المجسمات الرقمية لخرائط توزيع الغطاء النباتي
اعداد عاهد ذنون الحمامي أخصائي استشعار عن بعـد جامعة الموصل
نشرت بواسطة عاهد ذنون الحمامي في 2011/9/12
عاهد ذنون الحمامي
تعتبر الأرض أحد أهم مكونات المنظومة البيئية المسؤولة عن توفير سبل الحياة لجميع الكائنات الحية والأنشطة البشرية على اختلاف صورها، ولذلك تعتبر المعلومات عن الأرض من أهم المعلومات التي يجب توفرها ليتم رصد نوعية البيئة.
ولكي تتوفر بيانات دقيقة ومفيدة لمستخدمي البيانات ومتخذي القرار عن الأرض يجب أن تكون المعلومات المتوفرة عن الغطاء الأرضي والنباتي متاحة دائما بشكل محدث ليتم إدارة تلك المصادر بأكفأ طريقة ممكنة
غطاء الأرض Land cover هو المحتوى السطحي الفيزيائي والبيولوجي (الحيوي) للأرض مثلا غابات- مزارع - تربة - صخور، أرض رطبة وغيرها . فيما يعتبر الغطاء النباتي (والغابي) من أهم مكونات الأغطية الأرضية التي تتوجب إدارتها بطريقة صحيحة وملائمة ورخيصة عبر مراقبتها من الفضاء على مرور الزمن .
قبل أكثر من خمسة سنوات لم يكن من الممكن مشاهدة توزيع انتشار الأغطية النباتية بشكله الطبيعي المرافق للطبوغرافية الأرضية إلا بعد انجاز مسح ارضي شامل وبشكل يدوي لطبوغرافية المنطقة ومن ثم يتم تحويلها ببرمجيات خاصة إلى شكل مجسم ومن ثم إكمال العمل بها حيث تسقط فوقها نتائج المسوحات المختلفة لكي نتمكن من مشاهدتها بشكل مجسم لكن ذلك يكون مصحوبا بجهود مضنية وكلفة عالية جدا وتستغرق وقتا ليس بالقصير نسبيا وحسب مساحة المنطقة المطلوب دراستها كما تتطلب فرق عمل متضافرة الجهود لإتمام العمل
تعتبر الخرائط والمجسمات الثلاثية الأبعاد (3D model maps)مصادر مهمة لكل من يعمل في مجال الجغرافية وعلوم الأرض وإدارة الموارد المائية والزراعة والغابات وغيرها من المجالات الأخرى .
حاليا يعتبر إنتاج هذه المجسمات بشكلها الرقمي ( Digital format ) وباستخدام تقانة الحاسوب والبرمجيات الخاصة بذلك أكثر دقة وأقل كلفة وتوفر جهدا كبيرا مقارنة بها عندما تنتج بشكل يدوي .
يسهل لنا استخدام وسائل وبرمجيات نظم المعلومات الجغرافية ( GIS ) استنباط أشكال و مجسمات للغطاء النباتي باستخدام خارطة موضوعية لتوزيع الغطاء النباتي بحيث ينتج مجسم رقمي تتوزع عليه أصناف الأغطية النباتية الرئيسة ( ومنها الغابات) كما في بحثنا هذا عن شمال العراق والذي يمكننا من استخدام تطبيقاته أيضا كمشروعا تمهيديا لدراسات تكميلية وتفصيلية مستقبلية لاحقة لإنتاج خرائط الميل ( Slope) و المظهر (Aspect ) وخرائط ظلال التلال ( Hill shade ) والخرائط الكنتورية Contour maps )) ومقاطع الارتفاعات ( Profiles ) وخط مستوى النظر ) (Line of sight وأيضا في تحديد مدى الرؤية (View shed ).
تتم صناعة أفضل مشهد مجسم يعزز محتوى المعلومات المطلوب تحقيقه من الخارطة الأصلية وتعتمد هذه المرحلة على خبرة الباحث وقابليته على إيجاد أفضل تركيبة لونية ولذلك فالنتيجة قد تختلف من باحث إلى آخر في إظهار الشكل المجسم النهائي بأوضح صورة ممكنة كما في المجسم النهائـي .
خاص للمجلة العلمية اهرام
http://ahramag.com/modules/publisher...php?itemid=783