أخيرا، وجـدت العمـر ملقـىً بمكتبـي
وظنِّي به يصطافُ فـي راحتـيْ أبـي
علـى كتفـي ليـل وضعـت بقيـتـي
وعند اتـزان الرحـل بـاءت بمنكبـي
أكـدس أحلامـي علـى حيـن شهقـة
وأبقـي بطيـات الأمـانـي معـذبـي
وقـد نازعتنـي الشـك أنـي مسافـر
إليهـا مـسـارات تطـيـح بمـركـب
فأودى بشق النور فـي حومـة الثـرى
شرودي بها، والقلب في غـور مطلـب
فهل يشرئـب النـوم أو يعلـن الكـرى
بأنـي مهيـض الليـلِ أرنـو لكوكبـي
تركـت بميـنـاء القـوافـي قصـيـدة
وبحري بحسب المـوج ليـس بمذنـب
لقد غيض صمتي واستوى الشعر وانزوى
بأقصـى انصياعـي للخيـال المـؤدب
وأبقى ضياعـي فـي متاهـات موجـة
ولا يملـك البحـار شـطـا لمـهـرب
ومـاذا يفيـد البحـث عنـي إذا أتـت
يـداي بخفـيْ غربـةٍ لـم تـهـذب؟؟
ويلوي ذراع الكشف عن موطئ الصدى
لسـانٌ تعـرَّى عـن كـلام ٍ مُعـنَّـبِ
وأدري بمن يمتاح مـن عثـرة الدجـى
قناديل حـازت بعـض خطـو مجـرب
أُطَـوِّفُ بالآهـات والفـقـد جانـبـي
يقـوي ادعائـي بالسكـوت ِ الملولـب
لأي انشطـار يـا نـزيـف تقـودنـي
وجرحي تخفَّـى بالوريـد المنضَّـب ِ؟؟
ومـا أغلقتنـي عـن منافـي شجونهـا
عيـون بهـا مـن كـل تائبـة نـبـي
أحاديـث ملقـاة ٌ وأخــرى تنبَّـهـت
على وقع همس ٍ فاستقلت لمـى الصبـي
علـى راحتـي قيثـارة حـط صوتهـا
يمامـا تنحـى عـن هديـل مـهـذب
تمشَّى أمامـي الليـل واقتـاد حسرتـي
وخلفي أجرُّ الشمس من شَعْـر مغـرب ِ
ومع وفرة التفتيـش عنهـا ولـم أجـد
يقيم سواهـا فـي حضـوري المغيَّـب
رفيقـي بصحـراء الهمـوم ولايـتـي
لروح ، تقاسي مـن سبيلـي المقولـب
أقـدم عيـنـي فرحـتـي فيعيـدنـي
إلى آخـر الأحـزان طفلـي المقطِّـب
وأبـدأ مـن حيـث افتقـدت حبيـبـة
هنـاك ، وغـارت بالنـداء المـعـذَّب
إليهـا مريـد الشعـر يسمـو هيـامـه
مضافا إليه القلب عـن طيـب مسـرب
نويت اعتكافـي تحـت أفيـاء حرفهـا
وإن تاهت الألفـاظ فالصمـت مشجبـي
كأني أنا والحزن فـي هـودج الأسـى
ولدنـا ، وسرنـا فـي شقـاء مُـدَّرَب
بقلبـي بـلا تأويـل نـبـض أتيـهـا
وجاءت تعاني من جفـاء ٍ يُظَّـنُ بـي
ـــــــــــــــــــــــــ