وعليكم السلام يابنان
سامحوني أني ابتعد عن ذكر الألقاب مع احترامي للجميع
وأفضّل بمناداتي روعة حاف
وعلى فكرة يمكن تفضيلي لهذه المباسطة في الحديث ناتج عن كوني قريبة من الجيل الجديد متمثّلا بابنائي الشباب
ووجدتها أفضل طريقة للتعامل مع الجيل الجديد ببساطة تحافظ على أدنى مظهر للاحترام وأعلى مستوى بفهمي العميق للاحترام
وأرى أن هذا الجيل رُبي بضوابط جيل سابق فشبّ عن الطوق وتمرّد على مفاهيم باتت قديمة بالنسبة له عن الاحترام
وتعامل مع المفهوم القديم للاحترام بسخرية كرد فعل يناسب تمسكنا غير المبرر بمعايير احترام تناسب عصر الأجداد
وما اولادنا إلا مرآة لنا
كلما تمسكنا بمفاهيمنا أكثر كلما ثاروا علينا وتمردوا أكثر
كلما تعنّتنا بفرض معاييرنا كلما استخفوا بها وحاربونا بخرقها
فمثلا كلما تعنّتنا أن مظاهر كتقبيل اليد والصمت في حضرة الكبار وعدم النقاش أو إبداء الرأي حتى هي ترسيخ لمعنى الاحترام
كلما زادهم ذلك نفورا منا واختاروا لأنفسهم مفردات لغوية خاصة بهم تدل على مدى استخفافهم بمظاهرنا المحترمة
ويصبح تداولها مصدر متعة لأن فيها إثبات للنفس وتحدي للكبار
ثم يأتي دورنا لنسمي ردة فعلهم بالوقاحة والزلات وعدم الضوابط
أخت بنان أنا أقدر اهتمامكي بهذا الموضوع لأنه يعكس اهتمام بحال جيل يحتاج منا كل التفهم والتقدير بدل كيل اللوم والاتهامات
وأقول أننا نحتاج بداية أن نتحمل مسؤولية ما وصل إليه الجيل ونبدأ بالتغيير من أنفسنا
أنا لا أريد أن يقبّل ابني يدي وقلبه مليء بالاستخفاف
أنا أريد أن أقبل رأسه واحترم طريقة تفكيره وأتفهمها وأكون قدوة له في الاحترام بمعناه العميق وليس بمظهره القديم
وأعود واقول وما أولادنا إلا مرآة لنا
فكلما تفهمنا رؤيتهم واحترمنا اختلافهم وخيارهم كلما كانوا أكثر وداعة وحبا واحتراما لنا
وحتى يمكننا ذلك علينا أن نغيّر طريقة تفكيرنا بهم ونحترم خيارهم بعدم تنفيذ مظاهر الاحترام القديمة والتركيز على الاحترام كمعنى وذلك بممارستنا الفعلية كقدوة لهم
أي بتبديل بعض المسميات متل وقاحة ونحاول أن نراها بعدستهم على أنها طريقتهم الخاصة بالاحترام
لا عودة إلى الوراء .. زمن البراءة (أو ما نسميه كذلك إن صح التعبير) راح
علينا أن نعيد التفكير في بعض مسمياتنا وإيجاد بدائل مفيدة
علينا أن نعامل أبناءنا بحب غير مشروط واحترام لكينونتهم وخياراتهم
عينا تحمل مسؤولية ما وصل إليه أبناءنا حتى نمد لهم يد العون بمحبة ويتقبلوا منا ذلك
ولكم الشكر على أسئلتكم
ولكم التقدير لحرصكم على الأفضل دائما
بأمان الله وتوفيقه