إبليس ينشط
***
شعر
صبري الصبري
***
إبليس ينشط بعد عيد الفطرِ
ويبث وسوسة بجوف الصدرِ
ويعود بعد فكاكه وخلاصه
من قيده لولوغه في الفُجْرِ
ولكيد وسوسة وخبث مكائد
بين الورى في عشقه للغدرِ
ولنفخ معصية بهمز عظاته
للغارقين بمستطير البحرِ
فهو الغرور المرتجي إهلاكنا
بضلالنا بين الهوى والشرِ
وهو المريد المستعد لغزونا
بجنوده ليصدنا عن خيرِ
مازال يتقن للقتال تفننا
ليقيمنا في عجزنا بالخسرِ
ويمجنا مجا بكأس وقوعنا
بتخبط بحياتنا في السكرِ
كم قام يدعو دعوة ممجوجة
بجنونه في مستباح الأمرِ
ويعاقر الآفات تترا أوقعت
كل الضحايا بالدجى في الضُّرِ
ينساب بالزينات زينها لهم
سرا وأحيانا لهم بالجهرِ !
ويعود محتالا بكل وسيلة
متخفيا متلصصا في السرِ !
في ربقة العصيان دوما ينتشي
لما يحوم بمستطاب البِشْرِ
ويعيش بالأفراح حين نجاحه
بمهمة كانت له بالنصرِ
ويقول للأقران هذي منيتي
هذا شعوري دائما بالفخرِ
أبناء آدم إن قدرت غويتهم
جمعا لنحيا كلنا في السُّعرِ
وإذا فلحت بخطفهم و بطمسهم
كنت الموفق في طريق وعرِ
وبنات حوا ما ألذ حياتهم
بسفورهم دون الغطا والسترِ !
ببلاء ويلات السقوط بزينة
ورذيلة بين الشذا والعطرِ
وشيوع موضات التعري جهرة
في صبغة مصفوفة بالشعرِ
وعموم ألوان المفاتن أقبلت
بهطولها بين الورى كالقطرِ
وسلوك غي موغل بتكسب
بتسيب يمضي بهم للعهرِ
إبليس حرَّك للهجوم قوافلا
شتى بكرٍّ موغل في المكرِ
ليدك حصنا للقلوب بهمزه
ويصيبه بسهامه بالكسرِ
لكن كيد عدونا بتقهقرٍ
فهو الضعيف على امتداد العمرِ
يرتد بالخزي الشديد وجنده
فور استعاذتنا كمثل الذرِ
ويفر محروقا بنور تلاوة
لـ(الناس) ترديهم بقعر القهرِ
يا أيها الملعون خبت فإننا
كنا تلامذة بشهر الصبرِ
يخزيك ربي ذو الجلال بحفظه
نحيا جميعا بالندى والطهرِ
واللهَ أسأل أن نكون بنصرنا
دوما عليك بصومنا والفطرِ
صلى الإله على النبي وآله
ما هلَّ نور ساطع بالبدرِ !!