منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 5 من 9 الأولىالأولى ... 34567 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 50 من 83
  1. #41

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 159 من السيرة النبوية :


    ** في اليوم الذي رجع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، جاءه جبريل عليه السلام عند الظهر ، وهو يغتسل في بيت أم المؤمنين أم سلمة ،، فقال : أوقد وضعت السلاح ؟؟، فإن الملائكة لم تضع أسلحتهم ، ومارجعت الآن إلا من طلب القوم ، فانهض بمن معك إلى بني قريظة ، فإني سائر أمامك أزلزل بهم حصونهم ، وأقذف في قلوبهم الرعب ،، فسار جبريل في كوكبة من الملائكة ..
    * فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنا" ، فأذن في الناس : من كان سامعا" مطيعا" ، فلا يصلين العصر إلا ببني قريظة ..
    * تحرك الجيش الإسلامي نحو بني قريظة أرسالا" ، حتى تلاحقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وهم ثلاثة آلاف ، والخيل ثلاثون فرساً فنازلوا حصون بني قريظة ، وفرضوا عليهم الحصار ..
    * أدركت الجيش صلاة العصر وهم في الطريق ، فقال بعضهم : لانصليها إلا في بني قريظة كما أمرنا - طاعة لأمر رسول الله - وأخّروا الصلاة عن وقتها ، وقال بعضهم : لم يرد منا ذلك ، وإنما أراد سرعة الخروج ، فصلّوها في الطريق ،، فلم يعنّف واحدة من الطائفتين ..
    * لما اشتد الحصار على بني قريظة ، عرض رئيسهم كعب بن أسد على أهله وعشيرته ثلاث خصال : إما أن يسلموا ويدخلوا مع محمد في دينه ، فيأمنوا على دمائهم وأموالهم وأبنائهم ونسائهم ،، وقد قال لهم : والله لقد تبين لكم إنه لنبي مرسل ، وإنه الذي تجدونه في كتابكم .. وإما أن يقتلوا ذراريهم ونساءهم بأيديهم ، ويقاتلوا النبي صلى الله عليه وسلم .. وإما أن يهجموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم السبت ، لأنهم قد أمنوا أن يقاتلوهم فيه .. فأبوا أن يجيبوه إلى واحدة من هذه الخصال الثلاث ..
    * حينئذ انزعج سيدهم كعب بن أسد وغضب غضباً شديداً ، لعدم استجابتهم لدعوته ..
    * لم يبقَ لقريظة بعد رد هذه الخصال الثلاث إلا أن ينزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
    ************
    💕


    * قصة البداية *
    ** الحلقة 160 من السيرة النبوية :


    ** بعث يهود بني قريظة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أرسل إلينا أبا لبابة نستشيره ، وكان حليفا" لهم ، وكانت أمواله وولده في منطقتهم ، فلما رأوه قاموا إليه يستشيرونه : أترى أن ننزل على حكم محمد ؟؟،، قال : نعم ! وأشار بيده إلى حلقه ، يعني أن المسلمين سيذبحونكم ،، ثم علم من فوره أنه قد خان الله ورسوله ، فمضى على وجهه ، ولم يرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى أتى المسجد النبوي بالمدينة ، فربط نفسه بسارية المسجد ، وحلف أن لايحله إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ، وأن ﻻيدخل أرض بني قريظة أبدا" ، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبره ، وكان قد استبطأه ، قال : أما لو أنه جاءني لاستغفرت له ، أما إذ قد فعل مافعل ، فما أنا بالذي يطلقه حتى يتوب الله عليه ..
    * وبرغم ماأشار إليه أبو لبابة ، قررت قريظة النزول على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذلك أن حرب قريظة كانت حرب أعصاب ، فقد قذف الله في قلوبهم الرعب ، وأخذت معنوياتهم تنهار ، فقرروا الاستسلام ..
    * قامت الأوس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يارسول الله ، قد فعلت في بني قينقاع ماقد علمت ، وهم حلفاء إخواننا الخزرج ،، وهؤلاء موالينا ، فأحسن فيهم ، فقال : ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم ؟؟،، قالوا : بلى ،، قال : فذاك إلى سعد بن معاذ ،، قالوا : قد رضينا ..
    * فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ ، وكان في المدينة ، لم يخرج معهم ، للجرح الذي أصاب أكحله في معركة الأحزاب ..
    * جاء سعد بن معاذ رضي الله عنه وقال : لقد آن لسعد أن لاتأخذه في الله لومة لائم ..
    * ولما انتهى سعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالوا له : ياسعد ، إن هؤلاء القوم قد نزلوا على حكمك ، قال : وحكمي نافذ عليهم ؟؟،، قالوا : نعم ،، قال : وعلى المسلمين ؟؟،، قالوا : نعم ،، قال : وعلى من ههنا ؟؟،، وأعرض بوجهه ، وأشار إلى ناحية رسول الله صلى الله عليه وسلم إجلالا" له وتعظيما" ، قال : نعم وعلي .. قال : فإني أحكم فيهم أن يقتل الرجال ، وتسبى الذرية ، وتقسم الأموال ،، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات ..
    * وكان حكم سعد في غاية العدل والإنصاف ، فإن بني قريظة بالإضافة إلى ماارتكبوا من الغدر الشنيع ، ونقض الميثاق المؤكد ، وعاونوا الأحزاب على إبادة المسلمين في أحرج ساعة كانوا يمرون بها في حياتهم ، فصاروا بعملهم هذا من أكابر مجرمي الحروب الذين يستحقون المحاكمة والإعدام ،، بالإضافة إلى أنهم كانوا قد جمعوا لإبادة المسلمين ألفا" وخمسمئة سيف ، وألفين من الرماح ، وثلاثمئة درع وخمسمئة ترس وحجفة ، حصل عليها المسلمون بعد فتح ديارهم ..
    * لما تم أمر قريظة ، انتقضت جراحة سعد بن معاذ ومات رضي الله عنه ..
    * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ " كما في الصحيحين .. وقال أنس رضي الله عنه : لما حملت جنازة سعد بن معاذ ، قال المنافقون : ماأخف جنازته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن الملائكة كانت تحمله"..
    * أما أبو لبابة ، فأقام مرتبطا" بالجذع ست ليال ، تأتيه امرأته في وقت كل صلاة ، فتحلّه للصلاة ، ثم يعود فيرتبط بالجذع ، ثم نزلت توبته على رسول الله صلى الله عليه وسلم سحرا" ، فثار الناس كي يطلقوه ، فأبى أن يطلقه أحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأطلقه رضي الله عنه ..
    * أنزل تعالى في غزوة الأحزاب وبني قريظة آيات من سورة الأحزاب ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #42

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 161 من السيرة النبوية :


    ** لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحزاب وقريظة ، واقتص من مجرمي الحروب ، أخذ يوجه حملات تأديبية إلى القبائل والأعراب ، الذين لم يكونوا يستكينون للأمن والسلام إلا بالقوة القاهرة ..
    * بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رئيس بني المصطلق الحارث بن أبي ضرار سار في قومه ، ومن قدر عليه من العرب يريدون حرب المسلمين ، فندب عليه الصلاة والسلام الصحابة ، وأسرع بالخروج ، وكان ذلك في السنة السادسة من الهجرة ..
    * خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من المنافقين لم يخرجوا في غزاة قبلها ..
    * لما بلغ الحارث ومن معه خبر مسير رسول الله والمسلمين ، وقتلهم جاسوسا" له كان قد وجهه إليهم ليأتيه بأخبارهم ، خاف ومن معه خوفا" شديدا" ، وتفرق عنهم من كان معهم من العرب ..
    * تهيأ المسلمون للقتال ، وصفّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ، فتراموا بالنبل ، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحملوا على المشركين حملة رجل واحد ، فكانت النصرة ، وانهزم المشركون ، وقُتل منهم من قتل ..
    * هذه الغزوة وإن لم تكن طويلة الذيل ، عريضة الأطراف ، من حيث الوجهة العسكرية ، إلا أنها وقعت فيها وقائع أحدثت البلبلة والاضطراب في المجتمع الإسلامي ، وتمخضت عن افتضاح المنافقين ..
    * كان من جملة السبي جويرية بنت الحارث سيد القوم ، وقعت في سهم ثابت بن قيس ، فأدى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجها بعد أن أسلمت ، فأعتق المسلمون بسبب هذا الزواج مئة أهل بيت من بني المصطلق قد أسلموا ، وقالوا : أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فكانت رضي الله عنها عظيمة الخير على أهلها وعشيرتها ..
    * كان للمنافقين في هذه الغزوة دورا" كبيرا" ،، كان رأس المنافقين عبد الله بن أبيّ بن سلول ، وكان يحنق على رسول الله صلى الله عليه وسلم حنقا" شديدا" ، لأن الأوس والخزرج كانوا قد اتفقوا على سيادته ، وكانوا ينظمون له الخرز ليتوّجوه ، إذ دخل فيهم الإسلام ، فصرفهم عن ابن أبيّ ، فكان يرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي استلبه ملكه ..
    * وقد ظهر حنقه هذا وتحرقه منذ بداية الهجرة قبل أن يتظاهر بالإسلام ، وبعد أن تظاهر به -بعد بدر- . وبقي عدوا" لله ورسوله ، ولم يكن يفكر إلا في تشتيت المجتمع الإسلامي ، وتوهين كلمة الإسلام ..
    * كان من شدة مكر هذا المنافق بالمسلمين ، أنه كان بعد التظاهر بالإسلام ، يقوم كل جمعة حين يجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم للخطبة ، فيقول : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهركم ، أكرمكم الله وأعزكم به ، فانصروه وعزروه ، واسمعوا له وأَطِيعُوا ، ثم يجلس ، فيقوم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويخطب ، وكان من وقاحة هذا المنافق أنه قام في يوم الجمعة التي بعد أحد ، مع ماارتكبه من الشر والغدر الشنيع ، قام ليقول ماكان يقوله من قبل ، فأخذ المسلمون بثيابه من نواحيه ، وقالوا له : اجلس أي عدو الله ، لست لذلك بأهل ، وقد صنعت ماصنعت ، فخرج يتخطى رقاب الناس ، وهو يقول : والله لكأنما قلت بجراً أن قمت أشدد أمره ، فلقيه رجل من المسلمين بباب المسجد ، فقال : ويلك ، ارجع يستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : والله ماأبتغي أن يستغفر لي ..
    * وكان له اتصال دائم مع اليهود يؤامر معهم ضد المسلمين ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #43

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 162 من السيرة النبوية :


    ** لما كانت غزوة بني المصطلق ، وخرج فيها المنافقون ، مثلوا قوله تعالى :"لو خرجوا فيكم مازادوكم إلا خبالا" ، ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة".. فقد وجدوا متنفس للتنفس بالشر ، فأثاروا الارتباك الشديد في صفوف المسلمين ، والدعاية الشنيعة ضد النبي صلى الله عليه وسلم ..
    * بعد الغزوة ، وقبل أن يرحل المسلمون عن المريسيع (بحيرة ماء ، حدثت عندها الغزوة) ، اقتتل أنصاري ومهاجري ، فنادى الأنصاري : يامعشر الأنصار ،، ونادى المهاجري : يامعشر المهاجرين ،، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ؟؟ دعوها فإنها منتنة .. وبلغ ذلك عبد الله بن أبي بن سلول فغضب ، وكان عنده رهط من قومه ، فيهم زيد بن أرقم غلام حدث ، وقال : أوَقد فعلوها ؟؟ ، قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا ، والله مانحن وهم إلا كما قال الأولون : سمّن كلبك يأكلك ، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل ، ثم أقبل على من حضره فقال لهم : هذا مافعلتم بأنفسكم ، أحللتموهم بلادكم ، وقاسمتموهم أموالكم ، أما والله لو أمسكتم عنهم مابأيديكم لتحولوا إلى غير داركم ..
    * فأخبر زيد بن أرقم عمه بالخبر ، فأخبر عمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عمر ، فقال عمر : مر عباد بن بشر فليقتله ، فقال : فكيف ياعمر إذا تحدث الناس أن محمدا" يقتل أصحابه ؟؟ لا ،، ولكن أذّن بالرحيل .. وذلك في ساعة لم يكن يرتحل فيها ، فارتحل الناس ،، فلقيه أسيد بن حضير ، فحيّاه ، وقال : لقد رحت في ساعة مبكرة ؟؟، فقال له : أوَما بلغك ماقال صاحبكم ؟؟، يريد ابن أبيّ ، فقال : وماقال ؟؟، قال : زعم أنه إن رجع إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ ،، قال : فأنت يارسول الله ، تخرجه منها إن شئت ، هو والله الذليل وأنت العزيز ، ثم قال : يارسول الله ، ارفق به ، فوالله لقد جاءنا الله بك ، وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوّجوه ، فإنه يرى أنك استلبته ملكا" ..
    * ثم مشى رسول الله بالناس يومهم ذلك حتى أمسى ، وليلتهم حتى أصبح ، وصدر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس ، ثم نزل بالناس ، فلم يلبثوا أن وجدوا مسّ الأرض ، فوقعوا نياما" ، فعل ذلك ليشغل الناس عن الحديث ..
    * أما ابن أبيّ ، فإنه لما علم أن زيد بن أرقم بلّغ الخبر ،، جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحلف بالله : ماقلت ماقال ، ولاتكلمت به ،، وقال مَن حضر من الأنصار : يارسول الله ، عسى أن يكون الغلام قد أوهم في حديثه ، ولم يحفظ ماقال الرجل ،، قال زيد : فأصابني همّ لم يصبني مثله قط ، فجلست في بيتي ،، فأنزل تعالى سورة المنافقون : "إذا جاءك المنافقون"،، إلى قوله تعالى : "هم الذين يقولون لاتنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا "،، إلى :"ليخرجنّ الأعز منها الأذلّ"،، فأرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقرأها عليّ ، ثم قال : إن الله قد صدّقك ..
    * كان ابن هذا المنافق رجلا" صالحا" من الصحابة الأخيار ، وهو عبد الله بن عبد الله بن أبيّ ، فتبرأ من أبيه ، ووقف على باب المدينة ، واستلّ سيفه ، فلما جاء ابن أبيّ ، قال له : والله لاتجوز من ههنا حتى يأذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه العزيز وأنت الذليل ، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أذن له ، فخلّى سبيله ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #44

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 163 من السيرة النبوية :


    ** في هذه الغزوة كانت قصة الإفك ، وملخصها أن عائشة رضي الله عنها كانت قد خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في هذه الغزوة بقرعة أصابتها ، وكانت عادته مع نسائه ، فلما رجعوا من الغزوة نزلوا في بعض المنازل ، فخرجت عائشة لحاجتها ، ففقدت عقدا" لأختها كانت أعارتها إياه ، فرجعت تلتمسه في الموضع الذي فقدته فيه في وقتها ،، فارتحل الجيش ، وجاء النفر الذين كانوا يرحّلون هودجها ، فظنّوها فيه ، فحملوا الهودج ، ولم ينكروا خفّته ، لأنهم كانوا كثر ، ولأنها كانت فتية السن لم يغشَها اللحم الذي كان يُثقلها بعد ،، فرجعت عائشة إلى منازلهم ، وقد أصابت العقد ، فإذا ليس به داعٍ ولامجيب ، فقعدت في المنزل ، وظنت أنهم لابد سيفقدونها فيرجعون في طلبها ،، وطال انتظارها ، فغلبتها عيناها فنامت ، فلم تستيقظ إلا بقول صفوان بن المعطل : إنا لله وإنا إليه راجعون ، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟، وكان ذلك قبل نزول آيات الحجاب ، فاسترجع وأناخ راحلته ، فقربها إليها ، فركبتها ، وماكلمها كلمة واحدة ، ولم تسمع منه إلا استرجاعه ، ثم سار بها يقودها ، حتى قدم بها ، وقد نزل الجيش في حر الظهيرة ، فلما رأى ذلك الناس تكلم كل منهم بشاكلته ، ومايليق به ، ووجد الخبيث عدو الله ابن أبيّ متنفسا" ،"فتنفس من كرب النفاق والحسد الذي بين ضلوعه ، فجعل يستحكي الإفك ويستوشيه ، ويشيعه ويذيعه ويجمعه ويفرقه ، وكان أصحابه يتقربون به إليه ، فلما قدموا المدينة أفاض أهل الإفك في الحديث ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت لايتكلم ، وغاب الوحي طويلا" ..
    * أما عائشة رضي الله عنها ، فلما رجعت مرضت شهرا" ، وهي لاتعلم عن حديث الإفك شيئا" ، سوى أنها كانت لاتعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كانت تعرفه حين تشتكي ، فلما نقهت خرجت مع أم مسطح لقضاء الحاجة ليلا" ، فتعثرت أم مسطح ، فقالت : تعس مسطح .. فاستنكرت ذلك عائشة منها ، فأخبرتها الخبر ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #45

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    164


    اليوم الخامس والأربعون : رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
    ******* حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أسد الله ورسوله - سيد الشهداء -
    تحدثنا عن غزوة احد واستشهاد حمزة ... نتابع ....
    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه أعظم الحب، فهو كما ذكرنا من قبل لم يكن عمّه الحبيب فحسب، بل كان أخاه من الرضاعة، وتربه في الطفولة، وصديق العمر كله، وفي لحظات الوداع هذه، لم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم تحية يودّعه بها خيرا من أن يصلي عليه بعدد الشهداء المعركة جميعا.وهكذا حمل جثمان حمزة إلى مكان الصلاة على أرض المعركة التي شهدت بلاءه، واحتضنت دماءه، فصلى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ثم جيء يشهيد آخر، فصلى عليه الرسول، ثم رفع وترك حمزة مكانه، وجيء بشهيد ثالث فوضع إلى جوار حمزة وصلى عليهما الرسول، وهكذا جيء بالشهداء، شهيد بعد شهيد، والرسول عليه الصلاة والسلام يصلي على كل واحد منهم وعلى حمزة معه، حتى صلى على عمّه يومئذ سبعين صلاة.وينصرف الرسول من المعركة إلي بيته، فيسمع في طريقه نساء بني عبد الأشهل يبكين شهداءهن،
    فيقول عليه الصلاة والسلام من فرط حنانه وحبه: "لكنّ حمزة لا بواكي له!"
    ويسمعها سعد بن معاذ فيظن أن الرسول عليه الصلاة والسلام يطيب نفسا إذا بكت النساء عمه، فيسرع إلى نساء بني عبد الأشهل ويأمرهن أن يبكين حمزة فيفعلن، ولا يكاد الرسول يسمع بكاءهن حتى يخرج إليهن، ويقول: "ما إلى هذا قصدت، ارجعن يرحمكن الله، فلا بكاء بعد اليوم".


    ولقد ذهب أصحاب رسول الله يتبارون في رثاء حمزة وتمجيد مناقبه العظيمة، فقال حسان بن ثابت:


    دع عنك دارا قد عفا رسمها
    وابك على حمزة ذي النائل
    اللابس الخيل اذا أحجمت
    كالليث في غابته الباسل
    أبيض في الذروة من بني هاشم
    لم يمر دون الحق بالباطل
    مال شهيدا بين أسيافكم
    شلت يدا وحشي من قاتل
    وقال عبد الله بن رواحة:
    بكت عيني وحق لها بكاها
    وما يغني البكاء ولا العويل
    على أسد الاله غداة قالوا:
    أحمزة ذاكم الرجل القتيل
    أصيب المسلمون به جميعا
    هناك وقد أصيب به الرسول
    أبا يعلى٬ لك الأركان هدت
    وأنت الماجد البر الوصول
    وقالت صفية بنت عبد المطلب عمة الرسول صلى الله عليه وسلم وأخت حمزة:
    دعاه إله الحق ذو العرش دعوة
    إلى جنة يحيا بها وسرور
    فذاك ما كنا نرجي ونرتجي
    لحمزة يوم الحشر خير مصير
    فوالله ما أنساك ما هبت الصبا
    بكاءا وحزنا محضري وميسري
    على أسد الله الذي كان مدرها
    يذود عن الاسلام كل كفور


    على أن خير رثاء عطّر ذكراه كانت كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم له حين وقف على جثمانه ساعة رآه بين شهداء المعركة وقال:
    "رَحْمَةُ اللَّه عليك ، فَقَدْ كُنْتَ وَصُولًا لِلرَّحِمِ، فَعُولًا لِلْخَيْرَاتِ".


    لقد كان مصاب النبي صلى الله عليه وسلم في عمه العظيم حمزة فادحا، وكان العزاء فيه مهمة صعبة، بيد أن الأقدر كانت تدّخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أجمل عزاء، ففي طريقه من أحد إلى داره مرّ عليه الصلاة والسلام بسيّدة من بني دينار استشهد في المعركة أبوها وزوجها وأخوها، وحين أبصرت المسلمين عائدين من الغزو، سارعت نحوهم تسألهم عن أنباء المعركة، فنعوا إليها الزوج، والأب، والأخ،
    وإذا بها تسألهم في لهفة: "وماذا فعل رسول الله؟"
    قالوا: "خيرا، هو بحمد الله كما تحبين !
    " قالت: "أرونيه، حتى أنظر اليه!"
    ولبثوا بجوارها حتى اقترب الرسول صلى الله عليه وسلم، فلما رأته أقبلت نحوه تقول: "كل مصيبة بعدك، أمرها يهون!".
    أجل، لقد كان هذا أجمل عزاء وأبقاه، ولعل الرسول صلى الله عليه وسلم قد ابتسم لهذا المشهد الفذّ الفريد، فليس في دنيا البذل، والولاء، والفداء لهذا نظير، سيدة ضعيفة، مسكينة، تفقد في ساعة واحدة أباها وزوجها وأخاها، ثم يكون ردّها على الناعي لحظة سمعها الخبر الذي يهدّ الجبال: "وماذا فعل رسول الله؟!".
    لقد كان مشهد أجاد القدر رسمه وتوقيته ليجعل منه للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عزاء أي عزاء، في أسد الله، وسيّد الشهداء!
    رضي الله عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمعين ...
    السلام عليك يا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
    السلام عليك يا أسد الله ورسوله ...
    السلام عليك يا سيد الشهداء ...
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #46

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    اليوم السادس والأربعون : رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود ******* رضي الله عنه - أول صادح بالقرآن.
    قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ، كان عبد الله بن مسعود قد آمن به ، وأصبح سادس ستة أسلموا واتبعوا الرسول ، عليه وعليهم الصلاة والسلام..
    هو اذن من الأوائل المبكرين..
    ولقد تحدث عن أول لقائه برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
    " كنت غلاما يافعا ، أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط فجاء النبي صلى الله عليه وسلم٬ ، وأبوبكر فقالا: يا غلام ، هل عندك من لبن تسقينا..؟؟
    فقلت : اني مؤتمن ، ولست ساقيكما..
    فقال النبي عليه الصلاة والسلام : هل عندك من شاة حائل ، لم ينز عليها الفحل..؟
    قلت : نعم..
    فأتيتهما بها ، فاعتلفها النبي ومسح الضرع.. ثم اتاه أبو بكر بصخرة متقعرة ، فاحتلب فيها ، فشرب أبو بكر ثم شربت..ثم قال للضرع : اقلص ، فقلص..
    فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ، فقلت: علمني من هذا القول.
    فقال : انك غلام معلم"...
    لقد انبهر عبد الله بن مسعود حين رأى عبد الله الصالح ورسوله الأمين يدعو ربه، ويمسح ضرعا لا عهد له باللبن بعد ، فهذا هو يعطي من خير الله ورزقه لبنا خالصا سائغا للشاربين..!!وما كان يدري يومها ، أنه انما يشاهد أهون المعجزات وأقلها شأنا ، وأنه عما قريب سيشهد من هذا الرسول الكريم معجزات تهز الدنيا ، وتلمؤها هدى ونور..
    بل ما كان يدري يومها ، أنه وهو ذلك الغلام الفقير الضعيف الأجير الذي يرعى غنم عقبة بن معيط ، سيكون احدى هذه المعجزات يوم يخلق الاسلام منه مؤمنا يهزم بايمانه كبرياء قريش ، ويقهر جبروت ساداتها..
    فيذهب وهو الذي لم يكن يجرؤ أن يمر بمجلس فيه أحد أشراف مكة الا مطرق الرأس حثيث الخطى..
    نقول : يذهب بعد اسلامه الى مجمع الأشراف عند الكعبة ، وكل سادات قريش وزعمائها هنالك جالسون فيقف على رؤوسهم . ويرفع صوته الحلو المثير بقرآن الله:
    (بسم االله الرحمن الرحيم * الرحمن * علم القرآن * خلق الانسان * علمه البيان * الشمس والقمر بحسبان * والنجم والشجر يسجدان).
    ثم يواصل قراءته. وزعماء قريش مشدوهون ، لا يصدقون أعينهم التي ترى.. ولا آذانهم التي تسمع.. ولا يتصورون أن هذا الذي يتحدى بأسهم.. وكبريائهم..انما هو أجير واحد منهم ، وراعي غنم لشريف من شرفائهم.. عبد الله بن مسعود الفقير المغمور..!!
    ولندع شاهد عيان يصف لنا ذلك المشهد المثير..
    انه الزبير رضي الله عنه يقول:
    " كان أول من جهر بالقرآن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ، عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ، اذ اجتمع يوما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا:
    والله ما سمعت قريش مثل هذا القرآن يجهر لها به قط ، فمن رجل يسمعهموه..؟؟
    فقال عبد الله بن مسعود : أنا..
    قالوا : ان نخشاهم عليك ، انما نريد رجلا له عشيرته يمنعونه من القوم ان أرادوه..
    قال: دعوني ، فان الله سيمنعني..
    فغدا ابن مسعود حتى اتى المقام في الضحى ، وقريش في أنديتها ، فقام عند المقام ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم رافعا صوته الرحمن.. علم القرآن ، ثم استقبلهم يقرؤها..
    فتأملوه قائلين : ما يقول ابن ام عبد..؟؟ انه ليتلو بعض ما جاء به محمد..
    فقاموا اليه وجعلوا يضربون وجهه ، وهو ماض في قراءته حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ..
    ثم عاد الى أصحابه مصابا في وجهه وجسده ، فقالوا له :
    هذا الذي خشينا عليك..
    فقال : ما كان أعداء الله أهون علي منهم الآن ، ولئن شئتم لأغادين هم بمثلها غدا..
    قالوا : حسبك ، فقد أسمعتهم ما يكرهون"..!!
    أجل ما كان ابن مسعود يوم بهره الضرع الحافل باللبن فجأة وقبل أوانه.. ما كان يومها يعلم أنه هو ونظراؤه من الفقراء والبسطاء ، سيكونون احدى معجزات الرسول الكبرى يوم يحملون راية الله ، ويقهرون بها نور الشمس وضوء النهار..!!
    ما كان يعلم أن ذلك اليوم قريب..
    ولكن سرعان ما جاء اليوم ودقت الساعة ، وصار الغلام الأجير الفقير الضائع معجزة من المعجزات..!!
    وللموضوع تتمة إن شاء الله تعالى
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  7. #47

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
    164


    اليوم الخامس والأربعون : رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
    ******* حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أسد الله ورسوله - سيد الشهداء -
    تحدثنا عن غزوة احد واستشهاد حمزة ... نتابع ....
    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه أعظم الحب، فهو كما ذكرنا من قبل لم يكن عمّه الحبيب فحسب، بل كان أخاه من الرضاعة، وتربه في الطفولة، وصديق العمر كله، وفي لحظات الوداع هذه، لم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم تحية يودّعه بها خيرا من أن يصلي عليه بعدد الشهداء المعركة جميعا.وهكذا حمل جثمان حمزة إلى مكان الصلاة على أرض المعركة التي شهدت بلاءه، واحتضنت دماءه، فصلى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ثم جيء يشهيد آخر، فصلى عليه الرسول، ثم رفع وترك حمزة مكانه، وجيء بشهيد ثالث فوضع إلى جوار حمزة وصلى عليهما الرسول، وهكذا جيء بالشهداء، شهيد بعد شهيد، والرسول عليه الصلاة والسلام يصلي على كل واحد منهم وعلى حمزة معه، حتى صلى على عمّه يومئذ سبعين صلاة.وينصرف الرسول من المعركة إلي بيته، فيسمع في طريقه نساء بني عبد الأشهل يبكين شهداءهن،
    فيقول عليه الصلاة والسلام من فرط حنانه وحبه: "لكنّ حمزة لا بواكي له!"
    ويسمعها سعد بن معاذ فيظن أن الرسول عليه الصلاة والسلام يطيب نفسا إذا بكت النساء عمه، فيسرع إلى نساء بني عبد الأشهل ويأمرهن أن يبكين حمزة فيفعلن، ولا يكاد الرسول يسمع بكاءهن حتى يخرج إليهن، ويقول: "ما إلى هذا قصدت، ارجعن يرحمكن الله، فلا بكاء بعد اليوم".


    ولقد ذهب أصحاب رسول الله يتبارون في رثاء حمزة وتمجيد مناقبه العظيمة، فقال حسان بن ثابت:


    دع عنك دارا قد عفا رسمها
    وابك على حمزة ذي النائل
    اللابس الخيل اذا أحجمت
    كالليث في غابته الباسل
    أبيض في الذروة من بني هاشم
    لم يمر دون الحق بالباطل
    مال شهيدا بين أسيافكم
    شلت يدا وحشي من قاتل
    وقال عبد الله بن رواحة:
    بكت عيني وحق لها بكاها
    وما يغني البكاء ولا العويل
    على أسد الاله غداة قالوا:
    أحمزة ذاكم الرجل القتيل
    أصيب المسلمون به جميعا
    هناك وقد أصيب به الرسول
    أبا يعلىظ¬ لك الأركان هدت
    وأنت الماجد البر الوصول
    وقالت صفية بنت عبد المطلب عمة الرسول صلى الله عليه وسلم وأخت حمزة:
    دعاه إله الحق ذو العرش دعوة
    إلى جنة يحيا بها وسرور
    فذاك ما كنا نرجي ونرتجي
    لحمزة يوم الحشر خير مصير
    فوالله ما أنساك ما هبت الصبا
    بكاءا وحزنا محضري وميسري
    على أسد الله الذي كان مدرها
    يذود عن الاسلام كل كفور


    على أن خير رثاء عطّر ذكراه كانت كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم له حين وقف على جثمانه ساعة رآه بين شهداء المعركة وقال:
    "رَحْمَةُ اللَّه عليك ، فَقَدْ كُنْتَ وَصُولًا لِلرَّحِمِ، فَعُولًا لِلْخَيْرَاتِ".


    لقد كان مصاب النبي صلى الله عليه وسلم في عمه العظيم حمزة فادحا، وكان العزاء فيه مهمة صعبة، بيد أن الأقدر كانت تدّخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أجمل عزاء، ففي طريقه من أحد إلى داره مرّ عليه الصلاة والسلام بسيّدة من بني دينار استشهد في المعركة أبوها وزوجها وأخوها، وحين أبصرت المسلمين عائدين من الغزو، سارعت نحوهم تسألهم عن أنباء المعركة، فنعوا إليها الزوج، والأب، والأخ،
    وإذا بها تسألهم في لهفة: "وماذا فعل رسول الله؟"
    قالوا: "خيرا، هو بحمد الله كما تحبين !
    " قالت: "أرونيه، حتى أنظر اليه!"
    ولبثوا بجوارها حتى اقترب الرسول صلى الله عليه وسلم، فلما رأته أقبلت نحوه تقول: "كل مصيبة بعدك، أمرها يهون!".
    أجل، لقد كان هذا أجمل عزاء وأبقاه، ولعل الرسول صلى الله عليه وسلم قد ابتسم لهذا المشهد الفذّ الفريد، فليس في دنيا البذل، والولاء، والفداء لهذا نظير، سيدة ضعيفة، مسكينة، تفقد في ساعة واحدة أباها وزوجها وأخاها، ثم يكون ردّها على الناعي لحظة سمعها الخبر الذي يهدّ الجبال: "وماذا فعل رسول الله؟!".
    لقد كان مشهد أجاد القدر رسمه وتوقيته ليجعل منه للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عزاء أي عزاء، في أسد الله، وسيّد الشهداء!
    رضي الله عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمعين ...
    السلام عليك يا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
    السلام عليك يا أسد الله ورسوله ...
    السلام عليك يا سيد الشهداء ...

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 164 من السيرة النبوية :


    ** * استأذنت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم لتأتي أبويها ، فلما أتتهما بعد الإذن استيقنت الخبر ، وعرفت جلية الأمر ، فجعلت تبكي وتبكي ، ليلتين ويوما" لم تكتحل بنوم ، ولايرقأ لها دمع ، حتى ظنت أن البكاء فاتق كبدها ،، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتشهد ، وقال : أما بعد ياعائشة ، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا ، فإن كنت بريئة ، فسيبرئك الله ،، وإن كنت ألممت بذنب ، فاستغفري الله وتوبي إليه ،، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ، ثم تاب إلى الله ، تاب الله عليه ..
    * حينئذ قلص دمعها ، وقالت لأمها : أجيبي رسول الله ، فقالت : والله ماأدري ماأقول ، فسألت أباها أن يجيب رسول الله ، فقال : والله ماأدري ماأقول ،، فقالت : والله لقد علمت ، لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم ، وصدّقتم به ، فلئن قلت لكم : إني بريئة ، والله يعلم أني بريئة ، لاتصدقوني بذلك ، ولئن اعترفت لكم بأمر ، والله يعلم أني منه بريئة ، لتصدقنّي ، والله ماأجد لكم مثلا" إلا قول أبي يوسف "فصبر جميل والله المستعان على ماتصفون"..
    * ثم تحولت واضطجعت ، فنزل الوحي ساعته ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ماكان يأخذه من البرحاء عند الوحي ، حتى إنه ليتحدّر منه مثل الجمان من العرق ، في اليوم الشاتي ، من ثقل القول الذي أنزل عليه ، قالت : فسرّيَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك ، فكانت أول كلمة تكلم بها : أبشري ياعائشة ، أما الله فقد برأك ،، فقالت لها أمها : قومي إلى رسول الله فاشكريه .. فقالت عائشة (إدلالا" ببراءة ساحتها ، وثقة بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم) : والله لاأقوم إليه ، ولاأحمد إلا الله ..
    * قالت : وكان أبي ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره ، فقال : والله لاأنفق عليه شيئا" أبدا" ، بعد الذي قال عن عائشة ، فأنزل الله عز وجل :"ولايأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى"،، إلى قوله تعالى : "ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم"،، فقال أبو بكر : بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي ، فأرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفقها عليه ، وإظهاراً لفضل أبي بكر رضي الله عنه قال عنه تعالى : أولو الفضل ..
    * جُلد من أهل الإفك مسطح بن أثاثة ، وحسان بن ثابت ، وحمنة بنت جحش ، جلدوا ثمانين ، وكانوا ممن أفصح بالفاحشة ،، ولم يُجلد الخبيث عبد الله بن أبيّ مع أنه رأس أهل الإفك ، والذي تولى كبره ، لأن الحدود تخفيف لأهلها وإسقاط لعذاب الآخرة ، أما هو فقد وعده الله تعالى بالعذاب العظيم في الآخرة :"والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم" ، وأيضاً فإنه من خبثه ونفاقه يجعل الناس يتكلمون ويشيعون الكلام البذيء ، وهو من وراء الكواليس ..
    * وهكذا ، وبعد شهر ، أقشعت سحابة الشك والارتياب والقلق والاضطراب عن جو المدينة ، وافتضح رأس المنافقين افتضاحا" لم يستطع أن يرفع رأسه بعد ذلك ، وجعل بعد ذلك إذا أحدث الحدث ، كان قومه هم الذين يعاتبونه ويأخذونه ويعنّفونه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر : كيف ترى ياعمر ؟؟،، أما والله لو قتلته يوم قلت لي اقتله لأرعدت له أنُف ، لو أمرتها اليوم بقتله لقتلته ، قال عمر : قد والله علمت لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم بركة من أمري ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  8. #48

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    باقي الحلقة 165


    * قصة البداية *
    ** الحلقة 166 من السيرة النبوية :


    ** لما حدث التطور في الجزيرة العربية إلى حد كبير لصالح المسلمين ، أخذت طلائع الفتح الأعظم ، ونجاح الدولة الإسلامية تبدو شيئا" فشيئا" ، وبدأت التمهيدات لإقرار حق المسلمين في أداء عبادتهم في المسجد الحرام ، الذي كان قد صدّهم عنه المشركون منذ ستة أعوام ..
    * أُري رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام ، وهو بالمدينة ، أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام ، وأخذ مفتاح الكعبة ، وطافوا واعتمروا ، وحلق بعضهم وقصّر بعضهم ، فأخبر بذلك أصحابه ، ففرحوا ، وحسبوا أنهم داخلوا مكة عامهم ذلك ، وأخبر أصحابه أنه معتمر ، فتجهزوا للسفر ..
    * استنفر العرب ومن حوله من البوادي ليخرجوا معه ، وأبطأ كثير من الأعراب ، وغسل ثيابه ، وركب ناقته القصواء ، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم ، وخرج منها يوم الاثنين سنة 6 هجرية ، ومعه زوجته أم سلمة ، في ألف وأربعمئة من المسلمين ،، وماحملوا معهم أسلحة ..
    * تحرك رسول الله صلى الله عليه وسلم باتجاه مكة ، فلما كان بذي الحليفة ، قلّد الهدي وأشعره (هذه علامة أن هذه الهدي مهداة للمسجد الحرام) ، وأحرم بالعمرة ، ليأمن الناس من حربه ..
    * سمعت قريش بخروج النبي صلى الله عليه وسلم للعمرة ، فعقدت مجلسا" استشاريا" ، قررت فيه صد المسلمين عن البيت كيفما يمكن ، فخرج منهم مئتي
    فارس بقيادة خالد بن الوليد ، وقد حاول خالد صد المسلمين ، فقام بفرسانه إزاءهم ، بحيث يتراءى الجيشان ، ورأى خالد المسلمين في صلاة الظهر ، يركعون ويسجدون ، فقال : لقد كانوا في غرة ، لو كنا حملنا عليهم لأصبنا منهم ، ثم قرر أن يميل على المسلمين وهم في صلاة العصر ميلة واحدة ، لكن الله عز وجل أنزل حكم صلاة الخوف ، وذلك بأن يصلي بعض المسلمين مع رسول الله جماعةً ، وآخرون يحرسونهم ، وينتظرهم رسول الله في جلسة التحيات ، حتى يكملوا صلاتهم ، وتأتي الطائفة الأخرى تقتدي به ويكمل معهم صلاته ، ثم يكملون هم مافاتهم ،، هذه صلاة الخوف .. وبذلك فاتت الفرصة خالدا" ، فلم يستطع أن يغير عليهم .
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  9. #49

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    باقي الحلقة 167


    * قصة البداية *
    ** الحلقة 168 من السيرة النبوية :


    ** بينما صلح الحديبية يُكتب ، جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو ، يرسف في قيوده ، قد أسلم ، وهرب من تعذيب المشركين ، فقال سهيل : هذا أول ماأقاضيك عليه على أن ترده ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنا لم نقضِ الكتاب بعد ، فقال : فوالله إذا" لاأقاضيك على شيء أبدا" ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فأجزه لي ، قال : ماأنا بمجيزه لك ، قال : بلى فافعل ، قال : ماأنا بفاعل ،، وضرب سهيل أبا جندل في وجهه ، وأخذ بتلابيبه وجرّه ليردّه إلى المشركين ،، فصار أبو جندل يصرخ بأعلى صوته : يامعشر المسلمين أأُرَدّ إلى المشركين يفتننوني في ديني ؟؟، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ياأبا جندل ! اصبر واحتسب ، فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا" ومخرجا" ، إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحا" ، وأعطيناهم على ذلك ، وأعطونا عهد الله فلا نغدر بهم .
    * كانت مدة صلح الحديبية بناء على هذه الشروط عشر سنين ،، لما فرغ من الصلح والكتابة ، أشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الكتاب رجالا" من المسلمين ورجالا" من المشركين ..
    * قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : ألست نبي الله حقا"؟؟، قال : بلى ، قلت : ألست على حق وعدونا على باطل ؟؟، قال : بلى ، قلت : أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ؟؟، قال : بلى ، قلت : فلماذا نعطي الدنية في ديننا إذن ؟؟، قال : إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري ، قلت : أولست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به ؟؟، قال : بلى ، أفأخبرتك أنك تأتيه عامك هذا ؟؟، قلت : لا ، قال : فإنك آتيه ومطوف به ،، فلم يصبر عمر حتى أتى أبا بكر رضي الله عنه ، فسأله مثل ماسأل النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له : يابن الخطاب ، أنه رسول الله ولن يعصي ربه ولن يضيعه أبدا" ، فاستمسك بغرزه حتى تموت ، فوالله إنه لعلى الحق ..
    * فما هو إلا أن نزلت سورة الفتح على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأرسل إلى عمر فأقرأه إياها ، فقال : يارسول الله ، أو فتح هو ؟؟، قال : نعم ،، فطابت نفسه ..
    * ثم ندم عمر على مافرط منه ندماً شديداً ، قال عمر : فعملت لذلك أعمالاً ، مازلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ ، مخافة كلامي الذي تكلمت به ، حتى رجوت أن يكون خيراً ..
    * ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أقبل على أصحابه ، فقال لهم : قوموا فانحروا ثم احلقوا ،، وكرر ذلك ثلاثا" ، فوجم جميعهم وماقام منهم أحد ، فدخل على زوجته أم سلمة ، وذكر لها مالقي من الناس ، فقالت له : يارسول الله أتحب ذلك ، اخرج ولاتكلم أحدا" منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك ، فخرج ، فلم يكلم أحدا" منهم ، حتى فعل ذلك : نحر بدنة ودعا حالقه فحلقه ،، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا ، وحلقوا ..
    * ثم جاء نسوة مؤمنات (بعد انصرافه إلى المدينة) ، مهاجرات بدينهن ، فأنزل الله تعالى : "ياأيها الذين آمنوا ، إذا جاءكم المؤمنات مهاحرات ، فامتحنوهن ، الله أعلم بإيمانهن ، فإن علمتموهن مؤمنات ، فلا ترجعوهن إلى الكفار ، لاهنّ حل لهم ، ولاهم يحلون لهنّ" .. فأبى رسول الله أن يردهن بدينهن إلى الكفار ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  10. #50

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
    باقي الحلقة 165


    * قصة البداية *
    ** الحلقة 166 من السيرة النبوية :


    ** لما حدث التطور في الجزيرة العربية إلى حد كبير لصالح المسلمين ، أخذت طلائع الفتح الأعظم ، ونجاح الدولة الإسلامية تبدو شيئا" فشيئا" ، وبدأت التمهيدات لإقرار حق المسلمين في أداء عبادتهم في المسجد الحرام ، الذي كان قد صدّهم عنه المشركون منذ ستة أعوام ..
    * أُري رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام ، وهو بالمدينة ، أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام ، وأخذ مفتاح الكعبة ، وطافوا واعتمروا ، وحلق بعضهم وقصّر بعضهم ، فأخبر بذلك أصحابه ، ففرحوا ، وحسبوا أنهم داخلوا مكة عامهم ذلك ، وأخبر أصحابه أنه معتمر ، فتجهزوا للسفر ..
    * استنفر العرب ومن حوله من البوادي ليخرجوا معه ، وأبطأ كثير من الأعراب ، وغسل ثيابه ، وركب ناقته القصواء ، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم ، وخرج منها يوم الاثنين سنة 6 هجرية ، ومعه زوجته أم سلمة ، في ألف وأربعمئة من المسلمين ،، وماحملوا معهم أسلحة ..
    * تحرك رسول الله صلى الله عليه وسلم باتجاه مكة ، فلما كان بذي الحليفة ، قلّد الهدي وأشعره (هذه علامة أن هذه الهدي مهداة للمسجد الحرام) ، وأحرم بالعمرة ، ليأمن الناس من حربه ..
    * سمعت قريش بخروج النبي صلى الله عليه وسلم للعمرة ، فعقدت مجلسا" استشاريا" ، قررت فيه صد المسلمين عن البيت كيفما يمكن ، فخرج منهم مئتي
    فارس بقيادة خالد بن الوليد ، وقد حاول خالد صد المسلمين ، فقام بفرسانه إزاءهم ، بحيث يتراءى الجيشان ، ورأى خالد المسلمين في صلاة الظهر ، يركعون ويسجدون ، فقال : لقد كانوا في غرة ، لو كنا حملنا عليهم لأصبنا منهم ، ثم قرر أن يميل على المسلمين وهم في صلاة العصر ميلة واحدة ، لكن الله عز وجل أنزل حكم صلاة الخوف ، وذلك بأن يصلي بعض المسلمين مع رسول الله جماعةً ، وآخرون يحرسونهم ، وينتظرهم رسول الله في جلسة التحيات ، حتى يكملوا صلاتهم ، وتأتي الطائفة الأخرى تقتدي به ويكمل معهم صلاته ، ثم يكملون هم مافاتهم ،، هذه صلاة الخوف .. وبذلك فاتت الفرصة خالدا" ، فلم يستطع أن يغير عليهم .
    * قصة البداية *
    ** الحلقة 165 من السيرة النبوية :


    ** تدلنا معالجة النبي صلى الله عليه وسلم للمشكلة التي استغلها عبد الله بن أبيّ بن سلول ، على مدى ماقد آتاه الله من براعة فائقة في سياسة الأمور وتربية الناس ، والتغلب على مشاكلهم ، لقد كان ماسمعه صلى الله عليه وسلم من كلام ابن سلول مسوغا" كافيا" لأن يأمر بقتله بحسب الظاهر ، ولكنه صلى الله عليه وسلم استقبل الأمر بصدر أرحب من ذلك ، وسمع عن اللغط الذي جرى ، والتناوش الذي وقع ، والجيش فيه عدد كبير من المنافقين الذين يبحثون عن شيء مثل هذا ليقوموا ويقعدوا به ، فلم يعالج الأمر بعاطفة متأثرة ، وإنما ترك الحكمة وحدها هي التي تدبر ، فكان أن أمر القوم بالمسير في وقت لم يكونوا يعتادونه ، حتى يشغلهم السير عن الاجتماع على المحادثة والكلام ،، وظل يسير بهم بقية اليوم والليل كله وصدرا" من اليوم الثاني ، لايدع لهم مجالا" يفرغ فيه المنافقون للخوض فيما يريدون من باطل ، فلما انحطوا بعد ذلك على الأرض لم يدع لهم التعب فرصة الحديث عن شيء ، وذهب الجميع في سبات عميق ..
    * وانتظر الناس أن يجدوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وصل إلى المدينة شدة على المنافقين ، لاريب أنها تتجلى في قتل عبد الله بن أبي بن سلول ، وفوجئوا بقوله عليه الصلاة والسلام : بل نترفق به ، ونحسن صحبته مابقي معنا ..
    * كان من نتيجة هذه الحكمة أن انحسر عن عبد الله بن أبيّ قومه ..
    * أما قصة الإفك ، فإنها حلقة فريدة من سلسلة فنون الإيذاء والمحن التي لقيها رسول الله عليه وسلم من أعداء الدين ، ولقد كانت هذه الأذية أشد في وقعها على نفسه صلى الله عليه وسلم من كل تلك المحن السابقة ،، كيف لا وهي تتعلق بأخص مايعتز به الإنسان من الشرف والكرامة ..
    * فاجأت هذه الشائعة سمْع النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو في طور من إنسانيته العادية ، يتصرف ويتأمل ويفكر كأي أحد من الناس ، فاضطرب كما يضطربون ، وشكّ كما يشكّون ، وأخذ يقلب الرأي على وجوهه ، ويستنجد في ذلك بمشورة أولي الرأي من أصحابه .. وكان من مقتضى الحكمة الإلهية ، في إبراز هذا الجانب الإنساني المجرد فيه ، أن يتأخر الوحي كل هذه الفترة التي تأخرها ..
    * فدلّ ذلك على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخرح بنبوته ورسالته عن كونه بشرا" من الناس ، فلا ينبغي لمن آمن به أن يتصور أن النبوة قد تجاوزت به حدود البشرية ، فينسب إليه من الأمور أو التأثير في الأشياء مالايجوز نسبته إلا لله وحده ..
    * تدلنا قصة الإفك على مشروعية حد القذف ، وهو ثمانون جلدة ، لمن يتفوه به بصريح القول ..
    * نزلت سورة التوبة ببراءة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، ويدلنا ذلك على عظيم مكانتها ، وعلو شأنها ،، وبإدانة المنافقين والخاطئين .
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

صفحة 5 من 9 الأولىالأولى ... 34567 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات الجزء الثالث
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 08-10-2018, 04:19 AM
  2. مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 112
    آخر مشاركة: 11-26-2017, 04:14 AM
  3. يا ريمه الخاني مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات2
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 45
    آخر مشاركة: 07-30-2017, 12:47 PM
  4. يا غير مسجل مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات
    بواسطة أسامه الحموي في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 114
    آخر مشاركة: 06-05-2017, 11:40 AM
  5. البداية والنهاية في ربيع
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان المناسبات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-16-2011, 05:41 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •