وتكلمتِ السفينة..
حَمَلْتُ تَصَبُّرَ الْخَنْساءِ في سّري
وقمتُ أطالعُ الأحداثَ في صبر
وعدتُ بسلةٍ خرقاءَ أحسبُني
كَحامِلَةٍ مياهَ البحرِ في حجري
فلا بالشربِ تَرْوي الظَّامِئينَ وَلا
بِطَعْمِ صَفائِها الظمآنُ قد يدري
مضيتُ كنجمةٍ في الأفْقِ ِساطعةً
ليهدي نورُها الوضاءُ للفجرِ
فسارتْ في مدى الأجواءِ سارحةً
تُنادي إِنني الشماءُ في دهري
فلا بحصونها الصحراءُ باديةً
ولا بفلاتها الأعذارُ قد تجري
أقاومُ شدةَ الخيباتِ مائِجةً
وأرجعُ كي تلي الأعمالُ في نشري
وتسري حجةٌ خرساءُ أخرجها
بألحانِ في الآهاتِ من صدري..
أيا من راعهُ الخذلان من عَربٍ
لتسألْ عن مدى الآلامِ في صبري
مررتُ بهمةٍ تختالُ في ثقةٍ
فعادتْ أسهمي البيضاءُ في خصري
وجئتُ بخُطوةٍ عَرْجاءَ تدفعُني
فغابت شمسُ أيامي بلا عذرِ
وعدتُ ألملمُ الدمعاتِ في مقتٍ
وَعادَ الدَّرْبُ يِسْحَبُني إلى القبر
وما دربي عسيرٌ مثلَ ماجنةٍ
ولا حرفي فصيحٌ فاضَ يستقري
ولا للحلِّ قد واصلتُ ماشيةً
ولا للحفرةِ السوادءِ أستذري
ألا يا سائراً قربي وتسألني
لماذا السهمُ لم يبعدْ عن النحرِ؟
فلا للعودةِ البيضاءِ قادرةً
ولا للخُطوةِ الخرقاءِ قد أسري
أماشي همةً علياءَ تشحذني
لكي أمضي بلا خوفٍ ولا ذعرِ
فحاولْ في مدى الأوقاتِ تُسْعِفَني
لكي أمضي بلا خوفٍ ولا هذرِ
وجلجلْ في جِهاتِ الشَّرْقِ باقيةً
كزرع أخضرٍ في القلب كالبذرِ
16-6-2010
الجدار الصلب....
*********
لا تناد...
فالجدارُ الصلبُ فينا...
لا كما قالَ المقالْ....
والشعورُ المرّ فينا..
لا كما قالَ الشعارْ..
والقلوبُ السمرُ شاهتْ...
والحروفُ السود خنجرْ..
لا تدار من يُباع!
تقتفي إثرَ الحروفْ...
تمتطي تلك الجروفْ..
في مدودٍ أو جزور..
لا مشاعرَ...
لاقناعْ..
إنما سوءُ اختيارْ!
مُرّهُ مثلَ الشرارْ...
أو مراثي، في قرارْ!..
لا تناد..
ذاكَ كونٌ في انشطار..
حيثُ باعتنا البرايا.....
والرؤى لونُ انحسار!
لا قراراً، لا منارْ..
صلبهُ خافي المدارْ!
لا تناد..
لستَ أهلاً لاختيارْ...
لستُ أهوى أن أُدار...
أو أداري ذا الضلالْ...
أو لأغدو في المحالْ..
قد لبستَ اليومَ عارْ!
قد دققتُ البابَ حيناً..
فانتشى دربٌ وثار!
كيفَ لم يكشفْ جدار؟...
حيثُ باتَ العميُ فينا..
سوف نحيا انتصار......
قلْ سيكسرْ....
أو سيبقىُ كالشنارْ...
فالمدى أشباحُ دار..
والجدارُ المرُّ فينا
لا كما قالَ المقال...
1 -2 2010
يا فرحة ممتدة الأرجاء
________________
1. يا فرحة ً ممتدة الأرجاء = موصولة ً بتراثنا الوضاء
2. منها لأمجاد ٍ رنت قصَباتُنا = ورنا إليها ساكنو البيداء
3. ونهلت منها ما يرويني فقد= طال انتظار النفس للعلياء
4. وبها امتطت خيلا لعز أسرجت = رغبات نفسٍ حُفـّزت بإباء
5. ظمأى تتوق ليوم عزة أمةٍ= حفّت بمعشر تائقين ظِماء
6. ترنو إلى الوطن السليب بمهجة = من سبْعِها للسور من عكّاءِ
7. إني أرى جيشا ليافا زاحفا = بعزيمة عربية شماء
8. فأخال نفسي من فخارٍ في الذرى = أمضي مع الخنساء والزبّاء
9. وتجيئني الأخبار تفري مهجتي = وتُزيل ُ عني نوبة الإغفاء
10. حلُما رأيتُ وها أنا كعشيرتي = أصبحت في يمّ من الأرزاء
11. أنّى نظرت إلى بلادي لا أرى = إلا العيون تلوذ بالإغضاء
12. وأرى الرجال وقد علتهم ذلةٌ = هل يرقبون النصر من حوّاء ؟
13. أسفي على حال لأمة يعربٍ = أضحت تقاد لرغبة الأعداء
14. إني وهنتُ ، أجلْ ولكن لم أمتْ = في النفس بعض بقية لذِماءِ
15. وبها أكافح كل خصمٍ قد بغا = رغم اصطخاب الجو بالأنواءِ
16. آمنت بالرحمن ربا ناصرا = لعباده، في ساعة الضّرّاءِ
17. من قاسيونَ أرى ربى غرناطةٍ = وكأنني في باحة الحمراءِ
18. من أبصر الحمراء يبصر ساحةً = تمتد من حلبٍ إلى سيناء
19. لي في دمشقٍ رغم حالة أمتي = أملٌ قد استعصى على الإعياء
20. فيها الأذان مرددٌ تكبيرَه = وأثيرُها عبَقٌ من الإسراءِ
21. فبها انبلاج الفجر بشرنا به = بشّارُ قد لاحت خيوط ضياءِ
22. إني لأسمع رجع صوت عروبتي = ولسوف يبلغكم بكل جلاء
23. بشّارُ، يا وعداً به أحلامنا = محت الحدود وردّدت بمضاءِ :
24. إنهض بنا يا ابن الكرامِ فإننا= من نسل قومٍ في ذرى العلياء
25. نسجوا عرى التاريخ وأتزروا به = ولغيرهم خِرَقٌ من الأزياءِ
26. قل للقرود بأرضنا لن تمكثوا = مهما الظلامُ أمدّكم بدماءِ
27. في محضر التاريخ أنتم نكتة = صيغت بكل وقاحةٍ وغباءِ
28. بيكو كفرتُ به وما رسمت يدٌ = في أرضنا من فرقةٍ وبلاءِ
29. فحدودنا بالنور خططها لنا = ربّ العبادِ بشرعةٍ غرّاءِ
30. نهدي بها من ضلّ، لسنا نعتدي = إن الجهادَ مسيرة العظماءِ
31. يا غزتي في القلب أنت، ألا اصمدي = قد شعّ نور الصبح في الأجواءِ
32. أصبحتِ جوهرةً بتاج عروبتي = وزفافُها آتٍ بلا إبطاءِ
33. للمجد قد زفّت ولا نرْضى سوى = في القدس زفّتُنا بعرس دماء
34. قل للسماسرة الذين استمرؤوا = لعقَ النعالِ، دُهيتُمُ ببلاءِ
35. بشارُ أنت الوعد لا تأبهْ بما = فعل الصغار فهم إلى دهْياءِ
36. لا تقعدنّك عن مسيرك أزمةٌ = فالمجد بعد تجاوز الكأداء
37. فلتعتصم بالله جل جلاله = ينصرْك رغم مكائد الأعداء
38. حطين ما انفكّت تراود أمّتي= فخذ الزمام وسر إلى العلياءِ
39. وأضئ فؤادك بالكتاب مُيَمما = تحقيق وعدِ الله في الإسراءِ