المرحوم الدكتور محمود نديم المميز .

[ريمه الخاني]

المرحوم الدكتور محمود نديم المميز .
نشأته وأسرته .
ولد الدكتور محمود نديم المميز عام 1941 م . من أسرة دمشقية عريقة . فوالده المرحوم الحاج محمد حلمي بن محمود نديم المميز . رجل عرف بطيب أخلاقه وحسن معاملته .كريم متسامح . يعيش من ريع أملاكه . مما جعله متفرغا ﻷسرته وأوﻻده يرعاهم بعطف وحنان . ووالدته المرحومة الحاجة فاطمة ابنة المرحوم علامة دمشق الشيخ علي الدقر الرجل الذي أحيا الله به أمة وقد كان مؤثرا في مجتمعه في نشر الأخلاق والفضيلة والدين وبث روح الوطنية وفي النضال ضد المستعمر الفرنسي الغاشم . وقد رضعت والدته من أبيها وأسرتها الدين والخلق فأحسنت تربية أبنائها .
فقد نشأ الدكتور محمود نديم في ظل هذه اﻷسرة على الدين والخلق والطيبة والتسامح . وتلقى العلم في مدرسة سعادة اﻷبناء للجمعية الغراء والتي أسسها جده الشيخ علي الدقر وله من العمر أربع سنوات . وقد ظهرت ملامح الذكاء عليه فأنهى مر حلة الحضانة والتي تسمى الصف التمهيدي مبكرا لتفوقه على أقرانه . ودخل المرحلة اﻷبتدائية وهو أصغر زملائه لما يتميز به من التفوق واﻷجتهاد . وأنهاها وانتقل منها الى ثانوية السعادة التابعة للجمعية الغراء أيضا . ومدارس الجمعية تتسم بالتربية والخلق القويم الى جانب الاهتمام بجميع العلوم .وبعد أن حصل على الشهادة الثانوية بتفوق مكنه من دخول كلية الطب . حيث كان أصغر طالب في صفه . وفي هذه المرحلة بل وفي كل المراحل كان مهتما بدراسته . يبذل جل وقته في دراسته . فقد أمضى فترة مراهقته في الدراسة وشؤون البيت . فكان يساعد أهله وأخوته الذين يصغرونه في مرحهم ودراستهم . يخرح كل يوم مع صديق له يتمشى فترة من الوقت ثم يعود إلى منزله ليتابع مهمته في الدراسة واﻷطﻻع .
تابع الدراسة في كلية الطب في جامعة دمشق متفوقا في جميع مراحلها وتخرج منها . وداوم تدريبه في مشافي دمشق وراسل الجامعات البريطانية لمتابعة دراساته العليا . حيث تم قبوله في جامعة ليفربول عام 1966م في قسم اﻷمراض الداخلية . وحصل منها على دبلوم في اﻷمراض الداخلية . وراسل عددا من الجامعات اﻷمريكية لما سمع عنها من التفوق في اختصاص اﻷمراض الصدرية . وتم قبوله في جامعة جورج تاون في واشنطن . فسافر اليها .
وحصل منها على شهادة في اﻷمراض الصدرية وداوم في مشفاها وأصبح رئيسا لقسم اﻷمراض الصدرية .فيها وداوم فيها قرابة العشر سنوات . ثم رجع الى بلده حبا به وبأهله . وأسس عيادة خاصة . وعين في كلية الطب في جامعة دمشق أستاذاً ﻷمراض الصدرية . وداوم في مشفى المواساة رئيسا لقسم اﻷمراض الصدرية ومدربا لطلاب الطب الذين نهلوا من علمه وخبرته الشيء الكثير . فقد كان قاموسا في اختصاصه . ﻻيضن بشيء من معلوماته وخبرته والتي كان يتابعها باستمرار ويجيب على كل سؤال يوجه إليه من طﻻبه بوجه طلق .
لم يكتف الدكتور محمود نديم بالمعلومات التي حصّلها أثناء دراسته . بل تابع كل جديد . وأصبح له شهرة عالمية في اختصاصه . فهو أحد ثلاثة اختصاصيين في منطقة الشرق اﻷوسط في ﻻئحة ااﻷطباء اﻷمريكية . والتي تنشرها ليستفيد منها مواطنوها المقيمون في الشرق اﻷوسط عند الحاجة . وكان يدعى الى مؤتمرات عالمية ﻷمراض الصدرية يلقي فيها محاضرات وأبحاث في هذا اﻷختصاص فقد أصبح مرجعا مشهوراً في اختصاصه وعلى الصعيد العالمي والدولي .
عمله في عيادته :
لقد كان الدكتور محمود نديم وفيا للقسم الذي أداه يوم تخرجه في كلية الطب . فكان يستقبل المريض ويعطيه حقه في الفحص والتشخيص والمعالجة دون تفريق بين غني وفقير ووجيه ومواطن عادي ومسؤول وغير مسؤول . ولم يكن هدفه جمع ثروة . فقد يأتيه الفقير فيعالجه ويعطيه الدواء المتوفر لديه . أو يعطيه ثمنه . دون أن يتقاضى شيئا من المال .فقد كان كريما سخيا متسامحا في تعامله مع جميع الناس يلقاهم بصدر رحب ووجه طلق .
كان الدكتور محمود نديم طيب المعشر فقد كان له جلسات مدارسة وأنس مع مجموعات من أهالي دمشق ومن مستويات متعدده . يتدارسون فيها أبحاث متنوعة دينية واجتماعية ومرح ونوادر . شأن الدمشقيين .
علاقاته اﻷسرية :
كان الدكتور محمود نديم بارا بوالديه منذ نشأته محبا لهما ومخلصا لهما وﻷخوته وأقاربه وأصهاره . وثيق العلاقة بهم مهتما بشؤونهم يشاركهم أفراحهم وأتراحهم . يعطف على الصغير مداعبا وملاطفا . الكل يحبه ويجله . يتابع شؤونهم . كريما مضيافا .
لقد كان فقده خسارة للجميع .أسرته وأهله ومحبوه وطلابه وزملاؤه ومرضاه . رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته . وحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان وجعل الخير والعوض في خلفه .
كاتبه فاروق الطباع . دمشق 31/10/2015 .
جزاك الله خيراً

[سليلة الغرباء]

رحمه الله وأسكنه فسيح جناته

أسعد الله صباحك أختي ريمة

[سري سمّور]

سيرة حافلة بالعطاء والعمل والاجتهاد والفلاح.رحم الله علامة دمشق.