المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راما
السلام عليكم
أستاذة آداب اهلا بك ومرحبا
اعجبني جدا فكرك الوقاد وذاكرتك الرائعة وروحك الوطنية البادية بقوة وبعد:
هل يكفي ان يحسن التربية في عائلته هذا المواطن البسيط ليكون وطنيا مخلصا؟ وهل هناك ابوابا ابعد من ذلك وسط هذا الزحام الحياتي والمسار الصعب عبره؟
ولك الف وردة وتحيةمحبتك راما
العزيزة الغالية الأستاذة راما المحترمة
أهلاً ومرحباً بك عزيزة وغالية في هذا المتصفح الذي شع نوراً وبهاءاً بتواجدك وحضورك الجميل.
ياعزيزة: أنت تعلمين دون أدنى شك أن أجمل وأروع حب في الوجود هو حب الوطن،وحب الوطن يأتي بالفطرة كما أكد ذلك علماء النفس،لأن الوطن هو المكان الوحيد الذي يشعر المرء بالأمان والاطمئنان، والشعور بالأمان والإطمئنان هو حاجة أساسية من الحاجات التي وضعها ماسلو في هرمه المشهور، والوطن هو مكان الولادة والمعيشة ،المكان الذي يعتبره ساكنه ملجاؤه ومأواه، وينطبق ذلك على الحيوانات التي تعتبر أن مكان إقامتها موطناً لها فلا يمكنها مغادرته ولا إمكانية تغييره وبعضها يموت بمجرد خروجها من موطنها.
لذلك عزيزتي وقبل التربية الأسرية وتعليم الأطفال محبة وطنهم هم يحبونه بالفطرة وتأتي التربية الأسرية لتعزز هذه المحبة وتوطدها،وكلما تقدم الإنسان بالعمر كلما شعر بعظمة وطنه وجماله فتزداد محبته في قلبه ونفسه، ولا يختلف المواطن البسيط في محبة وطنه عن المواطن غير البسيط ، إنما ما يختلف هو فقط طريقة التعبير، فالمواطن البسيط يعبر بطرقه البسيطة والمتواضعه والتي تكون أحياناً أعظم مما يعبر به المواطن غير البسيط ، كأن يعبر عن محبته بتقديم نفسه هبة للوطن وليكون شهيداً من أجل ترابها، فرغم أنه قدم روحه ودمه من أجله إلا أنه يعتبر أن ذلك قليلاً على أرض الوطن الغالي.
أما عن الأبواب الأخرى التي تعلمنا حب الوطن فهي كثيرة ولا تعد ولا تحصى ، فكل زهرة يا سمين في حديقة في بلادي تجعلني أحب الوطن أكثر وكل إنسان بسيط ومتواضع وكل طفل وإمراة ورجل وكل شارع من شوارع بلادي تعزز حب الوطن في قلبي فكيف بعطاءاته علينا ،صحيح كثيراً ما يتجنى بعض القائمين على رعاية الوطن على أبنائه إلا أن ذلك لايؤثر على مقدار محبتنا له، وكثيراً ما نضطهد به وكثيراً ما نضام وكثيراً ما يجحفنا حقوقنا وكثيراً ما يدفعنا لمغادرته ورغم كل ذلك يبقى وحده الحبيب ورغم كل شيء يبقى حبه أروع وأغلى وأثمن حب وكلنا جميعنا أي مواطن في العالم أينما كان ومهما كان لا يتوانى عن تقديم روحه ودمه فداء له.
فمحبة الأوطان تلد معنا وتدفن معنا ولا تفارقنا ، و محبة الوطن من الإيمان
هذا في الحالة السوية والطبيعية للأشخاص في أوطانهم والحالات الإستثانية هي التي نسميها حالات الخيانة والجاسوسية أبعدها الله عنا وعنكم وعن كل مواطن صالح، فهذه الحالات تاتي نتيجة لأمراض وأعطاب في شخصية أصحابها وهذه الأمراض متأصلة في تلك الشخصية وبالتالي فهي شخصيات مريضة ليست سوية، ولا تلام على خيانتها وعمالتها وإنما فقط تعاقب لتكون عبرة للآخرين من أمثالها، لذلك تجدين المخلصين لأوطانهم بالمليارات والخائنين بالعشرات فقط .
شكراً ولك محبتي الكبيرة