رابط بداية النص:http://omferas.com/vb/showthread.php...310#post235310
(سادساً) الاندماج والتطبيع الثقافي
أما حكم الاندماج والتطبيع الثقافي ومخالطة الأمم الأخرى من غير اليهود بعد تحقيق ما يسمى "السلام"، وما يمكن أن يحدث بين اليهود والشعوب الأخرى من تبادل ثقافي، وما يمكن أن ينقله اليهود عن الشعوب الأخرى من عادات وتقاليد وسلوك ,غير ذلك مما يحدث بين الشعوب في حال إقامة علاقات طبيعية فيما بينها، فقد جاء تحذير ووعيد من الرب "يهوه" لـ "شعبه المختار" من الاندماج والتطبيع الثقافي مع الشعوب الأخرى، وفي حال حدوث ذلك فإن هالكون لا محالة. فقد جاء في سفر التثنية الإصحاح (8) النص (19) بعد أن يذكرهم الرب أنه هو الذي منحهم القوة والثروة: (أما إن نسيتم الرب إلهكم، وغويتم وراء آلهة أخرى وعبدتموها وسجدتم لها، فإنني أشهد عليكم أنكم لا محالة هالكون).
والسبب الذي يجعل الرب يشدد على "شعبه المقدس" من خطر الاندماج في غير اليهود، والتطبيع الثقافي معه، وتهديده لهم في حال حدوث ذلك فإن سيتخلى عنهم، فراجع إلى مدى حرصه على "شعبه المقدس" من الانقراض. جاء في سفر يشوع، الإصحاح (23) النص (12 ، 13) يتوعدهم: (ولكن إذا ارتددتم والتصقتم ببقية هذه الأمم الماكثين معكم، وصاهرتموهم واختلطتم بهم وهم بكم. فاعلموا يقيناً أن الرب لا يعود يطرد تلك الأمم من أمامكم، فيصبحوا لكم شركاً وفخاً وسوطاً ينهال على ظهوركم، وشوكاً في أعناقكم حتى تنقرضوا من الأرض الصالحة التي وهبها لكم الرب إلهكم).
أما حكم من يدعو إلى ذلك من اليهود فهو القتل. كما جاء في سفر التثنية، الإصحاح (13) النصوص من (6 إلى 10): (وإذا أضلك سراً أخوك ابن أمك، أو ابنك أو ابنتك، أو زوجتك المحبوبة، أو صديقك الحميم قائلاً : "لنذهب ونعبد آلهة أخرى غريبة عنك وعن أبائك من آلهة الشعوب الأخرى المحيطة بك أو البعيدة عنك من أقصى الأرض إلى أقصاها"، فلا تستجب له ولا تصغ إليه، ولا يشفق قلبك عليه، ولا تترأف به، ولا تتستر عليه بل حتماً تقتله، كن أنت أول قاتليه ثم يعقبك بقية الشعب، ارجمه بالحجارة حتى يموت).
ولمعرفة ما فعله أنبياء توراتهم بعد العودة من السبي البابلي بمن اختلط بالشعوب الكنعانية آنذاك يراجع سفر (عزرا) و(نحميا). أما في القرن الماضي فاعلم أن المذابح النازية "كذبة الهولوكوست" ضد اليهود كانت باتفاق بين قادة الحركة الصهيونية وهتلر، ومورست ضد اليهود الألمان من الرافضين لفكرة إقامة الدولة اليهودية في فلسطين، والداعين لاندماج اليهود في المجتمع الألماني، وكانت في الغالب ضد العجزة والمرضى وكبار السن، الذين لا يرجى منهم نفعا.
قتــل الأطفــال
لم ترتبط عقيدة وممارسة الإبادة وقتل الأطفال بأي دين أو فكر أو عقيدة كما ارتبطت بالفكر التوراتي، فقد وجدت هذه العقيدة تطبيقاتها في الحقب السابقة التي كان فيها لليهود وجود مؤثر وفاعل، أو حتى غير مؤثر، وقد ارتبطت قضية قتل الأطفال عند اليهود في التاريخ بقصة الولائم وفطير صهيون. وقد عادت للبروز مع بدايات إنشاء الكيان الصهيوني في فلسطين، وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا بأشكال متعددة، وتحت ذرائع وتبريرات أوهى من خيوط العنكبوت، وقد شاهد وسمع العالم أجمع في ثورة الأقصى/انتفاضة الأقصى بمئات الأطفال الفلسطينيين الذين تم قتلهم بدم بارد دون ذنب.
وقتل الأطفال والبراءة الإنسانية عقيدة عند اليهود، فقد جاءت أوامر القتل في التوراة في أكثر من موضع، مرتبطة بشكل مباشر بأوامر الإبادة الجماعية، وإن حمل نزعة أكثر إجرامية بحكم أنهم أطفال لا ذنب لهم. فقد جاء في سفر إشعيا (12:13-18) (وأجعل الرجل أعز من الذهب الإبريز، والإنسان أعز من ذهب أوفير، لذلك أزلزل السماوات وتتزعزع الأرض من مكانها في سخط رب الجنود وفي يوم حمو غضبه، ويكونون كظبي طريد وغنم بلا من يجمعها، يلتفت كل واحد إلى شعبه ويهربون كل واحد إلى أرضه، كل من وجد يطعن وكل من انحاش يسقط بالسيف، وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم، ها أنذا أهيج عليهم الماديين الذين لا يعتدون بالفضة ولا يسرون بالذهب، فتحطم القسي الفتيان ولا يرحمون ثمرة البطن، ولا تشفق عيونهم على الأولاد).
وفي السفر نفسه (21:14-23) يأمر الرب بقتل الأطفال أخذا بذنب آبائهم، فيقول: (هيئوا لبنيه قتلا بإثم آبائهم فلا يقوموا ولا يرثوا الأرض ولا يملئوا وجه العالم مدنا، فأقوم عليهم قول رب الجنود واقطع من بابل اسما وبقية ونسلا وذرية يقول الرب، واجعلها ميراثا للقنفذ وآجام مياه واكنسها بمكنسة الهلاك يقول رب الجنود).
أما في سفر العدد (17:31) فهناك أمر صريح وواضح بقتل الأطفال وكل إمرأة متزوجة: (فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها). وفي سفر صموئيل الأول (15/3) يتكرر الأمر ولكن بشكل أكثر وحشية ودموية (فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ماله ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة، طفلا ورضيعا وغنما وجملا وحمارا). وجاء في (المزمور 137): (اذكر يا رب لبني أدوم يوم أورشليم القائلين هدوا، هدوا حتى إلى أساسها، يا بنت بابل المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا، طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة).
اختلاق إسرائيل في ضوء الحقائق التاريخية
تبين معنا أن اليهودية دين بشري أسطوري، وليس دينا ـ رسالة ـ سماويا بالمعنى المتعارف عليه للكلمة. كما تبين أن عقيدة التوحيد التي يحاول اليهود وأنصارهم من العلماء الغربيين ترويجها على أنها عقيد توحيد سماوية إنما هي عقيدة توحيد وثنية. وذلك لأن ما يسمى بالديانة اليهودية اليوم قد تأكد بشكل قاطع ونهائي أنها ليست الرسالة السماوية التي نزلت على سيدنا موسى عليه السلام، ولكنها دين جديد قد تم تأسيسه في بابل، بعد أن دمر نبوخذ نصر دولة يهوذا عام 586ق.م، وحرق هيكلهم المزعوم وسباهم إلى بابل، وهي خليط من المعتقدات والخرافات والأساطير البابلية وغيرها من الديانات الوثنية التي كانت منتشرة في منطقة الهلال الخصيب ووادي النيل. لذلك تؤكد المعاجم اليهودية الصميمة: (أن تفهم الديانة "العبرية" مستحيل ما لم تؤخذ بعين الاعتبار، وبشكل مستمر، الديانات والثقافات الأخرى التي نمت وترعرعت في وادي الفرات ... إن الأصول القضائية البابلية، وكذلك الطقوس المعمول بها في المعابد البابلية، يجب أن تؤخذ كعوامل حاسمة التأثير على الشرائع "العبرانية" في الأصول القضائية والطقوس الدينية) .
كما أنه عندما يجتمع الجبن وضعف النفسية وقلة الشأن ومرض القلوب مع الأسطورة، ويسرح بها الخيال المريض الذي يعاني عقد نفسية وعرقية مركبة، ليصنع منهما تاريخا وواقعا ومستقبلا، لا أظن أنه قد يختلف عما أنتجه يهود السبي البابلي والقرون التالية، من أكاذيب عن ملاحم بطولية وإبادة جماعية وانتصارات لا مثيل لها على جميع أعداء الرب إلههم "يهوه"، ...إلى غير ذلك من الأساطير التي يخبرنا بها كتاب اليهود الديني العهد القديم " التوراة"، الذي يحتوي على مئات الصفحات التي تتحدث عن حروب الإبادة التي خاضها "يهوه" وأنبياء وقادة بني إسرائيل التوراتيين، ضد الشعوب الأخرى التي كانت تعيش في فلسطين والأردن، وعن تلك السطوة والجبروت التي كان يتمتع بها اليهود في فلسطين والأردن، وعن قهرهم وإذلالهم لجميع تلك الشعوب ... ألخ من الأساطير والأكاذيب التي يثبت تاريخ بني إسرائيل كذبها وعدم صحتها، وأن معظم ما وصف به كتبة التوراة أعداء "يهوه" وبني إسرائيل هو في حقيقته الحال الذي كان عليه بنو إسرائيل طوال حياتهم في فلسطين، أسقطته الشخصية اليهودية المريضة على الشعوب التي قهرتهم وأذلتهم.
وهذه بعض الحقائق التي تثبت كذب ما جاء في التوراة عن كذبة إسرائيل القديمة، وخاصة ما له علاقة بانتصاراتهم وحروب الإبادة الجماعية، وعظيم شأنهم الذي كانوا عليه في فلسطين.
كذبة تدمير مدينة أريحا
وتورد التوراة قصة طويلة حول الطريقة التي تم فيها دخول اليهود أريحا، وكيف تم هدم أسوارها عندما نفخ الكهنة في الأبواق، وأنه بعد دخولها قام اليهود بأمر من الرب بحرق المدينة وتدميرها عن آخرها، وقتل وإبادة جميع سكانها الـ 12000 ألف نسمة، ولم يبقوا منهم إلا بيت (راحاب) المرأة التي خبأت الجاسوسين اللذين دخلا المدينة لاستطلاعها. والقصة موجودة في سفر يشوع الإصحاح السادس والسابع، ومنها: (... ثم أحرق الإسرائيليون المدينة بالنار بكلِ ما فيها. أما الفضة والذهب وآنية النحاس والحديد فقد حفظوها في خزانة بيت الرب....).
سنقف قليلاً للتعليق على هذه القصة المختلقة ونتناولها من زاويتين كمثال لجميع القصص من هذا النوع التي وردت في التوراة على كثرتها:
الأولى: أن كتبت التوراة وضعوها لتكون درساً وضيعاً في تعليم يهود دناءة الأسلوب ووحشية المنطق في التعامل مع الخصم. حيث اعتمدوا أسلوب الغش والخداع كما فعل الجاسوسين مع (راحاب) وغرروا بها وادعوا أنهم لم يأتوا للحرب وإنما جاءوا للتجارة، أما حرقهم المدينة وقتلهم جميع أهلها يدل على مدى وحشيتهم وفظاعة طباعهم من جانب، ومن جانب آخر أرادوا منه أن يكون درسا عمليا لليهود في تطبيق الأحكام سابقة الذكر على المدن التي يفتحونها.
وقد أثبتت الأحداث التاريخية أن الغربيين قد صدقوا هذه القصص والخرافات، ولذلك طبقها المؤمنون بها عمليا، كما فعل البيوريتانيين في الهنود الحمر،. وما ارتكبه ومازال اليهود من مذابح في فلسطين وغيرها، إضافة إلى العمليات اليومية ضد الأبرياء في الأرض المحتلة ولبنان والعراق وغيرها. ودلي صد الغرب لهذه الأساطير، أن المؤرخ (ول ديورانت) تعليقاً على ما فعله اليهود بأريحا، وما أشاعوه من قتلن كتب يقول: (ولسنا نعرف في تاريخ الحروب مثل للإسراف في القتل والاستمتاع به ... وبهذه الطريقة الواقعية التي لا أثر فيها للعواطف استولى يهود على "الأرض الموعودة") . أما المؤرخ الفرنسي (جوستاف لوبون) فيقول أن: (التاريخ لم يعرف شعباً مارس عملية الذبح كما مارسها اليهود الأجلاف).
الثانية: نود الإشارة هنا إلى أن كثير من علماء الآثار المهتمين بالجانب التوراتي قد دحض ادعاء التوراة بغزو اليهود لفلسطين وتدميرهم للمدن التي دخلوها، وذلك لأن دخول بني لإسرائيل إلى فلسطين لم يكن بالحدث المؤثر في تاريخ فلسطين، كما يدعي اليهود ويحاولون إثبات ذلك بتزويرهم وتزييفهم لوقائع التاريخ والحفريات الأثرية.
فعالم التوراة الألماني الكبير المختص بتاريخ اليهود (مارتن نوت) يقول: (ليس هناك أي أساس يمكن أن نعزيه لعلم الآثار يدل على أن الدمار الذي حل بفلسطين في القرن الثالث عشر والثاني عشر يعود إلى التدخل الإسرائيلي، من وجهة نظر علم الآثار فإن الرواية التوراتية لغزو كنعان من قبل عيسى النافيتي تبقى معلقة في الهواء ... أو كما يقول العالم الأثري والمؤرخ الأمريكي جورج ميندين هول بأنه: "لم يكن هناك أي غزو لفلسطين ولكن كان هناك تحرك سياسي اجتماعي ضخم للسكان ضد النظام السياسي السائد. ورفض السيطرة لهذا الحاكم أو ذاك..) .
أما الدكتورة (كاثلين كينيون) فتقول: (إن أحد الصعوبات الأساسية في تحديد التاريخ الزمني لدخول "العبرانيين" هو انه لا يمكن لأحد بأي حال من الأحوال ادعاء وجود دليل في أي موقع آثار يثبت دخول أناس جدد). ويقول (هـ. ج. فرانكين) (1968): (اجتياح عبراني يفترض حدوث استقرار سكاني وممالك! على أي حال، لحد الآن لا يوجد أي دليل آثار يثبت تحرك قبائل عبر هذه المناطق. وكون بعض أسماء الأماكن يمكن تحديدها جغرافياً. لا يمكن اعتبارها أدلة أثرية) .
أما أساطير التوراة عن تدمير أسوار مدينة أريحا فإن الحفريات التي جرت مؤخرا في المدينة (أظهرت أن زلزالا قد حدث فيها وهدم أسوارها بين الأعوام 1413 و1300 ق.م) . أي قبل دخول اليهود إليها بما يقارب 150 عام.
كما ويفند روجيه جارودي في كتابه "ملف إسرائيل" التناقضات التي يمكن أن نجدها في نصوص التوراة نفسها حول غزو فلسطين، والأساليب الدموية التي تم بها هذا الغزو، فيقول: (الأمر نفسه بالنسبة للأساليب فكتاب القضاة يورد عن الدخول إلى أرض كنعان رواية مناقضة لما يرويه كتاب يوشيا الذي يشير إلى أن القبائل المتحررة تحت لواء دولة واحدة وقيادة واحدة كانت أثناء مرورها تقتل السكان، بينما يشير كتاب القضاة إلى أن الدخول إلى كنعان بدأ بتسلل بطيء مسالم على الأغلب، وعنيف أحياناً ولكن دون مجابهات كبيرة مع سكان المدن الكنعانية المزودين بعربات قتال يصعب منالها على القبائل الرحل التي تعمل كل منها لحسابها الخاص) .
كذب قصص الانتصارات والإبادة
قبل أن يكذب المؤرخين وعلماء الآثار أساطير التوراة عن الانتصارات العظيمة التي حققها بني إسرائيل على الشعوب التي كانت تسكن في فلسطين، وعمليات الإبادة والاستئصال التي قاموا بها ضد هذه الشعوب تنفيذا لأوامر الرب "يهوه"، التي أمرهم بها عندما أخبرهم بوعده لهم بدخول فلسطين وطرد كل الشعوب التي تسكنها من أمامهم وإبادتها. قبل أن يكذبها المؤرخون وعلماء الآثار تكذبها التوراة نفسها، وخاصة سفر القضاة الذي يتحدث عن تاريخ اليهود، ويصف الأحوال الصعبة، وحياة الإذلال التي عاشها اليهود بعد دخولهم فلسطين في الفترة من عهد يوشع بن نون إلى بداية عهد سيدنا داوود عليه السلام، وهي الفترة التي عرفت في تاريخهم بعهد "القضاة"، نسبة إلى أنبيائهم الذين عرفوا باسم "القضاة"، والذين حكموا بني إسرائيل إلى أن بدأ عهد الملوك مع "طالوت" الذي رفض بني إسرائيل أن يكون ملكا عليهم، لأنه من فقرائهم وليس ممن يملك المال الكثير، فأخبرهم نبيهم أن الله هو الذي اختاره لهم، وإن علامة ملكه لهم، هي: عودة التابوت الذي فيه بقية مما ترك آل موسى وهارون.
هذه الفترة إلى جانب وصف التوراة لها، وصفها المؤرخون وصفا دقيقا أيضا، يظهر حجم الأكاذيب المختلقة عن تاريخ اليهود.
ويقول المؤرخ (هـ. جز ويلز): (ومهما يكن من أمر فإنهم لم يفتحوا إلا منطقة التلال الداخلية في أرض الميعاد ولم يزيدوا عليها شيئاً. فإن الساحل في ذلك الزمن لم يكن في أيدي الكنعانيين، بل في أيدي قوم وافدين من الخارج هم أولئك "الشعوب الإيجية" الذين يسمون بالفلسطينيين وقد استطاعت مدنهم غزة وجات وأشدود وعسقلان ويافا، أن تصمد لهجوم العبرانيين، وظل أسباط إبراهام أجيالا عديدة شعباً مغموراً في منطقة التلال الخلفية مشغولاً بمناوشات لا نهاية لها مع الفلسطينيين وذوي قرباهم من القبائل النازلة حولهم وهم المؤابيون وأهل مدين ومن إليهم) .
كما يصف (جوستاف لوبون) حياة اليهود في ذلك العهد بقوله: (كان بنو إسرائيل أقل من أمة. وكانوا أخلاطاً من عصابات جامحة كانوا مجموعة غير منسجمة من قبائل سامية صغيرة بدوية، تقوم حياتها على الغزو والفتح وانتهاب القرى الصغيرة حيث تقضي عيشاً رغداً دفعة واحدة في بضعة أيام. فإذا مضت هذه الأيام القليلة عادت حياة التيه والبؤس) .
وقد كان أعظم شأن وصل إليه بني إسرائيل طوال تاريخ إقامتهم في فلسطين في عهد دولة سيدنا داود وسليمان عليهما السلام، هذه الدولة التي نسج حولها اليهود الأساطير، وكأنه لم يكن في تاريخ فلسطين والمنطقة دولة مثلها، وقد بينا في دراسة سابقة أنه أي كانت هذه الدولة، فالحق فيها هو لنا نحن المسلمين، الورثة الشرعيين لكل تركة الأنبياء والرسل السابقين.
وفي الحقيقة أن دولة داود وسليمان كانت دولة متواضعة، في مساحتها، وقوتها، وعلاقاتها مع الشعوب المجاورة لها. ولم تكن تلك الدولة الخرافية أو الأسطورية التي يدعيها اليهود اليوم، من أجل تبرير اغتصاب وطننا، بدعوى الحق التاريخي والديني. ولتكذيب هذه الدعوى، ولنحاول تقريب الفكرة عن الأسباب التي دفعت اليهود إلى اختلاق كل هذا التاريخ المزيف لهم، نعرض لبعض ما جاء عنها، وعن تاريخ اليهود بعدها في فلسطين والمنطقة بكاملها:
قد امتدت مدة حكم داود نحو أربعين عاماً من "1004-963ق.م". وفي عهده بلغت دولته التي عرفت في التاريخ بـ"الدولة اليهودية". أقصى اتساع لها (فامتدت من جبل الكرمل وتل القاضي إلى جبل الشيخ شمالاً وإلى حدود مصر ونهر الموجب جنوباً وإلى الصحراء شرقاً ولكن الساحل الفلسطيني الممتد من شمال يافا إلى جنوب غزة كان تابعاً لمصر وبالتالي فإن عموم فلسطين لم تقع تحت حكم اليهود حتى ذروة فتوحاتهم) .
كما أن سلطتها أو نفوذ دولة سيدنا داود امتد إلى حماة. وقد احتل دمشق في أحد معاركه (والواقع أن المملكة التي أسسها داود كانت أقوى حكومة وطنية لم يؤسس مثلها في فلسطين على أن عدم اشتمالها لكل الساحل لم يقلل من قيمة ذلك) .
أما دويلة يهوذا، تلك الدويلة التي بسبب زوالها على يد البابليين وسبي كبار رجالاتها، حيكت كل هذه المؤامرة على العالم أجمع، يصفها لنا "بلوك" كبير المؤرخين في الربع الأول من القرن العشرين بقوله: (كان المسافر في صباح يوم واحد يجتاز المسافة على قدميه بين القدس وأي طرف من أطرافها... لقد كانت تلك المملكة رقعة صغيرة بالنسبة إلى ممالك ذلك الزمن.. ولم تحكم إلا بعض فلسطين سبعين سنة، منذ ثلاثة آلاف سنة، في عهد داود وسليمان، وخمسين سنة في عهد المكابيين، وكان الحكم ثيوقراطياً طائفياً يتولاه رؤساء الكهنة) .
وكما هو معروف أنه بعد وفاة سليمان انقسمت دولة سيدنا داود وسليمان عليهما السلام إلى دولتين وهما: دويلة إسرائيل في الشمال وعاصمتها السامرة، ودويلة يهوذا في الجنوب وعاصمتها أورشليم، ومن يومها أصبح (تاريخ ملوك إسرائيل وملوك يهوذا، تاريخ ولايتين صغيرتين بين شقي الرحى تعركها على التوالي سوريا ثم بابل من الشمال ومصر من الجنوب. وهي قصة نكبات وتحررات لا تعود عليهم إلا بإرجاء نزول النكبة القاضية، هي قصة ملوك همج يحكمون شعباً من الهمج) .
ويتضح من دراسة تاريخ هاتين الدولتين أنهما عاشتا في صراعات مع بعضهما البعض، وكانتا عدوتين، وقد كان ميزان القوة يرتفع ويهبط بينهما، وأنهما كانتا مسرحاً للصراعات والاضطرابات والمشاكل الداخلية. كما أنهما كانتا كثيرتا التقلب في ولائهما والتبعية لهذه الإمبراطورية أو تلك، مما كان سببا في جلب نقمة تلك الإمبراطوريات عليهما، وسببا في سرعة زوالهما من الوجود، وطرد اليهود نهائيا من فلسطين.
وعلى الرغم من كل القلاقل التي أثارها اليهود في فلسطين، إلا أنهم لم يكونوا ذوي شأن أو ذكر بين شعوب المنطقة في تلك الفترة من الزمن. جاء في كتاب "يوسيفيوس واليهود" للدكتور "فوكس جاكسن": (كانت اليهودية من ضيق الرقعة، وخمول الذِكر، بحيث أن المسافر عبر سوريا في القرن الخامس ق.م أي في زمن هيرودوس*" قد لا يسمع بذكر اليهود" ولكن المبالغات جسمت كل شيء فيها) .
كما يؤكد المؤرخون أن اليهود لم يكن لهم ذكر في التاريخ، فالمؤرخ اليوناني الرحالة المدقق الشهير في القرن الخامس الميلاد "هيرودوت"، وهو أعظم مؤرخ لتلك العصور، بشهادة المؤرخ اليهودي "يوسيفيوس" لا يأتي على ذكر لذلك الماضي ـ اليهودي ـ هو ومعاصريه، في أسفاره التي هي أوثق المصادر التاريخية. ومثله جميع المؤرخين الذين دونوا أخبار رحلاتهم في سوريا ولم يذكروا اليهود في جنوبها، لأنهم لم يسمعوا بهم ولأنهم لم يكن لهم شأن إلا ما روته أسفارهم اليهودية الدينية، مما هو شبيه بتغريبة "بني هلال").
لقد عاش اليهود في بعض المناطق التي استطاعوا أن يستقروا فيها في فلسطين حياة بؤس وتخلف حضاري، وحروب مع جيرانهم، إلى أن طردهم منها الرومان نهائيا عام 135م.
اليهود ليسوا أهل حضارة
تلك كانت حدود دولة سيدنا داود في مساحتها وحدودها الجغرافية ونفوذها في أقصى ذروة مجدها، وأصغر منها بكثير كانت دويلة يهوذا. أما عن التراث الثقافي والحضاري الذي يدعي اليهود أنهم أبدعوه وأعطوه للحضارة الإنسانية أيام وجودهم في فلسطين وخاصة في عهد هذه الدولة، فما على من يريد الوقوف على حقيقة ذلك إلا العودة إلى التوراة التي تكذب كل ذلك، عند حديثها عن استعانة داود وسليمان في جميع عمليات البناء والإنشاء، والفنون وغيرها من المهن والصنائع بالمهرة الكنعانيين والفينيقيين، لأن بني إسرائيل لم يكونوا يعرفوا أو يجيدوا منها شيء، وقد وصفتهم التوراة بأنهم كانوا يعيشون حياة البدو الرحل في الصحراء أو بعض القرى المجاورة لمدن الكنعانيين، ويعتمدون على رعي الماشية، ولم يكونوا ذووا حضارة أو مدنية وإنما اقتبسوها من الكنعانيين بعد دخولهم للبلاد.
والتوراة نفسها تعترف أن سيدنا داود وسليمان عليهما السلام أخذا فكرة الهيكل عن الكنعانيين، ولكنه لم يكن في اليهود من يحسن البناء والعمارة لأنهم لم يعرفوا الاستقرار من قبل لذلك استعانوا على بناءه بالصناع والمهرة الكنعانيين حيث طلب سيدنا داود وسليمان بعده من (حيرام) ملك صور تزويده بمن يقيم لهم الهيكل. والقصة في سفر الملوك الأول-الإصحاح الخامس وما بعده ومنها: (والآن مر لي بأن يقطع أرز من لبنان وعبيدي يكونوا مع عبيدك وأجرة عبيدك أؤديها إليك بحسب جميع ما ترسم لأنك تعلم أنه ليس فينا من يعرف بقطع الخشب مثل الصيدونيين... والآن أرسل لي رجلاً حاذقاً يعمل الذهب والفضة والنحاس من الحديد والأرجوان والقرمز والسمنجوني).
وقد جاء في موضع آخر عن عامل ماهر جداً أتى من فينيقيا (صانع النحاس وكان ممتلئاً حكم وفهماً ومعرفة في كل صنعة من النحاس)، وهكذا فالهيكل هو هندسة وعمارة كنعانية فينيقية بحتة لا يد لليهود فيها، وهذا أكبر دليل على عظم شأن حضارة الكنعانيين وزيف زعم الصهيونية اليوم بأن اليهود كانوا أصحاب حضارة في هذه البلاد، كما أنه هناك إجماع عند العلماء على أن اليهود لم يساهموا بنشاط معروف في التقدم العالمي في الفن أو السياسة أو الاقتصاد.
لكن اليهود قد بالغ في كتابهم التوراة وغيره من الكتب في الحديث عن تاريخهم مبالغات واضحة جداً، وجعلوا من تلك الروايات التي وردت في أسفارهم أعظم كتاب للدعاية اليهودية يقدسه العالم. ولم يعرف سواه مصدراً لأخبار تلك الأيام عن فلسطين والعرب، إنه المرجع الوحيد لتاريخ وأحداث ذلك الزمان. وعن مبالغاتهم يقول تقرير لجنة "شو" الملكية 1929م الذي كان يسمع فيه أعضاء اللجنة لأول مرة في تاريخ حياتهم حقائق جديدة عن الحقوق العربية والإسلامية في فلسطين، وعن القدس والهيكل المزعوم خاصة. يقول عن أساطير وخرافات التوراة اليهودية التي جعلوا منها دينا: (إذا نظرنا إليها في ضوء التاريخ نجد أنها ليست سوى صور خيالية) .
لقد بقي أمثال هؤلاء وغيرهم من الغربيين الذين أعماهم الحقد الأسود على العرب والمسلمين لزمن طويل وحتى الآن يقرؤون تلك الأساطير بنفس الروح التي أرادها كتبة التوراة؟!. وأن لهم أن يروا الحقيقة؟! (وعمى الوساوس الدينية تحول دون رؤيتها وكتابتها مما جعل أوروبا زمناً طويلاً تظل تحافظ عليها وتقرأ كتب مؤرخي اليهود بالروح التي أرادها مؤلفو اليهود وحسب ما أورده أولئك "العبران" من تمويه الحقائق ارتضاه أمثال: أوغسطين وبسكل و بوسويه وشافوريان، أكثر ما ارتضاه ذلك الشعب الجاهل المتعصب) .
إن دور اليهودي في نقل ذلك التراث الحضاري للأمم الأخرى لم يزيد عن النقل، وفي الوقت نفسه لم يكن اليهودي أميناً في نقله، بل ادعاه لنفسه بعد أن حشاه بما تنطوي عليه نفسيته المريضة من توجهات سياسية جديدة. يقول الأستاذ (رنان): (فغدت الغرائب التي كانت تل مختفية في حشويات الشرق من الأمور البديهية وتمت هذه المعجزة بفضل خيال بني إسرائيل الجلف القانع. وما كان غريباً في تاريخ كلدة بدا في أقاصيص التوراة من الصحة والسهولة ما رأت فيه سذاجتنا الغريبة تاريخاً معتقِدة أنها إذا انتحلت هذه الأقاصيص قطعت صلتها بالأساطير الأولى) .
أما ول ديورانت، فبعد أن يعدد المصادر التي نقل عنها كتاب "العهد القديم" شرائعهم وأمثالهم وأناشيدهم وقصصهم وأساطيرهم، يقول: (إلا أنهم شوهوها ومسخوها وغذوها بأحقادهم وكراهيتهم للجنس البشري لتفوقه عليهم وشعورهم اتجاه غيرهم من الأمم بعقدة النقص، فكانت أقوالهم هذه تأتي على لسان "يهوه" الرب إلههم ليكون لها سلطان على أتباعها) . والظاهر أنهم كانوا ينشدون إقامة المجتمع اليهودي الذي يتمتع بالأمن والسلام الخاص بهم وحدهم، ولكنه في الوقت نفسه سيكون على حساب آلام ودماء الآخرين وتكدير عيشهم.
هذا هو الحال الذي كان عليه بنو إسرائيل في فلسطين، وهذا هو عطائهم الحضاري والثقافي الذي يدعون أنهم أعطوه للعالم أيام مجدهم الغابر الذي عاشوه في "وطنهم القومي" المزعوم "فلسطين". وهذا يمهد للإجابة على سؤالنا التالي:
لماذا الاختلاق إذن..؟!!
رب قائل: ما دام كان ذاك حال اليهود في فلسطين، لنفترض جدلا أنهم خشوا على دينهم من الاندثار والضياع لضعفهم الحضاري والثقافي، بعد أن بدأ اليهود يعبدون آلهة جيرانهم من الشعوب الأخرى في فلسطين، وأنهم كانوا يريدون الحافظ على دينهم ولا أقول عرقهم لأنهم منذ زمن بعيد لم يعودوا أنقياء عرقيا، ألا يكفيهم أن يسطوا على تراث غيرهم من الشعوب ويسرقوه، ويعطوه صفة الدين وكلام الرب، ويحشوا فيه كل توجهاتهم السياسية الجديدة؟؟ فلماذا كل هذا التعصب الديني والعرقي، وكل هذه العنصرية والحقد البغيض والكراهية الذميمة لكل ما هو ليس يهوديا؟. ولماذا كل هذا التشدد في أوامر والقتل والإبادة الجماعية؟ ولماذا كل هذا التشديد على واجب الالتزام بالقانون والشريعة؟.
مبدئيا يجيب على هذا التساؤل المؤرخ الفرنسي الكبير غوستاف لوبون بقوله: (إن الهزائم التي منيت بها إسرائيل وحياة البداوة وضعف أحوالهم جبلت نفوسهم الشريرة بتراب الجرائم القذرة، ولهذا حذقوا الدسائس، وإثارة الفتن والمشاعر، وهي صفات الجبناء الأذلاء) .
كما أن الذين سباهم نبوخذ نصر إلى بابل كانوا أشراف اليهود وزعماؤهم الدينيين والسياسيين وكبار رجال الدولة، ووجهاء مجتمع اليهود، وإن كان من بقي من عامة اليهود في فلسطين قد عاشوا مع سكان البلاد الآخرين في أمن وسلام بعيداً عن التعصب الديني أو العنصري. بيد (أن هذا الأمر لم يكن كذلك بالنسبة إلى القادة المنفيين إلى بابل، فإن تعصبهم الطبقي الذي يشعرهم بأنهم متميزون وحاكمون في فلسطين –القدس- تحرك في المنفى ليصبح تعصبا، عنصرياً ودينياً، ولم يكن المنفيون مسجونين، فقد كان لهم قراهم وبيوتهم وبساتينهم، وقد كانوا يستطيعون التنقل بحرية، كما كانوا يستطيعون الزواج، والقيد الوحيد الذي ضرب على هذه الحرية كان استحالة أن يعلنوا عبادتهم تبعاً لتقاليدهم، أعني في أورشليم) .
من هنا جاء تركيز المنفيين على حب "أورشليم"، وعلى جميع الشعائر الدينية التي يمكن أن تميزهم وتفردهم عن محيطهم الجديد، فبدأ الالتزام الدقيق بالسبوت يأخذ في السبي البابلي ممارسة الإيمان، وأصبح للختان أهمية شاملة، ففي فلسطين كان الفلسطينيون هم وحدهم الذين لا "يتختنون"، أما الكنعانيون والمصريون كانوا يتختنون، أما في العراق فقد كانوا يجهلون تماماً هذا العرف، ولذلك جعله اليهود المسببين علامة من علامات العهد الذي قطعه الرب مع إبراهيم.
أما الذي دفع كتبة التوراة الأول لكل هذا التشدد بالالتزام بالشريعة والقانون، هو: ما علموه من خلال تاريخ أسلافهم مع أنبيائهم وملوكهم وقادتهم، من أيام سيدنا موسى عليه السلام ورفضهم أمر الله بالجهاد لدخول الأرض المقدسة "فلسطين"، وقولهم له: (أذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) المائدة: 24. مرورا بسيدنا داود عليه السلام ـ ومن قبله نبيهم صموئيل وملكهم طالوت ـ بعد أن أمرهم ألا يشربوا من النهر (فشربوا منه إلا قليلا منهم، فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده) البقرة: 249. ولم يقاتل معه إلا فئة قلية منهم. إلى آخر نبي أو قائد منهم سواء إرميا الذي حذرهم من نقض عهدهم مع البابليين ومن تحالفهم مع المصريين ولم يستجيبوا له فكان السبي البابلي، أو غيره. لقد علموا من ذلك التاريخ الطويل والمرير أن النفسية اليهودية نفسية مريضة وضعيفة، يغلب عليها الجبن والذل، والمعصية والتمرد، والرغبة في أن يتحقق لها كل شيء بدون جهد أو عناء أو تعب ... لذلك لا يفسدها إلا الرحمة والتساهل، ولا يصلحها إلا الشدة والقسوة. لذلك جاءت كما مر معنا تعاليم الشريعة غاية في القسوة والشدة، وتحذيرات الرب إلههم "يهوه" بالإبادة والقتل والاستئصال إذا لم ينفذوا أوامره بقتل وإبادة الشعوب الأخرى سيفا مسلطا فوق رؤوسهم، وأن نفس العقاب الذي كان سينزله الرب بالشعوب الأخرى سينزله بـ"شعبه المختار".
من يريد أن يعرف اليهودية حق المعرفة، ما عليه إلا أن يلقي نظرة على كتابهم العهد القديم "التوراة"، الذي لن يجد فيه كما يقول الدكتور "جورجي كنعان" غير( معالم الحياة القبلية البدائية-وأن نصوصه "الدينية" تفيض وحشية وعنصرية، وحقدا وكراهية، ولا تعدوا أن تكون خيوطا لمؤامرة سياسية لمملكة أرضية). كما يضيف، وأنك لن تجد سوى (انغلاق على الذات وانعزال عن العالم، تحدوها أنانية بغيضة، وعنصرية حاقدة، ويواكبها احتقار لكل الشعوب، وحقد على جميع الأمم، خلاصته شراهة لامتلاك الأرض، واغتصابها بشتى السبل والوسائل يربي في النفس أخلاقا دينية تستبيح إبادة الآخرين أو تشريدهم)
هذه هي حقيقة الديانة اليهودية، والأصول الدينية والعقائدية للإرهاب الصهيوني، ولإرهاب الولايات المتحدة التوراتية. هذه هي الأصول التوراتية التي تجعل من القتل عقيدة وعبادة، بل ذروة الطاعة والعبادة عند "يهوه" من قبل أتباعه، وليس ظاهرة عرضية أو مؤقتة، أو طارئة، أو ظرفية، كما هو الحال في جميع المجتمعات السوية في عقائدها الدينية، التي لا تحتقر الآخر، ولا تعتبر روحه روح شريرة، وأنه ليس من البشر، ولكنه حيوان، يستحق القتل إذا خرج عن طاعة "الشعب المقدس"، "شعب الله المختار".