حتى ترضى ..ُ
بأعباء غيم قام ليلي المزور=ولم يحترس من عصف ما لا يزور
وقد نازعته الساق جريا إلى العنا=ضروبُ من الإعياء بالعدو تقصر
ولو هذب التلميح عينيه غمضة=لأبدى فصيح الصمت ما كان يضمر
ولكنَّ صلصالَ الخطايا مصيره=بما آنسته النار منه التَّحَجُرُ
بأي أفول سوف أدركني إذا =تأخر عن صد الغياب المعَشَرُ ؟
رعونةُ أجفانِ المساء تطيَّرتْ=من الشمس حين الضوء واراه مَحْجَرُ
وفيها حياد الضوء لا الغرب ناله=بطيش ولا بالشرقِ ماد التَّغَيُّرُ
ولحظة تهجين الشجون تقهقرت=ظروف وأخرى فوقها تتسمر
*****************=*******************
أتتني ،ومفعولُ النجومِ معلقٌ=كوابيسُ في أطرافها الليلُ يَنْخِرُ
إلى أي جب يا ظلام تعيدني=وذنبي عن الإخوان حلمين يَقْصر ؟
وفي جَعبة الأوهام أودعتُ خلسة=همومي التي منها المصائب تنفر
وجنبي الهدى كانت تلملم حيرتي=بمنديل نور، من ندى الروح أخضر
وراحت بتأبين الأصابع تفتدي=وتنذر، آهات لها الصدر دفتر
بها خجل من شرفةِ الطهر ظاهر=ووجهي على أنسامه يتعطر
تحلَّت بصمت واستقرت بإصبع=على وتر فيه المودة تسفر
لساني كفيف والمطالع أزلفت=فكيف لوقع الآه لا تتضجر؟
على عتبات النجم في غيبةِ السنا=غيومي التي ما جسَّها الطين تُنْحَرُ
وأنشب في جيب الفقير بعلمه=بلا أيِّ تأنيبِ النفوسِ، المـَيْسِرُ
ومن لهوِ تحديث الطواغيت أطبقت=نفوس على أحجارها اللا تُطَوَّرُ
عصي على القنديل ليل به الدجى=على عثرة الأنوار بالظلم يسهر
وفي جنبه خمارة عقَّها الكرى=تراءى لها العنقود ينهى ويأمر
يجيد خضوع الصحو للكرم بعدما =تفشََّى به من لوثة السكر مظهر
وقامت تجير النجم من خيبة الثرى=ولايةُ ريح للرمال تُجَيَّرُ
فأوغل طيف الشمس في خدر غيمة=على طرف الشكوى من القيظ تمطر
وفوضى تصم الراتعين بجهلهم=عن الغار إذ يأوي إليه المبشرُ
فمن حيث شاء البرق يبتز غيمة=بخفي هشيم الوسم عادت تسير
كأني بها من جرأة الضوء تحتمي=بأوهى شفيف تحته الماءُ يظهر
وَسَدَّتْ متاريسَ الدفاع عن الهدى=مآقٍ بأهداب الصباح تبختر
يتيم يزيح الحزن عن لوحة البكا=فتأتي بلون الماء (بدرٌ) تبشر
ونادى على قوم تجمهر رأيهم =على بدد إن الأمانة أكبر
على قدميه الكبرياء تساقطت=وأقدامه بالطهر والفخر أجدرُ
بجلبابه التاريخ يرتاح بعدما=تصدى لصلصال النشوء التَّذَمُرُ
تنام بملء الحلم في عهده الربا =ويصحو على وقع الهديل صنوبر
كذا يَسْتَتِبُّ الفجرُ في ثغر ِسورةٍ=على ضوئها المصباحُ بالليل ِ يكفر
على خصر فجر أجهدَ الليلَ نومُه =تحمَّل مسؤولية الصبح مئزر
وتمضي إلى الأصنام فأسٌ تمعَّنت=أصابعُها بالجهل من أين يُكْسَرُ
تخطَّت رقابَ الشوك أعطافُ نسمة=بما أودعت من بذرة الخلق تُزهرُ
فكيف لهذا البدرُ يطوي شراعه=وفي اليم والبيداء مازال يبحر؟
بكفيه صحراء النفوس تخضَّرت=وفي كل قلب من هدى الآي منبرُ
ومن لمسة أثناءَ تضميد جرحه=تناهى إلى وجه البسيطة عنبرُ .
ومن طبعهِ الأقلامُ تحني تجلـِّة=أَسِنـَّتِها، والقولُ،حين يفكر ُ
أجدي: عليك الله صلَّى بآية=بترتيلها ثغر الزمان يبشر
أقمتَ صلاةَ الكفرِ بالجهل قابضا=على قلم ٍ بالعلم قام يُكَبِّرُ
*************=*******************
يدي في جيوب الشعر تمتاح مطلعا=لعلي به وجهي بعينك أبصر
وهل لي بوجهي أستطيع تقلبا=وقلبي بتقليب المواقف يعصر؟
وكل يراع في رؤى الشعر، سيدي=لما وافق التكليف قبلا، مُيَسَّر
ـــــــــــــــ
8/6/2009
الكويت