الأخت الكريمة/ أم فراس
السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته
سؤالك حول نشر الكتب والأبحاث القيمة مؤلم للنفس لأننا باختصار نعيش في زمن لم يعد فيه القائمين على مسئولية نشر العلم و الثقافة أمناء على أداء المسئولية أو القيام بما كلفوا به من مهمات بإخلاص، أضيفي إلى ذلك أن الأحزاي والتنظيمات المتصدرة كما تزعم للدفاع عن الأمة والوطن لا تقل سوء في قلة الأمانة في حمل مسئولية أمانة الكلمة والإخلاص لنشر ما ينفع أجيال الأمة عن الموظفين من وزراء وغيرهم في الأنظمة، والأسوأ من ذلك تلك المؤسسات التي تزعم الاستقلالية والعمل الطوعي وتجمع التبرعات والمساعدات وغيرها من أجل نشر الكتاب والثقافة لأنه قل القراء وارتفعت أسعار الكتب وطغى الانترنت على الكتاب في وقت لا يمكن الاستغناء عنه لأنه هو الثقافة الحقيقية، للأسف هي الأخرى انتقائية في اختياراها للكتاب أو الكتب، وتبحث عن المصالحة والمنفعة من وراء النشر أكثر من أداء رسالتها وتحقيق الأهداف التي تزعم أنها تعمل لأجل تحقيقها، أما دور النشر والطباعة والتوزيع فمعظمها تجارية وليس لها هدف أو رسالة إلا الكسب المادي ..
وصدقيني لقد عانيت كثيراً جداً ومازلت مع حتى أقرب الناس والفصائل التي تزعم أنها تناضل وتجاهد دفاعاً عن قضية دين وأمة، وقد قرأت نماذج لكتاباتي، ولي كتابات ذات علاقة أكبر بموضوعات الصراع التي تزعم تلك الفصائل مواجهته، عرضت على البعض منهم نشر ما أكتب ولا أريد مقابل فقط أن ننشر رؤية نرى أنها الأقرب لصواب أو قراءة لأبعاد الصراع تكمل ما سقط سهواً أو قصداً في قراءات مَنْ أسسوا لنا رؤآنا الفكرية عن أبعاد الصراع، ولكن لأنهم يعلمون أني متمرد ولست عبد للقرش أو المنصب وغيرها، وأن الأطر بالنسبة ليست أصنام لا هي ولا رموزها ولكنها وسائل لخدمة الدين والأمة، وأني لا يقيدني لا فكر وإطار ولا صنم أياً كان، نشروا كتابات لا تستحق ثمن الورق الذي نشرت به ورفضوا نشر شيء لي، في الوقت الذي كانوا يتمسكون إلى أبعد الحدود بالعلاقة معي أو بقائي متعاوناً إعلامياً معهم .. وطلبت من معارف أن يعرضوا أبحاثي ودراساتي على مؤسسات ذات علاقة بالموضوعات التي أكتبها لنشرها ولا أريد منهم مقابل ورفضوا أو وعدوا ولم يردوا خبر ..
لذلك سؤالك أصعب من أن تجدي له إجابة لدي سوى جهد المقل، أن نجمع نحن كأعضاء أو كحريصين على نشر المعلومة والكلمة الصادقة وما يفيد الأمة في صراعها مع عدوها ويساعدها على استعادة نهضتها، كلٌ بقدر استطاعته أو تحديد حد أدنى ومَنْ كانت قدرته أكبر ليكن مبادرة فردية في الخفاء مشكوراً ..
ذلك ما يمكنني اقتراحه علماً أنني مقدر حجم معاناتك والمهتمين معك في هذا الأمر ... متمنياً لك التوفيق وأن تجدي طالتك في مخلص وطالب الأجر في الآخرة إن شاء الله ....