منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 21 إلى 27 من 27
  1. #21
    صيدلانية/مشرفة القسم الطبي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,020

    رد: كيف أغرس في أولادي القيم الإسلامية (17)

    كيف أغرس في أولادي القيم الإسلامية (11)

    إبراهيم بن عبدالعزيز الخميس
    مقالات متعلقة

    تاريخ الإضافة: 17/5/2009 ميلادي - 22/5/1430 هجري زيارة: 2026













    التواضع


    عن حارثة بن وهب الخزاعي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ: كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ، أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ: كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ)) [صحيح البخاري- (ج 15 / ص 218)]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ)) [صحيح مسلم- (ج 12 / ص 474)]، وعن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ تَوَاضُعًا لِلَّهِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ أَيِّ حُلَلِ الْإِيمَانِ شَاءَ يَلْبَسُهَا)) [سنن الترمذي - (ج 9 / ص 21)].

    في بعض المجتمعات يتربى الأولاد على التكبّر واحتقار بعض الشعوب أو بعض فئات المجتمع، أو بعض أصحاب المهن.. وهي سمة بعيدة عن النهج الإسلامي الأصيل.

    الثقة بالنفس


    لبعض أهل العلم اعتراض على مصطلح (الثقة بالنفس)؛ إذ إن النفس ليست محلاً للثقة، والواجب هو الثقة بالله، وهذا الاصطلاح اصطلاح حادث لم يكن مشهورًا عند الأسلاف، ونقصد به هنا: أن يكون عند الإنسان الجرأة الأدبية التي تعينه على تحمل المسؤوليات والقيام بأعباء الحياة على أتم وجه، وهذا لا يخالف مبدأ الثقة بالله؛ أي بنصره وتأييده للمؤمنين وإحسان الظن به والاتكال عليه، فالإنسان يجب عليه أن يعتمد على الله أولاً، ثم على ما وهبه الله من قدرات وإمكانيات، ولا مشاحة في الاصطلاح. وقد أشار ابن حجر العسقلاني إلى هذا المصطلح وقصد المعنى الذي ذكرته آنفًا عند تعليقه على فوائد حديث بلال رضي الله عنه عندما قال صلى الله عليه وسلم: (من يوقظنا؟) قال بلال: أنا.. فغلبته عيناه ..الخ [فتح الباري2/67] فليراجع هناك.

    في بعض البيئات يمارس المربون نوعاً من التأديب الذي يطمس شخصية المتربي أو يضعفها، فينشأ الابن على التقليد وعدم القدرة على الابتكار والخوف من طرح الجديد..

    القناعة


    جُبِلت النفس على حب الدنيا، وجاء الإسلام ليضبط هذه الغريزة ويوجهها، فذمَّ التكاثر بالدنيا ولم يذم كثرتها عند الإنسان، وذمَّ أن يُدخِلها الإنسان إلى قلبه ولم ينهه أن يقبضها بيده! فما الدنيا إلا زاد يتزود به للمسير إلى الآخرة، يسيّرها ولا تسيره.

    عَنْ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ صَالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ وَأَمَّرَ عَلَيْهِم الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ، فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَسَمِعَت الْأَنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ فَوَافَتْ صَلَاةَ الصُّبْحِ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا صَلَّى بِهِمْ الْفَجْرَ انْصَرَفَ فَتَعَرَّضُوا لَهُ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَآهُمْ وَقَالَ: ((أَظُنُّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدْ جَاءَ بِشَيْءٍ))، قَالُوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ((فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ، فَوَاللَّهِ ما الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ)) [صحيح البخاري - (ج 10 / ص 413)]، فالذم هنا للتنافس وأنه سبب الهلاك.

    وقد ذمَّ اللهُ المشركين الذين ألهاهم التكاثر قال تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [سورة التكاثر] عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقْرَأُ {أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ} قَالَ: ((يَقُولُ: ابْنُ آدَمَ مَالِي مَالِي!)) قَالَ: ((وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ)) [صحيح مسلم - (ج 14 / ص 207)]. عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجْتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي وَحْدَهُ وَلَيْسَ مَعَهُ إِنْسَانٌ، قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَكْرَهُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَهُ أَحَدٌ قَالَ: فَجَعَلْتُ أَمْشِي فِي ظِلِّ الْقَمَرِ فَالْتَفَتَ فَرَآنِي فَقَالَ: ((مَنْ هَذَا؟)) قُلْتُ: أَبُو ذَرٍّ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: ((يَا أَبَا ذَرٍّ تَعَالَهْ))، قَالَ: فَمَشَيْتُ مَعَهُ سَاعَةً، فَقَالَ: ((إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْمُقِلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ خَيْرًا فَنَفَحَ فِيهِ يَمِينَهُ وَشِمَالَهُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَوَرَاءَهُ وَعَمِلَ فِيهِ خَيْرًا)) [صحيح البخاري-(ج 20 / ص 74)].

    وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللَّهُمَّ ارْزُقْ آلَ مُحَمَّدٍ قُوتًا)) [(صحيح البخاري - (ج 20 / ص 95)] وقوتًا: أي ما يسد حاجتهم من طعام وشراب ولباس ونحو ذلك، قال النووي: قَالَ أَهْل اللُّغَة وَالْعَرَبِيَّة : الْقُوت مَا يَسُدّ الرَّمَق. [شرح النووي على مسلم - (ج 4 / ص 8)]، وعند مسلم بلفظ (كفافًا) [صحيح مسلم - (ج 14 / ص 222)] أي ما يكفي. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ)) [صحيح مسلم - (ج 5 / ص 276)].

    حسن التدبير


    جاءت العولمة بثقافة الاستهلاك لتحول الناس إلى شعوب مستهلكة، من خلال تسهيل عمليات الشراء والتمويل والدعايات الترويجية للسلع، فيشتري الناس ما لا يحتاجون إليه وما يمكنهم الاستغناء عنه، وفي المقابل تتراكم عليهم الديون والالتزامات المالية.. وكنا قد ذكرنا أن الإسلام يوجه الإنسان إلى أن يجعل الدنيا في يده لا في قلبه، وهو أيضًا يدعوه ليحسن التصرف في هذا المال الذي حازه من خلال مجموعة من الضوابط، من أهمها: التحذير من الإسراف، وإنفاق ما فضل في سبيل الله، والاهتمام بمستقبل الأبناء. قال تعالى: {كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأنعام: 141]، وقال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31]. وقال تعالى: {َيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} [البقرة: 219].

    وعَنْ سَعْد بن أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي وَأَنَا مَرِيضٌ بِمَكَّةَ فَقُلْتُ: لِي مَالٌ، أُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ: ((لَا)) قُلْتُ: فَالشَّطْر. قَالَ: ((لَا)) قُلْتُ: فَالثُّلُث. قَالَ: ((الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ. أَنْ تَدَعَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا في فِي امْرَأَتِكَ، وَلَعَلَّ اللَّهَ يَرْفَعُكَ فيَنْتَفِعُ بِكَ نَاسٌ وَيُضَرُّ بِكَ آخَرُونَ)) [صحيح البخاري - (ج 16 / ص 430)].

    بعض الآباء يوفر لابنه ما يحتاجه بالمجان (سيارة، جوال، مال..) ولا يدرك الابن قيمة هذه الأشياء، فلا يحسن التصرف معها. وفرقٌ بين أن يعطي الأب لابنه راتبًا شهريًّا يصرف منه على نفسه، أو أنه يعطيه كلما احتاج أو طلب.. فالأول سيتدرب على تدبير هذا المال، والآخر كمن معه بطاقة الصراف الآلي يسحب متى شاء!
    من كل شيءٍ اذا ضيعتهُ عوضٌ
    وما منَ اللهِ إن ضيعتهُ عوضٌ
    **********

    واعلم ان الله ما منعك الا ليعطيك
    وما ابتلاك الا ليعافيك
    وما أمرضك الا ليشفيك
    وما اماتك الا ليحييك

  2. #22
    صيدلانية/مشرفة القسم الطبي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,020

    رد: كيف أغرس في أولادي القيم الإسلامية (17)

    كيف أغرس في أولادي القيم الإسلامية (12)

    إبراهيم بن عبدالعزيز الخميس
    مقالات متعلقة

    تاريخ الإضافة: 25/5/2009 ميلادي - 30/5/1430 هجري زيارة: 2121













    في هذا المقال والمقالات التالية سنجيب - إن شاء الله - عن التساؤل المهم: كيف نغرس القيم؟ والمفترض أن القارئ العزيز قد تهيأ ذهنيًّا وفكريًّا للإجابة من خلال سلسلة من المقالات السابقة..كيف نغرس القيم؟
    سبق أن ذكرنا أن الباطن يحوي الأفكار والقناعات والقيم، وهذه الثلاث مرتبطة ببعضها، فالفكرة إذا ازدادت دلائلُ صدقها عند الإنسان صارت قناعةً، والقناعة إذا ترسخت لديه صارت بمنزلة القيمة، وفي المقابل فإن أفكار الإنسان تتحدد بناء على ما يحمله من قيم وقناعات.

    والمربي الصادق لن تعجزه الحيلة في تصحيح فكر المتربي، وتوجيه قناعاته، وبناء قيمه، وفيما يلي جملة من الوسائل التي تفتح أفقًا للمربي كي ينطلق في غرس القيم الفاضلة في نفس المتربي.

    سبل غرس القيم، وتغيير القناعات:
    1 - المحاضرة:
    وهو أسلوب مهم، وأساس في العمل التربوي، إلا أن المشكلة في اقتصار المربين عليه. وهذا الأسلوب ينجح مع الصغير أكثر من نجاحه مع الكبير، وفي الجملة فالأفضل ألا يتكرر أسلوب المحاضرة كثيرًا، وألا يطول إذا بدأ! وقدوتنا في هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد جاء في صحيح البخاري -(ج 1 / ص 124)- عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُذَكِّرُ النَّاسَ فِي كُلِّ خَمِيسٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَوَدِدْتُ أَنَّكَ ذَكَّرْتَنَا كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ يَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُمِلَّكُمْ، وَإِنِّي أَتَخَوَّلُكُمْ بِالْمَوْعِظَةِ كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّلُنَا بِهَا مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا. وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْرُدُ سَرْدَكُمْ هَذَا، وَلَكِنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ بَيْنَهُ فَصْلٌ يَحْفَظُهُ مَنْ جَلَسَ إِلَيْهِ. [سنن الترمذي- (ج 12 / ص 92)].

    2 - القدوة "النجم":
    يحتاج المربي إلى صُنع قدوات للمتربي، وتراثنا الإسلامي مليء بالنجوم والقدوات، وواجبنا إبرازهم لأولادنا. وفي بيئة المتربي ثمة قدوات من العلماء والمصلحين والمربين والأصدقاء الصالحين ينبغي لنا أن نَلفِت انتباهَه إليهم. ووسائل الإعلام صنعت لأبنائنا نجومًا وقدوات رغمًا عنا (نجوم الفن والرياضة والإعلام) حتى إن أبناءنا صاروا يعرفون عن هؤلاء أكثر بكثير مما يعرفون عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام ورعيل الأمة الأول.

    وهذا اقتراح يمكن أن ينفذه رجل أعمال مخلص لدينه: يتلخص الاقتراح في صناعة نجم للأطفال، ولنسمِّه مثلاً (هادي) ويمثل هذا البطل مجموعة من الأخلاقيات، ويمارس مجموعة من السلوكيات التي من شأنها غرس القيم، كمساعدة الناس، ومجاهدة الأعداء أهل الشر، ورحمة الخلق، وبر الوالدين، وله مجموعة من الصفات الحميدة (الإيمان بالله وبدينه الإسلام، ومحبة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، والقوة، والحلم، والصبر، والحياء..) وترسم صورته كي يُقتدى بها، ويمكن الاستفادة هنا من وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - الخلْقي (شاب جميل الهيئة، ربعة القد، عريض المنكبين، كث اللحية، مضيء الوجه..).

    ويكون له مسلسل كرتوني، ومجلة أطفال، ولعبة (بلاي ستيشن)، ولعبة كمبيوتر (يصاغ سيناريو حلقاتها بإشراف مجموعة من المتخصصين في علوم الشريعة والتربية والإعلام)، وتطبع صورته على الأدوات المدرسية (شنط، أقلام، دفاتر..)، وعلى المواد الغذائية (فيشار، بسكويت، عصير..)، وعلى الأدوات التي يستخدمها الأطفال في المنزل (فرشة أسنان، طاولة، لعب..) ويخرج في البرامج الدعائية للمنتجات الفاضلة (غذاء مفيد، مدينة ألعاب محافظة..). إن مثل هذه الشخصية يمكن أن تحفظ حقوقها وتكون (علامة تجارية مسجلة)، ويكوَّن لها فريق متكامل يحوي الخبراء الشرعيين، والتربويين، والاقتصاديين، والإعلاميين، والفنيين المتخصصين. ولا بد من الاستفادة من النظريات الحديثة في التفكير كي تخرج هذه الشخصية بشكل جذاب، ومسلسلات درامية وفكاهية إبداعية.

    3 - الحوار:
    وهو من أنجع الوسائل في غرس القيم، والحوار له فنه، فبعض الآباء يُلبس الموعظة ثوب الحوار! ومما يميز الحوار الهادئ ما يكون فيه من اندماج شعوري يفتح قلب المتربي، إضافة إلى أنه يساعد على نبش الأفكار المتناثرة وترتيبها بشكل مناسب لتوجيه قناعات المتربي نحو الأفضل.

    عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا! فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ قَالُوا: مَهْ مَهْ، فَقَالَ: ((ادْنُهْ)) فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا قَالَ: فَجَلَسَ، قَالَ: ((أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟)) قَالَ: لَا وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: ((وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ)) قَالَ: ((أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟)) قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: ((وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ))، قَالَ: ((أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟)) قَالَ: لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: ((وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ))، قَالَ: ((أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟)) قَالَ: لَا وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: ((وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ))، قَالَ: ((أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟))، قَالَ: لَا وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: ((وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ)) قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ وَحَصِّنْ فَرْجَهُ))، فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ. [مسند أحمد - (ج 45 / ص 180)].

    وهنا قِف عند الحوار العقلي الهادئ، فإن الشاب جاء وهو يعلم حرمة الزنا لذا لم يكن من المناسب تذكيره بالنصوص الدالة على حرمته، بل استخدم معه أسلوب المقايسة، وهو أسلوب عقلي تُقِرُّهُ الفطر السليمة. ثم لاحظ الأُلْفة التي كونها النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لهنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيادنُه) وجلس قريبًا منه، وهذه الهيئة تشعر الشاب بالأمان، والحب الذي نلحظه في حديث الشاب (لا والله، جعلني الله فداءك) مما يشعرنا بارتخاء وعي مشاعر هذا الشاب ليسمح لكلمات النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تدخل إلى وجدانه. وفي ختام الحوار يضع يده عليه ويدعو له بهذا الدعاء الندي الجميل.. هذه الخاتمة ودَّعَتْ قلب الشاب بعدما أوْدَعتْ فيه بغض الزنا. لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعدها بحاجة إلى أن يسأله: أما زال يرغب في الزنا؟ أو هل اقتنع أو لم يقتنع؟.. فلم يكن الفتى بعد ذلك يلتفت إلى شيء..

    وللحديث صلة..



    من كل شيءٍ اذا ضيعتهُ عوضٌ
    وما منَ اللهِ إن ضيعتهُ عوضٌ
    **********

    واعلم ان الله ما منعك الا ليعطيك
    وما ابتلاك الا ليعافيك
    وما أمرضك الا ليشفيك
    وما اماتك الا ليحييك

  3. #23
    صيدلانية/مشرفة القسم الطبي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,020

    رد: كيف أغرس في أولادي القيم الإسلامية (17)

    كيف أغرس في أولادي القيم الإسلامية (13)

    إبراهيم بن عبدالعزيز الخميس
    مقالات متعلقة

    تاريخ الإضافة: 3/6/2009 ميلادي - 9/6/1430 هجري زيارة: 1952













    في المقال السابق بدأنا الحديث عن كيفية غرس القيم، وتكلمنا عن أسلوب المحاضرة، وأسلوب الحوار، والقدوة.. والآن سنفصل الحديث عن وسيلة مهمة؛ وهي (التربية بالحدث).

    4- التربية بالحدث:
    هذا النوع من الوسائل لا يتم من خلال التخطيط، وإنما بالاستفادة من المواقف والمثيرات المختلفة.. هذه المواقف تصدر أحيانًا من المتربي نفسه، وأحيانًا تحدث أمامه، فيستغل المربي هذا الموقف أو ذاك لغرس قيمة وتأكيد أخرى.

    إذا كان الموقف سلوكًا صادرًا من المتربي، فهو إما أن يكون إيجابيًا يحتاج إلى تعزيز، أو سلبيًا يحتاج إلى تقويم، فالأول يحتاج من المربي إلى ثناء معتدل لا يُخرِج المتربي إلى غرور، والآخر يحتاج إلى توجيه لطيف. ومثال الأول: قول النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس: ((إِنَّ فِيكَ خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ: الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ))، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أَتَخَلَّقُ بِهِمَا أَم اللَّهُ جَبَلَنِي عَلَيْهِمَا؟ قَالَ: ((بَلْ اللَّهُ جَبَلَكَ عَلَيْهِمَا))، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ [سنن أبي داود - (ج 13 / ص 457)].

    وما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي أَمْرِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَإِنَّ أَمِينَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ)) [سنن الترمذي- (ج 12 / ص 263)]، ومن أمثلته أيضًا قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي موسى الأشعري: ((لَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا أَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ الْبَارِحَةَ؛ لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ)) [(صحيح مسلم - (ج 4 / ص 208)].

    ومثال الآخر (الموقف السلبي من المتربي): ما رواه مُعَاوِيَةُ بْنُ الْحَكَمِ السُّلَمِيّ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِن الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ، فَقُلْتُ: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ! مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ؟! فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي لَكِنِّي سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ؛ فَوَاللَّهِ مَا كَهَرَنِي وَلا ضَرَبَنِي وَلا شَتَمَنِي، قَالَ: ((إِنَّ هَذِهِ الصَّلاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلامِ النَّاسِ؛ إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ)).

    أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ، وَقَدْ جَاءَ اللَّهُ بِالْإِسْلامِ، وَإِنَّ مِنَّا رِجَالا يَأْتُونَ الْكُهَّانَ، قَالَ: ((فَلا تَأْتِهِمْ))، قَالَ: وَمِنَّا رِجَالٌ يَتَطَيَّرُونَ قَالَ: ((ذَاكَ شَيْءٌ يَجِدُونَهُ فِي صُدُورِهِمْ فَلا يَصُدَّنَّهُمْ))، قَالَ ابْنُ الصَّبَّاحِ: ((فَلَا يَصُدَّنَّكُمْ))، قَالَ: قُلْتُ: وَمِنَّا رِجَالٌ يَخُطُّونَ، قَالَ: ((كَانَ نَبِيٌّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ يَخُطُّ، فَمَنْ وَافَقَ خَطَّهُ فَذَاكَ))، قَالَ: وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ، فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّيبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا، وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ، لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلا أُعْتِقُهَا؟ قَالَ: ((ائْتِنِي بِهَا))، فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَقَالَ لَهَا: ((أَيْنَ اللَّهُ؟)) قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ، قَالَ: ((مَنْ أَنَا؟))، قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: ((أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ)) [صحيح مسلم - (ج 3 / ص 140)].

    فتأمل كيف راعاه النبي صلى الله عليه وسلم في الخطأ الأول وهو حديث عهد بإسلام، وكيف عظّم عليه الثاني بعد ذلك. مع ملاحظة الفرق بين الخطأين؛ فالأول لازم، والثاني متعد.. وقريب من هذا قصة أسامة عندما قتل الرجل الذي تشهد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((يَا أُسَامَةُ أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ: لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ؟)) قَالَ: قُلْتُ: كَانَ مُتَعَوِّذًا، فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ. [صحيح البخاري - (ج 13 / ص 164)]. لاشك أن موقف المربي من خطأ المتربي يختلف بحسب مستواه التربوي، وبحسب الخطأ نفسه.

    الجدير بالذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس من عادته في علاج أخطاء الصحابة أن يصرخ في وجوههم أو يهاجم شخصياتهم كما يفعله بعض الآباء، بل كان إذا رأى منهم خطأ عرفوا ذلك في وجهه، كما روت عائشة رضي الله عنها أَنَّهَا اشْتَرَتْ نُمْرُقَةً فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ عَلَى الْبَابِ فَلَمْ يَدْخُلْهُ، فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ الْكَرَاهِيَةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، مَاذَا أَذْنَبْتُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَا بَالُ هَذِهِ النُّمْرُقَةِ؟)) قُلْتُ: اشْتَرَيْتُهَا لَكَ لِتَقْعُدَ عَلَيْهَا وَتَوَسَّدَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعَذَّبُونَ، فَيُقَالُ لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ))، وَقَالَ: ((إِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لَا تَدْخُلُهُ الْمَلَائِكَةُ)) [صحيح البخاري - (ج 7 / ص 293)]، وفي الحديث دلالة واضحة أيضًا على أهمية التثبت من خطأ المتربي قبل اتخاذ أي خطوة: (ما بال هذه النمرقة؟).

    وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَغَضِبَ حَتَّى احْمَرَّ وَجْهُهُ، فَقَامَتْ امْرَأَةٌ مِن الْأَنْصَارِ فَحَكَّتْهَا وَجَعَلَتْ مَكَانَهَا خَلُوقًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا أَحْسَنَ هَذَا)) [سنن النسائي - (ج 3 / ص 159)]. وعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَخْتَصِمُونَ فِي الْقَدَرِ، فَكَأَنَّمَا يُفْقَأُ فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ مِنْ الْغَضَبِ، فَقَالَ: ((بِهَذَا أُمِرْتُمْ؟ أَوْ لِهَذَا خُلِقْتُمْ؟ تَضْرِبُونَ الْقُرْآنَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ؟ بِهَذَا هَلَكَت الْأُمَمُ قَبْلَكُمْ))، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: مَا غَبَطْتُ نَفْسِي بِمَجْلِسٍ تَخَلَّفْتُ فِيهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا غَبَطْتُ نَفْسِي بِذَلِكَ الْمَجْلِسِ وَتَخَلُّفِي عَنْهُ. [سنن ابن ماجه - (ج 1 / ص 93)].

    والحديث هنا عن أخطاء المتربين التي تحدث مرة أو مرتين، أما الأخطاء التي يتكرر فعل المتربي لها، فالأفضل في علاجها هو التركيز على الجانب الإيجابي الذي يزيلها؛ لأن التركيز عليها وتكرار تحذير المتربي منها يسبب نفورًا بين المربي والمتربي، فعندما يكذب الابنُ على والده ينبهه الوالد على هذا الخطأ، لكن إن لاحظ الوالد تكرار هذا الخطأ فيعلم حينها أن سبب تكرار هذا السلوك السيء غياب قيمة (الصدق) ، وعليه أن يبحث في وسائل متنوعة لغرس هذه القيمة في ابنه.

    أحيانًا يحدث موقف أمام المتربي، فيستغله المربي للتأكيد على قيمه، وأمثلة هذا من السيرة النبوية كثيرة جدًا؛ منها: ما صح عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ قَالَ: قُدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْيٍ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِن السَّبْيِ تَبْتَغِي إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟))، قُلْنَا: لا وَاللَّهِ وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لا تَطْرَحَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا)) [صحيح مسلم - (ج 13 / ص 314)].

    وأحيانًا يقص المتربي على المربي قصة عايشها، فيعلق المربي على القصة بما يحقق بناء القيمة كما ورد عَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَمَّا رَجَعَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُهَاجِرَةُ الْبَحْرِ قَالَ: ((أَلَا تُحَدِّثُونِي بِأَعَاجِيبِ مَا رَأَيْتُمْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ؟))، قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَرَّتْ بِنَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ رَهَابِينِهِمْ تَحْمِلُ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةً مِنْ مَاءٍ، فَمَرَّتْ بِفَتًى مِنْهُمْ فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا، ثُمَّ دَفَعَهَا فَخَرَّتْ عَلَى رُكْبَتَيْهَا، فَانْكَسَرَتْ قُلَّتُهَا، فَلَمَّا ارْتَفَعَتْ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: سَوْفَ تَعْلَمُ يَا غُدَرُ! إِذَا وَضَعَ اللَّهُ الْكُرْسِيَّ، وَجَمَعَ الأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَتَكَلَّمَتْ الْأَيْدِي وَالأَرْجُلُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَسَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ أَمْرِي وَأَمْرُكَ عِنْدَهُ غَدًا! قَالَ: يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((صَدَقَتْ، صَدَقَتْ، كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ أُمَّةً لا يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ)) [سنن ابن ماجه - (ج 12 / ص 14)]، وفي هذا من الفوائد أن على المربي أن يفتح المجال للمتربي كي يحدثه عما مر به من تجارب وقصص خلال غيابه عنه، ويعلق عليها بما يحقق المصلحة.

    وللحديث صلة..



    من كل شيءٍ اذا ضيعتهُ عوضٌ
    وما منَ اللهِ إن ضيعتهُ عوضٌ
    **********

    واعلم ان الله ما منعك الا ليعطيك
    وما ابتلاك الا ليعافيك
    وما أمرضك الا ليشفيك
    وما اماتك الا ليحييك

  4. #24
    صيدلانية/مشرفة القسم الطبي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,020

    رد: كيف أغرس في أولادي القيم الإسلامية (17)

    كيف أغرس في أولادي القيم الإسلامية (14)

    إبراهيم بن عبدالعزيز الخميس
    مقالات متعلقة

    تاريخ الإضافة: 11/6/2009 ميلادي - 17/6/1430 هجري زيارة: 1907













    سبق الحديث عن أربعة أساليب لغرس القيم، وفي هذا المقال نتبعها بأربعة أخرى..

    5- التعريض:
    وهو ضد التصريح، ويكون بالتلميح والإشارة، ومثاله: ما رواه سَالِمٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى رُؤْيَا أَقُصُّهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُنْتُ غُلامًا شَابًّا أَعْزَبَ، وَكُنْتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ كَقَرْنَي الْبِئْرِ وَإِذَا فِيهَا نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِن النَّارِ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِن النَّارِ، فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ آخَرُ فَقَالَ لِي: لَنْ تُرَاعَ، فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ((نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ))، قَالَ سَالِمٌ : فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ لا يَنَامُ مِن اللَّيْلِ إِلاَّ قَلِيلا [صحيح البخاري - (ج 12 / ص 79)]، وفيه دليل على أن المربي يثني على المتربي مع ذِكْرِ أَمْرٍ يَتِمُّ بِهِ كَمَالُه.

    6- القصة:
    وهي أسلوب شائق لبناء القيم، وتمتاز بإرخائها لوعي المتربي، فيحقق المربي هدفه دون شعور المتربي، ولذا جاء القصص القرآني كثيرًا من أجل بناء القيم، ففي سورة يوسف نجد دروس العفة والصبر على الابتلاء والعفو والشكر.. وفي سورة الكهف: الصبر على الدِّين الحق ولأجله ومع أهله، وفي طلب العلم، وفيها شكر النعمة.. وهكذا.. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقص على صحابته القصص، ومن ذلك قصة جريج الراهب (صحيح البخاري2350) وهي مليئة بالدروس: بر الوالدين، والثقة بالله، والعفة، وغيرها..

    ولك أن تتأمل في المعاني التي يخرج بها من يسمع قصة آخر أهل النار دخولاً الجنة التي رواها أبو هريرة في حديث طويل جاء فيه: ((وَيَبْقَى رَجُلٌ مِنْهُمْ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّارِ هُوَ آخِرُ أَهْلِ النَّارِ دُخُولا الْجَنَّةَ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ اصْرِفْ وَجْهِي عَن النَّارِ؛ فَإِنَّهُ قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا، فَيَدْعُو اللَّهَ بِمَا شَاءَ أَنْ يَدْعُوَهُ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ: هَلْ عَسَيْتَ إِنْ أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: لا وَعِزَّتِكَ لا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، وَيُعْطِي رَبَّهُ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ مَا شَاءَ، فَيَصْرِفُ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ، فَإِذَا أَقْبَلَ عَلَى الْجَنَّةِ وَرَآهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ قَدِّمْنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: أَلَسْتَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لا تَسْأَلَنِي غَيْرَ الَّذِي أُعْطِيتَ أَبَدًا؟ وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ! فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، وَيَدْعُو اللَّهَ حَتَّى يَقُولَ: هَلْ عَسَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: لا وَعِزَّتِكَ لا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، وَيُعْطِي مَا شَاءَ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ، فَيُقَدِّمُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا قَامَ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ انْفَهَقَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فَرَأَى مَا فِيهَا مِنْ الْحَبْرَةِ وَالسُّرُورِ، فَيَسْكُتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ اللَّهُ: أَلَسْتَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لا تَسْأَلَ غَيْرَ مَا أُعْطِيتَ؟ فَيَقُولُ: وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ لا أَكُونَنَّ أَشْقَى خَلْقِكَ، فَلا يَزَالُ يَدْعُو حَتَّى يَضْحَكَ اللَّهُ مِنْهُ، فَإِذَا ضَحِكَ مِنْهُ قَالَ لَهُ: ادْخُلْ الْجَنَّةَ، فَإِذَا دَخَلَهَا قَالَ اللَّهُ لَهُ: تَمَنَّهْ، فَسَأَلَ رَبَّهُ وَتَمَنَّى، حَتَّى إِنَّ اللَّهَ لَيُذَكِّرُهُ يَقُولُ: كَذَا وَكَذَا، حَتَّى انْقَطَعَتْ بِهِ الْأَمَانِيُّ قَالَ اللَّهُ: ذَلِكَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ)) [(صحيح البخاري - (ج 22 / ص 447)].

    وقريب من هذه القصة ما رواه ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ، فَهْوَ يَمْشِي مَرَّةً وَيَكْبُو مَرَّةً، وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً، فَإِذَا مَا جَاوَزَهَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا فَقَالَ: تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ، لَقَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ شَيْئًا مَا أَعْطَاهُ أَحَدًا مِن الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا ابْنَ آدَمَ لَعَلِّي إِنَّ أَعْطَيْتُكَهَا سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: لا يَا رَبِّ، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ؛ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ هِيَ أَحْسَنُ مِن الْأُولَى فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ لِأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا وَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، لا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: لَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا؟ فَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ هِيَ أَحْسَنُ مِنْ الْأُولَيَيْنِ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ لِأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا لا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا: قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ هَذِهِ لا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهَا فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَإِذَا أَدْنَاهُ مِنْهَا فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَدْخِلْنِيهَا، فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ مَا يَصْرِينِي مِنْكَ؟ أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا مَعَهَا؟ قَالَ: يَا رَبِّ أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟! فَضَحِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: أَلا تَسْأَلُونِي مِمَّ أَضْحَكُ؟ فَقَالُوا: مِمَّ تَضْحَكُ؟ قَالَ: هَكَذَا ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: مِمَّ تَضْحَكُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مِنْ ضَحِكِ رَبِّ الْعَالَمِينَ حِينَ قَالَ: أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، فَيَقُولُ: إِنِّي لا أَسْتَهْزِئُ مِنْكَ، وَلَكِنِّي عَلَى مَا أَشَاءُ قَادِرٌ)) [صحيح مسلم - (ج 1 / ص 434)].

    7- ضرب المثل:
    يستخدم المربي ضرب المثل لغرس القيم، ومن أمثلة ذلك في هوان الدنيا وسرعة انقضائها، وأنها ممر: ما رواه ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ وَهُوَ عَلَى حَصِيرٍ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ لَو اتَّخَذْتَ فِرَاشًا أَوْثَرَ مِنْ هَذَا، فَقَالَ: ((مَا لِي وَلِلدُّنْيَا مَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكِبٍ سَارَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا)) [مسند أحمد - (ج 6 / ص 140)]. وفي أهمية الاحتساب في نجاة الأمة مَثَل السفينة الذي رواه النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِن الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا)) [صحيح البخاري - (ج 8 / ص 399)].

    8- التعليم التمثيلي:
    ويكون من خلال المواقف العملية التي يتلوها أحيانًا تعليق من المتربي، وقد تدخل المسرحيات الهادفة في هذا الباب، ومن أمثلته في بيان هوان الدنيا ما رواه جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِالسُّوقِ دَاخِلاً مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ وَالنَّاسُ كَنَفَتَيْهُ، فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ، ثُمَّ قَالَ: ((أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ؟))، فَقَالُوا: مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ وَمَا نَصْنَعُ بِهِ؟! قَالَ: ((أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ؟))، قَالُوا: وَاللَّهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْبًا فِيهِ لِأَنَّهُ أَسَكُّ، فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ؟ فَقَالَ: ((فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ)) [صحيح مسلم - (ج 14 / ص 206)]، ومن أمثلته حديث جبريل الطويل في تعليم أصول الدين (الإسلام والإيمان والإحسان) [صحيح مسلم 8].

    وللحديث صلة..
    من كل شيءٍ اذا ضيعتهُ عوضٌ
    وما منَ اللهِ إن ضيعتهُ عوضٌ
    **********

    واعلم ان الله ما منعك الا ليعطيك
    وما ابتلاك الا ليعافيك
    وما أمرضك الا ليشفيك
    وما اماتك الا ليحييك

  5. #25
    صيدلانية/مشرفة القسم الطبي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,020

    رد: كيف أغرس في أولادي القيم الإسلامية (17)

    كيف أغرس في أولادي القيم الإسلامية (15)

    إبراهيم بن عبدالعزيز الخميس
    مقالات متعلقة

    تاريخ الإضافة: 18/6/2009 ميلادي - 24/6/1430 هجري زيارة: 1846













    في هذا المقال نختتم الحديث عن الوسائل العملية لغرس القيم، لنتبعها – إن شاء الله – بضوابط مهمة في غرس القيم..9 - سحر الألفة:
    وهو مهارة مجربة يمكن أن يستفيد منها المربي، وقد سبق تفصيلها.

    10 - الاحتواء العاطفي:
    ويقصد به أن يوجد تبادل شعوري قوي بين المربي والمتربي، وهذا ما كان يحدث للصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا رأوه فتحوا له قلوبهم وأصغوا إليه أسماعهم.

    الكثير من الآباء يخلط بين تدليل الابن وبين محبته، فتجده يعطي لابنه ما يطلبه لا ما يحتاج إليه! إن الأولاد يحتاجون إلى العطف والمحبة أكثر من أي شيء آخر، ومع أن العواطف رخيصة التكلفة ماديًا إلا أنها صعبة المنال واقعيًا، ذلك لأنها تستحيل على التكلف، والعواطف المصطنعة مفضوحة عند الناس، لذا اشتهر عند العرب المثل السائر (ليست النائحة الثكلى مثل المستأجرة).

    لقد تميز صلى الله عليه وسلم بالرأفة واللين؛ قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159]، وكان صلى الله عليه وسلم يتفقد أصحابه، ولا تشغله هموم الأمة عن مشاعر أصحابه مهما صغر سنهم! أو قل شأنهم، فعَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ، قَالَ: أَحْسِبُهُ فَطِيمًا، وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ: ((يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟)) نُغَرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ. [صحيح البخاري - (ج 19 / ص 194)] وفي سنن أبي داود [ج 13 / ص 142] قال: وَلِي أَخٌ صَغِيرٌ يُكْنَى أَبَا عُمَيْرٍ، وَكَانَ لَهُ نُغَرٌ يَلْعَبُ بِهِ فَمَاتَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَرَآهُ حَزِينًا، فَقَالَ: ((مَا شَأْنُهُ؟)) قَالُوا: مَاتَ نُغَرُهُ، فَقَالَ: ((يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ)). والنغر: طائر. فتأمل في انتباه النبي صلى الله عليه وسلم لمشاعر هذا الصبي وملاطفته بالتكنية، ومحادثته له فيما أهمَّهُ.

    وها هي ذي أم المؤمنين تصف حال النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله إذا مرض أحدهم، فتقول في ذكر قصة الإفك: وَهُوَ يَرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنِّي لَا أَعْرِفُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللطفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَشْتَكِي، إِنَّمَا يَدْخُلُ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُسَلِّمُ، ثُمَّ يَقُولُ: ((كَيْفَ تِيكُمْ؟)) ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَذَاكَ الَّذِي يَرِيبُنِي. [صحيح البخاري - (ج 14 / ص 402)]، فمجرد السؤال عن الحال لم يكن عادة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما هو اللطف والاهتمام أيضًا.

    وعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَفَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةٍ، فَتَعَجَّلْتُ عَلَى بَعِيرٍ لِي قَطُوفٍ، فَلَحِقَنِي رَاكِبٌ مِنْ خَلْفِي فَنَخَسَ بَعِيرِي بِعَنَزَةٍ كَانَتْ مَعَهُ، فَانْطَلَقَ بَعِيرِي كَأَجْوَدِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنْ الْإِبِلِ، فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((مَا يُعْجِلُكَ؟)) قُلْتُ: كُنْتُ حَدِيثَ عَهْدٍ بِعُرُسٍ، قَالَ: ((أَبِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟)) قُلْتُ: ثَيِّبًا، قَالَ: ((فَهَلاَّ جَارِيَةً تُلاعِبُهَا وَتُلاعِبُكَ؟)) قَالَ: فَلَمَّا ذَهَبْنَا لِنَدْخُلَ قَالَ: ((أَمْهِلُوا حَتَّى تَدْخُلُوا لَيْلا -أَيْ عِشَاءً- لِكَيْ تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ وَتَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ)) [صحيح البخاري - (ج 16 / ص 16)]. وفيه من الفوائد: فطنة المربي لسلوك المتربي، وسؤاله عن حاله، وتقديم النصح المناسب له.

    11 - التكرار غير الممل:
    وسبق أن ذكرت أثر التكرار على باطن الإنسان، فالإكثار من ذكر الله يورث خشية الله ومحبته ولزوم الطاعة والقوة في مجابهة الشيطان والشر، والإسبال يورث الكبر والخيلاء، والتشبه بالكفار ظاهرًا يورث موافقتهم في الباطن.. وضربت لهذا مثلين في الواقع هما: الإعلانات التجارية، والدعايات الانتخابية.. فكيف يستطيع المربي أن يستفيد من هذه القضية في غرس القيم؟

    - كتابة العبارات التوجيهية: في أماكن محببة للمتربي، كي يتكون لديه رابط إيجابي معها، وصياغة العبارة صياغة إيجابية، ويفضل أن تكون بصيغة المتكلم (مثلا: أنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم، أنا أحب الحليب..) . هذا الإجراء من شأنه أن يغرس فيهم تلك القيمة دون أن يشعروا بذلك.

    - تأكيد بعض القيم باستمرار، واستغلال المناسبات والمواقف المختلفة لتأكيدها، واتخاذ أساليب منوعة لذلك حتى لا يمل المتربي من التكرار.

    12 - الدعاء:
    إن ما ذكرناه من أساليب عملية لا يغني عن تعلق الوالدين بالله والتضرع إليه بأن يصلح لهما الذرية، وهذا من صفات عباد الله الصالحين؛ فإبراهيم عليه السلام يقول: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} [إبراهيم: 37] {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} [إبراهيم: 40]، وزكريا يدعو ربه {رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ * فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران: 38، 39] ومريم بنت عمران دعوة أمها الصالحة {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 35-37]، وهذا هو دأب الصالحين {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74].

    {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [الأحقاف: 15].

    وللحديث صلة..
    من كل شيءٍ اذا ضيعتهُ عوضٌ
    وما منَ اللهِ إن ضيعتهُ عوضٌ
    **********

    واعلم ان الله ما منعك الا ليعطيك
    وما ابتلاك الا ليعافيك
    وما أمرضك الا ليشفيك
    وما اماتك الا ليحييك

  6. #26
    صيدلانية/مشرفة القسم الطبي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,020

    رد: كيف أغرس في أولادي القيم الإسلامية (17)

    كيف أغرس في أولادي القيم الإسلامية (16)

    إبراهيم بن عبدالعزيز الخميس
    مقالات متعلقة

    تاريخ الإضافة: 24/6/2009 ميلادي - 1/7/1430 هجري زيارة: 2406













    ما سبق هو إشارة إلى جملة من الوسائل التي يمكن أن يستفيد منها المربي في غرس وبناء القيم، وهذه الوسائل بمنزلة أدوات البناء التي تحتاج -لكي تشيِّد بها بناءً- إلى طريقةٍ في استخدامها، لذا سنذكر مجموعة من الضوابط التي ينبغي أن يراعيها المربي في أثناء التربية ليتحقق له ما يريد من غرس القيم وتوجيه القناعات.

    ضوابط عامة في كيفية غرس القيم:
    1- غرس القيمة يحتاج إلى وقت طويل:
    غرس القيمة أشبه ببناء المنزل الذي لا يقوم بين ليلةٍ وضحاها، بل لا بد من بناءِ أساسٍ له وتشييده لبنةً لبنة حتى يستوي على سوقه، ولا بد قبل ذلك من التخطيط لهذا البناء، ولا بد من بذل الجهود المتضافرة لتحقيق هذا الهدف
    .

    وفي مثلنا هذا: تُمثل المنازلُ في المدينة مجموعةَ القيم التي تحدد شخصية الإنسان وتوجهها، وثمة مدن تُبنى بطريقة عشوائية حسب الظروف البيئية والمعيشية دون تخطيط أو ترتيب أو مرجعيات علمية، فتظهر بيوتها رديئة، وأساساتها ضعيفة، وأزقتها ضيقة، وترى فيها التناقضات: الحسن والقبيح، والضيق والفسيح.. فإذا أراد عمدة هذه المدينة إعادة تنظيمها وترتيبها أشكل عليه ذلك! فبعض المنازل يحتاج إلى هدم كامل، وبعضها يحتاج إلى ترميم، ومهما بذل من جهود في تجميل مدينته تراءى له أن بناء مدينة جديدة أهون عليه من الترميم والتعديل!.. فهذا هو شأن التربية وشأن بناء القيم! فكلما تداركنا الإنسان في طفولته وغرسنا فيه القيم الفاضلة، ساعدنا ذلك في تكوين شخصية متزنة فاضلة.

    ولذا نجد عند الصحابة الذين رباهم المربي الأول صلى الله عليه وسلم أخطاء سببُها عدم ترسخ بعض القيم الترسخ المطلوب، مما يتطلب من النبي صلى الله عليه وسلم تأكيدها مرة أخرى، ومما يروى في ذلك ما أخرجه البخاري [في صحيحه ح30] عن المعرور قال: لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ وَعَلَى غُلَامِهِ حُلَّةٌ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلا فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ؟! إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ). وقد وعى أبو ذر الدرس جيدًا، فأثر فيه طوال حياته.

    ومن هذا الباب حديث عائشة رضي الله عنها قالت: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْجَدْرِ أَمِنَ الْبَيْتِ هُوَ؟ قَالَ: (نَعَمْ) قُلْتُ: فَمَا لَهُمْ لَمْ يُدْخِلُوهُ فِي الْبَيْتِ؟ قَالَ: (إِنَّ قَوْمَكِ قَصَّرَتْ بِهِمْ النَّفَقَةُ)، قُلْتُ: فَمَا شَأْنُ بَابِهِ مُرْتَفِعًا؟ قَالَ: (فَعَلَ ذَلِكَ قَوْمُكِ لِيُدْخِلُوا مَنْ شَاءُوا وَيَمْنَعُوا مَنْ شَاءُوا، وَلَوْلا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِالْجَاهِلِيَّةِ، فَأَخَافُ أَنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ أَنْ أُدْخِلَ الْجَدْرَ فِي الْبَيْتِ وَأَنْ أُلْصِقَ بَابَهُ بِالْأَرْضِ) [متفق عليه وهذا لفظ البخاري]، وهذا الحوار كان بعد فتح مكة حتمًا، إذ دخل عامة قريش في الإسلام ولم يتمكن الإيمان من قلوبهم.

    ومنه ما رواه جابر رضي الله عنه قال: غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ ثَابَ مَعَهُ نَاسٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ حَتَّى كَثُرُوا، وَكَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلٌ لَعَّابٌ، فَكَسَعَ أَنْصَارِيًّا فَغَضِبَ الْأَنْصَارِيُّ غَضَبًا شَدِيدًا حَتَّى تَدَاعَوْا وَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ، وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ؟)، ثُمَّ قَالَ: (مَا شَأْنُهُمْ؟) فَأُخْبِرَ بِكَسْعَةِ الْمُهَاجِرِيِّ الْأَنْصَارِيَّ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (دَعُوهَا فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ). [صحيح البخاري3257]. والأمثلة على ذلك كثيرة، والمقصود أن على المربي أن يعلم أن بناء القيم ليس بالأمر الهين، وأن الكمال عزيز، فيتحمل ما يراه من أخطاء المتربي، ويصبر على التربية فإنها تحتاج إلى نَفَس طويل.

    2- غرس القيم في مرحلة الطفولة أسهل من غرسها بعد ذلك:
    الكثير من الآباء لا يتفطن للتربية إلا بعد أن يبدأ في معاناة مشاكل ابنه أو ابنته في مرحلة المراهقة، وكثير من شكاوى الآباء التربوية هي شكاوى (لمظاهر) سببُها غيابُ قيمٍ.. المشكلة أن الآباء لا يتفطنون لذلك، ويظلون يبحثون في حل لظاهر المشكلة دون تفكير في أسبابها الحقيقية، كمن يعالج صداع الرأس بالمهدئات دون أن يفكر في اجتثاث سبب الصداع. يشكو الأب مثلاً من سهر ابنه خارج المنزل، والسبب غياب قيمة حفظ الوقت، وقيمة الجدية، وبر الوالدين.. ويشكو من هربه عن المدرسة، والسبب غياب قيمة تقدير العلم والحرص عليه، والصدق..الخ .

    وخلاصة الحديث أن غرس القيم في وقت مبكر أولى وأسهل، ويرجع ذلك لمجموعة من الأسباب:
    أولاً: درجة ذكاء الطفل العالية في هذه المرحلة
    وقد اتضح من الدراسات أن المسافات بين خلايا مخ الإنسان تتسع حتى يبلغ سنتين، ثم تبدأ بالاضمحلال بعد ذلك! ولك أن تتأمل في سرعة اكتساب الطفل للغة أو لأكثر من لغة (دون مُعلِّم!)، وهو يكتسب القيم في طفولته بنفس الطريقة التي يكتسب بها اللغة، والمعروف عند المتخصصين في التنشئة الاجتماعية أن الطفل في هذه المرحلة يلاحظ استجابات أهله وردود أفعالهم على السلوكيات التي يمارسها، ويتعامل معهم على هذا الأساس! ويبدأ الطفل غالبًا بالمحاكاة قبل أن يتم السنة الأولى من عمره.

    ثانياً: عدم وجود سابقات فكرية
    بمعنى أن قاعدة البيانات عند الطفل فارغة! بخلاف الكبير الذي تحتاج إذا أردت غرس قيمة أن تقتلع نقيضها.

    ثالثاً: قلة مصادر التلقي
    فالصغير لديه قدوة واحدة أو قدوتان (الوالدان) ثم تتسع قائمة القدوات بعد ذلك، ويقل تأثير الوالدين على الابن.

    بناء على ما سبق، ذكر العلماء أن السنوات الست الأولى من عمر الإنسان هي المرحلة الذهبية لغرس القيم.

    3- غرس القيم عملية أصعب من أن نخطط لها!
    يمكننا أن نرتب الكثير من البرامج لغرس مجموعة من القيم، ولكننا إن أردنا أن نستوعب جميع القيم التي ينبغي غرسها في الأبناء فعلينا أن نجعل حياتنا كلها برنامجًا متكاملا لبناء القيم.. وعليه فإننا إن أردنا أن نغرس القيم في أبنائنا، فلا بد أن تكون حياتنا كلها مدرسة للقيم؛ مما يؤكد أهمية أثر البيئة والمربي (القدوة) في غرس القيم، وهو ما سنوضحه في المقالات التالية.

    وللحديث صلة..



    من كل شيءٍ اذا ضيعتهُ عوضٌ
    وما منَ اللهِ إن ضيعتهُ عوضٌ
    **********

    واعلم ان الله ما منعك الا ليعطيك
    وما ابتلاك الا ليعافيك
    وما أمرضك الا ليشفيك
    وما اماتك الا ليحييك

  7. #27
    صيدلانية/مشرفة القسم الطبي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,020

    رد: كيف أغرس في أولادي القيم الإسلامية (17)

    كيف أغرس في أولادي القيم الإسلامية (18)

    إبراهيم بن عبدالعزيز الخميس
    مقالات متعلقة

    تاريخ الإضافة: 8/7/2009 ميلادي - 15/7/1430 هجري زيارة: 2334













    في هذا المقال نختتم ضوابط بناء القيم في المتربي.. وبه نختتم حديثنا عن بناء القيم..

    5- أثر المربي: التفطن للقيم الغائبة:


    إن كون الحياة مدرسة للقيم، كما ذكرت آنفًا، لا يعني أن القيم ستبنى بناءً متقنًا لدى الناشئ، وهنا يأتي أثر المربي الفطن الذي يشخص الخلل ويصرف الدواء، لا لعلاج الظاهر فحسب، بل لعلاج الظاهر والباطن. وقد مر معنا في الأمثلة السابقة كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم تفطن لبقاء شيء من قيم الجاهلية، فنبه عليه (دَعُوهَا فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ)، (يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ؟! إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ).. وهكذا في قصة أسامة عندما قتل الرجل الذي نطق بالشهادة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((يَا أُسَامَةُ أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟!)) قَالَ أسامة: قُلْتُ: كَانَ مُتَعَوِّذًا، فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ. [صحيح البخاري-(ج13/ص164)].

    إن بناء القيم أشبه بغرس النخلة التي يلزم العناية بها عناية دائمة، ولو أهملها صاحبها فلم يسقها ويقلب أرضها ويُزِلْ عنها الأشواك والنباتات القريبة، لو لم يفعل ذلك دائمًا وباستمرار فإنه لن يرى ثمرها الحلو الطيب الذي ينتظره.


    6- مراعاة المرحلة العمرية، وجنس المتربي:


    لا بد أن يراعي المربي مرحلة المتربي العمرية عند اختيار الوسيلة المناسبة معه، فأسلوب المحاضرة مثلا قد يناسب الطفل أكثر من مناسبته للمراهق، وكذا على المربي أن يراعي المرحلة العمرية في طريقة استخدام الوسيلة الواحدة، فالحوار مع الطفل مثلا لن يكون كالحوار مع المراهق، وأسلوب القصة يتغير مع اختلاف سن المتربي، كما أن تربية الأبناء تختلف عن تربية البنات، ولعل الله أن ييسر لي التفصيل في هذا الموضوع مستقبلا.

    7- التنويع في وسائل غرس القيم:


    يحتاج المربي لغرس قيمة ما إلى استخدام عدة وسائل، في أوقات متتالية ومتباعدة، وعليه أن يبذل مجهودًا كبيرًا في تربية أولاده، خاصة في مثل هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن وأصبح القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر.

    8- التوفيق الرباني قبل كل شيء:


    مهما بذل المربي من وسائل وجهود، فينبغي له أن لا يتكل عليها؛ لأن التوفيق الرباني أساس الهداية {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص: 56] وقد بذل نوح عليه السلام جهدًا عظيمًا متواصلا؛ ليس في دعوة ابنه فحسب، بل في دعوة قومه كلهم، {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا * ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا} [نوح:5-9]، ومع كل هذه الجهود لم يكتب الله الهداية لابنه، فعلى المربي - مع بذل الأسباب - أن يتكل على الله ويلجأ إليه دائمًا وأبدًا، أن يصلح ذريته، وأن يهديهم إلى سواء السبيل.

    ومن طريف ما يحكى هنا ما رواه الرامهرمزي في المحدث الفاصل [ج1 / ص242]... قال: كان يحيى بن مالك بن أنس يدخل ويخرج ولا يجلس معنا عند أبيه، فكان إذا نظر إليه أبوه يقول: هاه! إن مما يطيب نفسي أن هذا العلم لا يورث، وأن أحدًا لم يخلف أباه في مجلسه إلا عبد الرحمن بن القاسم.. ونزل ابنه من فوق ومعه حمام قد غطاه فقال الإمام مالك: الأدب أدب الله، لا أدب الآباء والأمهات، والخير خير الله لا خير الآباء والأمهات.

    ختامًا:
    أملي أن أكون قدمت في هذه الحلقات ما يثري الساحة التربوية، وما ينفع المربين، {وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ} [الأحزاب/4].
    {رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} [آل عمران: 38].
    {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [الأحقاف: 15].
    {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ * رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} [إبراهيم: 40، 41].
    {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74].
    من كل شيءٍ اذا ضيعتهُ عوضٌ
    وما منَ اللهِ إن ضيعتهُ عوضٌ
    **********

    واعلم ان الله ما منعك الا ليعطيك
    وما ابتلاك الا ليعافيك
    وما أمرضك الا ليشفيك
    وما اماتك الا ليحييك

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123

المواضيع المتشابهه

  1. من أقوال ابن القيم
    بواسطة أسامه الحموي في المنتدى فرسان الأدعية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-07-2018, 03:30 AM
  2. أولادي
    بواسطة أ . د . محمد جمال صقر في المنتدى فرسان النثر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-27-2015, 11:34 PM
  3. أولادي والمدرسة والتجربة المريرة والفريدة
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان التعليمي.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-21-2014, 03:28 AM
  4. من القيم إلى العمل: المبادئ الأربعة للقيادة القائمة على القيم
    بواسطة مالك الصمادي في المنتدى فرسان البرمجة اللغوية العصبية.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-09-2012, 08:07 PM
  5. وجع القيم
    بواسطة الهام بدوي في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 07-19-2011, 11:37 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •