ما زلتَ .... ما زلتِ:
واقفَين عند المعرض الزجاجي للوائح بيانات الكلية في اليوم الأول للسنة الدراسية، كان كلاهما منجذباً للآخر.
بادرها متشجعاً:
- هل لي بقلمك ثانية .
- تفضل.
بسمتها الطافحة من شفتيها الملونتين أغرته بمزيد كلام.
.................................................. .......
ناولته كوب الماء ويده ترتعش، فقربها إلى فمه ، ثم التفت إليها :
أتعلمين ؟! ما زلت في عينَيَّ الفتاة الحسناء الواقفة إلى جانبي عند نقلنا برنامج الدوام أول يوم في الكلية.
نظرت محدقة في عينيه بكل براءة وحب لم تعكرهما سنوات الزواج الستون:
- وما زلت في عينَيَّ الشاب الوضيء الواقف بجانبي، المتحين فرصة للحديث حتى ابتدع فكرة استعارة القلم.
غشيت وجهه ابتسامة عارمة، أغمض عينيه في نشوة عميمة، أطلق تنهيدة راحة طويلة، ثم لم يفتحهما أبداً.