فى يوم لاأذكر معالمه تقابلت مع ميت ولاأتذكر ملامحه .. سألته : لما لاتفيق وتعى مايحدث من حولك ؟
قال : وكيف يابنتى وأنا ميت .. فأنا فى مدينة الأموات ؟
سألته : ولما لايفيق ضميرك ويدق نبض قلبك ؟
أجابنى : وكيف يابنتى يفيق ضميرى ويدق نبض قلبى وقد ماتت القلوب منذ زمن ودفنت معها الضمائر للابد ؟
قلت : ماهذا ؟ ومتى ماتت ؟ وأين تفانت ؟
قال : ماتت منذ زمن بعيد هناك ... فى دنيا الأحياء .. مدينة العجائب .. شارع الأوهام
سألته بدهشة : لم أشعر بها يوما .. من هم هؤلاء الأحياء ؟ وكيف تكون هذه العجائب ؟ وأين يقع شارع الأوهام ؟
قال : أنهم يابنتى أحياء النفوس الميتة .. وإنها عجائب العقول التائهه .. وأنه فى ذلك الطريق المؤدى إلى حيث المالانهاية
قلت : كيف تحيا النفوس وهى ميتة .. وماهى عجائب العقول التائهه ؟ وماتفسيرك لطول ذلك الطريق ؟
قال : لقد ضجرت منك ومن كثرة أسئلتك ؟
وعدته بعد طرح أسئلة أخرى
قال : أنها يابنتى النفوس التى تحيا كى تموت .. وإنها تلك العجائب التى تراها العقول عندما تتوقف لترى أنها قد ضلت وتاهت عن ذلك الطريق الذى لا ينتهى إلا عندما تستيقظ النفوس وتهتدى العقول
.. ومع أننى وعدته بعدم طرح اسئلة أخرى .. ذهبت ولكنما فجأة راودنى هذا السؤال : كيف لميت أن يتكلم ؟
وعندما عدت له لم أجده .. وبحثت عنه دون جدوى .. وهنا عرفت أن هناك من يموت لخالقه .. وهناك من يموت بداخله .. وهناك من يموت حتى لايجيب على أسئلتى
بقلم / هبة مجدى
العزيزية _ منيا القمح
محافظة الشرقية