بين نكبة 1948 و هزيمة 1967
1ـ استولى الكيان الصهيوني على 70% من أراضي فلسطين، واستفاد من القوانين العثمانية التي كانت تطلق على الأراضي التي خارج التجمعات السكنية بالأراضي (الميرية)، أي التي يملكها السلطان العثماني بصفته محررا أو فاتحا لتلك البلدان، وعليه فكانت معظم الأراضي التي يستغلها الفلاحون في فلسطين هي من ذات النوع ولا يملكون مستندات بملكيتها تحميهم قانونيا. وقد استغل الكيان الصهيوني هذه الناحية وأصدر قانونا في 10/3/1953 سمي بقانون استملاك الأراضي.
2ـ تم اقتلاع مليون فلسطيني من أصل 1.320.000 نسمة، من أراضيهم وأمكنة سكناهم وتهجيرهم الى كل من الأردن وسوريا ولبنان وما تبقى من فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة). وقد أحصت وكالة غوث اللاجئين عدد الفلسطينيين المشمولين في خدماتها، قبل يوم واحد من حرب حزيران/يونيو 1967، فكانوا 1.344.576 عربي فلسطيني.
3ـ أصدرت الأمم المتحدة 16 قرارا دوليا يطلب من الكيان الصهيوني عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم، لكن دون تطبيق لأي قرار منها وعدم قبول الكيان الصهيوني بتلك القرارات.
4ـ دخل تعقيد جديد على قضية الفلسطينيين، عندما اجتمع ممثلون من فلسطين والأردن بضم الضفة الغربية الى الأردن في 24/4/1950، وفي 27/4/1950 اعترفت بريطانيا بذلك الاتحاد.
5ـ لم يكن إنشاء الكيان الصهيوني بعيدا عن المخططات الاستعمارية، بل كان من ضمن التحالف الذي كان يتربص بالمنطقة قبل انهيار الدولة العثمانية، لذلك لم تتأخر الدول الاستعمارية في ترجمة نواياها الى إجراءات فعلية منها:
أ ـ استمرار تسهيل الهجرة من اليهود الغربيين الى فلسطين.
ب ـ دعم ميزانية الحرب الصهيونية التوسعية حيث بلغت بين عامي 1950 و1956 ما نسبته 51%. وما بين عام 1948ـ 1962، تلقى الكيان الصهيوني حوالي مليار دولار (وهو ما يساوي عشرين ضعف ميزانية دولة مثل الأردن في وقتها). إضافة الى إلزام ألمانيا (الغربية في وقتها) بدفع تعويضات عما سمي بالجرائم النازية ضد اليهود.
ج ـ إيقاف الاستنكار والشجب الدولي، بواسطة الفيتو البريطاني أو الفرنسي أو الأمريكي، للجرائم التي كان الكيان الصهيوني يقوم بها، مثل الاعتداء على قرية نحالين الأردنية عام 1954وعلى المقر المصري لحاكم قطاع غزة عام 1955والاعتداء على الحدود السورية وقتل 49 مواطنا في كانون الأول/ديسمبر 1955، ومذبحة كفر قاسم في الأراضي المحتلة راح ضحيتها 51 شهيدا وجرح 43. كما ربطت الدول الغربية بعلاقاتها مع العالم ما سمي بتوازن التسليح بين الكيان الصهيوني وكل الدول العربية.
د ـ إشراك الكيان الصهيوني بالأحلاف المشبوهة التي تتربص بالمنطقة، وكان أبرزها التحالف الثلاثي مع فرنسا وبريطانيا الذي نفذ عدوانه الثلاثي في 19/10/1956 على مصر.
هـ ـ في كانون الثاني/يناير 1957 أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية ما سمي بمبدأ (أيزنهاور) أو ملئ الفراغ، الذي سيكون له شأن في تزعم تلك الدولة إدارة الملف الفسطيني، أو بالأحرى كفالة الكيان الصهيوني في تثبيت أقدامه في المنطقة.
6ـ بعد مناقشات طويلة توصلت الجامعة العربية في 13/4/1950 على التوقيع على صيغة الدفاع العربي المشترك، والتي كان من بندوها منع أي دولة عربية من الاتصال بالكيان الصهيوني بأي شكل من الأشكال وعدم إبرام أي اتفاقية معه (وتلك المادة التي طبقت بحق مصر عندما وقعت اتفاقية كامب ديفيد). وفي آذار/مارس 1951 أسست جامعة الدول العربية مكتب لمقاطعة الكيان الصهيوني ومن يقيم علاقة معه، واعتمدت دمشق مقرا لهذا المكتب.
يتبع