منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 4 من 5 الأولىالأولى ... 2345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 48
  1. #31
    تمت قراءة الكتاب الثمين
    وانهيته بنصتين اثمن:
    الصفحة 431 و446
    دمت بخير ولك جزيل الشكر لهذا الانجاز
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #32
    السلام عليكم
    حقيقة فخور بك وبفكرك النير استاذ جمال
    يسعدني ان اتابع معكم
    ماهو مشروعك الجديد استاذنا؟
    وهل لديك نصائح عامة لانتشال جيلنا من استعباد التقنيات على فائدتها وحضاريتها؟
    هشام

  3. #33

    متابعة الرد على الأسئلة

    الجزء الثالث:
    الصفحة: 107-109
    ذكرت استاذنا انك استفدت وبوبت نصائح الاستاذ جوزيف منكوسي ونرى ان بعض النصائح لاتختلف كثيرا عما نعرفه في قرآننا ونسمع كثيرا ان اصل الخير والسلو ك الحسن في شرائعنا
    فلماذا اتبعوا هم سلوكا باخلاص ما لم نتبع نحن؟ والله ليحز في نفوسنا ذلك وبتنا ندعو ان نكف عن التشدق ان اصل القيم هي من عندنا!!!.
    أولاً .. عيد مبارك .. وكل عام وأنت يا أم فراس وجميع الأهل والحبايب وأصدقاء فرسان الثقافة بألف خير .. وأرجو من الله أن يعيد العيد علينا ونحن أكثر رشداً ووعياً وفعالية.


    بالعودة إلى أسئلتك الدسمة التي من الواضح أنني مقصر في الإجابة عليها ولكنني سأحاول مجاراتك بما يتاح لي من وقت ..أقول :
    صحيح أن القيم موجودة في قرآننا .. ولكن العالم ليس عنده وقت ليبحث عن أصالة أفكارنا .. يريد أن يرى نموذجاً حياً يتحرك بهذه القيم والأفكار وواقعنا بعيد جداً عن القيم التي ندعي حملها .. محمد إقبال يقول : " إن الدليل على صحة فكرة ما .. هو نموذج الإنسان الذي تنتجه هذه الفكرة " .. النتيجة هي إما أننا نفهم ديننا بطريقة مشوهة وإما أننا مدعون .. أو كلاهما معاً .. وما لم نعترف بهذا فلن نتحرك من موضعنا.
    فكرنا أصيل ولكنه بحاجة إلى تصفية وتفعيل .. هذا هو المفتاح .. وقد استخرجت ما قاله المفكر العملاق مالك بن نبي عن ( أصالة الأفكار وفعاليتها ) في كتبه.. حيث يؤكد أن أصالة الفكرة لا يعني فعاليتها على الدوام : " فكرة أصيلـة لا يعني ذلك فعاليتها الدائمـة، وفكرة فعالـة ليست بالضرورة صحيحة. إن الأصالـة ذاتيـة وعينيـة وهي مسـتقلة عن التاريخ، والفكرة إذ تخرج إلى النور فهي إما صحيحة وإما باطلة .. وحينما تكون صحيحة فإنها تحتفظ بأصالتها حتى آخر الزمان .. لكنها بالمقابل يمكن أن تفقد فعاليتها حتى ولو كانت صحيحة .."
    .. نحن من يجب علينا تفعيل أفكارنا .. ويمكن قراءة ما كتبته تحت عنوان (الفكرة الإسلامية بين الأصالة والفعالية) .. على موقع (مالك بن نبي) أو من موقع مجلة (الشهاب) على الرابط التالي (إذا كان مسموح وضع روابط على موقعكم): http://www.binnabi.net/?p=38

    *****
    الصفحة 110:
    لاجدوى من محاولة اقناع الانسان بضرورة تغيير مواقفه وسلوكه واكتساب مهارات جديدة لتحسين فعاليته اذا كان لايزال بؤمن بالحظ والقدرية وكرامات الاولياء..او كان متعصبا
    لفكرة اغلق عقله دون فهم غيرها , او مقلدا يتبع اثر الاباء والاجداد
    هنا نجدها فكرة مستشرية وبقوة بين مجتمعنا:
    هل نحن كذلك عندما وجدنا انفسنا تقهقهرنا عن الركب فبات هروبا؟ خاصة اننا ابتعدنا عن جادة العمل والاجتهاد؟ وكيف يمكننا التخلص منها عبر المطعيات الحالية ونحن نشعر بالهزيمة داخليا؟
    *********
    الخلاص من التقليد الأعمى والآبائية .. من الخرافات والأوهام التي اكتسبت قوة الدين ..والدين منها براء .. خطوة لا بد منها .. كيف ؟؟ .. بالتعليم الصحيح .. بالوعي والتوعية .. والصبر إلى أن تتحقق الغاية. الطريق أمامنا طويل ولكنه ممكن .. ويجب العمل من اليوم لتحقيق ما نريد الوصول إليه بعد ثلاثين أو خمسين عاماً .. ومع الجهد النوعي في محاولة الوعي والتوعية يجب ألا نستعجل النتائج.. فالتغيير الثقافي (تغيير ما بالنفس ) طريق طويل ولكنه مضمون النتائج .. هذا وعد الله (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).


    الصفحة:129
    ان من يتميز بالتفكير السليم لايحكم على صحة القضية بكثرة عدد الذين يؤمنون بها , فعقله وحده هو الحكم..
    عقله وحده هو الحكم ومقدرته على ان يثبت ماتوصل اليه فكم من حق ضاع من خلال اخفاق في اثباته وقوة العرض والنقاش مهمة جدا هنا
    فالحوار الفعال والعمل بعده ربما نصل لنسبة كبيرة من الهدف
    هل لديك توضيح اكثر؟.
    هناك كثير من الأفكار اعتقدنا بصحتها لأننا وجدنا أن كل من حولنا يعتقد بها ويمارسها .. نحن لا نستطيع بسهولة إعادة النظر في المسلمات .. إن اعتقاداتنا تحتوي العشرات وربما المئات من التناقضات .. ولكننا لا نستطيع رؤيتها .. يمكننا رؤية تناقضات الآخرين .. الآخرون يستطيعون رؤية تناقضاتنا .. ولكن ما ورثناه عن الآباء والأجداد تصعب رؤية التناقضات فيه .. الخروج من رحم الآباء أصعب من الموت .. ولكن بالتدريج .. بالمعرفة والعلم والوعي سيحصل ذلك وتزول كل الآصار والأغلال التي كبلتنا وقضت على محاولات نهوضنا..



    *******
    تعقيبات:
    لن تكون هذه الجولة اسئلة كاملة بقدر ماهي افكار ربما احتاجت لتعقيبات مهمة منك استاذنا او اضافات:
    الصفحة: 135:
    خالف تعرف
    الشجرة المثمرة ترمى بالحجارة...
    امثال ان لم تدفع للامام لاتدفع للخلف اين منا فكرة الابداع خارج حدود التقليد والتقليدية ونحن في مجتمع يحد من القدرات الابداعية؟؟؟
    لا بد أن هناك مخرج ما .. ويجب ألا نتوقف عن البحث والمحاولة.

    قلت في الكتاب:
    لقد اسيئ فهم كل العظماء...لانهم فكروا بطريقة مختلفة هل كل طريقة مختلفة عرضة للمخالفة؟؟
    وهل يمكن للتقليد ان يكون منطلقا للابداع؟
    هل سمعت يوماً عن مقلد أضاف شيئاً في الفكر أو الإبداع ؟ .. التقليد يعني الجمود والتخشب والموت .. هناك دائماً حركة في الحياة لا يمكن مواكبتها إلا بتجاوز التقليد.
    أما إذا قصدت أن نقلد من سبقونا من الأمم المتحضرة .. فالجواب أنهم ليسوا قدوة لنا في كل شيء .. نستفيد من تجاربهم .. ولكن دون أن نخسر أنفسنا .. غاندي يقول :" أنا أحب أن تهب رياح الثقافات على بلدي ولكن لا أريدها أن تقتلعني من جذوري " .. معادلة دقيقة وتحتاج إلى حضور دائم.

  4. #34

    متابعة أسئلة أم فراس

    الصفحة:136
    نعم تغير راينا عندما نجدالاصلح والافضل وبات هذا الامر اعتياديا في واقعنا تقريبا رغم استهجانه,التعصب عقبةكبيرة في طريق التفكير العلمي
    ولكن هل كل تفكير علمي مخالف صائب؟
    التفكير العلمي يحمل دليله معه ولا يوجد له انتماء ليكون موافقاً لنا أو يخالفنا .. الله تعالى يدعونا لاتباع ما ثبت لنا صحة برهانه ودليله .. بل طلب منا سبحانه ألا نتبع إلا ما كان لنا عليه برهان .. ( ولا تقف ما ليس لك به علم ) .. حتى فهمنا لآيات الله الكونية أو المحفوظة في كتابه يجب أن يقوم على الوعي بها وعدم التسليم برأي من فسرها قبلنا (والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صماً وعميانا) .. التعصب يجعلنا نثق برأي من نحبهم ولو كانوا على ضلال .. ونرفض رأي (الآخر) ولو كان على حق. أما رسول الله (ص) فقد علمنا أن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها.


    الصفحة 138
    فكرة القضاء والقدر وتجييرها لو صح التعبير كمثبط ومخاذل كيف يمكننا تغييرالواقع والتفكير الواقع الموجود للافضل ؟هل التخلف الحضاري دافعا لذل؟ ووسط مستنقعتخلفنا كيف نغير التفكير عمليا؟
    كيف نغير التفكير ؟ .. كيف نغير الواقع ؟؟ ..هل تغيير طريقة تفكيرنا هي مقدمة لتغيير واقعنا ؟؟ أسئلة شغلت الكثيرين من مفكرينا .. مئة عام مرت منذ أيام الكواكبي والأفغاني والجميع حائر في الجواب عن هذا السؤال .. لقد صرفت سنتين من عمري أبحث في هذه القضية بالذات .. (التغيير) وقرأت كل ما علمت أنه قيل في الموضوع .. وأرى أن مشروع مالك بن نبي ومن اقتنع ودعا إلى هذا المشروع الحضاري مثل جودت سعيد هو مشروع جدير بالتأمل والتجريب .. لقد وضعت خلاصة ما وصلت إليه في بحثي في مقال طويل عنوانه (مراجعة لتقويم مشروع التغيير) اهديته للأستاذ جودت في يوم تكريمه .. ونشرته دار الفكر في كتاب اسمه (جودت سعيد) ضمن سلسلة (علماء مكرمون) .. المقال ومقالات أخرى في الكتاب للأستاذة حنان لحام وسحر أبوحرب وغيرهن جديرة بالاطلاع والمناقشة.

    وأقتبس من المقال : " إن منطق العصر لم يعد يقبل صحة الأفكار والدفاع عن أصالتها.. فالعالم ليس لديه وقت ليحلل أفكارنا, ولا لينظر إلى بروق سماواتها, ولا ليبحث عنها في صفحات الكتب.. إنما يريد أن يرى مثالاً حياً يعبر عنها.. إلى آثار أمطار السحب على الأرض التي اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج.. وإذا أردنا لأنفسنا دوراً في هذا العصر فلم يعد يجدي أن نصرخ دفاعاً عن الإسلام الصالح لكل زمان ومكان أو أن نقرَّ بحقيقتنا حتى لا نشوه ديننا ونكرر القاعدة التي تقول" إن رجل الفكرة لا يساوي الفكرة ".. وبالتالي فإن الإسلام لا يساوي المسلمين.. كل هذا لم يعد ينفع هذه الأيام.. ما ينفع هو أن نثبت صحة أفكارنا من خلال إنسان يمارسها على أرض الواقع.
    فما نكونه على حقيقتنا أهم بكثير مما نقوله بألسنتنا. إيميرسون يقول : " إن حقيقتك تصرخ في أذنيَّ لا أستطيع سماع ما تقول "
    .What you are shouts so loud in my ears .. I cannot hear what you say
    وماو تسي تونغ يقول : " إن أفضل دليل على سلامة أفكارنا هو نجاحها على أرض الواقع " .. ومحمد إقبال يقول : " إن الميزان الذي يُحكم به على ثقافة أو فكرة أو دين معين هو بالنظر إلى نموذج الإنسان الذي أنتجته تلك الفكرة أو الثقافة أو الدين " .. فإذا أردنا نشر ديننا فليست مهمتنا أن نثبت سلامة أفكارنا وأصالتها بل أن نعيد إلى هذه الأفكار فعاليتها، وأن نستعيد حسَّ الفعَّالية التي فقدناها في فكرنا وعملنا. "



    الصفحة 140
    يقول الداعية الاستاذ جودت سعيد: اول نصيحة تعلق على شباب الامة ان يتطلعوا الى مصادر العلم غير المصادَر! هل هناكعلم غير مصادر؟ فكل علم له انتماؤه واصوله ومصادره وربما كان مسيس حتى
    وغالبالايكون موضوعا او حياديا كيف تشرح لنا هذه الفكرة بالذات؟
    ما يقوله الأستاذ جودت .. وقد نقلته عنه بدقة في الصفحة المذكورة : " إذا كان لي من نصيحة أثيرة أقدمها للشباب الذين تعلق الأمة عليهم آمالها .. فهي أن يتطلعوا إلى مصادر غير المصادر التي كنا نستقي منها .. لأن المصادر التي أخذنا منها العلم لم تعطنا إلا ما يشاهدون من نتائجه المرئية الملموسة التي تمس جلودهم وضمائرهم ".
    أنا فهمت من كلام الأستاذ جودت أنه يتحدث عن تراثنا الإسلامي الذي شوه دين الله وقلبه رأساً على عقب .. سواء كان في طريقة تفسير كتاب الله أو فيما انشغل فيه الفقهاء من ترهات ابتعدت بالدين عن مقاصده الأولية .. ما رأيك مثلاً بتفسير يرى أن آية السيف قد نسخت أكثر من مئة آية كلها تتحدث عن التسامح والرحمة وعدم الإكراه في الدين ؟ .. وما رأيك بأحاديث فصّل الفقهاء في شرحها وشطحوا في تفسيرها وهي تخالف كل المنظومة الفكرية لكتاب الله عز وجل ؟؟ .. هذا ما دعا جودت سعيد لإعادة النظر فيه .. أنا شخصياً قرأت نصيحته تلك منذ عشرين عاماً وعملت بها وأعلن شكري له على ذلك.



    الصفحة 142:
    القرانوالتفسير:علم التفسير حقا بات يكرر نفسه لو يتخطى المعقول الا تبني افكا لاتخطر علىبال وربما عاكست ثوابتنا,
    ربما نعاني محدودية الفكر في تفسيره ولكن الا ترى معيان الجراة في التفسير حاليا تجاوزت القيود الواجب وضعها؟؟؟
    امر يحتاج لوقفة قويةوتامل عميق
    لنا عودة مع شكري دوما لسعةصدرك
    ********
    أستطيع أن أخمن ما ترمين إليهم وربما عرفت من تقصدين .. أنا أوافقك الرأي .. إن بعض من يسمون أنفسهم (مفسرون جدد) لكتاب الله قد استغلوا تململ الناس من التفسيرات القديمة .. ولكن ما جاؤوا به (بالإجمال) كان أدهى وأمر.. إن ما وصل إليه بعضهم من تفسيرات وخاصة ما يتعلق بالمرأة والجهاد وموضوعات حساسة أخرى من خلال التلاعب السخيف بالألفاظ القرآنية لا يخطر ببال حتى الحشاشين .. وقد تلقفت أفكارهم الشاذة مراكز الرصد الفكري في الغرب وشجعت هذه الأفكار فانخدع الكثيرون (الكثيرات) في هذه التفسيرات لأنها تلبي أهواءهم وما زال الصراع الفكري مستمراً

  5. #35
    من الآن يا أخت ريمة سأحاول أن أكون انتقائياً في الإجابة عن أسئلتك .. ثم أعود في النهاية للإجابة عما أجلته .. أشعر بالحرج أنك أنهيت قراءة الكتاب وسجلت ملاحظاتك وأنني ما زلت في طور الإجابة عن أسئلتك الأولى .. السر هو أني بطيء في كتابة العربية على الكومبيوتر ولكن بكتابتي الآن تزداد مهارتي ببطء .. فشكراً على الدورة التدريبية الإجبارية !!.
    سؤالك عن :
    مفهوم الحظ:
    اظنه الوصول للهدف دون عمل بينما في ديننا الحنيف عمل مع توفيق الهي هل هذا المفهوم اقرب لعالمنا القويم لو كان كذلك؟
    لقد وضع الله سنناً (قوانين) .. كل من يتبعها يصل إلى الأهداف التي يبتغيها .. ولا علاقة لهذه السنن بمؤمن أو كافر .. (لن تجد لسنة الله تبديلا ) .. ( قل كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا) .. ولكن أصحاب كل دين يظنون أن لهم حظوة ومكانة خاصة عند الله .. وأن الله تعالى يمكن أن يكسر سننه من أجل سواد عيونهم .. ولكن الله حق وقوله حق .. ما لم نتبع سنن الله في الحضارة والنجاح والتوفيق والنصر فإن الله سيتجاهلنا ولو كنا نصلي له وندعوه ليل نهار .. التوفيق من الله مرتبط باتباع سننه .. هذا هو معنى التقوى على مستوى تحقيق الأهداف .. وإذا كررنا أخطاءنا ألف مرة ودعونا الله ألف عام فإنه لن يستجيب لأدعيتنا ولن يوفقنا ( وإن عدتم عدنا) .. إن ظننا الجاهل بالله تعالى أنه يمكن أن يغير قوانينه من أجلنا هو ما يردينا .. إن الله يعلم كل شيء وإذا ظننا أننا يمكن أن نتجاوز سننه التي أكد لنا أنها لا تتبدل ولا تتغير فإنما نخادع الله ونخدع أنفسنا ونظن بالله ظن الجاهلية ( ذلكم ظنكم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين ) .. ألا ترين كم نحن مخادعون ومنافقون عندما ندعو الله أن يحقق لنا ما لا نتخذ موجبات تحقيقه ؟؟ .. ألا تلاحظين أن الله لا يستجيب لدعاء المسلمين ويزدادون ذلاً وهواناً ؟.. أنا لا أريد أن أنفي (التوفيق الإلهي) .. ولكن ما يجب التركيز عليه هو العمل المطلوب من جانبنا .. الله يوفقنا عندما نتبع سننه وإرادته.

    الصفحة 204
    الانسان الفعال هو من يتكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه ويؤسس فيه علاقات بناءة.
    هنا نبدا بلملمة المبادئ العامة للانسان الذي يجب ان يكون فعالا:
    علاقات بناءة
    فكر سوي
    ديناميكي
    مرن
    هل هناك المزيد وكيف نحقق تآلفها جميعا واجتماعها بشخص واحد؟
    مزايا الإنسان الفعال كثيرة وقد حاولت تصنيفها لتسهيل فهمها أثناء عرضها.. ما حاولته في كتابي أيضاً هو تسليط الضوء على المزايا الغائبة التي يحتاجها شبابنا لانتشالهم من الفوضى والاعتباطية والقدرية التي يعيشونها .. ربما لمجتمع آخر تجب الدعوة والتركيز على مزايا أخرى .. ليس المهم هو تعداد هذه المبادئ وحفظها وتكرارها .. المهم أكثر هي تلك الروح التي يخرج بها قارئ الكتاب بعد قراءته .. روح القدرة على مراجعة ذاته وتقويم مواقفه .. عندما يصل إليها لا يعود بحاجة لهذا الكتاب ولا تصنيفاته .. سيجد طريقه بنفسه .. ما لم أتمكن من إقناعه وينجح في تحقيق ذلك فأحدنا أو كلانا قد ضيع جهده ووقته.


    الصفحة 208
    ان قبول الآخر لايعني ان نتقبل عادات وتقاليد الآخرين بتطبيقها على انفسنا بل ان نفهم ان
    علينا ان نكون متسامحين في طريقة عيشهم التي اختاروها لانفسهم.
    هذا مبدا آخر رائع بل وخطير و بعدم فهمه تماما تثار الخلافات والمشاكل العالمية وربما الحروب!
    طيب كيف يمكننا ان نحتك بالآخر دون ان يجعلنا نتنازل عن امور مهمة وربما هي ثوابت يهمنا ان تكون غير هشة او قابلة للتغيير؟.
    أن نقبل بوجود الآخر مهما كان رأيه وعقيدته وسواء تم الاحتكاك به أو لم يتم هو مبدأ قرآني .. (لست عليهم بوكيل) .. أما الاحتكاك فيجب أن يسبقه اتفاق ضمني .. نريد التعاون والتعارف مع من يقبل هذا الاتفاق .. مشكلتنا هذه الأيام أكثر في أن الآخر لا يريد القبول بنا .. نحن نقبل أن تكون المرأة حرة في اختيار ملابسها (ولو نظرياً) .. في فرنسا البعض لا يقبلون ذلك بخصوص الحجاب .. لقد أصبحنا في وضع ذليل بحيث لا يتحدث إلينا الغرب على أننا أنداد ومماثلون له في الإنسانية .. بل على أننا أتباع ومسخرون .. هذا ما يجب التركيز على الخروج منه أولاً .. ان نعيد لشبابنا ثقتهم بأنفسهم بعد أن نعيد هذه الثقة لأنفسنا ونحقق موجبات ذلك.
    الصفحة 214:
    كيف نربي جيلنا على كلمة الحق وقولها دون ان تصل لدرجة الوقاحة ؟؟اظنه ترويض اخر وتدريب خاص تربوي بحت
    مارايكم ؟
    نعم .. إنه تربوي وهو مهمة الأم على وجه الخصوص بأن تدرب أولادها على الشجاعة .. أنقل لك بضع سطور من المقال الذي ذكرته آنفاً والمنشور في الكتاب بعنوان (جودت سعيد) :


    ( ومن غيرك أيتها الأم الراشدة يمكن أن يعلِّم ذلك .. إياك أن تزرعي في أطفالك صفات الجبن والذل والخنوع.. علميهم أن يقولوا " لا " ودعيهم يجربونها معك.. فالله لا يكره كلمة " لا " وهي ليست ككلمة " أف " .. الله يحب هذه الكلمة ويقول : ( لا أقسم ) عندما يقسم .. وإذا لم يتعلموا كيف يقولونها لك، فلن يجرؤوا على قولها في وجه المستبدين والمستغلين والنصَّابين.


    علميهم الشجاعة.. والبسالة ولا تخافي عليهم أن يموتوا من الجوع.. بل خافي عليهم أن يموتوا قبل أن يوقفوا المستبد عن قتل إرادتهم وسلب كرامتهم.. خافي عليهم أن يموتوا قبل أن يتنسموا رائحة الحرية ويعرفوا طعم الحياة بلا جبن ولا خوف ولا نفاق.. وخافي عليهم أن يعيشوا بوضاعة كالنمل أو بتبعية كالخراف أو خوف كالأرانب.. أو كالسلاحف خاملين منعزلين ووضعاء دون أن يتركوا في الحياة أي أثر.


    علِّمي فتاتك الصغيرة أن دورها سيكون في مشاركة الرجل في صنع الحضارة ، وليس أن تبالغ في زينتها وتعرض ذاتها وتثرثر وتستغيب وتتحدث عن الطبخ والموضة، وأنها لن تحقق إنسانيتها ما لم تؤدِّ واجبها وتتحمل مسؤوليتها دون أن تطلب إذناً من الرجل.

    علِّموهم أن الغربيين لم يصلوا إلى ما هم عليه من الرفاه والرخاء إلا بعد أن انطلقوا من تطبيق برامج اجتماعية صارمة قامت على أداء الواجب والتنافس والمغامرة والتحدي والصبر والعزيمة بالتوازي مع التقشف والتبسط ووقف التبذير والإسراف.. فلم ينتجوا في مرحلة نشأة حضارتهم مسلسلات فارغة وأغاني ساذجة وبرامج تافهة، بل كانوا يتنافسون في العلم والعمل و الإنتاج. وأننا ....) ...

  6. #36

    متابعة أسئلة أم فراس

    الصفحة 219
    هل المقصود من كلمة اللاعنف الا ادافع عن نفسي حين هجوم عدو ما؟ لااظن ان الفطرة السليمة سوف تدفعني لعمل ينافي فطرتي على الاقل
    رغم ان الهدف من هذا حصرا عدم الهجوم على مااعتقد هجوما عنفيا والبحث عن حلول افضل وهذا ان انطبق فإنه ينطبق اولا على الغرب ثم على الحر كات العنفية المضادة المؤذية للعيش بسلام.
    هل تعتبر الهحوم الفكري والمعاشي الذي يمارسه الغرب علينا برداء الحضارة عنفا؟


    أولاً أريد أن أبين لك أن بحثقضية العنف واللاعنف هو ما يشغلني هذه الأيام .. وقد قضيت شهراً كاملاً في الاحتكاك المباشر مع أشهر دعاة اللاعنف في العالم .. تعلمت الكثيرعن جذور العنف وعن نظريات وأفكار دعاة اللاعنف .. وكل هذا من أجل معرفة جواب مقنععن سؤالك .. وربما أستمر في بحث هذا الموضوع فترة لا بأس بها للوصول إلى جواب مقنع.
    حتى الآن أوافقك أن الفطرةالسليمة تدفعني للدفاع عن نفسي عندما أتعرض للاعتداء .. كثير من فلاسفة اللاعنف منأمثال (إيريك فيل Eric Weil ) الذي يرى أن العنف يصبح (ضرورة) في بعض الحالات ..عندما لا نجد أية طريقة غيره لوقف غير العقلاء من ارتكاب السوء والأذى.. وأنه لا يمكننا التحاور مع شخص عنيف يهددنا بالقتل.
    أما الدالاي لاما فيقول : إن المصافحة تحتاج إلى يدين ممدودتين .. والفيلسوفة ( حنا آرنت Hannah Arendt ( تقول : نستطيع أن (نحلم) بمجتمع لا عنفي (مطلق) ولكننا نعلم أنه لن يتحقق .. كل ما علينا هو أن نقلل من العنف ما أمكن.. أن نبتكر الممكن من خلال الواقع وليس الحلم بالمستحيل !!

    هؤلاء وغيرهم العديد من الفلاسفة أقروا (بضرورة) العنف في حالات لا تجدي معها كل الوسائل الأخرى .. ومعظم من تابعوا هذه البحوث ارتاحوالواقعيتهم .. وأشهر فيلسوف معاصر في اللاعنف في العالم الفرنسي (جان ماري موللر) لم يعترض علىارتياحهم لهؤلاء الفلاسفة .. ولمح إلى قبوله بهذه الواقعية على ألا نشرع العنف ولو كان في معرض الضرورة القصوى .. أي أن نكره ممارسته عندما نمارسه ونعرف أننا نقوم بتصرف غير شرعي ولكن الضرورة أجبرتنا على ذلك فمارسناه ونحن له كارهون.
    غاندي وتولستوي لم يفسح أية فرصة للعنفولو كان في معرض الدفاع عن النفس ومهما كانت الضرورة.. وكان يقول : ( أفضل مكافحة للشر ليست الانتقام بل الطيبة ) ويكرر قول المسيح عليه السلام : ( لا تواجهوا الشر بالشر) .. جودت سعيد .. وهو يعتبر (عالمياً) واحداً منعشرة من أشهر دعاة اللاعنف في (التاريخ الحديث) .. ويوضع مع غاندي ومارتن لوثر كينغوثورو وتولستوي والدلاي لاما ومالكوم إكس وغيرهم .. لا يقر بالعنف مهما كان سببهحتى لو كان دفاعاً عن النفس .. ويستشهد بموقف ابن آدم الأول .. وبحديث الفتن (اكسرقوسك .. وإن خفت أن يبهرك حد السيف ..) ... وقد دار بيني وبينه نقاشات حاولت فهمالأسس التي يبني عليها رأيه .. ولم أصل إلى قناعة كافية لما يدعو إليه .. لو لم يكنرجل مثل جودت سعيد يبشر بذلك لما أتعبت نفسي .. ولحزمت أمري من زمن بعيد ولكنني سأستمربالبحث .. والآن بين يدي ما جلبته معي من مراجع وأفكار تبحث في أسس اللاعنفونظرياته وطرائقه .. وسيكون بحثاً هاماً في كتابي القادم (الخروج إلى النور) وستكونين من أوائل من يحصل على نسخة منه وأرجو أن تتاح فرصة الحوار حوله على موقعكمالكريم.
    الهجوم الفكري الذي ذكرتيه هونوع من الإكراه .. والإكراه كما يقول جودت سعيد هو الغي والطاغوت ( لا إكراه فيالدين قد تبين الرشد من الغي) .. والرشد هو في عدم الإكراه .. ويا لها من فكرةعظيمة لو تدبرناها.
    وأنا أقول أن طريقة تنشئتنا (الآبائية والتقليد والتعصب) هي نوع من الإكراه أيضاً .. وطريقة تربيتنا في المدرسةوالمسجد والتي ذكرتها لك سابقاً والمصنفة تحت عنوان (التربية البنكية) تسمى أيضاً(تربية المقهورين) .. إننا نعيش مأساة في التربية .. والعنف هو مظهر واحد منمظاهر هذه المأساة وليسكلها.

  7. #37
    وأنا أقول أن طريقة تنشئتنا (الآبائية والتقليد والتعصب) هي نوع من الإكراه أيضاً .. وطريقة تربيتنا في المدرسة والمسجد والتي ذكرتها لك سابقاً والمصنفة تحت عنوان (التربية البنكية) تسمى أيضاً ( تربية المقهورين) .. إننا نعيش مأساة .. نعيش في الظلمات .. والعنف هو مظهر واحد من مظاهر هذه الظلمات وليس كلها.

    هنا فكرة استاذنا جديرة بالتامل:
    انت كمربي دون النظر الان للوراء من الطبيعي ان تعطي انباءك ارثك القديم ولا ترسله على اي مصدر لا تثق به كمصدر ثقافي مهما كان وهذا يعني ان القاعدة من تاسيسك ولكن لايعني انك تركته مكبلا بها بل له فسحة حرية للاطلاع عما يروقه من ثقافات العالم وهو غض طري يستطيع الاستيعاب والتغيير كما فعلت انت بنفسك
    من هنا ننطلق بالمفهوم الثقافي كل اناء بما ينضح رهين وهذا لايعني الا يستعوعب جديدا او تغييرا
    فما قولكم
    ؟

    يسعدني جدا سعة صدركم
    ونتابع مادمت علينا صبورا
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  8. #38

    متابعة أسئلة الأستاذة ريمة


    في الصفحة: 185:
    عندما نطمح الى تغيير حقيقي في النتائج , فيجب ان نكرسطاقة كبيرة للعمل على تغيير الجذور ( الافكار)
    ونجلس معانفسنا نفكر بعمق لنعرف ماالذي نريده حقا من هذه الحياة.
    الا ترى معنا استاذنا ان الامر مجتمعي اكثر منه فرديا؟ هو مشروغ تغيير عاميحتاج دراسة مراحل تنفيذ هل يمكننا ان نقول:
    ان الحل سنجدهفي ص 186و187؟
    وخاصة وسط مجتمع صعب عنيد ربما عاكس تياركالتصحيحي؟
    نعم .. هذا صحيح برأيي يا أستاذة ريمة .. التغيير يكون عقيماً ما لم ينطلق من تغيير ما بأنفسنا .. وتغيير ما بالنفس من أفكار ومعتقدات أمر في غاية الصعوبة .. لأن الأنفس التي تطمح إلى التغيير وتودّه وتحلم به هي ذات الأنفس التي تقاومه بسبب ما تحمله من أفكار مسبقة متجذرة وعميقة .. والأمر يحتاج فعلاً إلى إرادة قوية وإلى برنامج ومشروع اجتماعي يبدأ بتربية المربين .. من الذي استطاع الخروج ليقوم بتربيتهم ؟؟ هذا سؤال آخر .. ومع كل ذلك لا بد أن نبحث عن مخرج.



    الصفحة 189:
    ان اعظماكتشاف لجيلي هو ان الناس يستطيعون تبديل حياتهم بتيديل مواقف عقولهم .. ايافكارهم ولتغيير ظروفك لابد من تغيير طريقةتفكيرك.
    هنا لو عممنا النطر حول المجالات الدراسية الغربيةنجد ان ماهو منتشر الان معاكس تماما للطريقة الكلاسيكية الفرنسية النظرية ما نراههو تدعيم الجانب العملي الديناميكي
    على حساب المنهاجالنظري فما قولكم هنا وكيف بمكن نعود على تلك المناهج القديمة واعتاد عليهاوتكلس؟.
    هذا برأيي أهم سؤال طرح حتى الآن .. لا أدري إن كنت توافقينني أنه مهم إلى هذه الدرجة .. ولكن مجرد تساؤلك حوله يا أستاذة أم فراس يعني أننا نعاني ونواجه نفس المشكلات .. ولن أتحدث إليك بعد هذا السؤال كشاعرة وكاتبة فقط .. بل كمفكرة في قضايا مجتمعنا .. وسأكون أكثر حذراً في أجوبتي .. واسمحي لي ان يكون الجواب على هذا السؤال طويل نسبياً.
    الكلمة المفتاحية في هذا السؤال الذكي هي (المنهج) .. وهو ما أريد تسميته أيضاً ب (المنظومة الفكرية) .. المفكر العملاق علي شريعتي تحدث كثيراً عن (المنهج الفكري) .. أوربا عاشت قروناً من الظلمات بسبب المنهج الفكري إلى أن جاء مفكروا عصر الأنوار وغيروا هذا المنهج .. نحن أيضاً نعيش منذ قرون نعيد ونكرر (ونبدع !!) .. ولكن كل ذلك ضمن منهج فكري معين .. نحن نريد تجديد ما فهمناه (داخل) هذا المنهج .. في حين أن ما نحتاج إليه هو تغيير المنهج نفسه .. وحتى لا يساء فهمي أعيد ضرب المثال عن (التعليم البنكي .. التلقيني) .. نحن نحاول تطوير التعليم والتربية ولكننا لا نستطيع الخروج من المنهج إلى منهج أقوم وهو في هذا المثال ( التربية التشاركية).
    ما الذي نعنيه عندما نتحدث عن (المنظومة الفكرية)؟ ..
    المنظومة الفكرية هي مجموعة الاعتقادات والأفكار التي يعتنقها الناس ويؤمنون بها من أعماقهم مما يجعلها تؤثر في أسلوب حياتهم وأخلاقهم وعاداتهم وطريقة معاملاتهم فيما بينهم ومعاملتهم للآخرين .. وتؤثر تأثيراً بالغاً في فعاليتهم وإنتاجهم وعلمهم وعملهم وبالتالي موقعهم بين الأمم ودرجة تحضرهم أو تخلفهم.
    ما الذي يجعل منهجنا عقيماً ؟؟ .. ما الذي يجعل الدين غير قادر على تغيير الإنسان فينا ؟؟ .. إنه المنهج الذي من خلاله نفهم هذا الدين .. مع أن الدين هو نفسه لم يتغير.
    يمكننا تشبيه الدين بالآلات الحديثة الدقيقة فهي يمكن أن تستمر في عملها إذا لم يكن طلاؤها جيداً أو مناسباً .. أما عندما تتوقف عن أداء وظيفتها فعندها نعرف ان عطلاً قد أصاب نظاماً أساسياً من أنظمتها. خذ السيارة مثلاً .. عندما تتوقف عن الحركة فإننا نعلم أن ما أصابها ليس عطلاً في المرايا أو جهاز المذياع أو النوافذ بل في نظام أكثر اهمية اصاب جهاز الحركة او الكهرباء أو التبريد.
    الإنسان أيضاً يمكن أن يستمر بالحياة إذا أصيب بجرح في ساقه أو لم يهتم بشعره وهندامه .. ولكن هل يمكن أن يتعطل جهاز تنفسه او تمنع عنه الهواء أو تسد شريانه ويستمر في الحياة؟
    إن المنظومة التي يقوم عليها الفكر الإسلامي الشائع ين الناس بعيدة كل البعد عن منظومة الفكر القرآني .. وذلك بسبب ما دخل على هذا القرآن من تفسيرات شاذة وغريبة ..
    أنا لا أتحدث عن التفاصيل .. أنا لم أكترث يوماً بالتفاصيل .. إنما أريد أن أتحدث عن المنظومة الفكرية .. صحيح أن القرآن هو كتاب الدين الذي ننتمي إليه .. ولا أحد ينكر ذلك .. ولكن هل المنظومة الفكرية التي ينطلق منها القرآن الكريم تختلف عن المنظومة الفكرية التي تسيطر على عقل وفكر وسلوك عامة المسلمين وما يدعوهم إليه رجال دينهم؟ .. هذا هو السؤال؟.
    إن الدين الذي يحمل تناقضات في تكوينه لا يؤتي ثماره المرجوة من كل عقيدة أو مبدأ أو دين .. عندما تكون المنظومة الفكرية التي يقوم عليها الدين الذي يحمله الشباب متناقضة وغامضة وفيها الكثير من التلفيق واللف والدوران... لا تعمل .. تصبح عقيمة.





    الصفحة 216-217
    فكرة حاذقة جدا لماذا نجد ضيق الافق في الطبقات البسيطة واوسعها في المترفةالمثقفة وهي قليلة؟
    لماذا اذن هنا التعصب؟ هل هو نتيجةحتمية لضيق امورهم المعاشية؟؟؟
    هنا دعنا نتوقفقليلا:
    أنا لم أتحدث مطلقا عن الترف وضيق الحال .. سامحك الله يا أم فراس .. أنا أتكلم عن الإنسان المتحضر .. ألا يمكن أن يكون الإنسان متحضراً وهو فقير ؟؟ .. الغنى والفقر لا علاقة لهما بالتحضر .. قلت حرفياً ( الإنسان المتحضر .. بغض النظر عما يحمله من عقيدة .. يستمع إلى الآخر ويقبل بوجوده ............ أما الإنسان المتخلف ... فهو يضيق بالرأي الآخر ولا يسمح بظهوره ولا يتسامح معه ) .. هل هناك علاقة بهذا مع ضيق الحال ؟؟ .. أنا لم أبحث بعلاقة الفقر والغنى بالتسامح والتعصب .. ولم أذكره قط. ولكنني رأيت الكثير من حالات ضيق الأفق في كلا الطبقتين الفقيرة والمترفة والعكس صحيح.

    الصفحة 218:
    ديننا هو عمقالعالم وقطبه الاخلاق فيه كاملة ومصدر هام لكل بناء لماذا نستشهد بامثلةغربية؟
    قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَىبَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَالْمُشْرِكِينَ [يوسف : 108]
    لاادري ان كان المثالوافي
    ولدينا الكثير : من غشنا فليس مناوهكذا...
    9 - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل يبيعطعاما فقال : كيف تبيع ؟ فأخبره ، فأوحى إليه أن أدخل يدك فيها . فأدخل ، فإذا هومبلول ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس منا من غشنا
    الراوي: أبو هريرة المحدث: البغوي - المصدر: شرح السنة - الصفحة أو الرقم: 4/323
    خلاصة الدرجة: صحيح.
    ديننا هو عمق العالم وقطبه .. لا بأس .. ولكننا أكثر الناس هواناً في هذا العالم .. فعندما يقول الله (وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) فننظر إلى واقعنا فلا نرى أننا (الأعلون) بل من أحط أمم البشرية وأكثرها ذلاً وضياعاً .. نستنتج أننا لسنا مؤمنين .. هكذا ببساطة ولا نفلسف الموضوع كثيراً ونلفق ونصنف أنواعاً للإيمان (نظري وعملي) .. وأن فهمنا للإيمان مغلوط ومنحرف عما أراده الله .. هذا ما يجب أن نصحو له .. وهو أهم بكثير من الدفاع عن أصالة الدين وصدقيته.

  9. #39
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
    هنا فكرة استاذنا جديرة بالتامل:
    انت كمربي دون النظر الان للوراء من الطبيعي ان تعطي انباءك ارثك القديم ولا ترسله على اي مصدر لا تثق به كمصدر ثقافي مهما كان وهذا يعني ان القاعدة من تاسيسك ولكن لايعني انك تركته مكبلا بها بل له فسحة حرية للاطلاع عما يروقه من ثقافات العالم وهو غض طري يستطيع الاستيعاب والتغيير كما فعلت انت بنفسك
    من هنا ننطلق بالمفهوم الثقافي كل اناء بما ينضح رهين وهذا لايعني الا يستعوعب جديدا او تغييرا
    فما قولكم
    ؟
    يسعدني جدا سعة صدركم


    ونتابع مادمت علينا صبورا
    ما نقوم به ليس مطابقاً لما تقترحينه .. إن أصحاب كل عقيدة ودين يقومون بأدلجة أولادهم ويلبسونهم بدلة السجن الأبدية لمعتقداتهم بحيث لا تتيح أية فرصة لإعادة النظر والتفكر .. هذا هو الواقع .. لو كنت أنا أو أنت قد ولدنا في طهران أو النجف الشريف .. ومهما بلغنا من انفتاح فإننا سنسعى للبحث عن البراهين التي تثبت صحة الفكرة الأساسية التي علمتنا إياها العمات والجدات .. عصمة الأئمة مثلاً .. لو كنا قد ولدنا في روما وكنا أكثر الناس علمية وانفتاحاً فلن نخرج في انفتاحنا هذا عن مبادئ أولية .. ربوبية المسيح مثلاً .. نعم نستطيع أن نستوعب الجديد ولكن في نفس الوعاء الذي أعد من أجلنا .. هذا هو الإكراه الذي أمرنا الله أن نتجنبه .. كيف ؟؟ .. هذا سؤال لا يحتمله هذا اللقاء .. ولكن باختصار لا بد من (القطع) مع أفكارنا الموروثة مهما بلغت شدة تعلقنا بها وإعادة تشكيل أفكارنا من الصفر .. هذه هي الطريقة الإبراهيمية .. الشك الذي يتبعه بناء ثم يقين .. ولذلك قال الله تعالى عنه أنه (جاء ربه بقلب سليم) .. وليس أن يكون في قلبنا يقين مسبق نبحث له عما يرسخه أكثر فأكثر .. لا بأس إذا أسيء فهمي !!.

  10. #40
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام الخاني مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    حقيقة فخور بك وبفكرك النير استاذ جمال
    يسعدني ان اتابع معكم
    ماهو مشروعك الجديد استاذنا؟
    وهل لديك نصائح عامة لانتشال جيلنا من استعباد التقنيات على فائدتها وحضاريتها؟
    هشام
    أشكرك يا أستاذ هشام على تشجيعك .. والشكر على متابعتك
    مشروعي القادم هو كتاب بعنوان (الخروج إلى النور) .. أحاول أن اتلمس من خلاله طريق الخروج من المأزق الذي نعيش فيه .. كلما تعمقت في البحث اكتشفت أننا في ظلمات أشد حلكة .. الله وحده المستعان .. ولكنني سأنشر ما توصلت إليه قريباً على أمل التعديل والتطوير في طبعات لاحقة.

    أما عن سؤالك الثاني فأنا أعتذر منك لأنه لا جواب عندي .. أنا أيضاً لم أجب الأستاذة ريمة عن جميع أسئلتها لأن كثيراً منها لم أجد له جواباً عندي .. أرجو المعذرة.

صفحة 4 من 5 الأولىالأولى ... 2345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ياغير مسجل لقاء الموقع بالدكتور العزيز " محمد جمال صقر"
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى لقاءات الفرسان
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 02-26-2016, 04:09 AM
  2. يا غير مسجل لقاء الموقع مع الباحث محمد عيد خربوطلي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى لقاءات الفرسان
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 07-16-2015, 12:58 AM
  3. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-14-2011, 07:02 AM
  4. حصريا/لقاء الموقع مع الاستاذة/منى ناظيف الراعي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى لقاءات الفرسان
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 03-01-2010, 01:53 PM
  5. نرحب بالمهندس الاستاذ/جمال جمال الدين
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-01-2009, 05:17 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •