أووبالعربيةوهذا الموقع يحوي صوراً عن أدوات التعذيب
أووبالعربيةوهذا الموقع يحوي صوراً عن أدوات التعذيب
محاكم التفتيش كان هدفها اجتثاث أي أثرٍ للإسلام في الأندلس
على أيامها .. وبعد سقوط عبدالله الصغير وفراره إلى مراكش .. تابع أرباب الدين المسيحي حملةً لاجتثاث الإسلام دامت آثارُها ربما إلى ماضٍ ليس بالبعيد.
كان الهدف منها أن لا يبقى أي إسباني مسلم إلا وأن يرتدَّ عن إسلامه أو يذبح
هذا خلا ما تعرض له العرب من مذابح .. وملاحقة حتى في البحر وهم هاربون إلى شوطئ إفريقيا الشمالية
وحكاية القبطان عرّوج وأخيه خير الدين بارباروسا خير شاهدٍ على محاولة التصدي للتنكيل والتذبيح الذي تعرض له العرب الخارجون من الأندلس
فكان أن حقق أسطول القبطان عرّوج وخير الدين باباروسا الكثير من الانتصارات على االسفن الإسبانية في البحر المتوسط دفاعاً عن العرب الذين تلاحقهم تلك السفن
إقرأوا عن هذا الرجل
خير الدين بارباروسا
السلام عليكم
اشكر لك رفدك للموضوع:
خير الدين بارباروسا (1475 - 1546) كان قائد أساطيل عثمانية ومجاهدا بحريا. ولد في جزيرة لسبوس (Λέσβος) (في اليونان المعاصرة) وتوفي في الآستانة (اسطنبول).
اسمه الأصلي هو خضر بن يعقوب ولقبه خير الدين باشا. بينما عرف لدى الأوربيين ببارباروسا (ذو اللحية الحمراء).
نشأته
خير الدين عبد الرحمن كان الأصغر في أربع اخوة: اسحاق وعروج وإلياس وخضر. والده هو يعقوب وهو إنكشاري أو سباهي من فاردار. أما والدته كاتالينا المسيحية فقيل أنها كانت أرملة قس.
عمل الأخوة الأربعة كبحارة ومقاتلين في البحر المتوسط ضد قرصنة فرسان القديس يوحنا المتمركزين في جزيرة رودس. قتل إلياس في معركة واسر عروج في رودس الذي مالبث أن فر إلى إيطاليا ومنها إلى مصر. استطاع عروج أن يحصل على مقابلة مع السلطان قنصوه الغوري الذي كان بصدد اعداد اسطول لارساله إلى الهند لقتال البرتغاليين. أعطى الغوري عروج سفينة (مركزها الإسكندرية) بجندها وعتادها لتحرير جزر المتوسط من القراصنة الأوربيين.
حوالي 1505 استطاع عروج الإستيلاء على 3 مراكب واتخذ من جزيرة جربة (تونس) مركزا له ونقل عملياته إلى غرب المتوسط.
طبقت شهرة عروج الآفاق عندما استطاع بين العامين 1504 و 1510 انقاذ الألاف من مسلمي الأندلس (Mudejar) ونقلهم إلى شمال أفريقيا. في عام 1516 استطاع تحرير الجزائر ثم تلمسان مما دفع أبو حمو موسى الثالث إلى الفرار. تآمر أبو زيان ضده فقتله وأعلن نفسه حاكما على الجزائر. استشهد عروج (وعمره 55 عاما) في معركة ضد الأسبان الذين كانوا يحاولون اعادة احتلال تلمسان وخلفه أخوه الأصغر خير الدين (خضر).
استطاع خير الدين صد الجيش الأسباني الذي حاول احتلال الجزائر في 1529. في عام 1531 استولى على تونس مجبرا الملك الحسن بن محمد الحفصي على الفرار.
باش قبودان الأسطول العثماني
في عام 1533 عين السلطان العثماني خير الدين قائدا عاما (باش قبودان) للأسطول العثماني.
في عام 1535 طلب الحسن الحفصي مساعدة الأسبان فأرسل شارل الخامس حملة استطاعت الإستيلاء على تونس في نفس العام.
في عام 1538 سحق خير الدين أسطول شارل الخامس في معركة بريفيزا (بريفيزا) التي أمنت سيطرة العثمانيين على شرق المتوسط لمدة ال 33 عاما المقبلين.
في عام 1541 أقصى أحمد بن الحسن الحفصي أباه عن حكم تونس لتبعيته للأسبان.
في عام 1544 عندما أعلنت أسبانيا الحرب على فرنسا طلب فرانسوا الأول ملك فرنسا المساعدة من السلطان سليمان العثماني. أرسل السلطان سليمان خير الدين على رأس أسطول كبير و تمركز في مارسيليا التي تنازل عنها الفرنسيين للعثمانيين لمدة 5 أعوام. نجح خير الدين في دحر الأسبان من نابولي والساحل الفرنسي.
على منوال أخيه عروج قام خير الدين بإنقاذ 70.000 مسلم أندلسي (Mudejar) مستخدما أسطول من 36 سفينة في 7 رحلات ووطنهم في مدينة الجزائر مما حصنها ضد الهجمات الأسبانية.
توفي خير الدين عن عمر 65 عاما في قصره المطل على مضيق البوسفور بالآستانة وخلفه ابنه حسن باشا في حكم الجزائر.
مازال قبره ماثلا للعيان في اسطنبول.
تعد شخصية المجاهد خير الدين بربروس شخصية أسطورية بكل المقاييس، فقد تحولت حياته إلى نوع من الأسطورة التي تتجاوز الواقع لتحلق في ما ينسجه الذهن من صور متناقضة من البطولة أو الإرهاب بلغة هذه الأيام. إن مجرد ذكر اسم هذا المجاهد البطل حتى تمتزج الأسطورة الخارقة والخيال الجامح بالحقائق التاريخية فهو عند المسلمين محرر نصر المستضعفين في العديد من الدول خاصة في سواحل شمال افريقيا وجنوب اوروبا وهو بالنسبة للأوروبيين قرصان مارد تكبدوا على يديه خسائر فادحة في الأرواح والثروات.
الكتاب الذي سنقوم بترجمته ونشره في حلقات عبر موقع الشهاب، عبارة عن مذكرات أملاها البحار التركي خير الدين بن يعقوب باشا الشهير بلقب " بربروس"(1) على زميله البحار الأديب الشاعر " سيد علي المرادي " بناء على طلب من السلطان العثماني الكبير سليمان القانوني.
وتوجد نسخ مخطوطة للكتاب بمكتبة جامعة إسطنبول، ومكتبة طوب كابي سراي بإسطنبول. كما ترجم الكتاب إلى الفرنسية، والأيطالية، والانجليزية، والإسبانية. وقد نشر ابتداء من القرن التاسع عشر الميلادي ولكن بتعديلات كبيرة. وصدر الكتاب بأسماء مختلفة وبتعديلات كبيرة وبأسماء عديدة ومنسوبا إلى غير ممليه أو كاتبه وإنما إما باسم ( مؤلف مجهول ) أو بأسماء من ترجموه إلى اللغات الأخرى. فبدت النسخ المترجمة إلى تلك اللغات وكأنها لا صلة تربطها بالكتاب الأصلي. كما أجريت حول المذكرات دراسة أدبية في جامعة سلجوق بقونيا ( تركيا ) في قسم الأدب الإسلامي التركي باسم : خير الدين بربوس ومذكراته.
قام الباحث التركي أرتوغرول دوزداغ بتحويل الكتاب إلى قصة ملحمية محتفظا بنفس العنوان (غزوات خير الدين بربروس). كما قامت القيادة العامة للبحرية التركية بنشرالمذكرات باللغة التركية الحديثة مع تعديل بسيط في صياغتها. أما المؤرخ التركي يلماز أوز تونا فقد قام بتهذيبها ونشرها باللغة التركية الحديثة في مجلة الحياة التاريخية عام 1967. قبل أن يعيد نشرها كاملة في كتاب عام 1995.
وقد قمنا باختيار النسخة المهذبة التي نشرها الأستاذ أوز تونا لكونه لم يتدخل في النص الأصلي إلا بشكل بسيط جدا حسبما ذكره هو بنفسه. فحافظ بذلك على روح النص الأصلي بما يسمح للقارئ أن يعيش في الجو الفكري والنفسي الذي كتبت فيه تلك المذكرات.
من جهتنا لم نقم بأي تدخل في أصل المذكرات. بل قمنا بترجمتها كما هي ماعدا بعد التحويرات اللغوية البسيطة للمحافظة على الانسياب اللغوي العربي.
وسأكون سعيدا بأي ملاحظة يتفضل الإخوة القراء بإبدائها، أو استفسار يتعلق ببعض الأسماء، أو الأماكن، أو المصطلحات، أو الحوادث التي ترد في المذكرات لكي أقوم بتوضيح ما يلزم توضيحه.
أما فيما يخص التفاصيل العلمية المتعلقة بالمذكرات، والترجمة الكاملة لخير الدين بربروس فسوف أقوم بنشرها عبر مجلة (المقدمة) إن تيسر لنا ذلك قريبا إن شاء الله.
آمل أن أكون بنشر هذه المذكرات قد ساهمت بإضافة قطرة إلى بحر الجهود المخلصة التي يبذلها الكثير من الجنود المجهولين الذين إذا حضروا لم يعرفوا، وإذا غابوا لم يفتقدوا.
بدأت إملاء مذكراتي بأمر من السلطان سليمان القانوني
في أثناء اتصالي بالسلطان سليمان خان بن سليم خان، ورد عليّ فرمان سلطاني، هذا نصه :
"كيف خرجت أنت وأخوك أروج من جزيرة ميديللي، وفتحتم الجزائر ؟ ما لغزوات التي قمتم بها في البر والبحر حتى الآن ؟. دوّن كل هذه الحوادث بدون زيادة أو نقصان في كتاب. وعندما تنتهي أرسل إليّ نسخة لأحتفظ بها في خزانتي ".
عندما استلمت هذا الأمر، استدعيت أحد أرباب القلم، زميلي في الكثير من غزوات البحر "المرادي"، وأخبرته بفرمان السلطان. فبدأنا على الفور في التدوين. أنا أملي، و" المرادي " يكتب :
استقرار أبي يعقوب آغا في ميديللي وزواجه بأمي
عندما فتح السلطان محمد الفاتح جزيرة ميديللي، أمر الأتراك بالاستيطان في الجزيرة، فكان أبي أحد المستوطنين الأوائل، كما كان ابنا لأحد فرسان السباهية(2)، كما كان هو نفسه سباهيا أيضا. وكانت له في منطقة واردار المجاورة لسلانيك أرض إقطاع وهبت له بأمر من السلطان محمد الفاتح، عندما استقر بالجزيرة.
وهكذا، فعندما انتظمت أمور والدي من جديد، تزوج إحدى بنات أهالي الجزيرة. كان أبي أنيقا شجاعا. أنجبت له أمي أربعة أخوة هم : إسحاق الذي كان أكبر إخوتي، ثم أخي أروج، ثم أنا خضر، ثم إلياس. مدّ الله في عمر الجميع، ورزقهم النصر.
كان أخي إسحاق مقيما في قلعة ميديللي. أما أنا وأخي أروج فقد كنا مولعين بركوب البحر. اقتنى أخي أروج سفينة، وانطلق بها للتجارة في البحر، بينما اتخذت أنا مركبا ذا 18 مقعدا. كنا في البداية نتنقّل بين سلانيك وأغريبوز، نجلب منهما البضاعة، ونبيعها في ميديللي. إلا أن أخي أروج لم يقتنع بهذه الأسفار القريبة. إذ كان يرغب في الذهاب إلى طرابلس الشام. وذات يوم غادر ميديللي مع أخي الصغير إلياس، متوجهين إلى طرابلس.
وقوع أخي عروج أسيرا في أيدي كفار رودس ومكوثه عندهم بضع سنين
مصلى خير الدين بربروس في اسطنبول
لم يتمكن أخي أروج من الوصول إلى طرابلس الشام، فقد صادف في طريقه سفن فرسان جزيرة رودس، واشتبك معهم في معركة كبيرة، سقط على إثرها أخي إلياس شهيدا، رحمه الله. بينما استولى الكفار على السفن، وأخذوا أروج أسيرا بسفينته إلى رودس مقيدا بالسلاسل. عندما وصل الخبر إلى ميديللي، حزنت وبكيت عليه كثيرا. لكنني شرعت في الحال أبحث عن سبيل لإنقاذ أخي.
كان لي صديق كافر يدعى كريغو يقوم بالتجارة مع جزيرة رودس. أخذته معي في سفينتي، وقدمت به إلى بدروم، وقلت له :
- "اليوم تتبين الصداقة. خذ هذه ال: 18.000 أقجة(3)، وأعنِّي على إنقاذ أخي. اذهب إلى رودس، وانظر الأمور هناك. وسوف أنتظرك في بودروم ".
- كريغو: "على الرأس والعين"، قال ذلك، ثم مضى إلى رودس. وهناك قابل أخي أروج رئيس وقال له :
- "أخوك خِضر يسلم عليك، ويدعو لك كثيرا. وهو في غاية الحزن عليك بسبب وقوعك أسيرا في أيدي الكفار. ولا يكاد يكف عن البكاء عليك ليلا أو نهارا. وقد أرسلني إليك. وهو الآن في بودروم ينتظر أخبارا سارة عنك ".
عندما سمع أروج ذلك من كريغو بكى من شدة الفرح، وقال له :
- "سلّم على أخي خضر. يجب أن لا يعلم أحد سبب قدومك إلى الجزيرة، وسنلتقي في أول فرصة تتاح لنا ".
كان أروج رئيس يعرف في رودس رجلا مشهورا يدعى : سانتورلو أوغلو. كان يأتي أحيانا لرؤية أخي أروج، ويتفقد أحواله. قال له أخي يوما :
قطعة فضية تذكارية صنعت في ألمانيا سنة 1533 وعليها صورة المجاهد بربروس
- "إن فرسان رودس لن يبيعوني لأخي خضر، لكنهم ربما يبيعونني لك. فإن هرّبتني من الجزيرة، فإنني سوف أؤدي لك ديْنك في المستقبل".
سانترلوأغلو:
- "بكل سرور، إذا باعوك فإنني سأشتريك، لكني إذا طلبت منهم ذلك مباشرة فإنهم سيشتبهون في الأمر. والأفضل أنك عندما تنزل إلى المدينة ذات يوم تظاهر بمرورك على دكاني، ولكن إيّاك أن تنظر إلى الدكان مباشرة لئلا يعلموا بأني أعرفك. سأتظاهر بأني أراك صدفة عندما تكون مارا، وأعبّر لهم عن إعجابي بك، وأرجو الفرسان أن يبيعوك لي ".
عندما سمع أروج هذه الكلمات سُرّ كما لو صار طليقا. كم كانت حياة الأسر أليمة بالنسبة له.
في أحد الأيام، كان سانتورلو أغلو جالسا أمام الدكان يتبادل أطراف الحديث مع فرسان جزيرة رودس، وإذا به يرى أروج رئيس مارّا أمام الدكان، كأنه يريد الذهاب إلى الخدمة. فقال لمن معه من البحارة :
- "لمن هذا الأسير الذي يغدو ويروح. أراه دائما يمرّ من هنا يخدم بحيوية ونشاط. لو يقبل صاحبه بيعه لاشتريته ". عندئذ قال أحد القباطنة :
- "أنا صاحبه، إذا تريد شراءه أبيعه لك ؟ ".
- "كم تريد ؟ ".
- " أرد ألفا من الذهب ".
- " هذا مبلغ كبير ".
- " حسنا، أتركه لك بثمانمائة ".
وقبل أن تتم عملية البيع، أُلغيت الصفقة. فقد علم الفرسان بأن أروج تاجر معروف. وقالوا :
- " إن أخاه خضر رئيس في بودروم، وهو مستعد لدفع 10.000 ذهبا. وإذا كانت قيمته تساوي :10.000 هل يمكن أن يباع ب: 800 ؟ ".
أعادوا لسانتورلو أوغلو ماله، واستعادوا أروج. لقد علموا قيمته الحقيقية من كريغو، الذي كان قد احتال عليَّ في ال: 18.000 التي دفعتها له، وأعلم الفرسان باستعدادي لإنقاذ أروج.
تمثال بربروس في اسطنبول
وعلى إثر هذه الحادثة، ألقى الرودسيون أروج في زنزانة تحت الأرض، لكي لا أجد أيَّ حيلة تمكنني من إنقاذه. وجعلوا يعذبونه أكثر من ذي قبل. وضعوا الأغلال في يديه ورجليه وعنقه. إلا أنهم كانوا يعطونه من الطعام ما يسدّ به الرمق.
لم يتمكن اروج من تحمّل هذا العناء كثيرا. فطلب مقابلة ضابط الزنزانة التي حُبس فيها. فأذن له في ذلك. وعندما خرج سأله الضابط :
- " لماذا جئت ؟ ".
- " ما لذي تريدونه من وراء هذا الإيذاء الذي تلحقونه بي ؟ ".
- " اعلم أيها التركي : كيف تحاول إنقاذ نفسك بدفع 800 ذهبا. إن أخاك خير الدين رئيس ينتظر إنقاذك بمال الدنيا في بودروم. فهل تظن أنه لا علم لنا بذلك ؟ أم تظن أننا حمقى ؟ ".
- " كم تريدون أن أدفع لكم، لإطلاق سراحي ؟ ".
- " وأنت، كم تدفع ؟ كم تقدر نفسك ؟ ".
- " أنا أقدّر نفسي بجميع محصول الروملي من الشعير، وجميع المصاريف اليومية التي تدفع في الأناضول، بالإضافة إلى 100.000 ذهبا، أدفعها لكم " !!!!.
- " أيها المجنون ؛ استمر في سخريتك وتهكمك. سوف ترى كيف تكون عاقبتك ".
بعد هذه المحاورة، أمر الضابط الحانق رئيس السّجّانين بمعاملة أروج أسوأ مما كان يعامله من قبل. انزعج أروج كثيرا من هذا الوضع. وفي إحدى الليالي كان يبكي، ويدعو في زنزانته وحيدا :
- " يا رب : أنت الذي تهب الفرَج للعاجزين، فأغث عبدك الضعيف بجاه حبيبك صلى الله عليه وسلم، وعجّل إنقاذي من ظلم هؤلاء الكافرين ".
قضى أروج تلك الليلة يدعو في ذِلَّةٍ وانكسار، حتى سقط في الحمأة، وغلبه النوم من شدة التعب. فرأى في منامه شيخا مشرق الوجه يقول له :
- " يا أروج : لا تحزن بسبب ما أصابك من الأذى في سبيل الله ؛ فإن خلاصك قريب ".
استيقظ أروج في غاية السرور لهذه الرؤيا، وقد تلاشت همومه، وانشرح صدره. وفي ذلك الصباح، اجتمع كل قباطنة رودس. كانوا يتحدثون عن أمر أروج.فقال أحدهم :
- " إن أعمال البحر ليست ثابتة. اليوم أروج، وغدا نحن. أرى أن الاستمرار في إيذاء هذا التركي ليس صوبا ".
وعلى هذا فقد قرروا إخراج أروج من الزنزانة، وربطه في إحدى السفن حيث صار أسيرا جذافا بها. ومع هذا فقد كان يقول :
- " إن العمل في الجذف على سطح البحر نعمة بالنسبة لمن رأى الأذى تحت الأرض. يا رب لك الحمد، فقد رأيت وجه العالم ".
http://vb.altareekh.com/t44491/
[align=center]
( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
[/align]
يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقليوإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتيوإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي*******لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .
خير الدين بارباروسا.. قبودان البحرية العثمانية
في ذكرى حصاره لمدينة نيس بفرنسا: 21 جمادى الأول 950 هـ
منقول عن منتديات القمر
خير الدين باشا
اتجه الإسبان بعد سقوط الأندلس في أيديهم إلى شمال إفريقيا، متطلعين إلى بسط أيديهم على تلك المناطق، فاحتلوا "المرسى" الكبير في غرب الجزائر سنة (911هـ = 1505م)، واستولوا على مدن: مليلة، والجزائر، وبجاية، وطرابلس، ووهران، وغيرها من المدن الساحلية، وكان ذلك خطرًا داهمًا هدد المسلمين في شمال إفريقيا، ولم تكن هناك قوى منظمة يمكنها دفع هؤلاء الغزاة الجدد.
وأثار هذا الخطر عددًا من البحارة المسلمين من سكان تلك المناطق، فتحركت في نفوسهم نوازع الجهاد والغيرة على بيضة الإسلام، وكانوا قد خدموا من قبل في الأسطول العثماني، فتكونت لديهم خبرة جيدة بالبحر وبفنون القتال، فتعاهدوا على مواجهة الغزاة الجدد، واتخذوا من جزيرة "جربة"، التونسية مركزًا للقيام بعملياتهم الحربية في البحر المتوسط، وكان يقوم على هذه العمليات الأخَوَان "عروج" و"خير الدين بارباروسا".
وقد أثمرت سياسة هؤلاء البحارة في مهاجمة سفن الإسبان، فتوقفوا عن مهاجمة الثغور الإسلامية، وأحجمت الدول الأوروبية التي كانت تنوي انتهاج هذه السياسة. وتوج الأخوان جهودهما باستعادة ميناء "بجاية" الجزائري من الإسبان سنة (921 هـ = 1515م) ونقل عروج قاعدة عملياته البحرية إلى ميناء "حيجل" الجزائري؛ ليتمكن من توجيه ضربات موجعة للإسبان.
استطاع عروج أن يقيم حكومة قوية في الجزائر، وأن يطرد الإسبان من السواحل التي احتلوها، ويوسع من نطاق دولته حتى بلغت "تلمسان". وفي هذه الأثناء اتصل بالسلطان العثماني "سليم الأول"، وكان قد تمكن من ضم مصر إلى دولته، وأعلن طاعته وولاءه للدولة العثمانية، غير أن إسبانيا هالها ما يفعله "عروج" ورجاله، ورأت في ذلك خطرًا يهدد سياستها التوسعية، ويقضي على أحلامها ما لم تنهض لقمع هذه الدولة الفتية، فأعدت حملة عظيمة بلغت خمسة عشر ألف مقاتل، تمكنت من التوغل في الجزائر ومحاصرة تلمسان، ووقع عروج أسيرًا في أيديهم، وقتلوه في (شعبان 924 هـ = أغسطس 1518م).
ولاية خير الدين على الجزائر
خلف "خير الدين بارباروسا" أخاه في جهاده ضد الإسبان، ولم تكن قواته تكفي لمواجهة خطر الإسبان، فاستنجد بالدولة العثمانية طالبًا العون منها والمدد، فلبّى السلطان "سليم الأول" طلبه، وبعث إليه قوة من سلاح المدفعية، وأمده بألفين من جنوده الإنكشارية الأشداء، ثم واصل السلطان "سليمان القانوني" هذه السياسة، ووقف خلف خير الدين يمده بالرجال والسلاح.
ولم يكن خير الدين أقل حماسة وغَيْرة من أخيه، فواصل حركة الجهاد، وتابع عملياته البحرية حتى تمكن من طرد الإسبان من الجيوب التي أقاموها على ساحل الجزائر، وضمّ إلى دولته مناطق جديدة، وقادته رغبته الجامحة في مطاردة الإسبان إلى غزو السواحل الإسبانية، الأمر الذي أفزع الغزاة، وألقى الهلع في قلوبهم، ثم قام خير الدين بعمل من جلائل الأعمال؛ حيث أنقذ سبعين ألف مسلم أندلسي من قبضة الإسبان الذين كانوا يسومونهم سوء العذاب، فنقلهم في سنة (936هـ = 1529م) على سفنه إلى شمالي إفريقيا.
خير الدين في إستانبول
قام السلطان سليمان القانوني باستدعاء خير الدين بارباروسا إليه في إستانبول، وعهد إليه بإعادة تنظيم الأسطول، والإشراف على بناء عدد من سفنه، ثم وكل إليه مهمة ضم تونس إلى الدولة العثمانية، قبل أن يتمكن السلطان الإسباني "شارل الخامس" من الاستيلاء عليها، وكانت ذات أهمية كبيرة لموقعها المتوسط في السيطرة على الملاحة في حوض البحر المتوسط.
غادر خير الدين العاصمة العثمانية على رأس ثمانين سفينة وثمانية آلاف جندي، واتجه إلى تونس، ونجح في القضاء على الدولة الحفصية التي كانت تحكم تونس، وأعلن تبعيتها للدولة العثمانية سنة (941 هـ = 1534م).
أثار هذا النصر شارل الخامس وزاده حنقًا، ورأى فيه تهديدًا للمواصلات البحرية التي تربط بين إيطاليا وإسبانيا، وانتصارًا للإسلام، وتشجيعًا لمجاهدي شمال إفريقيا على مواصلة الهجوم على السواحل الإسبانية واستنقاذ المسلمين الأندلسيين؛ ولهذا تحرك على الفور، وقاد حملة جرارة على تونس، تمكنت من الاستيلاء عليها في السنة نفسها، ورد خير الدين على هذا الانتصار بغارة مفاجئة على جزر البليار في البحر المتوسط، فأسر ستة آلاف من الإسبان، وعاد بهم إلى قاعدته في الجزائر، ووصلت أنباء هذه الغارة إلى "روما" وسط احتفالات البابوية بانتزاع تونس من المسلمين.
قادة الأسطول العثماني
أراد السلطان سليمان القانوني مكافأة خير الدين على جهوده وخدماته للإسلام، فعيّنه قائدًا عامًّا للأسطول العثماني، وجعل في منصبه بالجزائر ابنه "حسن باشا"، الذي واصل جهود أبيه في مهاجمة الإسبانيين في غرب البحر المتوسط.
وقاد "خير الدين بارباروسا" عدة حملات بحرية موفقة، كان من أشهرها فوزه العظيم في معركة "بروزة" بالبحر المتوسط. كانت معركة هائلة تداعت لها أوربا؛ استجابة لنداء البابا في روما، فتكوّن تحالف صليبي من 600 سفينة تحمل نحو ستين ألف جندي، ويقوده قائد بحري من أعظم قادة البحر في أوربا هو "أندريا دوريا"، وتألفت القوات العثمانية من 122 سفينة تحمل اثنين وعشرين ألف جندي، والتقى الأسطولان في بروزة في (4 من جمادى الأولى 945 هـ = 28 من سبتمبر 1538م)، وفاجأ "خير الدين" خصمه قبل أن يأخذ أهبته للقتال، فتفرقت سفنه من هول الصدمة، وهرب القائد الأوروبي من ميدان المعركة التي لم تستمر أكثر من خمس ساعات، تمكن في نهايتها خير الدين من حسم المعركة لصالحه.
وقد أثار هذا النصرُ الفزعَ والهلعَ في أوربا، وأعاد للبحرية العثمانية هيبتها في البحر المتوسط، في الوقت الذي استقبل فيه السلطان سليمان القانوني أنباء النصر بفرحة غامرة، وأمر بإقامة الاحتفالات في جميع أنحاء دولته.
خير الدين يغزو فرنسا
كانت فرنسا ترتبط بعلاقات وثيقة مع الدولة العثمانية في عهد سليمان القانوني؛ ولذلك لم يتأخر السلطان عن تقديم المساعدات الحربية التي طلبها منه "فرانسوا الأول" ملك فرنسا في أثناء الحرب التي اشتعلت من جديد بينه وبين الإمبراطور شارل الخامس حول "دوقية ميلان" شمال إيطاليا.
كلّف السلطان القانوني قائده الباسل خير الدين بقيادة الحملة، وكانت آخر مرة يقود فيها إحدى حملاته المظفرة، فغادر إستانبول في (23 من صفر 950 هـ = 28 من مايو 1543م) على رأس قوة بحرية كبيرة، استولت وهي في طريقها إلى فرنسا على مدينتي "مسينة" التابعة لصقلية و"ريجيو" الإيطالية دون مقاومة، ثم استولت على ميناء "أوستيا" الإيطالي، وواصلت سيرها حتى دخلت ميناء طولون قاعدة البحرية الفرنسية في البحر المتوسط، ورفعت السفينة الفرنسية الأعلام العثمانية، وأطلقت مدافعها تحية لها، ودخل الأسطول الفرنسي المكون من أربع وأربعين قطعة تحت إمرة خير الدين، وتحرك الأسطولان إلى ميناء "نيس"، ونجحا في استعادة الميناء الفرنسي في (21 من جمادى الأولى 950 هـ = 22 من أغسطس 1543م).
ميناء طولون قاعدة إسلامية
ونظرًا للعلاقة الحسنة التي كانت تربط السلطان سليمان القانوني بفرانسوا الأول، فقد تم عقد معاهدة بين الدولتين بعد استعادة ميناء "نيس" في (16 من جمادى الآخرة 950 هـ = 16 من سبتمبر 1543م)، تنازلت فيها فرنسا عن ميناء طولون الفرنسي برضاها للإدارة العثمانية، وتحول الميناء الحربي لفرنسا إلى قاعدة حربية إسلامية للدولة العثمانية، التي كانت في حاجة ماسة إليه؛ حيث كان الأسطول العثماني يهاجم في غير هوادة الأهداف العسكرية الإسبانية التي كانت تهدد دول المغرب الإسلامي والملاحة في البحر المتوسط.
وفي الفترة التي تم فيها تسليم ميناء طولون للدولة العثمانية أُخلي الثغر الفرنسي من جميع سكانه بأوامر من الحكومة الفرنسية، وتحول إلى مدينة إسلامية عثمانية، رُفع عليها العلم العثماني، وارتفع الأذان في جنبات المدينة، وظل العثمانيون ثمانية أشهر، شنوا خلالها هجمات بحرية ناجحة بقيادة خير الدين على سواحل إسبانيا وإيطاليا.
وفاة خير الدين بارباروسا
كانت هذه الحملة المظفرة هي آخر حملة يقودها خير الدين، فلم تطل به الحياة بعد عودته إلى إستانبول، وتوفي في (5 من جمادى الأولى 953 هـ = 4 من يوليو 1546م)، مسطرًا صفحة مجيدة من صفحات التضحية والفداء والإخلاص للإسلام، وردع القوى الصليبية الباغية.http://forum.qalamoun.com/showthread.php?11210-%CE%ED%D1-%C7%E1%CF%ED%E4-%C8%C7%D1%C8%C7%D1%E6%D3%C7..-%DE%C8%E6%CF%C7%E4-%C7%E1%C8%CD%D1%ED%C9-%C7%E1%DA%CB%E3%C7%E4%ED%C9&p=85740
[align=center]
( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
[/align]
يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقليوإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتيوإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي*******لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .
لفت نظري أنك وصفتِ، أخت ريمة، شخصية المجاهد خير الدين بربروس بأنها شخصية أسطورية بكل المقاييس، فقد تحولت حياته إلى نوع من الأسطورة التي تتجاوز الواقع لتحلق في ما ينسجه الذهن من صور متناقضة من البطولة أو الإرهاب بلغة هذه الأيام.
وأنا لي موقفٌ سجَّلتهُ في قصيدة لي .. تجاه ما يدْعُونَه اليوم بالقراصنة الصوماليين .. بعنوان أحبتي الصومال .. سأدرجها في هذا المنتدى.
أما من ناحية مداخلتي القصيرة التي أدرجتها يوم أمس .. فلم أكن أتخيل أنها ستأتي بهذا الهاطل الوابل الغَدَقِ الكريم من المعلومات عن هذا البطل وسيرته
استمتعت جداً بالفراءة .. وكل الشكر لا يفيك عناء البحث .. ألف شكر
بطل يستحق التقدير والخلود بين الاذهان
الغريب ان اسبانيا او الاندلس الفردوس المفقود , حكم العرب الاندلس 800 عام وخرجوا بسبب تشرذمهم صفر اليدين
اسبانيا ليست مسلمة اليوم ولا تتحدث العربية بل ذبحوا وعذبوا المسلمين وهي حالة نادرة في التاريخ الاسلامي من المهم تعميق دراستها
ليست المسألة باعتقادي مسألة ندرة حالة .. إنما لكل أمرٍ ظروفَهُ المحيطة دينيةً كانت أو اجتماعية أو جغرافيةً أو ديموغرافية ..
فإسبانيا كانت وراءها كل أوربا .. والكنيسة وما تحمله للإسلام من عداء .. حتى قبل أن يصل إلى الأندلس ,, فكيف وقد وصل إلى بوابة أوربا الجنوبية .. مهدداً باكتساحِها عبر فرنسا؟؟
بلاطُ الشهداء معركةٌ لن ينساها التاريخ .. وعبدالرحمن الغافقي فيما لو حالفَهُ النصر يومها لدانت أوربا كلَّها بالإسلام ..
ليس مؤكداً .. ولكن على الأغلب
فهنالك روما والكنيسة .. وهناك القبائل الجرمانية في الشمال .. وهناك في الشرق وعبر روسيا كلها في الشمال الشرقي الأرسوذوكس
ولكن لا ننسى .. أنه وبذات الحقبة .. كان المسلمون قد حققوا انتصاراتٍ مذهلةً في الجبهة الشرقية ..
فقد فتح السلطان محمد الفاتح القسطنطينية التي استعصت على المسلمين من أيام الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان ..
وبعدها استمرت الفتوح في شرق أوربا حتى وصلوا تخوم إيطاليا ..
صحيح أنه قد ترك الإسلام هنا أثره بوجود جاليات مهمة من الأوربيين الذين اعتنقوا الإسلام .. لكنهم إلى الآن لا يزالون يدفعون ضريبة إسلامهم تجاه تشدد الكنيسة والتطرف الديني المسيحي ضدهم
ألبانيا .. الدولة المسلمة الوحيدة في أوربا .. وغيرُها دويلاتُ كانت تعيش في كنف ما يسمى يوغسلافيا .. ورأينا ما أصاب البوسنيين في سربانيتشا من مذابح على يد الصرب
في المقابل .. لا ننسى ما خضع له الصرب من اضهادٍ ديني على يد الدولة العثمانية في القرون الوسطى .. 16 -17 -18 ..
وبكل الأحوال .. ليست أية ديانة كالديانة المسيحية بالنسبة للإسلام
فنقاط التماس كثيرة .. في المقدسات ..
ونقاط الخلاف كثيرة .. في المعتقد .. (توحيد وتثليث)
ونقاط التناحر كثيرة .. فالديانة الاسلامية جاءت مباشرة بعد المسيحية .. وليس بينهما فاصل .. ما أدى إلى اعتبار المسيحيين أن الآسلام تهديد خطير ومباشر لهم
لم يفعل الزارادشتيين ولا الهندوس ولا غيرهم في أواسط أسيا .. رغم محاولاتهم .. لكنهم
لم يكونوا بقسوة الأوربيين في اجتثاث الاسلام من إسبانيا
فالمغول غزو بغداد والشام ووصلوا إلى تخوم مصر وارتدو عنها في عين جالوت .. لكنهم وللمفارقة .. عادوا إلى بلادهم مسلمين!!!!!!!!