قراءة فى كتاب البدايات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد
هذه قراءة لكتاب البدايات وهو أحد كتب إسحق أزيموف والذى تمت شهرته عند قراء العربية باسم مخالف للحقيقة وهو إسحق عظيموف ليبدو وكأنه أحد الروس المسلمين بينما هو فى الحقيقة يهودى الأصل مولود فى روسيا ولكنه أمريكى أعلن كفره باليهودية كما فى هذا الكتاب كما فى قوله :
"فلننظر إذن إلى البشرية دونما حاجة إلى قبول القص التوراتى بحذافيره "ص41
وأيضا فى اعتباره حكاية الخلق فى العهد القديم مجرد حكاية شعرية فى قوله :
"وبدلا من أن يقولوا إن الله نشا من الشواش قالوا إنه موجود منذ الأزل كان " روح الله يرف على وجه المياه " سفر التكوين 2:1 ثم أنجز الله الخليقة خطوة خطوة لكنه فعل ذلك بمجرد كلمة منه ومشيئته وحدها هى التى فرضت النظام والحكاية شعرية باقتدار ومتقدمة بكثير عن أية حكاية خليقة ابتدعت فيما سبق "ص149
ويقال أنه منكر لله ولكنه فى هذا الكتاب لا يبدو منكرا وإنما فى حالة تيه
الرجل يبدو متمكنا فيما يسمى خطأ بالعلوم وهو يتناول الموضوعات فى الكتاب تناولا رائعا فى الغالب وإن كان ليس صحيحا فى كثير من الأمور ويعترف الرجل بالحقيقة المرة وهى :
"ولعلك ترى من هذا السرد أن البت فى مجرد لحظة البداية لظاهرة حديثة جدا ليس من السهولة بمكان ولو توافرت لديك كل التواريخ .....وعليك أن تقرر ما إذا كنت ستأخذ فى الاعتبار المحاولات غير الناجحة أو المحاولات الناجحة التى لا تفضى إلى أى نتائج "ص19
الرجل أعلن منذ البداية أن الكتاب مجرد محاولات غير ناجحة لأن حتى المحاولات الناجحة لم ولن تأت بالحقيقة فى الموضوع البدايات وهذه الفقرة تنسف كل الكتاب لأنها تقول أن البحث فى البدايات عبث وهى تنفى كل ما جاء فى الكتاب خاصة فى موضوع إيمان الرجل بنظرية التطور ورغم تلك الفقرة فإن الرجل اتبعها فى نفس الصفحة بإيمانه بنظرية التطور فقال :
"وثمة نقطة أخرى يمكننا طرحها ألا وهى أن البدايات قد تكون غير واضحة بعض الشىء لأن التغييرات تحدث دائما عبر عملية تطور أى تراكم تغييرات صغيرة بل صغيرة أحيانا إلى حد أنك لا تستطيع تحديد النقطة التى يسعك فيها أن تقول هذه هى البداية "ص19
ومع هذا كرر نفس مقولته الأولى فى نهاية الفقرة :
" إلى حد أنك لا تستطيع تحديد النقطة التى يسعك فيها أن تقول هذه هى البداية "ص19
كما عاد لتكرارها فى قوله فى الفقرة التالية لها :
"ويصدق هذا على كل شىء تقريبا وتتضح بجلاء صحته كلما اتسع نطاق الشىء الذى تسعى إلى تتبع بدايته فى الماضى ومثال ذلك لنفرض أن ما تسعى إلى تتبع بدايته فى الماضى ليس الطيران المعزز بطاقة بل التاريخ ذاته متى يبدأ السرد المتأنى للمعارك والصراعات والمشاكل والحلول والشر الخبيث والخير الجهيد الذى سطر تاريخ الإنسانية الطويل "ص20
وهنا يؤكد أن كل شىء تنطبق عليه قاعدة الجهل بالبدايات وعدم إمكانية التيقن منها
"أبدأ كتابة هذا الكتاب عن البدايات متمتعا بميزة هائلة وهى أن كل حكومات العالم متفقة على طريقة قياس الزمن "ًص11
هذه المقولة يبدو مشكوكا فيها فدولة كالسعودية التى تزعم تطبيق الشريعة تتخذ السنة القمرية أساس زمنى تبنى عليه وكانت ليبيا فى عهد القذافى قد اخترعت سنة قمرية تبدأ بوفاة محمد(ص) بدلا من هجرته كما أن ما يسمى الجمهورية الإيرانية تستخدم تقويما من أيام عمر الخيام كما أن الشهور فى كثير من البلدان وإن اتفقت على قياس السنة كعدد أيام فإنها تختلف فى تسميات الشهوروأحيانا تختلف فى عدد أيام الشهر ففى السنة الفارسية 6 شهور31 يوم ثم5 شهور 30 يوم ثم الشهر الأخير29 يوم كما أن بدايات الشهور تختلف من تقويم لأخر فالمتفق عليه فى الغالب هو عدد أيام السنة وأما التعامل بالتقويم الجريجورى والذى يسمى الميلادى فيتم التعامل به فى التعاملات الدولية فى الطيران والمنظمات الدولية كنوع من التنظيم وليس اعترافا به
"إن الوثائق المدونة المتعلقة بالأزمنة الحديثة متوفرة بامتياز ولعل سببا واحدا فى ذلك هو أنه لم يمض عليها سوى زمن قليل لا يدع فرصة تذكر لأن تضيع أو تدمر إلى الأبد وثائق حاسمة الأهمية وثمة سبب أخر وهو أن المخترع الألمانى يوهان جوتنبرج اخترع نحو سنة 1450 الطباعة بحروف متحركة وبذلك أصبح فى الإمكان إنشاء سجلات متعددة من كل نوع بحيث استحال تدميرها وضياعها إلى الأبد ً"ص 21
الخطأ فى الفقرة هو استحالة تدمير الوثائق وضياعها للأبد فى العصر الحديث بسبب الطباعة التى جعلت نسخ عديدة من الوثيقة فى أماكن متعددة فالوثائق من السهل تدميرها وتضييعها للأبد بسبب الحروب فسجلات كسجلات الرايخ الثالث تم تدمير معظمها فى الحرب العالمية الثانية بعد محو الكثير من المدن الألمانية من الوجود بالقصف المتواصل ووثائق مدينتى هيروشيما ونجازاكى تحولت لأثر بعد عين بسبب القنابل النووية التى ألقيت عليهم
وفات على الرجل عدة أمور فى كتابة التاريخ أهمها :
-أن التاريخ يكتبه المنتصر من وجهة نظره ومن ثم أصبح الحلفاء فى عصرنا هذا هم أهل الخير والمحور هو محور الشر وساهم فى ذلك الإعلام بوسائله المختلفة فهتلر ورفاقه فى كل الأفلام الأمريكية تقريبا أشرار أو مجانين فى أحسن الأحوال
- أن الوثائق تتناقض فكل دولة عندما تتناول حدث واحد تتناوله من وجهة نظرها ومن ثم تتوه الحقيقة ولا تكون الوثيقة ساعتها مصدر للحقائق بل كثيرا ما يكون الطرفان كاذبين
-أن الأنظمة القمعية وحتى من يسمون أنفسهم أحرار قادرون على محو الكتب والوثائق بحيث تختفى حتى يوم القيامة
-"ولكن قبل الأزمنة الحديثة مرت على أوربا ألف سنة يشار إليها عادة باسم الحقبة الوسيطة أو العصور الوسطى لأنها جاءت بين الأزمنة الحديثة والأزمنة القديمة والعصور الوسطى لا سيما نصفها الأول شحيحة بعض الشىء بالوثائق ومن أسباب ذلك طول الزمن المنقضى بحيث تهيأت فرص أكبر لحدوث الخسائر والكثير من التقلبات وصروف الدهر التى تسببت فيها لا سيما فى غياب الطباعة ثم إنه كان عصر إيمان كانت فيه الأمور المتعلقة بالدين أهم كثيرا من الأمور المتعلقة بالدنيا ومن ثم كانت السجلات المحفوظة قليلة ورديئة ومع ذلك فبرغم التاريخ مشوش فى حقبة الألف سنة هاته لدينا ما يكفى لرسم صورة لا بأس بها للأحداث التى جرت فيها "ص21
الخطأ الأول هو جعل تاريخ أوربا هو التاريخ المركزى للعالم قديم وسط حديث وهو كلام ينفى وجود كل الآخرين حتى وإن وجدت حضاراتهم وأديانهم قبل أوربا
والخطأ الثانى تقسيم التاريخ نفسه لقديم ووسيط وحديث فهو تقسيم عديم القيمة لأن الزمن كلما تقدم يجعل الحديث وسيطا والوسيط قديما وهو ما يدخلنا فى متاهات
والخطأ الثالث شحة الوثائق بسبب طول الزمن وهو كلام غير علمى فشحة الوثائق أو كثرتها لا تمثل الحقيقة فأحيانا ما تكون الكثرة شاهد زور ويضرب المؤرخون أمثلة على هذا مثل تحتمس الثالث الذى وضع اسمه على آثار سابقته حتشبسوت وغيرها وكذلك فعل رمسيس الثانى فى التاريخ المسمى كذبا بتاريخ الفراعنة والمثال الصارخ هو وثائق محاكمات نورمبرج الكثيرة جدا التى تدين نظام هتلر فالنظام الهتلرى لم يكن أكثر وحشيا من الحلفاء بل إن الحلفاء كانوا أكثر وحشية فهم من سبقوه لاحتلال البلاد وارتكبوا المذابح فى شتى أنحاء العالم وإن كان الرجل قتل عدة ملايين فهم قتلوا عشرات الملايين من الشعوب المختلفة وأخذوا ثرواتهم
-"أما انجلترا فهى بشكلها الحديث أقدم عهدا ذلك أن وليم دوق نورمانديا(1027-1087)غزا انجلترا وهزم الانجليز فى معركة هيستنجز بتاريخ14 أكتوبر1066 وأنشأ نظاما ملكيا وطيدا وبوسع الملكة اليزابيث الثانية التى تحكم تلك البلاد الآن أن تثبت انحدارها من نسل وليم وبذلك يكون عمر السلالة الآن 921 سنة بل إن شكل فرنسا الراهن أوغل فى القدم إلى تولى هوج كابيت(940-966) الملك فى 987 ألف سنة بالضبط قبل اللحظة التى أكتب فيها هذا وكان أخر أحفاده لوى فيليب الأول الذى نزل عن العرش فى 1848 أى أن الأسرة استمرت تحكم 861سنة "ص22
الرجل هنا يتكلم وكأنه عاش كل العصور فيحدد بالتواريخ بل ويثبت انتماء اليزابيث لسلالة وليم وهو كلام ينفيه أن السلالة تنتمى فى النصرانية للأب وليس للأم وعلى حد علمى ففكتوريا كانت أخر أبناء السلالة وأولادها ينتمون لرجل أخر هو زوجها وعائلته وحتى اليزابيث الثانية تزوجت من رجل من عائلة أخرى فأصبحت هناك أسرة ثالثة
-"والواقع أن التأريخ بالحقبة المسيحية يشوبه عيب جسيم إذ أن السنة1 متأخرة فى التاريخ إلى درجة غير مريحة فيوليوس قيصر وكل ما قبله يسبق السنة 1 ولابد من الشروع فى العد القهقهرى فمثلا بما أن يوليوس قيصر اغتيل44 سنة قبل السنة1 فإنه يكون قد اغتيل سنة44 ق م أما تأسيس مدينة روما فإنه حدث 753 سنة ق م أى سنة 7543 ق م وغير المسيحيين لا يريدون استدعاء ذكرى المسيح يستخدمون الحروف الأولى ق ح ع التى تعنى قبل الحقبة العامة ولهذا النظام عيب صغير لكنه مزعج وهو أنه لم يأخذ فى الحسبان وجود سنة صفر تفصل ما بين قبل الميلاد وبعد الميلاد مع دخول الغاية ولبدأت السنة 10 م عقدا جديدا ولبدأ عندئذ كل عقد فى 1 يناير من سنة ينتهى رقمها بصفر وكل قرن فى أول يناير من سنة ينتهى رقمها بصفرين وكل ألفية ينتهى رقمها بثلاثة اصفارً"ص26
ينتقد هنا الرجل التاريخ المسيحى وهو يقصد التقويم الميلادى وهو انتقاد صحيح غالبا وحكاية السنة الصفر مضحكة فالصفر يعنى العدم ومن ثم لا يمكن وجود تلك السنة فالأعداد تبدأ بواحد والتاريخ الصحيح معضلة لا يمكن أن يصل لحلها إنسان إلا عبر وسيلة إلهية والمراد هو أن الكعبة الحقيقية بها ساعة الزمن الحقيقية وهى ساعة ليست السنوات فيها بعدة آلاف بل ألوف الألوف من المليارات
ويستمر الرجل فى انتقاده للتاريخ النصرانى المعتمد على العهد القديم الذى يسمونه تجاوزا التوراة وما هى بتوراة الله كما ينتقد التاريخ المنسوب للسومريين والذى يعتمد نفس المقولة 6000 عام فى قوله :
"وبوسعنا أن نتساءل عما إذا كان تحديد مثل هذا التاريخ بداية لكل شىء مقنعا على علاته وعلى أى حال فالسجل التاريخى الذى بين أيدينا حتى بالنسبة للسومريين يحشر كل التاريخ المكتوب داخل فترة الـ6000 سنة وفضلا عن ذلك فإن التوراة تتحدث عن كل البشر بوصفهم مكتملى التكوين مكتملى النمو ومكتملى الذكاء من لحظة الخليقة ومشمولين بالعناية الإلهية كذلك "ص38
ونلاحظ فى الجزء الأخير أنه لا يريد تصديق كون البشر مكتملى التكوين مكتملى النمو ومكتملى الذكاء من لحظة الخليقة وهو رفض ليس عليه دليل علمى فحتى الجماجم التى يستدلون بها لا تدل لا على ذكاء ولا غباء فصغر حجم الدماغ أو المخ أو كبره لا يدل على شىء فكم من كبير حجم المخ لكنه غبى فى عصرنا وكم من صغير المخ ذكى
لكى يكون الكلام علميا لابد من المعاصرة وهى المعاينة فلا يمكن أن تكتشف غباء أو ذكاء المخلوق من عضو فى جسمه وإنما عن طريق التعامل معه ومعرفة ماذا يفعل وماذا يقول وهو أمر لم ولن يتوافر لبشر حتى يوم القيامة
وينتقد الرجل الأوربيون فى مقولة مركزية أوربا وكونها مهد الحضارة وأن بقية الشعوب أقل منهم وهو قوله :
"كان الأوربيون على استعداد تام لقبول فكرة دونية وتفسخ الشعوب الأخرى لكن هذا خطأ تماما لقد كانت هناك شعوب كثيرة متحضرة بينما كان أسلاف الأوربيين برابرة وأولئك المفترض أنهم برابرة يستطيعون انجاب أطفال يمكنهم إنجاز أشياء عظيمة إذا تعلموا بل إلى حد إحراز جوائز نوبل وغيرها من الجوائز الرفيعة فلننظر إذن إلى البشرية دونما حاجة إلى قبول القص التوراتى بحذافيره ولنحاول الحكم فقط بناء على ما يمكننا ملاحظته واستنتاجه "ص41
وخطأ الفقرة تتمثل فى :
حكاية البرابرة أسلاف الأوربيين وأسلاف غيرهم فالبربرة هى مصطلح يطلق على الجهل والعنف وهو معنى ينطبق على معظم شعوب العالم سابقا وحاليا ولاحقا
" والحضارة لا تستوجب بالضرورة الكتابة لكنها تجعل الكتابة أمرا لا مفر منه فى النهاية ومع زيادة تعقد الحضارى يصبح من الضرورى وجود نظام للكتابة ولو لمجرد حفظ البيانات الخاصة بإنتاج المحاصيل وحساب الضرائب وإثبات المتحصلات وإرسال وتلقى الرسائل التى تكفل التعاون وهلم جرا وكل مجتمع ابتكر كتابة كان فى زمانه حضارة بل وحضارة متقدمة إلى حد ما أما مجتمعات الصيد والجمع فإنها أبسط من أن تحتاج إلى كتابة والمجتمعات لا تتحمل مشقة ابتكار نظام للكتابة إلا إذا اضطرت إليه"ص44
فى هذه الفقرة نلاحظ التناقض بين كون الحضارة لا تستوجب الكتابة فى قوله " والحضارة لا تستوجب بالضرورة الكتابة" وبين كون أساس الحضارة ابتكار المجتمع للكتابة فى قوله " وكل مجتمع ابتكر كتابة كان فى زمانه حضارة"
"وفى التوراة كان قابيل (قايين فى التوراة .م ) ابن آدم البكر مزارعا من أول الأمر وهابيل ابنه الثانى راعيا فكيف تعلما الزراعة والرعى؟ إن التوراة لا تقول ذلك لكن يبدو جليا أن لا مندوحة عن أن يكون الله هو الذى علمهما ذلك "ص44
الخطأ هنا هو تعلم قابيل وهابيل الزراعة والرعى من الله وطبقا لما أتى فى العهد القديم فإن الله علم آدم (ص) وليس ولديه وهو قول سفر التكوين «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. 18وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 19بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».
ويثير الرجل مشكلة سنة ولادة يسوع فى العهد الجديد وهى مسألة تنسف التقويم الميلادى الجريجورى فالرجل المفترض أن يؤرخ بميلاده ولد قبل 4 سنوات من ميلاده الجريجورى وهو قوله :
"ثم إنه بما أن المسيح لا يمكن أن يكون قد ولد بعد سنة 749س ت م إذا صح ما جاء فى إنجيلى متى ولوقا فلا يمكن أن يكون قد ولد بعد سنة 4 ق م أى أربع سنوات قبل ميلاده الفعلى بل إنك ستجد فى طبعات كثيرة من الكتاب المقدس أن سنة ميلاد المسيح هى سنة 4 ق م وهذا سوف يثير الضحك بالتأكيد إن كان من المسموح به الضحك فى مثل هذه الأمور "ص27
"فى فترات بالمحاولة والخطأ وهذا يعنى أن 900 سنة الفاصلة بين تاريخ الخلق الذى توصل إليه آشر واختراع السومريين للكتابة مدة غير كافية فنحن لا يمكننا أن نتوقع أن يتسنى فى 900 سنة نشوء حضارة معقدة بما فيه الكفاية لإجبار الناس على استخدام الكتابة "ص44
الخطأ هو أن 900 سنة غير كافية لإنشاء كتابة وحضارة وهو كلام بلا دليل علمى فلا هو ولا نحن ولا غيرنا يستطيع العودة للخلف للتأكد من صحة مقولته
-"ومثل هذه النظريات سواء تحدثت عن آلهة أو شياطين أو ملاحى فضاء قدامى مهينة لروح الإنسان التى لا تقهر فالناس هم الذين اقاموا الحضارة وكل ما أفضت إليه ولا ينبغى حرمانهم من الفضل فى ذلك والمصريون هم الذين بنوا الأهرام وفعلوا ذلك بإنفاق قرون عديدة فى تطوير التقنيات اللازمة لتحقيق الغرض وببناء أهرام غاية فى البساطة فى أول الأمر ثم الأهرام أكثر تطورا وهلم جرا وأخيرا تعلموا كيف يبنون الأهرام كاملة الحجم " ص45
الخطأ هنا مقولة التطور من الصغر للأكبر أو من البساطة للإتقان والاستشهاد بالأهرامات جانبه الصواب فلو قلنا أن هرم سنفرو المدرج كان البداية فهرم الابن خوفو كان الأكبر والأعظم وهرم ابن الابن خفرع كان أصغر من هرم خوفو وهرم ابن ابن الابن خفرع أصغر منهم وهؤلاء كانوا فى الدولة القديمة المفترض أنها أقل اتقانا ومع هذا فأهرامات الدولة الوسطى كانت أقل حجما بكثير بل وكانت مبنية كهرم اللاهون بالطوب اللبن ومن ثم فالتطور كان للأمام والتدهور كان للأمام
-" وقرب نهاية القرن19 كشف لأول مرة النقاب عن تفاصيل خاصة بالحضارة السومرية أقدم حضارة على وجه الأرض وفيما بين 1922 و1934 حل عالم الآثار الانجليزى شارلز لينارد وولى (1880-1960 ) ألغاز تاريخها كله تقريبا بفضل حفائر أجريت فى موقع مدينة أور القديمة التى هاجر منها إبراهيم إلى كنعان طبقا للسرد التوراتى" ص47
هنا الحضارة السومرية أقدم حضارات الأرض بعمر6000 عام وهو ما يناقض قوله بكون أقدم حضارة عمرها12000 سنة فى قوله
"وعلى سبيل المثال يبدو بفضل استخدام تقنيات التاريخ بواسطة الكربون 14 أن ثمة آثارا للزراعة والمساكن فى موقع مدينة أريحا منذ مدة طويلة ترجع على 9000ق م أى ما يقرب من6000 قبل اختراع الكتابة فى أى مكان وربما توجد أماكن بدأت فيها الزراعة قبل ذلك بألف سنة بحيث يمكن القول عن الحضارة عمرها12000سنة اى بالضبط ضعف المدة التى ظن اشر أنها عمر الأرض والعالم "ص51
-"إن الأدوات التى يكتشفها علماء الآثار مصنوعة من مواد مختلفة ففى منطقة معينة أيا كانت يمكن أن تكون الأدوات حديثة الصنع نسبيا مصنوعة من الحديد والأدوات الأقدم عهدا تكون غالبا مصنوعا من البرونز أما الأدوات الأقدم من هذه وتلك فمصنوعة من الحجر "ص53
الخطأ هنا هو أن المصنوعات لها مواد تصنيع ترتيبها من القديم للحديث هى الحجر ثم البرونز ثم الحديد وهى مقولة لا برهان عليها لتداخل مواد التصنيع فى كل عصر وحكاية أن الحديد أحدث من البرونز تخالف طريقة التفكير التطورى فالبرونز سبيكة مركبة من النحاس والقصدير والمركب يأتى بعد البسيط وهو الحديد المفرد طبقا لتلك النظرية الفاشلة
-"ويمكن المضى فى المجادلة حول ما إذا كانت كلمة جنس الواردة فى التوراة تعنى ما يقصده رجل العلم عندما يقول نوع ولكن لا يمكن المجادلة بأى حال فى أن التوراة تقول عن الأجناس المتنوعة من الكائنات الحية النباتية والحيوانية خلقت كأجناس مختلفة لقد وجدت منفصلة عن بعضها منذ لحظة خلقها ويبدو أن لا سبيل على تحول أحدها إلى الأخر كان يتحول كلب على قطة و زرافة على شجرة بلوط بل أكثر من هذا يبدو أن ما نشاهده يتفق مع هذا التفسير لعبارات التوراة فالقطط تلد قططا والكلاب تلد كلابا ولم يحدث أن ولدت الكلاب قططا ولا القطط كلابا وفضلا عن ذلك إذا نظرنا فى وصف الكتابات القديمة لحيوانات معينة أو شاهدنا فى أعمال الفن القديم ملامح لتلك الحيوانات لا تضح أن لا جدال فى أن حيواناتنا هى حيواناتهم بدون أى تغيير ومع ذلك لا ينبغى أن نطرح جانبا الفكرة غير المعقولة فى الظاهر والقائلة بالتطور البيولوجى " ص58
نلاحظ عن الأجناس المتنوعة من الكائنات الحية النباتية والحيوانية خلقت كأجناس مختلفة لقد وجدت منفصلة عن بعضها منذ لحظة خلقها أن الرجل يناقض نفسه فبعد تأكيده على أن الواقع يؤيد كلام العهد القديم وحتى الكتب القديمة والرسومات عبر التاريخ تؤيد نفس الفكرة وبعد أن يؤكد هو نفسه أن لا جدال فى تلك الحقيقة يعود فى نهاية الفقرة إلى إيمانه بالتطور الأحيائى بعدم التخلى عن مقولة التطور
-" وعلى وجه العموم فإن السجل الأحفورى ليس فقط ناقصا بشكل رهيب بل سيظل كذلك إلى الأبد ومع ذلك فهو يحتوى على ما يكفى للتدليل بقوة على حقيقة التغير التطورى ويجب أيضا ألا يغيب عن البال أن النظرة العلمية إلى التطور لا تتوقف على الحفريات وحدها بل تعتمد على الأدلة المستمدة من فروع علمية أخرى وكلها تؤكد بقوة ما تنطق به الحفريات "ص65
نلاحظ التناقض الجنونى وهو أن الرجل يؤكد على كون التطور حقيقة ومع هذا يؤكد على كونه ليس إلا خرافة من خلال نقص السجل الأحفورى بشكل رهيب فكيف يتم إثبات حقيقة بأدلة ناقصة بشكل رهيب
كما نلاحظ أنه يتكلم بمنهج غير المنهج العلمى فيؤكد أن الأدلة المستمدة من فروع علمية أخرى كلها تؤكد بقوة ما تنطق به الحفريات ومع هذا لا يذكر لنا تلك الأدلة فى الفروع العلمية الأخرى
ومع هذا التناقض وعدم استعمال المنهج العلمى فإنه يؤكد مجددا وجود حلقة مفقودة لا يمكن إثباتها وهو ما ينسف كلامه عن التطور فيقول فيها :
" ومع ذلك فإننا بصورة أو أخرى لم نحدد موقع الحلقة المفقودة فحتى لوسى وهى أقدم شبه قرد إفريقى معروف تعتبر أقرب كثيرا إلى الكائن البشرى منها إلى القرد بسبب قدرتها على السير منتصبة القامة إنها ليست القرد الإنسان ليست الكائن الحى الذى يقع فى منتصف الطريق بين القردة والكائنات البشرية والذى يبحث عنه الناس هناك إمكانيتان أيقظتا الآمال فى هذا الاتجاه لكن ثبت أن كلتيهما كانتا أملين كاذبين "ص81
ويثبت الرجل فى نهاية الفقرة كون أن الأدلة التى تظهر هى مجرد ىمال كاذبة حيث لا دليل على التطور المزعوم
"فالظاهر إذن أن التطور الارتقائى الذى أتاح ظهور أشباه الإنسان ثم الكائنات البشرية فى النهاية لم يكن متمثلا فى المخ العملاق أو اليد الماهرة بل فى إلتواء العمود الفقرى الذى جعل الوقوف ممكنا وانطلاقا من هذا أمكن أن تأتى كل التطورات اللاحقة "ص80
يثبت الرجل هنا أن التطور الإنسانى سببه عضو جسمى هو العمود الفقرى وهو ما يناقض كون سبب التطور البشرى هو الروح فى قوله :
"ومثل هذه النظريات سواء تحدثت عن آلهة أو شياطين أو ملاحى فضاء قدامى مهينة لروح الإنسان التى لا تقهر فالناس هم الذين أقاموا الحضارة وكل ما أفضت إليه ولا ينبغى حرمانهم من الفضل فى ذلك " ص45
وحكاية اليد أو المخ أو العمود الفقرى هى خرافة فالإنسان ليس الواقف الوحيد وليس صاحب اليد الوحيد وليس صاحب المخ الوحيد
-"ينقسم الكينوزوى 7 أقسام أو فترات ويورد الجدول التالى المدة التى استغرقتها كل فترة منها محسوبة بملايين السنين الماضية م س م
فترة الباليو سين قديم الحديثة 65-54 م س م
قترة إيوسين فجر الحديثة 54-38 م س م
فترة أوليجوسين نزر من الحديثة 38-26 م س م
فترة ميوسين قليل من الحديثة 26-7 م س م
فترة بليوسين مزيد من الحديثة 7-3.5 م س م
فترة بليئستوسين معظم الحديثة 2.5- 01. م س م
فترة هولوسين الحديثة تماما 10000سنة الأخيرة "ص 90
يتكلم الرجل هنا وكأنه على يقين مع أن لا أحد شاهد تلك الملايين من السنين وهو ما يتناقض مع المنهج العلمى القائم على المعاينة والمعاصرة وهو أمر لا يمكن تحققه فلا يمكن أن يعيش إنسان حتى مليون سنة ولا حتى عشرة آلاف وهو ما أكده قوله تعالى
" ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم "
وفى الفقرة التالية نلاحظ التخبط :
"ويدور بعض الجدل حول ما إذا كانت تلك الحيوانات اختفت نتيجة لاصطياد البشر إياها حتى إفناءها أو نتيجة لتغيرات مناخية ورأيى باعتبارى لست خبيرا أن من السخف المجادلة فى ذلك فالكائنات البشرية هى المسئولة طبعا وحتى لو لم يكن البشر نشطوا فى صيدها حتى إفناءها وأنا أراهن أنهم فعلوا ذلك فإن تلك الحيوانات شغلت بالتدريج كل الحيز الصالح للحياة والثدييات الكبرى معرضة للخطر فى مثل تلك الظروف فهى تحتاج إلى مقادير كبيرة من الغذاء ومن ثم تحتاج إلى حيز كبير لتجد فيه غذاءها وعددها صغير نسبيا فى أحسن الفروض وهى تنمو ببطء وتنجب قليلا وفى فترات متباعدة نسبيا وبالتالى فكثرة الوفيات فى صفوف الثدييات الكبيرة تستنزفها كنوع بقدر أكبر كثيرا مما يحدث نفس العدد فى صفوف الوفيات فى صفوف أنواع أصغر حجما وأوفر نسلا " ًص94
التخبط هو فى ادعاء الكاتب فى كون البشر مسئولون عن إفناء بعض الأنواع بالصيد بقوله "ورأيى باعتبارى لست خبيرا أن من السخف المجادلة فى ذلك فالكائنات البشرية هى المسئولة طبعا" ومع ذلك فهو يحملهم المسئولية حتى لو لم يصيدوا تلك الأنواع بقوله " وحتى لو لم يكن البشر نشطوا فى صيدها حتى إفناءها"
واتهام البشر بالتسبب فى انقراض بعض الأنواع هو ضرب من الجنون فلا يوجد أنواع منقرضة تماما من الأرض ولكن علم البشر القاصر هو من يدعى ذلك فهناك حوالى عشرة مناطق من الأرض لم يكتشفها الناس حتى الآن كما يزعم علماء الأحياء فى الغرب ومن ثم فحكاية الانقراض يسلمون بها رغم أنهم لم يكتشفوا تلك المناطق وهى مناطق واسعة
وفى الفقرة التالية:
"غير أنه منذ65 مليون سنة انقرضت الزواحف الكبرى وأنواع كثيرة أخرى من الكائنات فى واحدة من فورات الانقراض الجماعى الكبرى وأيا ما كانت أسباب هذه المقتلة الجماعية كما تسمى أحيانا فإنه ترتب عليها ترك مساحات شاسعة ذات بيئة ملائمة شاغرة وإذا حدث أكبر حجم أحد الثدييات فإنه لم تكن هناك زواحف عملاقة يحسن عدم لفت انتباهها غير المرغوب وإذا الحيوان الثديى أكثر أمنا من عدوان ثدييات أخرى لذلك فإن زيادة حجم الثدييات أمسى فجأة عونا على البقاء بدلا من أن يكون كما فى السابق نذيرا بالموت ومن ثم انتشرت الثدييات سريعا فى كل الاتجاهات (الاشعاع التطورى) لشغل شتى الأصقاع الملائمة بيئيا التى كانت تحتلها الكائنات التى اختفت من الوجود واحتلت أكبر الثدييات الصقع ذا البيئة الملائمة الذى شغلته كبريات الزواحف من قبل ومع ذلك اندثرت هذه الثدييات الكبرى فى نهاية المطاف كانت الثدييات أذكى كثيرا من الزواحف ومع تقدم الكينوزوى تحرك تطور الثدييات فى اتجاه زيادة الذكاء وليس زيادة الحجم إذ ثبت أن ذلك أكثر فعالية فى ضمان البقاء "ص97
نلاحظ التناقض فى عبارة " لذلك فإن زيادة حجم الثدييات أمسى فجأة عونا على البقاء بدلا من أن يكون كما فى السابق نذيرا بالموت" فسبب موت بعض الأنواع أصبح سبب حياة أنواع أخرى والمراد به زيادة حجم الثدييات وهو كلام جنونى
زيادة الحجم لا تتسبب فى فناء نوع فأكبر الثدييات وهو الحوت الأزرق يتكاثر ويتناسل فى البحار والمحيطات وأكبر الثدييات البرية وهو الفيل ما زال حيا يتكاثر ويتناسل رغم كثرة الصيد فلا زيادة الحجم ولا صغره سبب للموت ولا سبب للحياة فما يسمونه الماموث وهو فيل يزعمون أنه انقرض لا يزيد عن حجم الفيل
ونلاحظ الجنون فى قوله أن سبب البقاء هو زيادة الذكاء وليس زيادة الحجم وهو كلام يناقض واقع الأنواع الحالى ففيها الزائد الوزن وفيها المتوسط وفيها الصغير وفيها الأصغر ويستلزم بقاء كل تلك الأنواع المختلفة أن تكون نسبة الذكاء فيها كلها واحدة حتى تبقى معا ولكن هذا غير واقع ولذلك يصف بعض الناس بعض تلك الأنواع بالغباء وهو كلام ليس صحيحا
ونلاحظ أن الرجل يتحدث عن شىء غيبى لم يره ولا غيره ولا عاصره هو أو غيره فهو يتكلم عن ملايين السنوات وهو كلام يتنافى مع المنهج العلمى
وكلامه عن أن سبب بقاء الثدييات هو زيادة الذكاء يتناقض مع كلامه عن كون أسباب البقاء هو صغر الحجم وسرعة العدو فى قوله :
"وعلى أى حال لم يكن تمتع كائن ما بخصائص الثدييات هو ما يكفل له البقاء لكن الذى كفل للثدييات البقاء هو أن الثدييات الأولى كانت صغيرة جدا وبين هروبها من الأنظار وقدرتها على العدو سريعا للاختباء تفادت أن تفتك بها الزواحف إلى أن انقرضت الزواحف ذاتها بعد مليون سنة وأتاحت للثدييات الصغيرة فرصتها "ص119
وكلامه عن انقراض الزواحف الكبرى منذ 65 مليون سنة يناقض كلامه عن انقراضها منذ 171 مليون سنة فى قوله :
"لكن لا يبدو أن هذا ما حدث فقد ماتت كل السينابسيدا مبكرا وحتى الثريوضونت الشبيهة بالزواحف اندثر معظمها منذ 170 مليون سنة أى قبل أن ينتصف الميزوزوى تاركين الديناصورات يحملون لواء النصر غير أن بعض الثريوضونت عاشوا بعد أن زادت صفاتهم الثديية ونظرا لقلة ما تبقى من الحفريات والطبيعة التدريجية للتغيير ليس من الممكن القول بأنه فى لحظة ما بالتحديد ظهر مخلوق ثديى بمعنى الكلمة وعلى أى حال لم يكن تمتع كائن ما بخصائص الثدييات هو ما يكفل له البقاء لكن الذى كفل للثدييات البقاء هو أن الثدييات الأولى كانت صغيرة جدا وبين هروبها من الأنظار وقدرتها على العدو سريعا للاختباء تفادت أن تفتك بها الزواحف إلى أن انقرضت الزواحف ذاتها بعد مليون سنة وأتاحت للثدييات الصغيرة فرصتها "ص119
وفى الفقرة السابقة نلاحظ أن الصفات هى التى تزيد من نفسها وهو قوله " غير أن بعض الثريوضونت عاشوا بعد أن زادت صفاتهم الثديية" وليس الكائنات من تزيدها وهو ما يناقض كون الكائن كالبطريق هو من زاد أى حول صفاته فى قوله :
" وفى عالم الطيور حول البطريق جناحيه إلى مجدافين"ص105
وتكلمه عن وجود الثدييات منذ 170 مليون سنة يناقض كلامه عن عدم وجود ثدييات منذ 150 مليون سنة فى قوله :
""قبل 150 مليون سنة من اليوم لم يكن للطيور أو الثدييات وجود لكن الزواحف كانت مزدهرة فلنتحول إذن إليها ونتناول موضوع بداياتها َ"ص109
-" فى تلك الظروف لا يبدو التخلى عن الأجنحة كان يشكل تضحية جسيمة ولدى الحيوانات البرية اتجاه دائم إلى الاعتياد على العيش فى البحار إذ أن البحر إجمالا أغنى من اليابسة بأسباب الحياة وإلى جانب هذا فإن تعويمية الماء تجعل الحياة فيه أيسر إذ لا حاجة بالكائن الحى إلى مقاومة الجاذبية طوال الوقت كما أن درجة الحرارة فيه أكثر استواء ولا تكون بالسخونة والبرودة التى يمكن أن تصل إليها اليابسة وبالتالى تحول عدد كبير من ثدييات اليابسة إلى العيش فى البحر بقدر أو أخر مثل الحوت وبقرة البحر والفقمة وكلب البحر وغيرها وهناك أيضا السلحفاة البحرية وثعبان الماء وفى عالم الطيور حول البطريق جناحيه إلى مجدافين ولم يعد بإمكانه أن يطير ولكنه سباح ماهر وربما يكون من دواعى الاستغراب إلى حد ما أن طائرا فعل ذلك من قبل منذ نحو70 مليون سنة بل فعل ذلك إلى مدى أبعد مما فعل البطريق وهذا الطائر هو الهسبيرونيس وتعنى باليونانية الطائر الغربى لأن حفرياته عثر عليها فى القارتين الأمريكتين وكانت له هو الأخر أسنان ولكن لم يكن له جؤجؤ على عظمة الصدر وكانت له فقط بقايا ضامرة من الجناحين ويندفع فى الماء بقدميه الكبيرتين"ص105
فى الفقرة السابقة نلاحظ التالى :
الخطأ فى قوله "لدى الحيوانات البرية اتجاه دائم إلى الاعتياد على العيش فى البحار إذ أن البحر إجمالا أغنى من اليابسة بأسباب الحياة"
هو تحول الحيوانات البرية لبحرية وهو كلام جنونى لا دليل عليه من الواقع بسبب غنى البحار كما يزعم ولو عقل لقال بوجود حيوانات برية بحرية فى نفسي الوقت
وأما قوله "إذ لا حاجة بالكائن الحى إلى مقاومة الجاذبية طوال الوقت" فهو جنون فالمقاومة موجودة فى البر والبحر وحتى الهواء ولكن الله يسر للكل ما يسهل لهذا أو ذلك الحركة الانسيابية فالأجنحة للطيور والزعانف للبحريات
وأما قوله " كما أن درجة الحرارة فيه أكثر استواء ولا تكون بالسخونة والبرودة التى يمكن أن تصل إليها اليابسة وبالتالى تحول عدد كبير من ثدييات اليابسة إلى العيش فى البحر بقدر أو أخر مثل الحوت وبقرة البحر"
فكلامه جانبه الصواب فالمياه تتجمد وتتحول لثلوج وجليد مماثل لما يحدث فى اليابس فى كثير من الأماكن
وأما قوله "إلى حد ما أن طائرا فعل ذلك من قبل منذ نحو70 مليون سنة بل فعل ذلك إلى مدى أبعد مما فعل البطريق وهذا الطائر هو الهسبيرونيس"
-"ويبدو أن ثمة خلافا حول مدى كفاءة طيران التيروصور ولم ينته العلماء بعد إلى قرار حاسم فى هذا الشأن ومع ذلك يرى بعض الإحاثيين أنه بفرض أن التيروصور كان يطير فعلا فلابد أن يكون ذا دم حار وكان مغطى بما يشبه الشعر كمادة عازلة وهذه المشكلة لم تحل بعد هى الأخرى "ص106
"وربما يوجد مليونا نوع من الحشرات كافة فى مقابل 4000 نوع من الثدييات والحشرات قصيرة العمر جدا وتقدر على إنجاب أعداد لا تصدق من الصغار وهذا يعنى أن النشوء والارتقاء فى حالتها يمكن أن يتم بسرعة خاطفة وسوف تنشأ وترتقى منها أنواع عديدة بالتدريج "ص111
هنا التطور يتم بسرعة خاطفة فى الحشرات وهو كلام يتنافى مع كون التطور يتم عبر آلاف السنوات
"قبل 150 مليون سنة من اليوم لم يكن للطيور أو الثدييات وجود لكن الزواحف كانت مزدهرة فلنتحول إذن إليها ونتناول موضوع بداياتها َ"ص109
"وكان كثير من الثيروبود صغار الحجم جدا وقد عاش أحدها واسمه كومبسوجنات الفك الأنيق لأن عظام الجمجمة كانت صغيرة جدا ورقيقة منذ حوالى 150 سنة ولم يتجاوز حجمه حجم الدجاجة وهو أصغر ديناصور معروف وقرب نهاية الميزوزوى كانت هناك ذوات قدمين من هذا النوع تكاد تطابق النعام فى المنظر عدا أنها كانت لها حراشف بدلا من الريش وطرفان أماميان صغيران ينتهى كل منهما بكف مخلبى بدلا من جناحين عديمة الفائدة "ص112
-"فإن السلسلة كلها ترتكز فى النهاية فى المدى الطويل على حيوان يأكل نباتات وهذا يمكن الحيوانات من ان تعيش إلى ما لا نهاية .......ومتى كانت لدينا جزيئات بسيطة وضوء الشمس استطاعت النباتات أن تنمو وتتكاثر على مالا نهاية رغم عمليات النهب التى تنزل بها الحيوانات المغيرة باستمرار على الغذاء الذى تشقى النباتات فى تكوينه" ص134
الخطأ هو حياة النبات والحيوان إلى ما لانهاية وهو كلام يتعارض مع حالات الانقراض التى تكلم عنها فى كثير من المواضع كما يتعارض مع إيمانه بفكرة وجود بداية والتى تعنى حتما وجود نهاية
-" ففى مثل هذا الظرف الطارىء يستطيع كل كائن حى قادر على استنشاق جرة من الهواء وعلى استخلاص الأكسجين منها أن يجتاز حيا مثل هذه الفترة التى يسود فيها ماء أجاج وهذا يعطيه ميزة وقد طورت بعض الأسماك لنفسها رئات بدائية لهذا الغرض "ص129
هنا الأسماك هى من طورت نفسها بنفسها وهو ما يناقض أن التطور هو الذى يصيب الأسماك من طرف أخر وهو قوله :
" وقد عاشت أسماك الريبيدستيان المعدلة اى البرمائيات بعد الانقراض البرمى ومضت يعتريها المزيد من التطور "ص139
-" أول نباتات معروفة بقدرتها على العيش على اليابسة وكانت عبارة عن سيقان بسيطة متشعبة لا ورق لها ولكن كان لها شبكة من الأوعية أى قنوات لنقل الماء والمواد المذابة وقد ظهرت على استحياء على طرف الساحل منذ نحو450 مليون سنة وهذا إن صح يعنى أنه كان أمام النباتات 50 مليون سنة تتكاثر خلالها وتتنوع فيما يشبه جنة هادئة خالية من الحياة الحيوانية"ص136
الرجل هنا يتكلم وكأنه عاصر ما حدث فى ذلك العصر الذى لا وجود له وهو مقولة تتنافى مع المنهج العلمى القائم على المعاينة والمعاصرة ونلاحظ التناقض فى كلامه فهو يتكلم عما حدث من450 مليون سنة وكأنه رأى ومع هذا ينفى كل هذا بقوله " وهذا إن صح يعنى أنه كان أمام النباتات 50 مليون سنة تتكاثر خلالها وتتنوع"
-" وما زالت الأسماك هى الشكل السائد اليوم من الكائنات الحية فى البحار أى350 مليون سنة بعد نهاية الديفونى ....وقد ظهرت الأسماك ذات الزعانف المدعومة منذ نحو390 مليون سنة فى أوائل الديفونى "ص137
نلاحظ هنا التناقض فى زمن ظهور الأسماك فمرة 350 مليون سنة ومرة 390 مليون سنة ومرة فى أوائل الديفونى ومرة فى نهاية الديفونى
-"ولاتيمريا ليست بطبيعة الحال جدنا الأكبر السمكة لكنها فى حدود علمنا العينة الوحيدة من الكروصوبتيريجيان الباقية على قيد الحياة ونحن انحدرنا من صنف آخر من الكروصوبتيريجيان "ص139
هذه الفقرة يبدو وكانها مترجمة خطأ أو أن ناسخ الكتاب أخطأ فى كتابة بعض الحروف فالرجل يعتبر جد الناس هو السمكة وهى مقولة لم يقلها أحد لأن خرافة التطور تقوم على حكاية القرد
-" ومثال لذلك الجنين البشرى يظل لفترة ما وبه بداية تكوين ذيل ومثل هذه الأشياء تعتبر من الأدلة القوية المؤيدة لوجود التطور البيولوجى "ص143
الرجل هنا يعتبر ما يسمى بذيل الحيوان المنوى دليل على خرافة التطور وهو كلام لا أصل له فلا أحد يشاهد ذلك الذيل المزعوم إلا عبر المجاهر الكبيرة التكبير والسؤال الذى يجب طرحه :
يوجد ذيول فى كثير من الأجنة الحيوانية كالضفادع والسمك وهو ما يسميه الناس فى مصر الحالية أبو ذنيبة فلماذا تعتبر الذيل فى الحيوان المنوى الإنسانى دليل تطور ولا نعتبر ذيول الأجنة الأخرى دليل على نفس الشىء ؟
إن المقولة واحدة فواحد يبقى وواحد يسقط
-" وأصبح بينا أيضا أن الحياة نفسها تنشأ وتنمو عبر عملية تطور لكن هذا غير واضح تماما لأغلب الناس وهناك أسباب وجدانية غير عقلانية قوية تجعل أناسا كثيرين يشكون فى ذلك ومع ذلك فالتطور البيولوجى قضية يسلم بها العلماء ويعتبرونها غير قابلة للمناقشة حتى برغم أن تفاصيل العملية تثير قدرا كبيرا من الجدل " ص147
الرجل هنا يخلط بين التطور الممثل فى مراحل النمو وبين تطور هو تحول الصفات لصفات مغايرة ونلاحظ التناقض فى الكلام فالرجل يؤكد على تسليم العلماء بالتطور البيولوجى ومع هذا يؤكد ان تفاصيل التطور مختلف فيها كثيرا والتسليم ينافى الاختلاف وهو الجدال الكثير
" وبعض الكائنات الحية التى تكون ساكنة وهى بالغ أى ثابتة فى مكانها كالمحارات مثلا لها أشكال يرقية تسبح طليقة وتختار أماكن بقدر ما يسوغ لنا أن نتحدث عن الاختيار فيما يتعلق بكائن لا ذهن له مثل يرقة محارة تستطيع أن تستقر فيها على أن تصل إلى طور البلوغ الذى لا حركة فيه "ص189
نلاحظ التناقض بين وصف الرجل المحار بكونه لا ذهن له وبين قدرته على الاختيار فالقدرة على الاختيار تعنى وجود ذهن أى عقل يفكر
كما نلاحظ الجنون فى القول بالثبات المكانى فى مرحلة البلوغ فهو يتنافى مع بروز بعض الأعضاء التى تنمو والنمو حركة حيث يتمدد فى مكان لم يكن فيه
-" وعادة ما يعتقد أن الحياة بدأت فى المحيط....... وكون الأرض هى العالم الوحيد فى المنظومة الشمسية الذى يمكن أن يقال عنه ذلك .......سبق ان قلت إن فى المنظومة الشمسية 8 وربما9 عوالم لها أجواء ولكن هل من حقنا بأى حال من الأحوال ان نفترض ان كل الأجواء ذات طبيعة واحدة "ص228
هنا الرجل يشك فى كون العوالم ذات الأجواء 8 او 9 بينما فى الفقرة التالية متأكد من كونها 9 هى الشمس + 4 كواكب عملاقة +4 كواكب صغرى فى قوله:
" وإلى جانب الشمس والكواكب العملاقة الاربعة وبها كلها أجواء من الهيدروجين والهليوم هناك أربعة عوالم فى المنظومة الشمسية لها أجواء وهى الزهرة والمريخ وتيتان والأرض "ص238
-" وفى غضون القرن19 أخذ يتأكد أكثر فأكثر أن كل مادة حية انبثقت من مادة حية سابقة وفى1864 أثبت باستور أن هذا يصدق حتى على الكائنات الحية الدقيقة ومع ذلك ففى بداية البداية لم يكن للمادة الحية مادة حية سابقة عليها لتبدأ منها ولابد أنه كان هناك حد فاصل بين اللاحياة والحياة حدث العبور عبره "ص253
الرجل هنا يناقض نفسه كى لا يعترف بوجود الله فهو يؤكد على أزلية الكون من خلال انبثاق كل مادة من سابقتها ثم يعود ويؤكد على وجود بداية للكون ثم يعود ليأكد وجود حد فاصل بين الحياة والعدم الذى وصفه باللاحياة وكل هذا لينفى وجود الله
" وابتداء ممن1969 اخذ ملاحو الفضاء يهبطون على القمر ويعودون ببعض الصخور من هذا التابع لكوكبنا وكان الأمل أن تؤدى دراسة دقيقة للصخور إلى حسم المسألة إن الواضح من تلك الصخور أن القمر قديم قدم الأرض "ص264
الخطأ حكاية الهبوط على القمر فهى خرافة أنشأتها المخابرات الأمريكية والروسية وقد اعترف بذلك المخرج السينمائى الذى صنع تلك الأفلام كما انها تتعارض مع ثوابت علماء الفلك من عدم وجود هواء عليه حتى ترفرف الأعلام ووجود ظلال لأشخاص عليه مع كونه مظلم وايضا وجوب وجود قمر صناعى فوق القمر نفسه لنقل الحدث وهو شىء لم يكن له وجود فى تلك الرحلات
-" ولم يطرأ على هذه النظرة تغيير أساسى سوى عام 1543 ففى تلك لسنة نشر الفلكى البولندى نقولاس كوبرنيكوس (1473-1543) كتابا يوضح ان الرياضيات الخاصة بحساب حركات الكواكب تغدو ابسط مما هى عليه إذا افترضنا أن كل الكواكب بما فيها الأرض وتابعها القمر تدور حول المس وكان بعض من دماء الفلكيين اليونانيين قد اومأوا إلى هذا لكن كوبر نيكوس كان اول من طور الفكرة بالاستعانة بالرياضيات ص267
نلاحظ الجنون هنا وهو أن حركات الكواكب أثبتت بالرياضيات وليس بالواقع فكيف تدور الأرض وهى مركز الكون حول الشمس وأمام أنظارنا الشمس هى من تدور فنحن ننكر الواقع الذى نراه وتلك الخرافة لا يمن أن يثبتها العلم لكونها تحتاج لإثبات محال وهو وقوف إنسان أعلى من الشمس والأرض لكى يعرف من يدور حول من وهو أمر محال لأن المسافات الشاسعة لن تجعله يرى شىء حتى عن طريق المقاريب الكبرى