منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1

    يكفيني الصمتُ على أعتابك

    أمسك بقلمي..لأخط أحرفا ما اعتدت على وجودها في أوراقي..
    أخطها إليكِ..أنتِ أنتِ يا من جعلكِ القدرُ غريمتي..
    في شخصٍ في ذاكرة في ماضٍ يرسم المستقبل لا يهمّ..
    المهم أننا أبينا إلا أن نكون أحبّاء !
    لن أقول أحبكِ..
    ولا أنكِ قطعة مني تشبه كلّي..وكلٌّ يشبه بعضي..
    وروحٌ التحمت بتفاصيلي..
    لن أقولها لأنكِ تدركينها..
    ولأنني ما عدتُ بحاجةٍ لأتكلم أو أصف ما يعتريني..
    يكفيني الصمتُ على أعتابك..
    يكفيني لتشعري بكل دواخلي ..
    تعلمين جيدا أنّ فجيعتي لا توصف بكلمات..
    وأن حزنيَ انحفر بداخلي وانتهى الأمر..
    تعلمين لأنكِ ارتشفتِ أول ما بالكأس..
    فلماذا إذن أصف لكِ مرارته القاتلة ؟!
    طرقتُ بابكِ مرات..
    في كل مرةٍ كنتُ أرتجف كالمذعور من هول ما أرى..وما أشعر..
    لم أكن أعلم كيف للكلمات أن تصفَ إعصارا يجتاحني عن آخري..
    لكنكِ احتويتيني..احتويتيني بذلك الحنان الذي عشقته..
    والمرح الذي أدمنته..ومرارةٍ لازالت بحلقكِ من ذلك الكأس اللعين!
    كانت خلجاتي تفضحني..تشي بغرامي..بحبٍ تمكن مني..
    بغيرةٍ تنهش لحمي..وكنتِ تلك التي تدرك جيدا ما بي..
    ولكن لا حيلة لها في انتشالي..
    سوى يدٍ ممدودة بسخاء وعينٍ ترقبُ في حزنٍ ..
    ورجاء لم أتكلف عناءَ البوح ولا مشقة خلع ثوب الكبرياء ..
    ولا لحظة التعرية..تلك التي ترين فيها جيدا خيبة الأمل وانكسار القلب..
    ترين نفسي كما هي..بلا كرامات ولا سابق مبررات ..
    يسألكِ لسانُ حالي في شرود خيبة: ألا أستحق؟!
    تجيبينني في حنانٍ ناقمٍ على ذلك البحر: بل تستحق أحسنَ إمرأة في الوجود
    أهمس لكِ في لحظة يأسٍ من كل شيء:
    لن أحبَ بعد اليوم وسأرعى نبتة الكراهية تلك مادام الحبُ لا يجدي..
    تجيبين في شفقة تلتهم يأسي التهاما:
    مثلكِ لا يكره ولكنّ البعضَ يدفعكِ إلى نسيانه دفعا فلا تكون أحمق وترفض !!
    تتوالى عليّ الصفعات..وتتوالى على قلبي لحظات الحمق المكابرة..
    كنتُ أفهم جيدا تلك الحيرة التي تنتابكِ حين أكون على شفا حفرةٍ من السقوط..
    هل يُجدي صوتكِ المُحذر أم تدعيني لتجربةٍ فيها أكبرُ معلّم..
    حقا لا أدري أيهما أجدر..لكنني -أخيرا- تعلمت!
    كنتُ بالسابق قد تعلمتُ أيضا ولكن هكذا الجرحُ يقبل التكرار..
    وهكذا المرء حين يحمل قلبا يحب بصدق وعقلا يفكر بعاطفة!
    آآآآهٍ ما أقسى البكاءَ بلا دموع..
    دموعي التي انهمرت في عينيكِ..
    وأنا اليومَ يا توأم روحي أبكي فرحا..
    فرحا لوجودكِ في حياتي يا خليلة قلبي..وعزاءه..وبلسمه وشفاءه
    يا من عوّضني الله بكِ عن أشياء وأشياء..
    وصدمةٍ بحجم الأرض والسماء
    يا من سكنت مني الوريد..سامحيني
    سامحيني لو خذلكِ فيني قلبٌ مُكابر..
    فقد خذلني لساني قبلكِ وراح يشكو ذلك البحر إليه..
    ويناديه بدلا من أن يُعاديه..
    ويدعو له مخافة أن يدعو عليه !
    سامحيني لو فرّت دموعي أمام دهشتك..
    في موقفٍ لا يستدعي دمعةً واحدة بل كثيرا من الضحك أو حتى التضاحك
    سامحيني..لو كان لكِ في كل مرة نلتقي بها موعدٌ مع ذاكرةٍ مُنفاة
    سامحيني فلم يعد لي بعد الله سواكِ
    وإن كثر من حولي الأصدقاء..
    سري معكِ وسرّ كلينا لا يعلمه سوى ربٍ أشهِده أنني انكسرت
    ومن رحمِ لطفه بي وُلدت..حين عرفتكِ.
    لقد علمتني الحياة بأني مزيج من تراب وروح وماء...
    وأني ضعيف إن كنت وحدي...وأني قوي برب السماء

  2. #2

    رد: يكفيني الصمتُ على أعتابك

    السلام عليكم
    خاطرة جميلة جدا توحي بالصدق الذي يستشفه القارئ ما بين السطور
    اهلا بعودتك إلينا من جديد محملا بالجمال ولفت نظري كلمة فجيعة وأظنها قد حملت اكثر مما يتحمل النص.مجرد رأي.
    شكرا لك وتثبيت
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    صيدلانية/مشرفة القسم الطبي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,020

    رد: يكفيني الصمتُ على أعتابك

    خاطرة رائعة جداجدا وموفقة.
    لاأدري ان كنت قرأت لك نصوصا من قبل أستاذ مصطفى
    وفقك الله
    ندى
    من كل شيءٍ اذا ضيعتهُ عوضٌ
    وما منَ اللهِ إن ضيعتهُ عوضٌ
    **********

    واعلم ان الله ما منعك الا ليعطيك
    وما ابتلاك الا ليعافيك
    وما أمرضك الا ليشفيك
    وما اماتك الا ليحييك

  4. #4

    رد: يكفيني الصمتُ على أعتابك

    اعتبر ان هذا النص نقلة نوعية بالنسبة لنصوصك الفائتة.. أستاذ مصطفى
    سننتظر الجديد والكثير إذن
    وفقك الله

المواضيع المتشابهه

  1. حططت احمالي على أعتابك..
    بواسطة Ruba-rabie في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-17-2018, 09:15 AM
  2. الصمتُ، يفتِّتُ كَبِدي
    بواسطة عدنان كنفاني في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-10-2014, 08:40 AM
  3. السعودية:الاختلاط من"وراء حجاب"إلى"صوتك يكفيني بلا شوف"
    بواسطة محمود المختار الشنقيطي في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-24-2013, 08:09 AM
  4. يا ليلُ الصمتُ متى غده؟
    بواسطة مصطفى السنجاري في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 12-09-2012, 07:17 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •