هيّا ايها الخيال افرد لي جناحيك وارجع بي الى ذاك المكان الذي لا يشبهه ايّ مكان
انها ارض دمشق الحبيبة جنة الله على الارض تسرق الالباب وتسلب العاشقين قلوبهم
...
عروسُ المجدِ وامّ الحضارة والتاريخ، حيثُ بردى وقوام الصفصاف يعانق الضفاف
ومروج السندس تسجدُ لله مُسبحةًً بحمده.....
وجبل قاسيون بكل كبرياءٍ وفخرالعزة والشموخ يحضن صدر عروس
أغدو مع كل صباح مترجمةً احساسي بحديثِ نسماتها مع الاغصان ومغازلة طيورها للازهار لتغمرني الشمس وهي تفرشُ
ضيائها فوق صفحات الرياض والغدران مُنتشرةً كشلالٍ من لجين .....
اسمعُ عند الفجر كيف العصافير والبلابل والعنادل تغني لها لحن الحب والجمال والخلود
وايّ ثوبٍ مطرز بجمان البيان يليق بمكلةٍ كدمشق ؟؟؟
وايّ تاجٍ من الكلمات في الوجود يرتقي الى كمالها وسحرها وجمالها
في غوطتيها تتلى آياتُ الحسن ووادي بردى وروعة الجبال الشوامخ على طرفيه تغني انشودة الخلود والرفعة وآيات الجلال
تُبهرك حينما تمشى في حواريها وتفتن قلبك وتجذبكَ بحديثها العذب الآسر
من ثغر التاريخ تحكي عن عراقتها واصالتها
عروس الشرق لؤلؤة الزمان وسلطانة الدنيا
انها الشام .....
حبيبتي ....ومسقط رأسي وأمي الحنون التي ارضعتني زلال مائها فنما بقلبي حبها وعظُم
تقبلُّ زوارها بثغر ياسمينها ووردها لتقول لهم تعالوا إليَّ فلا نقاء كنقائي ولا عطور كعطوري ولا تاريخ رُصِعَ بالذهب يشبه
تاريخي
تبتسمُ لك بصباحاتها وترمي اليك آلاف الجواهر تسقيك خمر عناقيدها لتَسكرَ بها لتصبح مجنونها و عاشقها المتيم ......
وعند الغروب ... يأخذك الأصيلُ بإشراقاته الذهبية البديعة الى رحلةٍ من الشوق والحنين
ترقصُ الورود في احضانها وتثمل العقول برحيقها فلا خمرَ الا ما اعْتُصِرَ من شذاها
ولا سحر الى ما رسمته مقلتاها ولا جمالَ الا من بهائها وسناها
بقلم /الهاشمية
فاتن علي حلاق
ياسمين الشام