خمسة وستون عاما ونكبتنا حاضرة]15/مايو/2013م الأربعاءملكة احمد الشريفصور نكبتنا الفلسطينية التي ترتبط بالخيمة، والمرأة التي تحمل "صرتها" وتسير في درب لا تعرف نهايته..!!
وصور الشيخ الذي يجلسه قهره على باب خيمته، ويحمل مفتاح بيته حالما بالعودة،وصور الأطفال الذين يجولون بنظراتهم المبهمة في اللامكان تكسوهم ملامح الانتظار والخوف والأمل .
صور، وصور.... هي صور لا حصر لها في الذاكرة تحمل هموم نكبة وتهجير قسري .
فأرضنا التي سلبها الاحتلال الصهيوني الغادر عام 1948 لم تعد هي فقط رمز نكبتنا ...بل تعددت النكبات ورموزها وصورها على مدار سنواتنا العجاف بأكثر من محطة لترتبط في الذاكرة بحكايا الجد والجدة الذين عاشوا النكبة وعايشوها، ولم يستطع احد إيصال هذه المشاعر الجياشة التي يحملونها بالحنين إلى البيارة، والبيدر، وكروم اللوز والعنب وأشجار التوت والجميز العتيقة ...
صور لم نعشها، ولكنها أسرتنا من خلال خطوط الزمن التي فرضت خطوطها على ملامح طفولتنا، من خلال نظرات الألم وانتظار المجهول التي سطرها الزمن في حديث الآباء والأمهات وملامح الخوف من الموت واللاعودة التي فطمنا عليها.
وتوالت صور النكبة في صور الاغتيالات والقتل بصوره البشعة والحواجز والحروب والدمار وتشريد العائلات والمجازر الجماعية.
ولكن رغم كل ما مررنا به من هذه الآلام ..
إلا انك تقف مشدوها عند أول تساؤل يطرحه عليك صغارك عن القدس وحيفا ويافا وعكا واللد، والأرض والكروم في قرانا المهجرة التي لم أراها أصلا ولكني سمعت عنها وعايشتها من حديث والداي رحمهما الله ...
حديثهما الشجي الذي كان يثير بنا الشجون والألم والأمل على حد سواء ..!!
الأمل في غد بعيد نرنو إليه، ونعيش على أمل أن نحياه، فرغم الخمسة وستون عاما التي انقضت على نكبتنا إلا أنها لا زالت حاضرة ... وما زلنا نحمل حلمهم بالعودة لأنها أمانة مغلظة حملّونا إياها ...وها هم أبناؤنا يحملونها من جديد ... نتمنى لأبنائنا القوة والسداد في حمل الأمانة.