"انقلاب في أمريكا" عبر : "مسافة بين القبلات"

[محمود المختار الشنقيطي]

"انقلاب في أمريكا" عبر : "مسافة بين القبلات"
مهلا .. لا علاقة بين العنوان أعلاه،وبين مقالة الدكتور أحمد بن سْعيد والتي نشرها تحت عنوان ( انقلاب في واشنطن ..و"خليك مصدق!
الذي حصل أنني شاهدت جزء من فيلم تسجيلي عن (مكتب التحقيقات الفدرالية) في أمريكا - بثته قناة الجزيرة في قطر - ولفت نظري قول أحد المتحدثين .. أنه نصح الرئيس نيكسون بأنه إذا أراد إحالة رئيس مكتب التحقيقات الفدرالية إدغار هوفر - 1895 – 1972م - وهو أول رئيس للمكتب من سنة 1924م .. وحتى وفاته سنة 1972م.
اقترح المتحدث على الرئيس الأمريكي إذا أراد إحالة "هوفر" على التقاعد .. أن يترك له التالي :
سيارته المصفحة ضد الرصاص
مكتبه الخاص
سكرتيرته الخاصة ... أو كاتمة أسراره .. وذكر اسمها.
واجتمع رئيس الولايات المتحد الأمريكية مع مدير مكتب التحقيقات الفدرالية .. ولكن المدير لم يعط فرصة لرئيس الولايات المتحد الأمريكية،ليقول ما عنده!!
وعاد فخامة الرئيس ليحدث صاحب النصيحة .. فقال الرجل للرئيس :
تحدث معه بحزم .. فرد الرئيس سأفعل ... ولكنه لم يستطع !!
كان الحديث مدهشا في دولة (المؤسسات) والدولة التي ملأت الدنيا ضجيجا بالحديث عن الديمقراطية ..
تذكرت أنني قرأت شيئا حول هذا الموضوع في كتاب الأستاذ منير عامر .. وكنت حديث عهد بقراءته – بل قمت فيه بسياحة مؤخرا – عدت إلى الكتاب فوجدت التالي :
قال الأستاذ منير عامر أن البعض في العالم الثالث (يهاجر خوفا من نظام الرجل الواحد،هذا النظام المنتشر في غالبية بلدان العالم الثالث.
فقاطعتني { "فاطيما" الأمريكية من أصل تركي - محمود} بقولها : ومنتشر في بلدان العالم الأول أيضا. دليلي على ذلك أن محاكمات أوليفر نوفرث التي شهدتها أمريكا هيانقلاب عسكري صامت دارت أحداثه في البيت الأبيض وتولى فيه السلطة عقيد صغير في الجيش الأمريكي،وجمع من كل العاملين سلطاتهم،تماما كما كان إدغار هوفر رئيس مكتب المباحث الفديرالية يحكم أمريكا لمدة أربعين عاما،لأنه كان يسجل أخطاء الرؤساء ويصورها. فقد قام بتصوير روزفلت مع عشيقته،وكذلك بتصوير إليانور زوجة روزفلت مع عشيق لها. وجعل ترومان يرتعد في البيت الأبيض إلى أن جاء كينيدي،وقام أيضا بتصويره مع عشيقاته. أما جونسون فقد كان من السهل تصويره مع السكرتيرات. الرئيس الوحيد الذي وضع هوفر في سلة المهملات هو نيكسون،وقد دفع ثمن ذلك. ولم تعدم الولايات المتحدة وجود شخص جديد يقوم مقام إدغار هوفر،وهو أوليفر نورث. ومن يدري ماذا يخبئ الغد لأمريكا. ولعل لعبة الثلاثاء اللذيذ يلعبها مسؤول كبير آخر ويقوم بتصويره رجل آخر ويستذل رقبته. ولا أريد أن أقول إن بريطانيا نفسها محكومة بنظام الإنسان الواحد،مثل مارغريت تاتشر،ولا أريد أن أقول إن الاتحاد السوفيتي يحكمه رجل واحد،وإلا فلماذا هذا الانتقال الحاد من نظام لا يحكي أي شيء إلى نظام يحكي كل شيء،وهذا مرهون بوجود غورباتشوف؟!
قلتُ : إذن أنت لا تصدقين ديمقراطية الغرب؟
فأجابت بحدة : لا أصدقها ولا شأن لي بها.
قلت : أنا أصدق أن في الغرب ديمقراطية اسمها "الوجيز في يوم الثلاثاء اللذيذ". إنها ديمقراطية الانفجار الجسدي المصحوب بخوف عارم من الإيدز والازدواج العارم في السلوك. وهذه صفة أساسية في الحضارة الغربية.){ص 154 – 155 ( مسافة بين القبلات ) / منير عامر / بيروت/ دار العلم للملايين / الطبعة الأولى / 1990م}.
حسب الفيلم التسجيلي فإن الرئيس نيكسون لم يضع "هوفر"في سلة المهملات .. ولكن بعد موت الأخير عين الرئيس مديرا لمكتب التحقيقات .. من خارج(البيت) .. مما أغضب الممسكين بزمام الأمور .. .. فأعانوا على تسرب أسرار فضيحة (وترجيت) .. مما أدى إلى استقالة الرئيس نيكسون ..

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني

[عبد الرحيم محمود]

كل الرؤساء الأمريكيين يكونون في أمان من الفضائح
ما داموا خدما مخلصين لإسرائيل ، وبعكس ذلك تفتح
الملفات وتخرج الفضائح من الحقائب والخزائن !