فـَخـَّارُ عـَدَم ٍ
أتنسى انقباضَ الطـِّيْن ِ في قريةِ الذكرى= يدا نزوتي والنفسُ غاصتْ بها جذرا ؟فـَخـَّارُ عـَدَم ٍ
وتنسى محاصيلَ الدِّماء ِ ولا ترى =رحى الليل لا تبكي على حنطة ِ الذكرى
إذا مسَّها جِـينُ الحصاد ترجـَّلت =عن السهل أيامٌ تطيرُ له قشرا
كذلك من يطبخْ على شبه ِ جمرة ٍ=قدورَ المنى فالذُّوقُ لن يلهبَ الثغرا
ومن يختصم عند المسير ركابـُه=وساقَ النوايا فالضميرُ به أدرى
ويبقى أصَمُّ الشعر في قـَيْد ِ آهةٍ =أسيرا إلى حين ِ انطلاقتـِه مهرا
فيمسي على صبرين: بحرٌ أمامـَه=ومن خلفـِه دفقٌ يشقُّ به المجرى
شراعي إلى أعلى الرحيل نشرتـُه=ولمَّا أجـِد ْ للعدل برا ولا بحرا
أشنـِّفُ آذانَ المساء لنجمةٍ =كأني بذات الرُّوح ِ لم ترتكبْ وزرا
أهـُزُّ بها صرحَ الطغاة ، ولي بها = ـ على فكرة ٍ تسعى ـ مآربيَ الأخرى
هنالك أوثانٌ وإنصاتُ أمةٍ =وتلفيقُ أحكام ٍ تخلـِّدُها كفرا
وآلهة ٌ صغرى تـُديرُ شعوبَها=طواحينُ أهواءٍ لتستكثرَ الفـُجـْرا
عذارى خيوطِ الشعر بين أصابعي =نسجن لوجهِ النور من فيضـِه شكرا
وأشفقن من جهل ابن ِ آدمَ بالثرى =وقد ضاق بالجنـَّات ِ من نفسه عسرا
وأن أستظلَّ الصمتَ بضع َ قصائدٍ =لخيرٌ وأبقى من مهادنتي السُّكرا
لأجل بني الإنسان أشلاءَ بسمتي =ألملم كي تمتدَّ من أضلعي جسرا
عرفنا رغيفَ الخبزِ يقبلُ قسمة ً =على اثنين ما اسـْطـَاعـَا بنيرانـِه جمرا
وهذا أفول النجم والشمسُ دونـَه = شقاءٌ يـَزيدُ الروح َ من لينه كسرا
وما بين تهجير ٍ ووأد ٍ وصفقة ٍ=مع الذل فالإنسان مـَيْتٌ بلا ذكرى
أنا منك يا يعقوبُ، عيناك محنتي =تنوسان من يمنى الكواكب لليسرى
****=*****
أكفكف أشجان الحياة بـِدِرْهـَم ٍ =تقاضاه إفلاسٌ فطاف به بئرا
وأحسو اصطباري من دنان مصيبتي =فما أشبعت نجوى ولا سمَّنتْ صبرا
عليَّ حـُفاة ُِ الدرب أضفـَتْ هجومَها = وران عليها الجوع ُ مستغلقا فكرا
أتت من خـِضاب البرق ِ فانتفض الثرى =وأربتْ حقولُ القمح من دونها سترا
فمن أي أبواب ِ الشكوك طرقتـُها=أرى الصمتَ يخفي من مجاهلها أمرا
وَجُنـَّتْ أداني الأرض ِ كيف يخونـُها=بنوها ،وقد أضحتْ لأشواكهم خصرا
أما كان ملءَ الظلم ِ فرعونُ؟ فانظروا=إلى مرضع ِ التابوت ِ ما أُرْهـِقـَتْ عذرا
تلامس بذر الضوء في جوف نظرة =تناهت إلى العلياء في مطلق جهرا
أنا يا أخي من ضِفة النور رحلتي=إلى أصغريك الوجهَ يـَمْمـَتـُه شطرا
أواريه إن ضل الهدايات مَقـْصِدا =بعذر ٍ ، ولا أختار إلا الهدى حصرا
أنا قطرة في الكون ،تصبو لديمة =لها الأرضُ شقـَّتْ عن جوانبـِها الصدرا
أنا خفقة النسرين والفلُّ محملي=ومرجٌ أنا للورد أهديتـُه العطرا
وفنجانُ ترحيبٍ يُوَشيه باسما = نديُّ سلام ٍ نال من صفوه قدرا
سلوا عن وجودي الشمسَ قبل أفولـِها=وبعد انكشافِ البحرِ عن صحبتي الخضرا
ومن نفخة التكوين حتى تمخـَّضتْ =خطايا نذرتُ النفس للغاية الكبرى
تجوب عيونُ الوجد آفاقَ نشأتي=وأجنحة ُ التكليف ِ تعلو النـُّهى جبرا
وما زلتُ مسلوبَ الرَّغيف ِ وغيمتي=بوابلها الأفياء تسقي الربا خمرا
أعدلاً يسوس القتلَ فينا أخو دمي =وفينا خلايا الأمن تغتالنا ثغرا؟
وحبلى بوطء الجوع كلُّ شوارعي=تـُشير لها الأوضاع أن تـَمْضُغَ الصخرا
*****=*****
أنا ذلك الجلادُ ، في كل زفرة =شظايا انفجار الصبر تـُذكي به القهرا
يقولون رجما : بالمواريث ِ أصلـُه =يمد إلى الفـَخـَّار من أهـَلـِه كسرى
ألا أيها القـُرصان، للبحر هدأة =ومن بعد يرمي المدَّ باللطمة الحمرا
ألا إنَّ بركانَ الجياع إذا استوى=على خبزه ، فالقمحُُ يسري بهم فجرا
فصبرا غلاءَ الموتِ ، لست بمانع =سبيلَ امتطاء ِ العيش أن يخفضَ السعرا
حملنا على ظهر الأكف وجوهـَنا=فعدنا خماصَ الدَّرْب ِلم نبلغ ِ الصبرا
نداوي جروحَ النفس ِ بالملح تارة ً =وبالكي تارات ٍ تـُقـِضُّ لنا الظهرا
ــــــــــــــــــــــــــــــــ