منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 4 من 5 الأولىالأولى ... 2345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 44
  1. #31
    خصام
    ... فإذا به فجأة يرفع كفه عاليا ثم يهوي بها على خده الأيسر، وما إن استعاد المصفوع توازنه حتى استجمع مبلغ قوته في قبضة يده اليمنى، ثم أرسلها ضاربة مزلزلة إلى وجه من لطمه، غير متردد أو مبطئ، فما إن وقف الملكوم على رجليه، بعد سقطته، حتى تماسكا معا بالأيدي، وتشابكا بالأرجل، فأطلق كل منهما العنان للسانه بما يؤذي الأسماع أذى شديدا، ويقع في الآذان وقوعا منكرا ثقيلا ...
    ما الذي جرى؟ ما الذي حدث؟ ما السبب في هذا الحريق الذي شب بينهما؟ ما هذا الحمق؟ ما هذا العبث؟ كيف سولت لهما نفساهما التردي في ما لا يليق بمن هم في سنهما؟..
    إمنعاهما من مواصلة هذا العراك البشع الشنيع الأهوج؟ أعيدوهما إلى رشدهما قبل أن يضيعا ويضيعانه، وإلى الأبد يفقدانه ...
    لم تجد مناشدات المناشدين في كثير أو قليل، ولم ينفع النصح الجميل، وكذلك لم يفد أمر الآمرين في بعثهما على تقديم الخير، ولم يفلح نهي الناهين في إجبارهما على تأخير الشر، إذ وضعا الصمم صخرة صماء في أذنيهما، وسكبا العمى عتمة في عينيهما، فدقوا بينهم من الكره والقسوة والعداوة ما غاص عميقا، وعز على من أرادوا لهما الصلح اقتلاعه من جذوره ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  2. #32
    أهل الدار
    ... ولم يتبادر إلى أذهانهم يوما هذا النأي الذي أكرهوا عليه غصبا، وقد عهدوا أنفسهم منذ عقلوها معززين مكرمين، في أرض غالية عليهم، توارثوها أبا عن جد، ولم تحدثهم أنفسهم يوما ولا حدثوها بالهجرة قسرا بعيدا عمن ألفوهم واستأنسوا بهم، من الصغار والكبار والأقران، وقد أمضوا بينهم أعوام الصبا والشباب ...
    جميعهم يذكرون جيدا تلك الوجوه الحاقدة، ولن ينسوا ما جرت الدماء في عروقهم سوء العذاب الذي أذابهم وشابت من آثاره رءوسهم، وسيحكون لمن سيشبون بينهم كل صغيرة وكبيرة تجرعوها من الذل والهوان، وفي ذاكراتهم سينحتون عميقا وشم ما صنعت بهم وبأرضهم تلك الأيادي الأثيمة اللئيمة، وستخفق قلوبهم على الدوام بيوم العودة المنشود، آمنين مطمئنين، إلى حيث رسا أصلهم العريق واستقرت جذورهم الثابتة ...
    سوى الأعداء منازلهم بالأرض ودكوها، إمعانا في الظلم وحرصا على الشماتة بهم، وعمدوا إلى كل أخضر فاقتلعوه، وفي كل يابس أشعلوا النار فأحرقوه، ثم ساقوهم ليلا مقيدين بالأصفاد سوق الأغنام، بل أدهى وأمر، فأدموا بسياطهم العفنة وعصيهم النثنة الأجساد الطاهرة، وآذوا ببذيء ألسنتهم النجسة الأنفس الزكية الراضية، وداسوا بأقدامهم القذرة رءوس الأطفال والشيوخ والنساء ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  3. #33
    المنصة
    ... ثم ما إن أيقظهم شروق شمس ذلك اليوم، حتى أقبل بعضهم على بعض مهنئا مباركا، ومن فورهم توجهوا مسرعين إلى المكان المعلوم، وقد جاءوا من كل صوب ركبانا وراجلين، وحلقوا بالحدث السعيد المرتقب قدر ما حلق بهم عاليا، واهتموا به قدر ما ذاع خبره في المدينة الصغيرة وملأ ارجاءها، واحتفلوا به مسبقا في مخيلتهم قدر ما بلغ صيته وشغل غيرهم من الناس ...
    كانت المنصة منصوبة بعناية فائقة، وكانت الكراسي الوثيرة المعدودة على رؤوس الأصابع عليها مصفوفة بذوق أنيق، وقد أعدت لكبار المدعوين من الضيوف وغير الضيوف، وظل الوافدون واقفين على أرض الساحة، تحت شمس حارقة تلهب رءوسهم، وتلسع بسياطها ما تبقى من أجسادهم، ومكثوا على تلك الحال يحصون الدقائق والساعات، ولا يتحدثون في ما بينهم سوى عن الحدث السعيد الذي سيحل قريبا معززا مكرما بينهم، وكانت ألسنتهم لا تنطق، فضلا عن هذا الحديث، غير أسماء كبار المدعوين الذين سيشرفون مدينتهم النائية بالحضور ...
    لم يسفر موعد استهلال الحفل عن شيء ذي بال، وتجاوزته الساعة والساعتين والساعات، وتطلع عمار الساحة إلى المنصة، عسى أن تظفر أعينهم ولو بضيف واحد، لكنهم لم يروا عليها سوى تلك الكراسي اليتيمة، ولم يبصروا غير ما اريد لها أن ترتدي من الزخارف والزينة، فعلت الوجوه علامات الإستفهام ومآثر الإستغراب، ولاحت من العيون نظرات الإستنكار والخيبة، فاندفعت من أكثر الأفواه ألفاظ اللعن والشتم بصوت جهير، وانبعث من بعضها صفير حاد يصم الآذان، بينما تجرع القليل ممن غصت بهم الساحة غصة قصة أصبحوا في عداد ضحاياها، ولم يكونوا من أبطالها، فتلاشى كل ما وعدوا به منذ شهر أو يزيد، وانفض الجمع سريعا، وبدت ساحة المدينة كئيبة، فلم يعد الحدث المنتظر من قبلهم إلا سرابا، بعد أن كان متخيلا في أذهانهم كالقصر المشيد ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  4. #34
    حمل كاذب
    ... فمنذ أشهر معدودات، وهو يحسب نفسه قادرة على أن تجود عليه ببعض ما اعتقد واهما أنها تمتلكه لوحدها، دون منازع لها فيه، حتى إنه حرص على الملازمة الوثيقة لما توهمه، وكره أن يعود إلى أرض اليقظة قبل أن يرى حلمه قد تحقق، ورغب عن أوبته إلى اليابسة بعد أن أسره الإبحار وأخذ بلبه ...
    انتظر وانتظر كثيرا ثم انتظر أن تضع النفس حملها، وطال به الشوق إلى احتضان ذاك المولود الجديد بخفق فؤاده، ورؤيته باسم الثغر، نشيط الحركة تارة، ونائما تارة على فراش مهده الأبيض ...
    لقد استبشر خيرا بمقدمه، وأعد له أجمل ترحيب يليق به، واصطفى له الأحسن من بين الأسماء، وقطع وعدا بينه وبين نفسه لئن رزق ذاك المولود، ليشركن جميع من يبادلونه صافي الود في فرحته الكبرى بمولده، لكن تعذر على النفس أن تستجيب له، إذ لم تعده بشيء من قبل، وعز عليها أن تراه منساقا بلهفة ذي الشوق الملتهب وراء سراب لن يدركه ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  5. #35
    أصافح
    حكيا ماتعا
    فى سردية محكمة
    وصور جميلة ونهج مفيد
    بعيدا عن الإسفاف والإغراء
    حكيا يلبس جلباب العفة والوقار.
    دمت مبدعا.
    ولك ودى.
    اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ ،صلاة
    ً كما هى فى عِلمِِك المكنون،عددَ ما كان وعددَمايكون،وعددَ
    ما سيكون،وعددَالحركات والسكون،وجازنى عنها أجرًا غيرَ
    ممنون
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
    عبدالوهاب موسى(بيرم المصرى)
    شاعر وناقد وكاتب وباحث

    http://i459.photobucket.com/albums/q...5/890cd7b8.gif

  6. #36
    بسم الله الرحمن الرحيم
    سلام الله عليك أخي الكريم
    عبد الوهاب موسى
    ورحمته عز وجل وعلا وبركاته
    وبعد ...
    لك بدر الشكر الجزيل وثريا التقدير الجميل على إطلالة كلماتك المزهرة في رحاب هذا السهل القصصي الخصيب، ورب تلميح أفصح وأبلغ من ألف تصريح وتصريح ...
    حياك الله

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  7. #37

    تغريب النص الأدبي العربي وحمى المنهج النقدي ...

    مؤامرة
    ... فما إن بلغ اللقاء في ما بينهم أجله، حتى توافدوا سرا على ذات المكان، الذي مل رؤية سيماهم على وجوههم من أثر الخبث والغدر، واتخذوا لهم ظلمة الليل ثوبا يلفهم من قبعاتهم السود إلى أحذيتهم السوداء، ويحيط بسواد ملابسهم المعتمة، واستعانوا بها كذلك لتكون ستارا يواري حركتهم وسكونهم ...
    تم لهم من جنح الظلام ما قصدوا إليه، وتحقق لهم إجماع الرأي المنكر على تفاصيل الخطة المناسبة بعد جدال طويل دارت رحاه بينهم، وبعد أخذ خيارات ومقترحات عرضوها على أنفسهم ورد أخرى ...
    أرى أن نبطش بهم في أقرب وقت، وما دمنا في عز الشتاء والبرد والصقيع، ولن يصفو لنا وجه ما نطمح إليه جميعا وما نريد إلا إذا عصفنا بهم وبآثارهم بياتا ...
    ربما كان اقتراحك سديدا ومفيدا، لكني لا أرى ضربة الليل كافية لمحقهم، واجتثات جذورهم، إذ أحسب من الحزم، وقطع الشك باليقين، أن ندعم ضربة العتمة وزلزلتها بضربة ثانية أشد في واضحة النهار ...
    قد يكون ما تشيران به علينا صائبا، لكنه لا يستجيب للطلب، ولن يوصلنا إلى الهدف المنشود، لأنه دواء فقط من جملة الأدوية المساعدة على الشفاء، والرأي عندي في هذا الشأن، وحتى تؤتي خطة تدميرهم أكلها وافيا غير مبخوس، أن نعمل فيهم النيران المتواصة، وأقترح عليكم أن نصل بسحقهم الليل بالنهار ...
    نظر بعضهم إلى بعض، وأعينهم تقذف خبثهم من شدة العداوة التي هم لها عاشقون، ومن قتامة البغضاء التي يضمرونها في صدورهم، والتي هم على استشرائها حريصون، وعلى ثماثيلها وأصنامها عاكفون، ولم يمض سوى حين قصير من الزمن، حتى استقر اختيارهم أخيرا على أبشع خطة وأقذر تنفيذ، فغادروا المكان مثلما حلوا فيه مستخفين بالسواد، لا تكاد آذانهم تسمع وقع أقدامهم، ولا شهيقهم ولا زفيرهم إلا من صوت منبعث منهم شبيه بفحيح الثعبان، فتفرقوا فرحين بما هم أهل له وهو أهل لهم ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  8. #38

    الأمانة ...

    الأمانة
    ... فدخل البلدة بعد طول غيبة، فوجد من المنازل، التي عهدها قبل هجرته مضطرا مكرها، ما هو قائم وما هو منهدم، ثم إنه قصد مجلس أهل القرية مطالبا بوديعة كان قد تركها أمانة لدى البعض منهم قبل السفر، لكنهم كانوا قد حسموا أمرهم جميعا على أن ينكروه وينكروا الأمانة التي استودعهم إياها، على أن يكون لكل منهم فيها نصيب معلوم بالإتفاق الذي جرى بينهم ...
    وعندما حضر بينهم سخروا منه، ورأوه نكرة بعين نفوسهم الأمارة بالسوء، لكن أعينهم ظلت وفية لذكراه وناطقة بمعرفته، ثم إنه وجد نفسه وسطهم بغير حول ولا قوة إلا بالله تعالى، فافتروا عليه الكذب، ومنعوه ما له عليهم من حق، ولم يردوا إليه من وديعته نقيرا ولا قطميرا، وكادوا يبطشون به، ولما حكم آخرين، يعرفونه ولا يجهلون أهل قريته، بينه وبينهم لم يحكموا خشية على أنفسهم بالعدل ...
    فما إن غاب عن أنظار من جاروا عليه، حتى نقضوا ما أبرموه من عقد بينهم، وتنازعوا في من سيظفر منهم على أوفر نصيب من الأمانة، أما ذاك الذي جاءهم يسعى، وقال لهم في أنفسهم قولا بليغا، وقام فيهم ناهيا داعيا إياهم إلى الإستعاذة من همزات الشيطان، ومن حضوره بينهم، ونصحهم بأداء الأمانة إلى صاحبها، ونهج سواء السبيل بدل التمسك بالضلال المبين، فقد صدوا عنه وصدفوا، وتركوه وحيدا قائما، وأما الذي لحق بهم مسرعا، بعدما انفض جمعهم وانصرفوا، وهو يحمل إليهم ما رأى من حال ابن قريتهم، وما سمع من شكواه المختومة بحسبي الله ونعم الوكيل، فقد أعرضوا عنه شديد الإعراض، وصموا آذانهم غاية الصمم، وأما الثالث فحمد الله على أنه لم يكن معهم شهيدا، وفي ذات الحين تمنى آخر لو أنه كان معهم ساعة تآمرهم، طمعا في الفوز بما ليس له ...
    اختار غاصبوا الأمانة ذات عوج، ولم يعملوا بما وعظوا به، ثم إنهم لم يجدوا من يحكموه بالباطل في ما نشب وشجر بينهم جراء الطمع والجشع، فلم يعثر صاحب الأمانة على معين يشد أزره في محنته وكربه، ولم يهتد إلى سبيل يخلص منه إلى وديعته غير قوله: وفي السماء رزقكم وما توعدون ...
    لم يطمئنوا لصمته، وارتابوا في صرفه النظر عن مطالبتهم بحقه وفي اعتزاله لهم، فعقدوا العزم على الخلاص منه، وأجمعوا رأيهم على أن لا يتركوا له أثرا بعد عين يذكر، فشرعوا يتربصون به الدوائر، وبيتوا غير الذي يظهرون للناس، فلم يلجموا بأسهم وشرهم عنه، بل أطلقوا لهما العنان، وطمحوا إلى أن ينكلوا به تنكيلا، واجتهدوا في ملاحقته بما يكره ويؤذيه شديد الأذى، وصفع سمعه بما لا يرضاه ولا يطيقه من منكرات اللسان البذيء ...
    لم يهنوا في طلب هلاكه، ولم يترددوا في رميه بما اكتسبوا من الرذائل، وهو مما اقترفوه من الآثام بريء، ثم إنهم كادوه بما هم أهل له فلم يقصروا، وفي حاله لم يذروه وعليه لم يشفقوا، فأغرقوا أنفسهم في الغي والضلال، وركبوا الباطل وعصوا أمر ذي العزة والجلال، فحاق بهم ما ظنوه بعيدا وحسبوه منهم غير دان، وأحاط بهم من كل جانب ما لم يكن لديهم في الحسبان ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  9. #39

    الوثيقة ...

    الوثيقة
    ... ثم ودعهم على أمل اللقاء بهم بعد عصر اليوم المعلوم لديهم جميعا، بعد اتفاق جرى ليلا بينهم، ولم يشهد تفاصيل اللقاء الذي تقدمه أحد سواهم، وكذلك استأثروا بالقصد والغاية منه لأنفسهم دون غيرهم ...
    فلما جاءهم يسعى بتلك التي وعدهم بها، وجدهم في انتظاره، لم يتخلف منهم أحد، ثم ما إن جلس بالقرب منهم، حتى أخرج ظرفا صغيرا من محفظته السوداء، فتخطفوه بأعينهم، وكادوا يثبون عليه بأيديهم، لكنهم تمالكوا أنفسهم بمشقة لا يقدر شدتها إلا هم، ولا يعلم قدر الجهد الذي بذلوه من أجل الحفاظ على هدوئهم وتوازنهم، وفي سبيل ملازمة أماكنهم إلا من هو بينهم ...
    حاولوا عبثا أن يظهروا أمام الرجل بلباس الروية وحال الرزانة والوقار، واجتهدوا في إيهامه بأنهم غير مهتمين كثيرا بما في الظرف الذي بين يديه، ولا مستعجلين معرفة خلاصة محتواه ...
    قرأ الرجل في أعينهم التي لا تكاد تثبت في مكانها ما حسبوا أنهم قادرين على وأده وإخفائه، وأفصحت له ملامح وجوههم بنطق مبين عن شدة وجموح فضولهم، وعن طمعهم الملتهب، ولما أحس منهم ما لم يفصحوا عنه بألسنتهم، وانكشف له جليا ما في صدورهم يضمرون، فتح الظرف، وأخرج منه الوثيقة، ثم بدأ يقرأ ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  10. #40

    المزبلة ...

    المزبلة
    ... فإذا به يقف أمامها مندهشا، كأنه لم يرها من قبل، ثم أرسل زفرة طويلة، لم يتجاوز صوتها أذنيه، وغاص في شرود عميق، لم يستطع مقاومته أو الهرب منه، فخيلت إليه، بوجه شاحب حزين، غائرة التجاعيد، ودامعة العينين، ودامية القدمين، وبدت له وكأنها ترتدي ثيابا رثة ممزقة، قد حيكت من زجاج وحديد، وخيطت بأخشاب وأوراق، وتحمل على ظهرها كيسا ثقيلا تم حشوه بأشياء كثيرة يشق عليه كما يعز عليها عدها أو حصرها، ويعجز كما تعجز هي عن المعرفة التامة بها مجتمعة غير منقوصة ...
    أرهف السمع عسى أن يبين له لسان حالها عما ألم بها، لكنها لاذت بالصمت، ولم تفض إليه بأي شكوى، ولم تفصح له عما أبكاها وأدماها، واكتفت بالنظر إليه، فأحس بإشفاقها وحسرتها عليه، وأدرك مدى أسفها لما آل إليه ...
    لم يتمم تعليمه الأولي رفقة آخرين ممن هم في سنه، ولم ينعم يوما بطعم الصبا ولا حتى بيوم من أيامه، إذ ذهبت ريح اليتم العاصفة بزهرة البسمة من ثغره، واقتلع طوفان الفقر أحلام يقظته من جذورها، وداهمه سيل القهر الجارف بالكوابيس في منامه ...

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

صفحة 4 من 5 الأولىالأولى ... 2345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مجموعة قصصية /السر المفقود
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-16-2016, 06:37 PM
  2. لوليام سارويان و مجموعة قصصية مدهشة
    بواسطة ريم بدر الدين في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-24-2013, 03:43 AM
  3. صدور مجموعة قصصية مشتركة
    بواسطة علي جاسم في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-15-2012, 06:39 AM
  4. مجموعة قصصية جديدة/الهالوك
    بواسطة عدنان كنفاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-18-2011, 05:18 PM
  5. تاريخ جرح مجموعة قصصية رائدة
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-29-2007, 09:02 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •