مدارج الصِّبا
مقالات ملفقة( 22- 2)*
بقلم محمد فتحي المقداد
مدارج الصبا من الأماكن المحببة لنفوسنا, رأينا النور و نسجنا أحلامنا وملاعبنا فيها فيها تعاركنا مع أطفال الجيران، وما صورة الجد محمد الحسن المؤذن في الجامع العمري في مدينتي بصرى الشام و الذي كان على قائمة تلك المدارج الأثيرة على قلبي, وعلى مدار حوالي الأربعين عاماً, وكان بصعوده اليومي على الدرج الحجري المؤدي لأعلى مئذنة العروس, ليُبَلّغ بصرى وأهلها نداء الحق الخالد خمس مرات في اليوم، بصوته المُتهدّج,غير آبِهٍ بِحَرّ الصيف وبَرْدِ الشتاء, تحدوه همة الشباب لأن يكون على موعده بدون تقديم ولا تأخير, كان ذلك قبل مجيء الإذاعات والميكرفونات الكهربائية.
كم من مسكن يألفه الفتى = ولكن حنينه لأول منزل
وتكون الدّرجة هي المرقاة, وجمعها الدَّرَج الذي نرتقي منه لأماكن عليا, وهذه الأدراج على أنواع منها الحجري والخشبي والحديدي والإسمنتي, ويتوق الكثير من الموظفين في الدوائر الحكومية والشركات اكتساب الدرجات و الإرتقاء في السُلّم الوظيفي، ويجتهد الطلاب والدارسون في الحصول على أعلى الدرجات في المنافسة على التفوق على أقرانهم في بلغ المراتب الأولى.
و ما من زائر لمدينة بصرى الشام لا بد له من زيارة قلعتها الشامخة بدروب العز والفَخَار, فيدلف من بوابتها إلى المُدرج الذي يشبه الطفل في حِجْر أمه، حيث أن القلعة تحيطه من كل الجوانب كإحاطة الإسوار بالمعصم، وقد حفظته لنا من غوائل الدهر، ويقام فيه مهرجان بصرى السنوي.
وبداية مشي الطفل يقولون عنه درج, وذلك من خَطْوِهِ خُطْوَة خُطْوَة، و من درّج أمراً فيكون خطوة خطوة، ويطيب للكثير من الناس أن يتدرجوا بمشيتهم البطيئة في المساء أيام الصيف.
و اجتماعياً الناس درجات ومقامات في مختلف مناحي الحياة، منهم الشريف والوجيه والقائد و الكريم والبخيل والشجاع و الجبان والغني والفقير, ومن ذلك كانت الآية الكريمة[ ورفع بعضكم فوق بعض درجات] فقد فاوَتَ بينكم في الأرزاق والأخلاق ، والمحاسن والمساوئ ، والمناظر والأشكال والألوان .
ويقولون لشخص طالبين إليه التأني في بلوغ أهدافه ومآربه، طلوع السُّلّم درجة درجة، فبذلك يكون قد سلك الطريق الآمن. وأصبحت الأدراج الأنيقة من لوازم البيوت بشكل عام, وكذلك الأدراج لتخبئة الأوراق والأشياء الثمينة والغالية بعيداً عن عبث الأيدي واللصوص.
وقد أصبحت رياضة الدراجات النارية والهوائية، من الرياضات التي تحظي بتأييد شعبي لِهُواتِها, وسائقي تلك الدراجات هم الدرّاجون وقد تلقوا من التدريبات الهامة حتى يستطيعوا الفوز بالسباقات.
واللهجات الدارجة غالباً ما يكون لها من الخصوصية المستوحاة من الطبيعة المكانية جغرافياً وتاريخياً، الأمر الذي ربما يستعصي ببعض مفرداته المغرقة في خصوصياتها على الآخرين من غير تلك المناطق، وربما تبتعد أو تقترب من اللغة الفصيحة.
وقد درجت بعض النساء عندنا الذي يعانين من صعوبات في الحمل، فإنهم يذهبن لبعض من يكتبون الحجب ويعملون بالتمائم, ليكتبون لهن حجاب اسمه ( درج السبعة) وهذا مما تعتقده بعض النساء، و يبدو أن تسميته قد أتت من ( الدّرج ) بسكون الراء وفتحها الذي يًكتب فيه ومنه, ومن ذلك قولهم أنفذته في دَرْج كتابي بسكون الراء أي طيّه.
الكرك \ الأردن