ـــ مختارات قصصية ـــــــــــ
حدث في رحم ما !
القاصة: انتصار عبد المنعم/ مصر
نظراتي الزائغةتحملق في الأضواء المسلطة على وجهي ، همهمات وتأريخ لليوم والعام بالتقوم القمري ،همهمات أخرى تطالبني بالكف عن البكاء ، ويد تحكم القناع على أنفي وفمي وتأمرني بأنأستنشق الغاز المخدر، أستنشق ولا فائدة مازلت أرى أعينهم الأسيوية الضيقة وأسمعمزاحهم الذي لا ينقطع , وأجيب عن أسئلتهم عن اسمي واليوم وبلدي ولا أفقد الوعي ،أشعر بأحشائي تنقبض تريد طرد ما فيها , المطارق تدق جانبي وتجتاحني نوبات ألم لايشعر بها غيري فتسلب روحي وتشل أطرافي ولا أقوى على الحراك ، رحمي صار مقبرة لقطعةمني تشكلت فيه جنينا صغيرا ويأبى أن يلفظها ، أتشبث بوليدي الذي لن يحمل اسماويتشبث هو بي خائفا من تراب المقبرة الجاف وظلامها الموحش ، أسمعه يلوذ بي من مشرطالجراح الذي يسلبه مني ، يصرخ في لأنقذه ، يستعطفني لأجعله يدفن في كما نبت في ،أصرخ ويصرخ معي ولا يسمعنا أحد , غبت عن الوعي.
جاءني يلومني ، ويندس تحتالغطاء بجواري فالبرد شديد في ثلاجة المستشفى المليئة بالغرباء كبار السن الذين لايكفون عن التذمر من العالم وأحوال المعيشة , ولا يوجد أطفال مثله ليلعب معهم ، شعربالخوف من منظر يدي اليسرى المقيدة بأنابيب المحلول فضممته باليمنى ، راعتني برودةجسده الصغير الناعم فضممته أكثر حتى التأم بجسدي مرة أخرى ، خبأته بين رئتي وطلبتمنه أن يتوارى هناك عن أعينهم
ــــــــــــــــــــــــــ
يتبع
قصص مختارة من الوطن العربي