوج الا انك اخفقت ..لأنك ظننت ان هناك ثمة ما سأستحوذه منك لقاء عواطفك ...
انها رواسب انزلاقات حياتك المتعدده.ما بين سقوط
في حفرة تجربة تتلوها تجربه..
بدوت لي متيقنا من سهولة ابتلاعي لأكاذيبك دون جهد يذكر..
بيد أن ردات الفعل لدي لم تخلو من مراراة موجعه
ترافق وعي كلينا بموت شئ جميل في دواخلنا منذ أمد ليس ببعيد لن تبعث فيه الحياة قسرا..شئ جميل مات اكثرمن مره نتاج تجارب قاسيه مرت على كلينا..
هل تراني وضعت يدي على جرحين متقرحين ما زالا ينزفان؟
تملك واملك مساحات لاأصدقاء كُثُر مروا بنا في تقاطع دروب حياتنا في تلك الحقبة من الزمن الذي انصرم وبهتت الوانه ....
امر مذهل!!!! هل يجتمع ضدان؟ ام هل هي مجرد مصادفة تزامنت لتهب لنا الظروف مقلبا جديدا من مقالبها؟
لم نملك من امرنا شيئا..فكلانا مهزوم امام نفسه وأمام الآخر لا محاله..
الاجدر بنا ان نفترق ولتبقى ذلك الفارس المنتظر في رواياتي
ولأبقى تلك المرأة الطيف في رواياتك نعيش على أهبة الا ستعداد لمفاجآت اخرى، لفرح طارئ أو لفاجعة منتظره.
ففي النهاية انا وانت زمان يؤرخ السقوط في حفر رمال صحارينا المتحركة.
..
-----------------------------------
أما المعطى الدلالي في قصيدة النثر
فيمتاز بالتكثيف و الإيجازو الغموض
الذي قد يصل إلى اللبس الدلالي ׁ( رياض بن يوسف )
ָָָָָָָָָָָָָָָָָָָָ
فأقول انا –
أما التكثيف والايجاز فيمكن لهما التواجد
في الاقصوصة مثلا ً ليسا حكرا ً
على قصيدة النثر – لكن تابع معي ما قاله
- التكثيف والغموض الذي قد يصل
الى اللبس الدلالي ...
فاقول انا-
يجب ان يصل الى اللبس الدلالي –
فالمصطلح هذا يتجسد فقط
من خلال نص لا غرضية له –
وإلا لن يحدث لبس في دلالاته .
وعليه فانني اجزم ان المصطلح الوحيد الملائم
هو – قصيدة نثرية - بهذه الملامح التي ذكرتها
فبغير ذلك فاننا امام نصوص نثرية بغض النظر عن التسمية .
تحياتي للجميع ولهذا الحوار الهادف الراقي .