نظره
على واقعنا المرير
فترة تأهيل
إن إنتصار الحق أمر لابد منه , وغلبة أهله على غيرهم
في المطاف قانون لازم دائما .
وقد تسبق ذلك مراحل طويلة , ولكن هذه المراحل ليست
تسويفا لنتيجة ينبغي حلول أوانها ,
بل هي – في الأغلب – فترات من الزمن
يكتمل فيها معنى الحق في نفوس حملته ,
ويمستزج بحياتهم الباطنة والظاهرة على
السواء ..
فترات يخلصون فيها من نزعات الهوى الخفي والجلي ,وتتم فيه القدرة على
إفراغ الحياة الإنسانية
في القالب الذي يريدون , وتسييرها نحو الوجهة التي
يبتغون.
فإذا بلغ هذا الاستعداد تمامه , فما من شك أن
الباطل منحدر , وأن رايته منكسة ,وأن أتباعه زائلون.
أين الخلل؟
الآن وبعد مسيرة طويلة للإنسانية أنظر إلى نفسي و من
حولي فأجد الشبه قريبا
بين أعداء محمد صلى الله عليه و سلم في الأولين
وأعدائه في الآخرين ,
على حين أجد الشبه بعيداً بين أتباع محمد صلى الله
عليه و سلم في الأولين وأتباعه في الآخرين !!!.
تحذير
إنها لجريمة قتل عمد أن ننتمي إلى الإسلام ,ثم لا نحسن
فهمه ,
و لا عرضه , ولا العمل به ,ولا الدفاع عنه
!!
إياك والتسويف
التسويف خدعه النفس العاجزة والهمة القاعدة ,
ومن عجز عن امتلاك يومه فهو على امتلاك غده أعجز .
والتسويف يجىء غالبا من امتداد الأفكار البالية التي يجب الفكاك
منها على عجل ,
ومن طغيان الشهوات التي لايجوز لمسلم أن يستسلم لها , ويتراخى معها
.إن إرجاء المعركة مع الهوى الغالب
اعتراف بالعجز عن
مقاومته .
الرجولة
ومن الرجولة أن يبدأ المرء –
اليوم قبل الغد ,والصبح قبل الأصيل –
هجومه على المثبطات والعوائق , وأن
يكتسحها من طريقة اكتساحا ,
دون إبطاء أو تهيب
.
يخدعون أنفسهم
من الناس من يقارن
جهده المحدود بأعمال أهل البلادة ,
أو علمه القليل بأفكار أهل
الجهالة ,
فيظن نفسه على شىء طائل ,
وهو في الحقيقة فقير إلى ما يكمل مواهبه,
ولكنه مخدوع .
التحدي
ليكن حافز التحدي لديك
عظيما إذا أحببت أن تقارن نفسك بغيرك فلا تنظر إلى الدهماء
ثم تقول : أنا أفضل حالا , بل انظر العلية ثم قل :
لماذا أقصر
عنهم ؟
يجب أن أمضي على الطريق ,
ومن سار على الدرب
و صل .
الأذكياء
كثير من الأذكياء وقفهم في
منتصف الطريق أنهم صحبوا نفرا من القاصرين والعجزة ,
فغرهم ذلك بأنفسهم وستر عنهم ما كمن فيهم من نقص أو أخفى عنهم ما
يطيقونه من درجات الكمال لو نشطوا .
الصحبه
وهذه الصحبه وبال على الإنسان ,
لأنها قيدت الهمه وشلت الطموح .
تلاميذ بلهاء
إذا رأيت بعض الناس يتناسى دروس الأستاذ
ويتشبث بثيابه وهو حي ,
أو يتعلق
برفاته وهو ميت ,
فاعلم أنه طفل غرير ,
ليس أهلا لأن يخاطب بتعاليم الرساله بل أن يستقيم
على نهجها .
رجاء
إني أناشد أهل الحق ألا تكون العاطفة الحارة هي
التي تسيرهم ,
بل ينبغي أن ينضم إلى القلب الواثق عقل ثاقب ونظر دقيق ,
حتى
يمكن أن نخدم ديننا خصوصا بعد أن اتسعت مسافة التخلف بيننا وبين أعدائنا .
إننا
من ناحية المعايشة والفكرية والفلسفية متخلفون جدا ,
والآخرون غزوا الفضاء
ووضعوا أرجلهم على بعض الكواكب ويدرسون كواكب أخرى
و لا نزال نحن نعتمد في
الرغيف الذي نأكله على ما يصنعه
الآخرون لا على ما نصنعه نحن.
م