منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 4 من 9 الأولىالأولى ... 23456 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 83
  1. #31

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 146 من السيرة النبوية :


    ** خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتمس حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ، وجعل يقول : مافعل عمي ؟ مافعل حمزة ؟؟ ،، فقال له رجل : رأيته عند تلك الشجرة وهو يقول : أنا أسد الله وأسد رسوله ،، وخرج علي بن أبي طالب يبحث ، فوجد حمزة مقتولاً ،، فسار النبي صلى الله عليه وسلم نحو حمزة ، فوجده ببطن الوادي قد بقر بطنه عن كبده ، ومثّل به ، فجدع أنفه وأذناه ، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم منظراً لم ير منظراً قط أوجع لقلبه منه ولاأوجل ،، فبكى حتى شهق ، وقال : لن أصاب بمثلك أبداً ، ماوقفت موقفاً قط أغيظ إلي من هذا ،، رحمة الله عليك ، قد كنت وصولاً للرحم ، فعولاً للخيرات ،، ثم نزل جِبْرِيل عليه السلام ، فقال : إن حمزة بن عبد المطلب مكتوب في أهل السموات السبع أسد الله وأسد رسوله ..
    * لما رأى المسلمون حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيظه على من فعل بعمه مافعل ، ورأوا تمثيل المشركين بقتلاهم ، قالوا : والله لئن أظفرنا الله بهم يوماً من الدهر لنمثلنّ بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب ،، فأنزل الله عز وجل : وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ماعوقبتم به ، ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ، واصبر وماصبرك إلا بالله ، ولاتحزن عليهم ، ولاتكُ في ضيق مما يمكرون،، فعفا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصبر ونهى عن المثلة ..
    * وجاءت عمته صفية ، تريد أن تنظر أخاها حمزة ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنها الزبير أن يصرفها ، لاترى مابأخيها ، فقالت : ولم ؟ وقد بلغني أنه قد مُثّل بأخي ، وذلك في الله ، فماأرضانا بما كان من ذلك ، لأحتسبنّ ولأصبرنّ إن شاء الله ،، فأتته ، فنظرت إليه ، ودعت واسترجعت واستغفرت له .. ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدفنه مع عبد الله بن جحش ، وكان ابن أخته ، وأخاه من الرضاعة ..
    * قال ابن مسعود : مارأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم باكيا" قط أشد من بكائه على حمزة بن عبد المطلب ، وضعه في القبلة ، ثم وقف على جنازته ، وانتحب حتى نشع (شهق) من البكاء ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #32

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 147 من السيرة النبوية :


    ** أشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم على الشهداء ، فقال : أنا شهيد على هؤلاء ، إنه مامن جريح يجرح في الله ، إلا والله يبعثه يوم القيامة يدمى جرحه ، اللون لون الدم ، والريح ريح المسك ..
    * وكان أناس من الصحابة قد نقلوا قتلاهم إلى المدينة ، فأمر أن يردوهم فيدفنوهم في مضاجعهم ، وأن لايغسلوا ، وأن يدفنوا كما هم بثيابهم بعد نزع الحديد والجلود ،، وكان يدفن الاثنين والثلاثة في القبر الواحد ، ويجمع بين الرجلين في ثوب واحد ، ويقول : أيهم أكثر أخذا" للقرآن ؟،، فإذا أشاروا إلى رجل ، قدمه في اللحد ، وقال : أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة .. ودفن عبد الله بن عمرو بن حرام وعمرو بن الجموح في قبر واحد لما كان بينهما من المحبة ..
    * وفقدوا نعش حنظلة ، فتفقدوه ، فوجدوه في ناحية فوق الأرض ، يقطر منه الماء ، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن الملائكة تغسله ، ثم قال : سلوا أهله ماشأنه ؟؟، فسألوا امرأته ، فأخبرتهم الخبر (أنه كان عريساً ، وخرج حين سمع منادي الجهاد دون أن يغتسل) ، ومن هنا سمي حنظلة غسيل الملائكة ..
    * كان منظر الشهداء مريعا" جدا" ، يفتت الأكباد ، قال خباب : إن حمزة لم يوجد له كفن إلا بردة ملحاء ، إذا جعلت على رأسه ، قلصت عن قدميه ، وإذا جعلت على قدميه قلصت عن رأسه ، حتى مدت على رأسه وجعل على قدميه الإذخر ..
    * قال عبد الرحمن بن عوف : قتل مصعب بن عمير وهو خير مني ، وكفن في بردة ، إن غطي رأسه بدت رجلاه ، وإن غطيت رجلاه بدا رأسه ، وروي مثل ذلك عن خباب ..
    * لما كفّن مصعب في بردته ، وقف عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لقد رأيتك بمكة ، وما بها أحد أرق حلة ولاأحسن لمة (شعر الرأس) منك ، ثم أنت شعث الرأس في بردة .. وقرأ صلى الله عليه وسلم : من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ..
    * لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من دفن الشهداء والثناء على الله والتضرع إليه ، انصرف راجعا" إلى المدينة ، وقد ظهرت له نوادر الحب والتفاني من المؤمنات الصادقات ، كما ظهرت من المؤمنين أثناء المعركة ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #33

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    💕


    * قصة البداية *
    ** الحلقة 148 من السيرة النبوية :


    ** مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق عودته للمدينة بامرأة تدعى حمنة بنت جحش ، فنعي إليها أخوها عبد الله بن جحش ، فاسترجعت واستغفرت له ، ثم نعي لها خالها حمزة بن عبد المطلب ، فاسترجعت واستغفرت ، ثم نعي بها زوجها مصعب بن عمير ، فصاحت وولولت ،، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن زوج المرأة منها لبمكان ..
    * ومر صلى الله عليه وسلم بامرأة من بني دينار ، وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها بأحد ،، فلما نعوهم لها ، قالت : فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟،، قالوا : خيراً ياأم فلان ، هو بحمد الله كما تُحبين ،، قالت : أرونيه حتى أنظر إليه ، فأشير إليه ، حتى إذا رأته قالت : كل مصيبة بعدك جلل (تريد صغيرة)..
    ** وجاءت أم سعد بن معاذ تعدو ، وسعد آخذ بلجام فرسه ، فقال : يارسول الله أمي ،، فقال : مرحباً بها ، ووقف لها .. فلما دنت عزاها بابنها عمرو بن معاذ ، فقالت : أما إذ رأيتك سالماً ، فقد اشتويت المصيبة (استقللتها) ،، ثم دعا لأهل من قتل بأحد ، وقال : ياأم سعد أبشري وبشري أهلهم أن قتلاهم ترافقوا في الجنة جميعاً ، وقد شفعوا في أهلهم جميعاً ،، قالت : رضينا يارسول الله ، ومن يبكي عليهم بعد هذا ؟؟،، ثم قالت : يارسول الله ، ادع لمن خلفوا منهم ،، فقال : اللهم أذهب حزن قلوبهم ، واجبر مصيبتهم ، وأحسن الخلف على من خلفوا ..
    ** كان عدد شهداء المسلمين في أحد سبعين ، وعدد قتلى المشركين سبعة وثلاثون ..
    * بات المسلمون في المدينة بعد رجوعهم من غزوة أحد ، وهم في حالة الطوارىء ، باتوا وقد أنهكهم التعب ، يحرسون أنقاب المدينة ومداخلها ، ويحرسون قائدهم الأعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة ، إذ كانت تتلاحقهم الشبهات من كل جانب ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #34

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 149 من السيرة النبوية :


    ** بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي سفيان بن حرب أنه يريد الرجوع بقريش إلى المدينة ، ليستأصلوا من بقي من أصحابه ، ذلك أن أبا سفيان قال لأصحابه : لا محمداً قتلتم ، ولا الكواعب (الفتيات) أردفتم ، شرٌّ ماصنعتم ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فندب الناس ..
    * نادى في الناس ، وندبهم إلى المسير للقاء العدو ، وذلك صباح الغد من معركة أحد ، وقال : لايخرج معنا إلا من شهد القتال ، فقال له عبد الله بن أبيّ : أركب معك ؟؟،، قال : لا ،، واستجاب له المسلمون على مابهم من الجرح الشديد ، والخوف المزيد ، وقالوا : سمعاً وطاعة ..
    * سار رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه ، حتى بلغوا حمراء الأسد ، على بعد ثمانية أميال من المدينة ، فعسكروا هناك ..
    * هناك أقبل معبد بن أبي معبد الخُزاعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصحاً (ويقال أنه أسلم) ، وقال : يامحمد ، أما والله لقد عز علينا ماأصابك في أصحابك ، ولوددنا أن الله عافاك ،، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلحق أبا سفيان فيخذله ..
    * قبل أن يتحرك أبو سفيان بجيشه ، لحقه معبد بن أبي معبد الخُزاعي ، فقال أبو سفيان : ماوراءك يامعبد ؟؟،، فقال معبد -وقد شن عليه حرب أعصاب دعائية عنيفة- : محمد ، قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أرَ مثله قط ، يتحرقون عليكم تحرّقاً ، قد اجتمع معه من كان تخلف عنه في يومك ، وندموا على ماضيعوا ، فيهم من الحنق عليكم شيء لم أرَ مثله قط ..
    * قال أبو سفيان : ويحك ، ماتقول ؟؟..
    * قال : والله ماأرى أن ترتحل حتى ترى نواصي الخيل ، أو حتى يطلع أول الجيش من وراء هذه الأكمة ..
    * فقال أبو سفيان : والله لقد أجمعنا الكرة عليهم لنستأصلهم ..
    * قال : فلا تفعل فإني ناصح ..
    * حينئذ انهارت عزائم الجيش المكي ، وأخذه الفزع والرعب ، فلم يرَ العافية إلا في مواصلة الانسحاب والرجوع إلى مكة ..
    * أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمراء الأسد بعد مقدمه يوم الأحد : الاثنين والثلاثاء والأربعاء ،، ثم رجع إلى المدينة ..
    * مما لاشك فيه أن غزوة حمراء الأسد ليست بغزوة مستقلة ، إنما هي جزء من غزوة أحد وتتمة لها ، وصفحة من صفحاتها ..
    * نزلت حول موضوع المعركة ستون آية من سورة آل عمران ، تبتدىء بذكر أول مرحلة من مراحل المعركة :"وإذ غدوت من أهلك تبوىء المؤمنين مقاعد للقتال" ، وتترك في نهايتها تعليقاً جامعاً على نتائج هذه المعركة وحكمتها ، قال تعالى :"ماكان الله ليذر المؤمنين على ماأنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ، وماكان الله ليطلعكم على الغيب ، ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء ، فآمنوا بالله ورسله ، وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم "..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #35

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    السلام عليكم 💕💕


    * قصة البداية *
    ** الحلقة 150 من السيرة النبوية :


    ** كان في قصة أحد ، وماأصيب به المسلمون فيها من الفوائد والحكم الربانية أشياء عظيمة ، منها : تعريف المسلمين سوء عاقبة المعصية ، وشؤم ارتكاب النهي ، لما وقع من ترك الرماة موقفهم الذي أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن لايبرحوا منه ،، ومنها أن عادة الرسل أن تبتلى وتكون لها العاقبة ، والحكمة في ذلك أنهم لو انتصروا دائما" ، دخل في المؤمنين من ليس منهم ، ولم يتميز الصادق من غيره ، ولو انكسروا دائما" ، لم يحصل المقصود من البعثة ،، فاقتضت الحكمة الجمع بين الأمرين ، لتمييز الصادق عن الكاذب ،، وذلك أن نفاق المنافقين كان مخفيا" عن المسلمين ، فلما جرت هذه القصة ، وأظهر أهل النفاق ماأظهروه من القول والفعل ، عاد التلويح تصريحا" ، وعرف المسلمون أن لهم عدوا" في دورهم ، فاستعدوا لهم وتحرزوا منهم ،، ومنها : أن في تأخير النصر في بعض المواطن هضما" للنفس ، وكسرا" لشماختها ، فلما ابتلي المؤمنون صبروا ، وجزع المنافقون ،، ومنها أن الله هيأ لعباده المؤمنين منازل في دار كرامته لاتبلغها أعمالهم ، فقيض لهم أسباب الابتلاء والمحن ليصلوا إليها ،، ومنها أن الشهادة من أعلى مراتب الأولياء فساقها إليهم ،، ومنها أنه أراد إهلاك أعدائه ، فقيض لهم الأسباب التي يستوجبون بها ذلك من كفرهم وبغيهم وطغيانهم في أذى أوليائه ، فمحص بذلك ذنوب المؤمنين ، ومحق بذلك الكافرين ..
    * كان لمأساة أحد أثر سيء على سمعة المؤمنين ، فقد ذهبت ريحهم ، وزالت هيبتهم عن النفوس ، وزادت المتاعب الداخلية والخارجية على المؤمنين ، وأحاطت الأخطار بالمدينة من كل جانب ، وكاشف اليهود والمنافقون والأعراب بالعداء السافر ، وهمت كل طائفة منهم أن تنال من المؤمنين ، بل طمعت في أن تقضي عليهم ، وتستأصل شأفتهم ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #36

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 151 من السيرة النبوية :


    ** في نفس السنة التي حدثت فيها غزوة أحد ، أي الرابعة من الهجرة ، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم من عضل وقارة ، وذكروا أن فيهم إسلاما" ، وسألوا أن يبعث معهم من يعلمهم الدين ، ويقرئهم القرآن ، فبعث معهم عشرة أشخاص ، فذهبوا معهم ، فلما كانوا بالرجيع ، أحاطوا بهم ، وقتلوهم عن آخرهم ، وسموا بعث الرجيع ..
    * في نفس الشهر الذي وقعت فيه مأساة الرجيع ، وقعت مأساة أخرى أشد وأفظع من الأولى ، وهي التي تعرف بوقعة بئر معونة .. ملخصها أن أبا براء عامر بن مالك ، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ،، فدعاه رسول الله إلى الإسلام ، فلم يسلم ، لكنه قال : يارسول الله لو بعثت أصحابك إلى أهل نجد يدعونهم إلى دينك ، لرجوت أن يجيبوهم ، فقال : إني أخاف عليهم أهل نجد ،، فقال أبو براء : أنا جار لهم ،، فبعث معه سبعين رجلا" من خيار الصحابة وفضلائهم وساداتهم وقرائهم ، فساروا يحتطبون بالنهار ، يشترون به الطعام ، ويتدارسون القرآن ، ويصلون بالليل ،، حتى نزلوا منطقة بئر معونة ، وبعثوا حرام بن ملحان إلى كبير بني عامر ، عدو الله عامر بن الطفيل ، فلم ينظر إليه ، ولم يستجب له ، وأمر رجلا" ، فطعنه بالحربة من خلفه ، ثم مالبثوا أن أحاطوا بهم وقتلوهم عن آخرهم ، إلا كعب بن زيد بن النجار ، فإنه ارتث من بين القتلى ، فعاش حتى قتل يوم الخندق ..
    * تألم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجل هذه المأساة ، ولأجل مأساة الرجيع اللتين وقعتا خلال أيام معدودة تألما" شديدا" ، وتغلب عليه الحزن والقلق ، حتى دعا على هؤلاء القبائل التي قامت بالغدر والفتك بأفاضل المسلمين ،، ففي الصحيح عن أنس قال : دعا النبي صلى الله عليه وسلم على الذين قتلوا أصحابه ببئر معونة ثلاثين صباحا" ، يدعو في صلاة الفجر على رعل وذكوان ولحيان وعصية ، ويقول : عصية عصت الله ورسوله ، فأنزل الله تعالى على نبيه قرآنا" قرأناه حتى نسخ بعد :"بلغوا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه"،، فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم قنوته ..

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 152 من السيرة النبوية :


    ** يدل كل من حادثة الرجيع وبئر معونة على اشتراك المسلمين كلهم في مسؤولية الدعوة إلى الإسلام ، وتبصير الناس بحقيقته وأحكامه ،، فليس أمر الدعوة موكولا" إلى الأنبياء والرسل وحدهم ، أو إلى خلفائهم العلماء دون غيرهم ..
    * وإنا لنستشعر مدى أهمية القيام بواجب هذه الدعوة ، من إرسال النبي صلى الله عليه وسلم أولئك القراء الذين بلغ عددهم سبعين شابا" من خيرة أصحابه صلى الله عليه وسلم ، ولم يمض أمد طويل على مقتل أولئك النفر العشرة الذين كان قد بعثهم في ذلك السبيل نفسه ،، ولقد استشعر الخوف عليهم ، لكنه كان يرى أن القيام بأعباء التبليغ أهم من كل شيء ..
    * لايجوز للمسلم المقام في دار الكفر إن لم يمكنه إظهار دينه ، ويكره له ذلك إن أمكنه إظهار دينه ، ويستثنى من ذلك ماإذا كان مقام المسلم في دار الكفر ابتغاء القيام بواجب الدعوة الإسلامية هناك ، فذلك من أنواع الجهاد الذي تتعلق مسؤوليته بالمسلمين كلهم على أساس فرض الكفاية الذي إن قام به البعض قياما" تاما" سقطت المسؤولية عن الباقين ..
    * تدل حادثتي الرجيع وبئر معونة دلالة واضحة على مدى ماكانت تفيض به أفئدة المشركين من غل وحقد على المؤمنين ، حتى أنهم ارتضوا لأنفسهم أحط مظاهر الخيانة والغدر ابتغاء إطفاء غليل أحقادهم عل المسلمين ..
    * في نفس العام أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل يهود بني النضير أن يعينوه في دية شخصين قتلهما أحد المسلمين خطأً ،، حيث أنه كان لهما جوار وعهد عند رسول الله ،، فقالوا : نفعل ياأبا القاسم ماأحببت ، وخلا بعضهم ببعض وهمّوا بالغدر ، قال عمرو بن جحاش النضري : أنا أظهر على البيت فأطرح عليه صخرة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا" إلى جنب جدار من بيوتهم ..
    * جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء بما همّوا به ، فنهض سريعا" ، كأنه يريد حاجة ، وتوجه إلى المدينة ، ولحقه أصحابه ، وسألوه عن السبب ، قال : همّت يهود بالغدر ، فأخبرني الله بذلك فقمت ..
    **************


    * قصة البداية *
    ** الحلقة 153 من السيرة النبوية :


    ** بعد غدرة بني النضير المنكرة أرسل إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن اخرجوا من بلدي ، فقد هممتم بما هممتم به من الغدر ،، وقد أجلتكم عشرا" ، فمن رئي بعد ذلك ضربت عنقه ..
    * فأخذوا يتهيؤون للخروج ، ولكن عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين أرسل إليهم : أن لاتخرجوا من دياركم ، وأقيموا في حصنكم ، فإن معي ألفين من قومي وغيرهم يقاتلون معكم " لئن أخرجتم لنخرجن معكم ، ولانطيع فيكم أحدا" أبدا" ، وإن قوتلتم لننصرنكم" ، فعادوا عما أزمعوا عليه من الخروج ، وتحصنوا في حصونهم ، وأرسلوا إلى رسول الله : إنا لانخرج من ديارنا ، فاصنع مابدا لك " .. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإعداد العدة لحربهم ، والسير إليهم ..
    * وسار صلى الله عليه وسلم إليهم ، وقد تحصن اليهود بحصونهم ، فأقاموا عليها يرمون بالنبل والحجارة ، وكانت نخيلهم وبساتينهم عونا" لهم في ذلك ، فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بقطع نخيلهم وإتلافها كما في الصحيح ،، فنادوه : يامحمد ، قد كنت تنهى عن الفساد وتعيبه على من يصنعه ، فما بال قطع النخيل وتحريقها ؟؟،، فأنزل الله تعالى في ذلك :"ماقطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين". وقد استدل العلماء بذلك على إباحة قطع شجر الكفار وإحراقه إذا رأى الإمام ذلك من المصلحة ، ويدخل ذلك تحت اسم "السياسة الشرعية" ..
    * أما ابن أبيّ ، فقد خذلهم ولم ينفذ وعده لهم ، ولم يحاول أن يسوق لهم خيرا" ، أو يدفع عنهم شرا" ، فشبه تعالى قصتهم :" كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر ، فلما كفر قال إني بريء منك" ..
    * ولم يطل الحصار ، فقد قذف تعالى في قلوبهم الرعب ، فاندحروا ، وتهيؤوا للاستسلام ،، فعرضوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخرجوا من المدينة كما أراد ، لكنه صلى الله عليه وسلم قال : لاأقبله اليوم إلا على أن تخرجوا بدمائكم فقط ، وليس لكم من أموالكم إلا ماحملته الإبل ، فنزل اليهود على ذلك ، واحتملوا من أموالهم مااستقلت به الإبل ،، فكان الرجل منهم يهدم بيته ، فيضع مايستطيع منه على ظهر بعيره ، فينطلق به ، أنزل تعالى في ذلك :"يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المسلمين فاعتبروا ياأولي الأبصار" ،، وتفرقوا بين خيبر والشام .. ولم يسلم منهم إلا رجلان ، أحرزا أموالهما ..
    * نزلت في بني النضير سورة الحشر كاملة ..
    * هذه صورة أخرى من طبيعة الغدر والخيانة المتأصلة في نفوس اليهود .. فاليهود لم يكونوا أهل حرب وضرب ، بل كانوا أصحاب دس ومؤامرة ، فكانوا يجاهرون بالحقد والعداوة ، ويختارون أنواعا" من الحيل ، لإيقاع الأذى بالمسلمين دون أن يقوموا للقتال ، مع ماكان بينهم وبين المسلمين من عهود ومواثيق .. خصوصا" بعد وقعة أحد ، فقد تجرأوا ، فكاشفوا بالعداوة والغدر ، وأخذوا يتصلون بالمنافقين وبالمشركين من أهل مكة سرا" ، ويعملون لصالحهم ضد المسلمين ..
    * صبر النبي صلى الله عليه وسلم حتى ازدادوا جرأة وجسارة بعد وقعة الرجيع وبئر معونة ، حتى قاموا بهذه المؤامرة التي تهدف للقضاء على النبي صلى الله عليه وسلم ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  7. #37

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 154 من السيرة النبوية :


    ** بعد أن حال الحول على معركة أحد ، وجاء موعد لقاء بدر الثانية ، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لموعده في بدر ، في ألف وخمسمئة مقاتل ، وكانت الخيل عشرة أفراس ،، وانتهوا إلى بدر ، ينتظرون المشركين ..
    * أما أبو سفيان فقد خرج من مكة متثاقلا" ، وقد أخذه التعب ، واستولت على مشاعره الهيبة ، فلما نزل بمر الظهران ، خار عزمه ، فاحتال للرجوع ، فقال : يامعشر قريش ! إنه لايصلحكم إلا عام خصب ترعون فيه الشجر ، وتشربون فيه اللبن ، وإن عامكم هذا عام جدب ، وإني راجع فارجعوا .. ويبدو أن الخوف والهيبة كانت مستولية على مشاعر الجيش أيضا" ، فرجعوا ،، دون أن يواصلوا السير للقاء المسلمين ..
    * أما المسلمون فقد أقاموا ببدر ثمانية أيام ينتظرون العدو ، ثم رجعوا إلى المدينة ، وقد توطدت هيبتهم في النفوس .. وارتفعت مكانتهم بين القبائل ..
    * عاد السلام والأمن ، وهدأت الجزيرة العربية ،، إلا أن اليهود الذين كانوا قد ذاقوا ألوانا" من الذلة والهوان ، نتيجة غدرهم ، وخيانتهم ومؤامراتهم ودسائسهم ، لم يفيقوا من غيهم ، فبعد نفيهم إلى خيبر ، ظلوا ينتظرون مايحل بالمسلمين نتيجة المناوشات التي كانت قائمة بين المسلمين والوثنيين ، ولما تحول مجرى الأيام لصالح المسلمين ، تحرق اليهود أي تحرق ، وشرعوا في التآمر من جديد على المسلمين ، وأخذوا يعدون العدة لتهيئة ضربة للمسلمين ، تكون قاتلة لاحياة بعدها ،، خططوا لهذا الغرض خطة رهيبة ..
    * خرج عشرون رجلا" من زعماء اليهود ، وسادات بني النضير إلى قريش بمكة ، يحرضونهم على غزو الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويوالونهم عليه ، فأجابتهم قريش ، وقريش قد أخلفت وعدها في الخروج إلى بدر ، فرأت في ذلك إنقاذ سمعتها ، والبر بكلمتها ..
    * وطاف الوفد اليهودي على قبائل العرب ، فاستجاب له من استجاب ، وهكذا نجح ساسة اليهود وقادتهم ، في تأليب أحزاب الكفر على النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته والمسلمين ..
    * وفعلا" خرجت قريش ، والكثير من قبائل العرب ، واتجهت هذه الأحزاب نحو المدينة ، كان قوام هذا الجيش العرمرم عشرة آلاف مقاتل ، جيش ربما يزيد عدده على جميع مافي المدينة من النساء والصبيان والشباب والشيوخ ..
    * ولو بلغت هذه الأحزاب المحزبة والجنود المجندة إلى أسوار المدينة بغتة ، لكانت أعظم خطر على كيان المسلمين ، ربما تبلغ إلى استئصال الشأفة وإبادة الخضراء ، لكن قيادة المدينة كانت قيادة متيقظة ، فلم تكد تتحرك هذه الجيوش عن مواضعها ، حتى نقلت استخبارات المدينة إلى قيادتها فيها بهذا الزحف الخطير ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  8. #38

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 155 من السيرة النبوية :
    ** غزوة الأحزاب :


    ** سارع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عقد مجلس استشاري أعلى ، تناول فيه موضوع خطة الدفاع عن كيان المدينة ، وبعد مناقشات جرت بين القادة وأهل الشورى ، اتفقوا على قرار قدّمه الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه ،، قال سلمان : يارسول الله إنا كنا بأرض فارس إذا حوصرنا خندقنا علينا ،، وكانت خطة حكيمة لم تكن تعرفها العرب قبل ذلك ..
    ** وأسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تنفيذ هذه الخطة .. قام المسلمون بجد ونشاط يحفرون الخندق ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحثهم ويساعدهم في عملهم هذا وينشد :
    اللهم إن العيش عيش الآخرة ...... فاغفر للأنصار و المهاجرة
    فيجيبون :
    نحن الذين بايعوا محمدا" ......على الجهاد مابقينا أبدا
    * كان المسلمون يعملون بهذا النشاط ، وهم يقاسون من شدة الجوع ، مايفتت الأكباد .. قال أبو طلحة : شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع ، فرفعنا عن بطوننا عن حجر ، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجرين ..
    * بهذه المناسبة وقع في حفر الخندق آيات من معجزات النبوة كما في الصحيح ،،
    * ذبح جابر بن عبد الله بهيمة ، وطحنت امرأته صاعا" من شعير ، ثم التمس من رسول الله صلى الله عليه وسلم سرا" أن يأتي في نفر من أصحابه ،، فقام النبي صلى الله عليه وسلم بجميع أهل الخندق ، وهم ألف ،، فأكلوا من ذلك الطعام وشبعوا ، وبقيت برمة اللحم تغط به كما هي ، وبقي العجين كما هو ،،
    * وجاءت أخت النعمان بن بشير بحفنة من تمر إلى الخندق ليتغدى أبوه وخاله ، فمرت برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فطلب منها التمر ومده فوق ثوب ، ثم دعا أهل الخندق ، فجعلوا يأكلون منه ، وجعل التمر يزيد ، حتى صدر أهل الخندق عنه ، وإنه يسقط من أطراف الثوب ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  9. #39

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    قريبا الحلقات 156و157
    * قصة البداية *
    ** الحلقة 158 من السيرة النبوية :


    ** اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد البلاء ، ثم نهض تغلب عليه روح الأمل يقول : الله أكبر ، أبشروا يامعشر المسلمين بفتح الله ونصره ، ثم أخذ يخطط لمجابهة الظرف الراهن ، فأراد أن يصالح رئيسي غطفان على ثلث ثمار المدينة ، حتى ينصرفا بقومهما ، ويخلو المسلمون لإلحاق الهزيمة الساحقة العاجلة على قريش التي اختبروا مدى قوتها وبأسها مرارا" .. فاستشار عليه الصلاة والسلام لذلك السعدين (سعد بن معاذ وسعد بن عبادة) ، فقالا : يارسول الله ، إن كان الله أمرك بهذا ، فسمعا" وطاعة ،، وإن كان شيء تصنعه لنا فلا حاجة لنا فيه ، لقد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله ، وعبادة الأوثان ، وهم لايطمعون أن يأكلوا منها ثمرة إلا قرىً أو بيعا" ، فحين أكرمنا الله بالإسلام ، وهدانا له ، وأعزنا بك ، نعطيهم أموالنا ؟؟،، والله لانعطيهم إلا السيف ، فصوّب رسول الله رأيهما وقال : إنما هو شيء أصنعه لكم ، لما رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة ..
    * ثم إن نعيم بن مسعود الأشجعي (من غطفان) ، جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يارسول الله إني قد أسلمت ، وإن قومي لم يعلموا بإسلامي ، فمرني ماشئت ،، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما أنت رجل واحد ، فخذّل عنا مااستطعت ، فإن الحرب خدعة ..
    * فذهب من فوره إلى بني قريظة ، فدخل عليهم وقال : قد عرفتم ودّي إياكم ، وخاصةَ مابيني وبينكم ،، قالوا : صدقت ،، قال : فإن قريشا" ليسوا مثلكم ، البلد بلدكم ، فيها أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم ، لاتقدرون أن تتحولوا منه إلى غيره ، وإن قريشا" وغطفان قد جاؤوا لحرب محمد وأصحابه ، وقد ظاهرتموهم عليه ، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره ، فإن أصابوا فرصة انتهزوها ، وإلا لحقوا ببلادهم وتركوكم ومحمدا" ، فانتقم منكم ،، قالوا : فما العمل يانعيم ؟؟،، قال : لاتقاتلوا معهم حتى يعطوكم رهائن ،، قالوا : لقد أشرت بالرأي ..
    * ثم مضى نعيم على وجهه إلى قريش ، فقال لهم : تعلمون ودّي لكم ، ونصحي لكم ؟؟،، قالوا : نعم ،، قال : إن يهود قد ندموا على ماكان منهم من نقض عهد محمد وأصحابه ، وإنهم قد راسلوه أنهم يأخذون منكم رهائن يدفعونها إليه ، ثم يوالونه عليكم ، فإن سألوكم رهائن فلا تعطوهم ، ثم ذهب إلى غطفان ، فقال لهم مثل ذلك ..
    * فلما كانت ليلة السبت من شوال في السنة الخامسة الهجرية ،، بعثت قريش إلى يهود : إنا لسنا بأرض مقام ، وقد هلك الكراع والخف ، فانهضوا بنا حتى نناجز محمدا" ،، فأرسل إليهم اليهود إن اليوم يوم السبت ، وقد علمتم ماأصاب من قبلنا (أصحاب السبت) ، حين أحدثوا فيه ،، ومع هذا فإنا لانقاتل معكم حتى تبعثوا إلينا رهائن ،، فلما جاءتهم رسلهم بذلك قالت قريش وغطفان : صدقكم والله نعيم ،، فبعثوا إلى يهود : إنا والله لانرسل إليكم أحدا" ، فاخرجوا معنا حتى نناجز محمدا" ، فقالت قريظة : صدقكم والله نعيم ،، فتخاذل الفريقان ، ودبت الفرقة بين الصفوف ، وخارت عزائمهم ..
    * وأرسل الله تعالى الريح ، فجعلت تقوّض خيامهم ، ولاتدع لهم قدرا" إلا كفأتها ، ولا طنبا" إلا قلعته ، ولا يقر لهم قرار ، وأرسل لهم جندا" من الملائكة يزلزلونهم ، ويلقون في قلوبهم الرعب والخوف ..
    * وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان في تلك الليلة الباردة القارسة ، يأتيه بخبرهم ، فوجدهم على هذه الحال ، وقد تهيأوا للرحيل ، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره برحيل القوم ، فأصبح عليه الصلاة والسلام وقد رد الله عدوه بغيظهم لم ينالوا خيرا" ، وكفاه الله قتالهم ، فصدق وعده وأعز جنده ، وهزم الأحزاب وحده ،، فرجع إلى المدينة قرير العين ..
    * إن معركة الأحزاب لم تكن معركة خسائر ، بل كانت معركة أعصاب ، لم يجرِ فيها قتال مرير ، إلا أنها كانت من أحسم المعارك في تاريخ الإسلام ،، تمخضت عن تخاذل المشركين ، لأن العرب لم تكن تستطيع أن تأتي بجمع أقوى مما أتت به في الأحزاب ، لذا قال عليه أفضل الصلاة والسلام حين أجلى الأحزاب : الآن نغزوهم ولايغزوننا ، نحن نسير إليهم ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  10. #40

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 156 من السيرة النبوية :


    ** قال البراء رضي الله عنه : لما كان يوم الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة لاتأخذ منها المعاول ، فاشتكينا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء وأخذ المعول ، فقال : باسم الله ثم ضرب ضربة ، وقال : الله أكبر ، أعطيت مفاتيح الشام ، والله إني لأنظر قصورها الحمر الساعة ، ثم ضرب الثانية فقطع آخر ، فقال : الله أكبر أعطيت فارس ، والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض الآن ، ثم ضرب الثالثة ، فقال : باسم الله ، فقطع بقية الحجر ، فقال : الله أكبر ، أعطيت مفاتيح اليمن ، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني ..
    * ولما كانت المدينة تحيط بها الحرات والجبال وبساتين من النخيل من كل جانب سوى الشمال ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم كخبير عسكري حاذق أن زحف مثل هذا الجيش الكبير ، ومهاجمة المدينة ، لايمكن إلا من جهة الشمال ، اتخذ الخندق من هذا الجانب ..
    * واصل المسلمون عملهم ، فكانوا يحفرون طوال النهار ، ويرجعون إلى أهليهم في المساء ، حتى تكامل الخندق حسب الخطة المنشودة ، قبل أن يصل الجيش الوثني العرمرم إلى أسوار المدينة ..
    * وأقبلت قريش والأحزاب معها في عشرة آلاف ، ونزلوا إلى جانب أحد ..
    * "ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا : هذا ماوعدنا الله ورسوله ، وصدق الله ورسوله ، ومازادهم إلا إيمانا" وتسليما" "..
    * أما المنافقون وضعاف النفوس فقد تزعزعت قلوبهم لرؤية هذا الجيش :"وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ماوعدنا الله ورسوله إلا غرورا" "..
    * خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة آلاف من المسلمين ، فجعلوا ظهورهم إلى جبل سلع فتحصنوا به ، والخندق بينهم وبين الكفار ، وكان شعارهم "هم لاينصرون" ..
    * لما أراد المشركون مهاجمة المسلمين واقتحام المدينة ، وجدوا خندقا" عريضا" يحول بينهم وبينها ، فالتجأوا إلى فرض الحصار على المسلمين ، ولم يكونوا مستعدين له حين خرجوا من ديارهم ، إذ كانت هذه الخطة مكيدة ماعرفها العرب قبل ذلك ..
    * أخذ المشركون يدورون حول الخندق غضابا" ، يتحسسون نقطة ضعيفة ، لينحدروا منها ، وأخذ المسلمون يتطلعون إلى جولات المشركين ، يرشقونهم بالنبل ، حتى لايجترئوا على الاقتراب منهم ..

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 157 من السيرة النبوية :


    ** خرج فرسان شجعان من قريش ، منهم عمرو بن ودّ وعكرمة بن أبي جهل وضرار بن الخطاب وغيرهم ، تيمّموا مكانا" ضيقا" من الخندق فاقتحموه ، ودعوا المسلمين للمبارزة ، فخرج لهم علي بن أبي طالب في نفر من المسلمين حتى تبارز علي مع عمرو بن ودّ ، وتجاولا وتصاولا ، وهما الفارسان الأبطال ، حتى قتل علي رضي الله عنه عمرو ، وانهزم الباقون حتى اقتحموا الخندق هاربين ..
    * بقيت محاولة العبور من المشركين ، والمكافحة المتواصلة من المسلمين أياما" طويلة ،، إلا أن الخندق لما كان حائلا" بين الجيشين ، لم يجرِ بينهما قتال مباشر وحرب دامية ، بل اقتصروا على المراماة والمناضلة ..
    * في هذه المراماة قتل رجال من الجيشين ، يُعدّون على الأصابع ، ستة من المسلمين ، وعشرة من المشركين ، بينما قتل واحد أو اثنان منهم بالسيف ..
    *بينما كان المسلمون يواجهون هذه الشدائد على جبهة المعركة ، كانت أفاعي الدسّ والتآمر تتقلب في جحورها ، تريد إيصال السم داخل أجسادهم ، انطلق كبير مجرمي بني النضير حيي بن أخطب إلى ديار بني قريظة ، فأتى كعب بن أسد سيد بني قريظة ، الذي كان قد عاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينصره إذا أصابته حرب ،، فما زال حيي يكلم كعبا" ، حتى نقض كعب بن أسد عهده ، وبرىء مما كان بينه وبين المسلمين ، ودخل مع المشركين في المحاربة ضد المسلمين ..
    * انتهى الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبادر إلى التحقق منه ، حتى يستجلي موقف بني قريظة ، فبعث أربعة من الصحابة ليتحقق من الخبر ، فلما دنوا منهم وجدوهم على أخبث مايكون ، فقد جاهروهم بالسب والعداوة ، ونالوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : من رسول الله ؟؟،، لا عهد بيننا وبين محمد ، ولا عقد ..
    * كان موقف بني قريظة أحرج موقف يقفه المسلمون ، فلم يكن يحول بينهم وبين قريظة شيء يمنعهم من ضربهم من الخلف ، بينما كان أمامهم جيش عرمرم لم يكونوا يستطيعون الانصراف عنه ،، وكانت نساؤهم وذراريهم بمقربة من هؤلاء الغادرين في غير منعة وحفظ ، وصاروا كما قال تعالى :" وإذ زاغت الأبصار ، وبلغت القلوب الحناجر ، وتظنون بالله الظنونا ، هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا" شديدا" "،، ونجم النفاق من بعض المنافقين ، حتى قالوا : كان محمد يعدنا كنوز كسرى وقيصر ، وأحدنا اليوم لايأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط ، وحتى قال بعض آخر : إن بيوتنا عورة من العدو ، فأذن يامحمد لنا أن نخرج ، فنرجع إلى ديارنا ،، وفي هؤلاء أنزل تعالى : "وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ماوعدنا الله ورسوله إلا غرورا" ، وإذ قالت طائفة منهم ياأهل يثرب لامقام لكم فارجعوا ، ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة ، وماهي بعورة إن يريدون إلا فرارا" "..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

صفحة 4 من 9 الأولىالأولى ... 23456 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات الجزء الثالث
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 08-10-2018, 04:19 AM
  2. مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 112
    آخر مشاركة: 11-26-2017, 04:14 AM
  3. يا ريمه الخاني مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات2
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 45
    آخر مشاركة: 07-30-2017, 12:47 PM
  4. يا غير مسجل مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات
    بواسطة أسامه الحموي في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 114
    آخر مشاركة: 06-05-2017, 11:40 AM
  5. البداية والنهاية في ربيع
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان المناسبات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-16-2011, 05:41 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •