عادت إلى منزلها تتهاوى من العناء...
مشاعر متخبطة تنتابها.,كأنها عرق لوز جف واهترأ...
بعيدة هي عن الشط الذي تحب...بعيدة هي عن مواني الرد...ومتعة الحوار...
غابت عنه في المساء ...ليهزها ..
- أين تسرحين نحن هنا... كم مرة كررت انس هموم عملك وابقِ معي قلبا وقالبا!
-حاضر...
لكن شيئا ما يستنزف ذاكرتها وهواجسها المفعمه بتناقضات شتى....تراه مثلها يتفرقان حين يجمعهما المكان والظرف!لكنها الآن أكثر بعدا.
هبط سكون الليل مشرعا أبوابه المخيفة...يفتح باب الآفاق الخيالية...
رن جرس الهاتف!
-الساعة الثانية بعد منتصف الليل!
هبت متحفزة
-الو ...الو.... لا أحد
رن ثانية
هب الزوج قلقا
-الآن سوف تحضرين للصيدلية أمامك ربع ساعه فقط وإلا حرقتها أشبعتها بنطاق بنزين..
-كيف ذلك؟ منزلي بعيد!
وجهها تداخلت ألوانه ..وتجمدت ملامحه...
-لا أدري ربع ساعه فقط.
هزها زوجها وهو يصرخ ماذا هنااااك ...مغرم.... عاشق؟حسبي الله.
-إنه شاب يعالج من الإدمان ويبدو أن الجرعة النهارية لم تكفه.لا حول ولا قوة إلا بالله.
-حسبي الله هل استطع أن أقوم أنا بذلك؟
فلتذهب الصيد ليه للجحيم الأهم هو أنت ..حسبي الله
-لا.... ضروري تواجدي...مهم جدا.
خرجا معا وهو ينهال عليها بعبارات قادحة حارقه...
-يجب أن يقوم بمهامك احد آخر.. آمر لا استطع السكوت عنه أبدا...
ربما مكان الصيدلية في هذا الحي يحتم أمورا رغما عنا...يجب أن نجد حلا لكل هذه المتاعب..
عندما وصلا ...وأعطته الحقنة المطلوبة....
جاء أحدهم :
أريد الدواء الفلاني.......أي شيء لوالدتي....متعبه والله من السعال.
كانت عيناه الصقريتين تنضح احمرارا!
تذكرت كم ساهمت بأمور خيريه ...كم خدعت كذلك مرات...غلة الصيدلية لم تعد تكفها...فالعمل هنا يسد ثغرة قويه في حياتهما.
هي على يقين انه لن ينقص مال من صدقه...لكنه طلب مخادع كم مر بها بشر امتصوا رحيق أعصابها لتنثر خيرا في الهواء.
نظرت إليه....
ونظرت في عيني زوجها....إلى الدواء....
هطلت من عينيها دمعتين حارقتين....
و همست له بكلمه...
أم فراس 28 كانون الثاني 2008