http://www.rabitat-alwaha.net/moltaq...8&postcount=36
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.عمر خَلّوف
ليس عندي بكبير أهمية اعتبار الوزن -أي وزن- الخارج على نظرية الخليل بحراً قائماً بذاته، أم شيئاً من الموزون..
المهم أنه خارج النظرية الخليلية، ولكنه يؤلّف (بحراً موزوناً) رضيَ به الشعراء فكتبوا عليه، واستساغته الذائقة العربية فطربت له
ربما لم يقل أبو صالح إن الخبب من الموزون، ولكن بما أنه خارج الدوائر الخليلية، فأنا أفهم أنه شيء من الموزون، ولا يُسمّى عند أبي صالح بحراً، على الرغم من كونه أحد أركان النظرة الأرقامية!!
سددك الله وحفظك أستاذاً وأخاً
أخي وأستاذي الكريم الحبيب.
الأولوية في هذا النقاش هي لتبيان آثار قولك حول موقف الرقمي من الخبب.
اشعر بالحرج وأنا أشرح الرقمي في حضرتك. فأنت أستاذي . فأرجو أن تتجاوز عن أسلوب الشرح الذي لا استطيع تخليصه من بعض الظلال التي يوحي بها سياق الحديث إذ أبدو فيه محاضرا بين يدي أستاذي. ولو كنت استطيع تجاوز ذلك أو الالتفاف عليه لفعلت وجنبت نفسي هذا الحرج. ولكن نقل صورة صحيحة عن الرقمي تقتضي ذلك بشكل لا لبس فيه.
الرقمي بما له وما عليه منهج متماسك معلوماته ككم قد لا يكون فيها جديد، ولكن الجديد فيه الهيئة أي طريقة الربط بين هذه المعلومات وهي عملية متواصلة من أوله لآخره . وللأسف فإن لم يدرس دورات الرقمي بتدرجها ومنهجيتها وإن عرف شكله ودلالة ذلك الشكل من سبب ووتد فإنه لا يعرف حقيقة مضمون الرقمي.
وحديثي هنا حديث وامق حزين ويائس من أغلب العروضيين. ذلك أني أرى أحبة يمضون في اتجاهات هم بأعلى وأفضل منها أجدر، ولو كلف أحدهم نفسه بعض الوقت لفهم مبدإ الرقمي لمضى فيه ولوفر على نفسه الكثير ولأستنار وأنار. ويزيد الحزن أن حديثي لا يجد استجابة. فتجد أن ما رأي أحدهم عن الرقمي لا يتعلق بالرقمي الذي أعرفه بل بصورة لديه عن الرقمي تصنعها له مقاربته للرقمي. أما اليأس فراجع إلى أن العروضيين الذين حاورتهم عن الرقمي لم يكلف أحد منهم نفسه فهمه. باستثناء بعض التفهم لدى أساذتتي سليمان أبو ستة و د. محمد تقي جون علي وإلى حد ما د. محمد جمال صقر.
إسمح لي أن أوضح لك وجهة نظري في الرقمي من خلال المقارنة بين ثلاثة مواضيع:
1- الشعر : يستطيع القارئ فتح أية صفحة من أي ديوان وتحصيل ما فيها
2- العروض : يحتاج القارئ إلى معرفة مقدمة معينة تشمل التعاريف الأساسية ثم باستطاعته أن يفتح على أي بحر ويفهمه
المعلومات في الموضوعين أعلاه أشبه ما تكون بالوصل على التوازي في الكهرباء فانقطاع التيار في أحدها لا يؤثر على سريانه في البقية. وهذا يعني أن اكتشاف خطإ في جزء ما لا يؤثر على بقية الأجزاء ويتم إصلاحه موضعيا
3- العروض الرقمي من أوله إلى آخره مترابط متماسك فلا يمكن فهم أي درس فيه قبل الذي سبقه الأمر الذي يقود إلى أن فهمه الصحيح لا بد وأن يكون بدراسته من الدورة الأولى ثم التدرج فيه إلى نهاية الدورات ثم إلى ما وراء الدورات.
وهو بذلك أشبه ما يكون بالوصل على التوالي فانقطاع التيار في نقطة معينه يوقف سريانه فيما بعدها. وهذا يعني أن أي خطأ يكتشف فيه لا يمكن اعتباره خطأ موضعيا، بل هو نتاج سلسة سابقة له من الأخطاء. ويقتضي تصحيحه تصحيح كل ما سبقه. وإلى هذا – على ما فيه من مشقة – تعود الخطوات الواسعة التي خطاها الرقمي منذ بدايته بأخطاء كثيرة كلما اكتشف أحدها أدى إلى تصويب المسار بكامله.
كان ما تقدم تمهيدا لأوضح لك آثار ما يعنيه في هذاالسياق قولك:" ربما لم يقل أبو صالح إن الخبب من الموزون، ولكن بما أنه خارج الدوائر الخليلية، فأنا أفهم أنه شيء من الموزون، ولا يُسمّى عند أبي صالح بحراً، على الرغم من كونه أحد أركان النظرة الأرقامية!!"
أرجو أن يكون إدراكك أن ممن سيقرأ ما أقوله من يعرفون الرقمي جيدا ما يجعلك تعطي احتمالا معقولا لصحة ما أقول إذ أني لو بالغت فيه فسأبدو مهرجا أمامهم. ولأهمية ما أوضحته هنا فسأنشره في منتدى الرقمي.
إن وصفي الخبب بأنه موزون أو بحر ينسف العروض الرقمي نسفا. فبعض الكلمات تنسف المنهج إن استعملت خطأ . أما استعمالها خطأ في اللامنهج فتأثيره محدود في موضعه، وتفكك اللامنهج يحصنه ضد النسف الكلي.
فقولي إنه موزون يخرجه من مجال الشعر كافة ويلغي دوره في العروض بشكل تام.
وقولي إنه بحر يلغي التخاب ولعله أهم ركن من أركان الرقمي. أقول هو أحد إيقاعي الشعر العربي.
تقول لي : " ألهذه الدرجة ؟ "
أقول نعم وهذه ضريبة المنهجية والتي تقوم في العروض على أن منهج الخليل - في عمومه - متسق شامل يمثل ذائقة عربية متسقة شاملة وعدم اتساق المنهج يعني اضطراب الذائقة. وهذا الاتساق قد تنسفه كلمة واحدة تخالف منهجيته إن تم تبنيها . كما ينسفه الخطأ في تلوين مقطع واحد.
. من غير منهج لا يوجد ضابط موضوعي لآراء العروضي فتراه يقبل هنا ما يرفضه هناك وتكون تبعات كثير من تجديده - دون وعي على المنهج وحدوده - إنشاء لذائقة جديدة.
لكم أتمنى أن يعير العروضيون بعض الجهد لفهم مضمون الرقمي. حتى ولو بغرض نقضه أو نقده. وذلك صعب على نفوسهم.
لقد تبين لي في الأعم الأغلب أن لكل عروضي خشانه الذي يعطيه فكرة مغلوطة عن الرقمي أعرف منهم خشان ابو زيد وخشان الغول وخشان عبد االرحمن يوسف وخشان خلوف
وللعلم فالخبب إيقاع قائم بذاته في الشعر العربي وهو كذلك في بعض أشعار العالم. بل إن بعض أشعار العالم خببي بالكلية كما شرح ذلك د. إبراهيم أنيس و د. أحمد رجائي.
وأما الموزون فهو كل وزن فيه وتد وخرج عن عروض الخليل. بعضه كما تفضلتَ في حدود منهجه وبعضه خارج عن حدود منهجه.
هل لديك استاذي تعريف واضح المعالم لمنهج الخليل خارج عروضه يحدد المساحة بين عروض الخليل ومنهجه ؟
أعتقد أن الرقمي هو الوحيد الذي يحاول تحديد هذه المساحة.، ذلك انه المنهج الوحيد الذي يتناول تفكير الخليل كما قال الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة الرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ .":
ومهما بلغت ثقتي برأيي أختم بالقول ربما أكون مخطئا، ولذا ألزم قولي حتى يثبت لي أنه خطأ فأعدل عنه للصواب.
والله يرعاك
.المصدر:
http://arood.com/vb/showthread.php?p=63536