منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 3 من 18 الأولىالأولى 1234513 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 185

العرض المتطور

  1. #1
    السلام عليكم ايها الكاتب الجامح لعطاء بداخلك
    ايها الفنان بريشة تتدفق بالوان
    وتتنوع سؤالي لكم ماهي خصائص مدرستكم الفكرية او الادبية الفنية التي تطمحون لها ومن تناسب المجتمع البدوي او غيره تحديدا؟
    وسؤالي الثاني
    لماذا نكتب ولماذا نرسم وسؤالي الثالث ارجو منكم ومن خيالكم الواسع الفني ان تعبر لنا بكلمة واحدة كيف ترى العالم الان ؟؟؟
    اسعدني هذه الضيافة معكم على كرسي الفضفضة لقد جعلتني اتذكر الاخ مؤيد البصري فهو يتعامل مع ادب الطفل الطامح الذي يتنوع ويشرق بربيع الطفل الضاحك الباسم في عالمنا الان

    تحياتييييييييييي
    الكاتبة وفاء الزاغة

  2. #2
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء الزاغة مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ايها الكاتب الجامح لعطاء بداخلك
    ايها الفنان بريشة تتدفق بالوان
    وتتنوع سؤالي لكم ماهي خصائص مدرستكم الفكرية او الادبية الفنية التي تطمحون لها ومن تناسب المجتمع البدوي او غيره تحديدا؟
    وسؤالي الثاني
    لماذا نكتب ولماذا نرسم وسؤالي الثالث ارجو منكم ومن خيالكم الواسع الفني ان تعبر لنا بكلمة واحدة كيف ترى العالم الان ؟؟؟
    اسعدني هذه الضيافة معكم على كرسي الفضفضة لقد جعلتني اتذكر الاخ مؤيد البصري فهو يتعامل مع ادب الطفل الطامح الذي يتنوع ويشرق بربيع الطفل الضاحك الباسم في عالمنا الان

    تحياتييييييييييي
    الكاتبة وفاء الزاغة
    ----------------------------------------------
    الأخت الغالية وفاء .. السلام عليكم وأدام الله هذه العقلية الفريدة التي تتمتعين بها .. فأسئلتك تنم عن كم ثقافي كبير لديكِ .. وتشير إلى وعيٍ خرافي لما يدور في الساحات الفكرية العربية ..
    وكم أسعدني رقيق كلماتك .. لكنها واسعة على شخصي المتواضع ..
    خصائص مدرستكم الفكرية او الادبية الفنية التي تطمحون لها ؟

    عالمنا العربي اليوم مختلفٌ جداً .. وبحاجة لمدرسة فكرية أدبية فنية تناسب هذا الاختلاف ..
    طبعاً لا أستطيع تكوين تلك المدرسة كونها طموحاً وحلماً .. فالأحلام عادةً غير قابلة للتحقيق .. وربما أجمل ما فيها بقاؤها أحلاماً .. ولكن أرى تكوين مدرسة تتشارك فيها الأقلام المبدعة .. والأفكار الخلاقة .. لوضع أساسٍ يبدأ بتربية الفرد على ثقافة الاختلاف .. ومبادرة الاقتحام الفكري وليس التقوقع في بوتقة التلقي السلبي كما هو حاصل الآن .. لذا فملامح هذه المدرسة برأيي تبدأ بإعادة هيكلة العملية الفلسفية التربوية لدى أبناء العروبة كافةً .. ومنها تنطلق الإمكانات والطاقات نحو صقل المواهب المنبثقة عن هذه العملية لتكوين عنصر سيادة مجتمعي يتمثل بتحقيق الكينونة الحضارية .. وصياغة الهوية التراثية الثقافية مع فتح الأبواب مشرعةً لـِ (ثقافة الإضافة) وخلق القدرة على التعبير عن مكنونات الكيان الحضاري الذي لا ينقصه العمق التاريخي لأمتنا .. والقفز عن محاولات تقزيم الذات أمام عملقة الآخر .. ثم تناول كافة النواحي الثقافية والفنية بقالبِ متمرد .. فبدون التمرد على العقل .. وبدون ممارسة شيء من الجنون الفكري لا يمكن أن نتحرك خارج دائرة الموروث البائس لأجيالٍ هدمت الإنسان العربي بالقبلية والفئوية والنرجسية الكاذبة ..

    ومن تناسب المجتمع البدوي او غيره تحديدا؟

    نعم بالطبع تناسب المجتمع البدوي الذي نحيا داخل جدرانه الانعزالية .. والذي هو قبل غيره بحاجة لعملية جراحية تجميلية .. إضافةً لعملية قيصرية لإنتاج جيلٍ قادرٍ على النظر من الأعلى ..

    لماذا نكتب ولماذا نرسم ؟

    هناك أكثر من دافعٍ وأكثر من هدف للكتابة وللرسم ..
    من الدوافع : الجنون الفني الذاتي والمتمثل بتجسيد المواهب .. وسكب تفاعلات اللاوعي على الورق .. ومضاجعة بياض اللوحات بوحشية الحالة المخاضية .. ومنها الحرص على بقاء الروحانية الأدبية والتشكيلية والخوف من الذوبان .. ومنها الرسائل المنعكسة من الداخل إلى الخارج لتوجيه دفة القارب قدر المستطاع على الوجهة الصحيحة .. ومنها الحب .. وأعني الحب بشموليته .. فالحب لا يكون جميلاً بدون تلك المساحيق المفرداتية والتشكيلية .. من رسالة الغرام إلى اللوحة العارية .. إلى إلى ....... الخ ...
    اما الأهداف فتختلف باختلاف كلٍ منا .. فهناك الهداف المادية المحضة .. وهناك الأهداف السيكولوجية والنفسية .. وهناك الأهداف الوطنية والاجتماعية الإنسانية التي تحمل بذور الإنشاء التربوي المُفتَرَض ..

    وسؤالي الثالث ارجو منكم ومن خيالكم الواسع الفني ان تعبر لنا بكلمة واحدة كيف ترى العالم الان ؟؟؟

    أراه (ملحمة) ..
    إن أجمل حب هو الذي نعثر عليه أثناء بحثنا عن شيء آخر ..!

  3. #3
    السلام عليكم
    واهلا بك على هذا الكرسي الرائع:
    مانلاحظه جليا رجحان كفة المنتديات الأدبية والدينية على العلمية! لماذا؟هل تراها ظاهرة صحية أم تنم عن أمر ما في مجتمعنا العربي...
    هل هي بيئة وتربية؟ ام عالمنا الثقافي ولد هذه الظاهرة فكانت نتاج طبيعي بكل مافيها؟
    هل نحن قوم أدباء نحسن الكلام ولانحسن الفعل؟هل هذا رجحان العاطفة على العقل؟
    أتمنى التماس وجهة نظرك بموضوعية...
    مع التحية والتقدير

  4. #4
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملدا شويكاني مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    واهلا بك على هذا الكرسي الرائع:
    مانلاحظه جليا رجحان كفة المنتديات الأدبية والدينية على العلمية! لماذا؟هل تراها ظاهرة صحية أم تنم عن أمر ما في مجتمعنا العربي...
    هل هي بيئة وتربية؟ ام عالمنا الثقافي ولد هذه الظاهرة فكانت نتاج طبيعي بكل مافيها؟
    هل نحن قوم أدباء نحسن الكلام ولانحسن الفعل؟هل هذا رجحان العاطفة على العقل؟
    أتمنى التماس وجهة نظرك بموضوعية...
    مع التحية والتقدير
    ---------------------------------------------------------------

    الأخت الغالية ملدا ... أسعد الله أوقاتك بالحب والمطر ..
    جميلة وذكية وفي العمق أسئلتك هذه ..
    مقدمة لا بد منها ..
    حسناً .. المنتديات عموماً هي المكان المُفتَرَض للتعبير عن الذات الثقافية الاجتماعية والسياسية والعلمية .. والبوح بمكنوناتها التربوية الشاملة .. فبنظرة تاريخية إلى المجتمع العربي نشاهد الوقوف على الأطلال والمعلقات الشعرية .. والخطابة التي كانت سائدة ولها رجالها في الجاهلية .. ونلاحظ أن الشعر الجاهلي في الجزيرة العربية كان يتسم بالمزج بين الإيقاع الشعري وبين الفروسية في أكثر الأحيان .. وإن كانت الفروسية اسمٌ على غير مسمى .. وذلك نابعٌ من السمات التي تميز هذا المجتمع .. كونهم كانوا يتناحرون على العشب والماء .. أو من أجل ثأرِ أو محو عارٍ هو بالمفهوم الإنساني والمنطقي ليس عاراً .. وكان هذا يُتَرجَم على شكل قصائد شعرية مثل معلقة عمرو بن كلثوم مثلاً التي أنشأها بعد قتله للملك عمرو بن هند .. بسبب تافه جداً وهو أن أم الملك عمرو بن هند أمرت أم الشاعر عمرو بن كلثوم أن تناولها صحناً وجميعنا يعرف القصة ..
    فالإنسان العربي لم يكن يوماً مهتماً بالعلم .. فعلى سبيل المثال لم يقف أحدهم ليتفكر عبر الصحراء العربية لماذا هذا الامتداد الصحراوي القاحل ولماذا هناك العشب والماء في بقعةٍ أخرى ؟؟ إلى أن جاء الإسلام وحض على العلم بشكلٍ مُلفِت .. حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يترك حلقات الذكر ويذهب لينضم إلى حلقات العلم .. وبعد ارتدادنا عن روح الإسلام في عصورنا الحديثة ازددنا اهتماماً بالتوافه وحولناها إلى ثرثرة أدبية .. وقللنا من الاهتمام بالقضايا القيمة وتفهناها ..
    من هنا نستطيع القول أن الجانب الأدبي يغلب على العلمي .. مع وجود الاستثناءات طبعاً وإن كانت قليلة .. فكلما اتجهت بوصلتنا نحو الجاهلية هروباً من العصرنة والتقدم العلمي، كوننا متلقين وفي غالب الأحيان متلقين سلبيين للعلوم والابتكارات الحضارية، كلما ازداد الاهتمام بالثرثرة الأدبية التي لا تسمن على حساب التحديث المنطقي العصري لأفكارنا وعقولنا .. وشتان ما بين الثرثرة الأدبية والأدب الهادف ..

    نأتي إلى الدين والمنتديات الدينية .. فغلبة هذه المنتديات على العلمية .. برأيي ـ الشخصي ـ يرجع إلى افتقادنا للتوازن التفكيري الشمولي الذي لا يفصل الدين عن العلم .. بل بالعكس فالعلم من روح الدين والحض عليه جعله واجباً بل فرضاً .. وأول كلمات القرآن العظيم "إقرأ" .. وقال تعالى : ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )
    وقال رسولنا الكريم "ص" : (طلب العلم فريضةٌ على كل مسلم) و (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة).. ولكن ما هو حاصلٌ لدينا هذه الأيام هو محاولات مرتبكة لفصل الدين عن العلم تارةً، ووصله به تارةً أخرى حسب المزاج والتوجه .. بحججٍ واهية .. وذرائع دنيوية لا علاقة لها بأصالة الدين وحقيقته .. والكل عبر المنتديات يبحث عن مبررات دينية لما يكتب أو يقول بهدف إقناع الآخر .. والمنتدى هو الوجه الآخر للمقهى أو النادي أو الديوان .....الخ .. فكما نجد في حياتنا العادية التاجر الكاذب الذي يقسم أغلظ الأيمان بهدف إقناعك بشراء سلعة ما .. والإرهابي الدموي الذي يقتل وينهب باسم الإسلام، نجد أيضاً الكاتب المنحاز لمصلحةٍ شخصيةِ ما يتحرى الكذب باسم الدين لتبرير قناعاتٍ بائسة .. فيفيض قلمه المسكين بقال الله وقال الرسول .. والله ورسوله مما يقول براء .
    إذن برأيي فرجحان كفة هذه المنتديات على المنتديات العلمية ليس ظاهرةً صحية بالمرة .. بل هي حالةٌ من التخلف والعفن الفكري المرتكِز على العادة والتقليد أكثر من الدين والعلم .. ناتجة عن بيئةٍ تربويةٍ غير سليمة ولا نجاح فيها ..

    هل نحن قوم أدباء نحسن الكلام ولانحسن الفعل؟هل هذا رجحان العاطفة على العقل؟

    نحن نحسن الثرثرة كما أسلفنا وليس الكلام .. نحن أول من ابتكر (الظاهرة الصوتية) المعبِرة عن غوغائيةٍ تربوية لها علاقةٌ حميمةٌ بالهوية العربية العامة .. حتى الكلام يحسنه غيرنا أكثر منا بكثير .. فخير الكلام نجده عندهم ونجد عندنا شر الكلام بسبب هذه الظاهرة المقيتة .. وهذا كله بسبب ابتعادنا عن ديننا الحنيف .. دين الإنسانية والعلم والأدب والحضارة والتقدم ..
    ومن جهةٍ أخرى فالعاطفة لدينا أقوى من العقل بكل الحالات التفاعلية الحياتية .. فنحن متطرفون في عواطفنا كلها .. متطرفون إن أحببنا وعشقنا .. متطرفون إن كرهنا .. متطرفون إن لبسنا .. وإن أكلنا وشربنا .. ووووووو الخ .. وهذا يؤدي إلى نتيجة حتمية وهي إلغاء لكل الآخر .. لكل ما يسمى آخر وليس فقط الإنسان الآخر أو الرأي الآخر .. وهذه كارثة ثقافية وعاطفية في آنٍ معاً .

    أخت ملدا .. لك وافر امتناني على هذه الأسئلة العميقة التي تستفز نحو الفضفضة والبوح الصادق ..
    إن أجمل حب هو الذي نعثر عليه أثناء بحثنا عن شيء آخر ..!

  5. #5
    السلام عليكم ومرحبا بالفارس الثقافي المغوار مهنا حفظه الله:
    حقيقة أسعدتنا بإجاباتك المحفزة والتي حركت مشاغبتي فهل تقبلني محاورا؟
    ولي سوابق مع الأعضاء الكرام والفرسان الكبار...
    إليك مجموعتي الأولى:
    ماهو النص الذي لم تكتبه بعد؟
    والكتاب الذي لم تشرع به بعد؟
    والمشروع الذي لم تقدم عليه بعد؟
    والشخص الذي لم تقابله بعد؟
    والمنتدى المثالي الذي لم تدخله بعد؟
    والامل الذي لم تصل إليه بعد؟
    والبشارة التي لم تسمعها بعد؟
    وللحديث بقية
    فراس

  6. #6
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراس الحكيم مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ومرحبا بالفارس الثقافي المغوار مهنا حفظه الله:
    حقيقة أسعدتنا بإجاباتك المحفزة والتي حركت مشاغبتي فهل تقبلني محاورا؟
    ولي سوابق مع الأعضاء الكرام والفرسان الكبار...
    إليك مجموعتي الأولى:
    ماهو النص الذي لم تكتبه بعد؟
    والكتاب الذي لم تشرع به بعد؟
    والمشروع الذي لم تقدم عليه بعد؟
    والشخص الذي لم تقابله بعد؟
    والمنتدى المثالي الذي لم تدخله بعد؟
    والامل الذي لم تصل إليه بعد؟
    والبشارة التي لم تسمعها بعد؟
    وللحديث بقية
    فراس
    ----------------------------------------------
    يا هلا أستاذي فراس .. كم يسعدني الاستعداد والحماس للحوار والنقاش حول قضايانا الشخصية والعامة
    ويشرفني أن تكون محاوري .. لسلاسة فكرك .. وذكاء أسئلتك .. وسمو شخصك ..

    وإليك أخي الحكيم ..



    ماهو النص الذي لم تكتبه بعد؟

    ـ النص الجريء الذي يقتحم حاجز الخوف من العيب كونه يجيب على تساؤلاتٍ كامنةٍ في نفس كلٍ منا .

    والكتاب الذي لم تشرع به بعد؟

    ـ إن كان المقصود الكتاب الذي لم أكتبه فهو كتاب دراسة أو بحث في "طرائق تغيير المفاهيم والقدرة على التأثير" .. وإن كان الكتاب الذي لم أشرع بقراءته فهو كتاب "لا تكن ضد نفسك" للكاتبة السعودية "عائشة الزاهر" .

    والمشروع الذي لم تقدم عليه بعد؟

    ـ معرض فني خاص، والزواج من كاتبة .

    والشخص الذي لم تقابله بعد؟

    ـ الإنسان الشفاف .

    والمنتدى المثالي الذي لم تدخله بعد؟

    ـ المنتدى الاجتماعي الإنساني (المحض) ذا التخصص التربوي .

    والامل الذي لم تصل إليه بعد؟

    ـ الهجرة .

    والبشارة التي لم تسمعها بعد؟

    ـ الحرية .

    وللحديث بقية
    إن أجمل حب هو الذي نعثر عليه أثناء بحثنا عن شيء آخر ..!

  7. #7
    هذا من لطفك أيها الأديب الرائع فعلا أسعدتني بإجاباتك وصدقك مع نفسك ومع الجمهور المتابع وانا لي الشرف ان أكون اولهم...
    متابع بمحبة :
    لماذا الأدب؟
    ولماذا القصة؟
    وماهو الهدف الكبير انطلاقا من تلك المحطة؟
    وإلى أين المسير؟
    ومقارنة بما مضى من أسماء أدبية لامعة وحتى الآن ماذا حقق الادب؟
    وهل مازال الأدب سلاح ماض في أيدي الأادباء؟
    كيف ستقدم للأديب الحديث العهد ولكل الأدباء وصفة او نصيحة كي يمضي أدبهم بخير ورسالة سامية بحضور المعطيات الحالية؟
    ولي عودات
    فراس
    ( تعقيبا على ماورد من إجايات: ربما هناك منتديات تربوية كما تفضلت ولكن المنتديات التخصصية لم تعط ثمارها بقوة حتى الآن فلماذا التربوية حصرا؟)

  8. #8
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراس الحكيم مشاهدة المشاركة
    هذا من لطفك أيها الأديب الرائع فعلا أسعدتني بإجاباتك وصدقك مع نفسك ومع الجمهور المتابع وانا لي الشرف ان أكون اولهم...
    متابع بمحبة :
    لماذا الأدب؟
    ولماذا القصة؟
    وماهو الهدف الكبير انطلاقا من تلك المحطة؟
    وإلى أين المسير؟
    ومقارنة بما مضى من أسماء أدبية لامعة وحتى الآن ماذا حقق الادب؟
    وهل مازال الأدب سلاح ماض في أيدي الأادباء؟
    كيف ستقدم للأديب الحديث العهد ولكل الأدباء وصفة او نصيحة كي يمضي أدبهم بخير ورسالة سامية بحضور المعطيات الحالية؟
    ولي عودات
    فراس
    ( تعقيبا على ماورد من إجايات: ربما هناك منتديات تربوية كما تفضلت ولكن المنتديات التخصصية لم تعط ثمارها بقوة حتى الآن فلماذا التربوية حصرا؟)
    ------------------------------------------

    أحييك أخي الغالي فراس .. كلماتك رقيقة .. وأسئلتك عميقة ..

    لماذا الأدب؟

    ـ على مر العصور كان الهدف من الأدب هو ثلاثة أشياء .. الأدب للأدب .. كما كان في بعض عصور الترف الأدبي حيث كان التلاعب بأبيات القصيد من حيث اللفظ
    وترادف الحروف مثل (وقبر حرب بمكان قفر وليس قرب قبر حرب قبر) .. ثم الأدب للسياسة والحروب كالشعر الحماسي .. والأدب المؤدي لإيقاد شعلة الثورات ضد
    الطغيان كالثورة الفرنسية التي سبق اندلاعها مرحلةٌ من عمليات التنوير الأدبي المشجع على قيامها ضد النبلاء ورجال الدين .. وأخيراً الأدب للمجتمع وهو أصعب
    الأهداف حيث من خلاله تكون الغاية تصويب المفاهيم الاجتماعية السائدة وتغيير العادات والتقاليد .


    ولماذا القصة؟


    ـ برأيي .. فإن تناول الأدب من أجل أهدافٍ ساميةٍ يجعلنا نبحث عن الطرق الأدبية الأسهل وصولاً للمتلقي والأسرع تأثيراً .. ولما كان عصرنا الحاضر يكاد يخلو من
    النفس الطويل للقراءة ،، ويكاد يخلو من القُراء العرب) أصلاً .. فكانت القصة ـ رغم صعوبتها ـ هي الأسهل تناولاً والأكثر والأسرع تأثيراً في القراء، إن توفرت فيها
    التقنية العالية المتمثلة في شروط الاستقطاب مثل عناصر التشويق، وحسن اختيار الموضوع، والشخصية المناسبة للموضوع .. وقوة لحظة التنوير (فلاش النهاية) ..
    بالإضافة لسلامة اللغة وقوة الصياغة الأدبية التي تجذب القاريء لإكمال المادة المكتوبة، وأخيراً نجاح القصة في ترك الأثر النفسي والفكري في نفس القاريء الذي يحوّل
    هذا القاريء إما إلى عنصر هام في مراحل التغيير الإيجابي في الفعل الاجتماعي والسياسي وغيرهما، أو ينقله نقلةً نوعيةً إلى عنصرٍ رياديٍ مؤثرٍ في عمليات التغيير .


    وماهو الهدف الكبير انطلاقا من تلك المحطة؟


    ـ هي ليست محطة .. هي محطات متنوعة الثقافة مختلفة الرؤى، كروافد نيتها المُفْتَرَضة الانسيابية نحو مصب الأهداف المنصوبة على إعادة صياغة التاريخ الإنساني
    الاجتماعي في منطقتنا المُشاغبة.. بالنسبة لي شخصياً فالهدف الكبير هو هذا (إعادة صياغة التاريخ الإنساني لدينا) .. بمعنى شحن الإنسان العربي تربوياً واجتماعياً قبل
    القيام بأية عملية تغيير، فمن السهل أن تعطي شخصاً بندقيةً وتأمره بالنضال ،، ولكن من الصعب أن ينتصر، فإن لم يقاتل بعقيدةٍ نضاليةٍ مبنيةٍ على قواعد وأسس تربوية
    إيجابية، فسيعود إليك بخفي حنين، فاشلاً مهزوماً .. فبرأيي المتواضع يجب التركيز على تربية الفرد لهذا الهدف .


    وإلى أين المسير؟


    ـ المسير نحو مسيرةٍ إنسانية فيها مزيج السياسة والمجتمع والاقتصاد والثقافة بعمومها . والتغيير نحو شمسٍ أكثر إشراقاً .. بناءً على هذه اللبنات الأساس .


    ومقارنة بما مضى من أسماء أدبية لامعة وحتى الآن ماذا حقق الادب؟


    ـ هذا سؤال مطاط جداً .. فتعال نحدده بعصرنا هذا .. الأدب لا يحقق شيئاً طالما الطرف الآخر ليست لديه النية لقبول الأدب كمادةٍ تفاعلية بشرية، وليس كمادةٍ للتسلية
    ومحاربة الوقت، وملء الفراغ .. هذه المادة الأدبية التي من شأنها عجن الإنسان مع الفكر في قالبٍ تظاهري عام . ولكن هذا لا ينفي وجود ذاك التأثير وإن كان ضئيلاً ..
    هناك أسماءٌ أثرت الأدب .. وأثّرت في الأداء المسلكي السياسي والثقافي .. ولعل الشاعر الكبير "محمود درويش" أحد أبرز هؤلاء الرموز الذين أثّروا ليس فقط في المجتمع العربي بل وفي الإسرائيلي والأجنبي عموماً، بدليل اعتقاله أكثر من مرة في إسرائيل، وترجمة أعماله الشعرية إلى لغاتٍ أجنبيةٍ عدة .. والشاعر الكبير نزار قباني المتنوع المرقط تارةً بثياب الحب والغزل الهادف إلى تحرير المراة العربية ، وتارةً بثياب الحرب من خلال قصائده السياسية الخارجة على القانون . ولا ننسى قافلةً من الأدباء والشعراء المؤثرين أمثال الشاعر اليمني "عبدالله البردوني" الذي تميز شعره بالوجودية ومقاومة الاستعمار البريطاني ونظم الحكم المستبدة .. و"إيليا أبو ماضي" وتوفيق الحكيم، وطه حسين، والعقاد، ويوسف السباعي، وأحمد مطر، ومظفر النوّاب، والقافلة تطول . وكثير منهم من أضاف للأدب نثراً او شعراً وأثر في تحويل العقلية العربية من انكفائيةٍ ذاتيةٍ إلى كيانٍ إنسانيٍ منتجٍ لمستقبلٍ مضيءٍ أيام استقلالات الدول العربية .. ولكن في أواخر القرن الماضي وأوائل القرن الحالي نكاد نقول أن جذوة الأدب قد انطفأت وخبت بشكلٍ تسارعيٍ رهيبٍ، انعكس على ملامح حياتنا المختلفة .. من شعرٍ حداثيٍ لا يعترف بالأسس الشعرية التي لا يجب المساس بها .. ونثرٍ يصيغ القصة على شكل خاطرةٍ بائسة، والرواية على شكل مسلسلٍ تركيٍ فارغ، وغناءٍ جنسيٍ لا علاقة له بالأغنية ولا بالكلمة إنما بقِصَر التنورة، والمساحة الحرة من الصدر .. والغنج كماً وكيفاً .. والتمسك بثقافة القبيلة المزرية والتوقف عند بكر وتغلب .

    وهل مازال الأدب سلاح ماض في أيدي الأادباء؟


    ـ الأدب دوماً سلاحٌ ماضٍ .. ولكن أظن أن من الخطأ أن نقول في أيدي الأدباء، لأن الأدب دوماً يُقسم على اثنين (الكاتب والقاريء) فكما للكاتب القدرة على صياغة الفكرة
    الصالحة للنمو، فيلزم أن يكون للقاريء القدرة على التفاعل مع أفكار الكاتب أي كاتب ،، والتمازج مع الهدف من المكتوب .. قد يخبو الأدب في مراحل كالتي نمر فيها،
    نظراً لكون مجتمعاتنا فقيرة بالقراء .. رغم غناها بالأدباء .. وقد يضيء من جديدٍ في مراحل أخرى من عمر المجتمعات ..

    كيف ستقدم للأديب الحديث العهد ولكل الأدباء وصفة او نصيحة كي يمضي أدبهم بخير ورسالة سامية بحضور المعطيات الحالية؟

    ـ الأدب كي يتسامق وينمو عمودياً عليه أن يتمدد أفقياً بالقراءة ثم القراءة .. والبحث والنفس الطويل في التقصي من أجل صناعة الفكرة المؤدية إلى هدفها المنشود .. أما
    الرسالة فبرأيي لا يجب أن توجه نحو تحسين وتعديل البناء الأدبي فقط .. بل الأجدى والأجدر أن توجه نحو بناء الإنسان من جديد .. وخلق أجيالٍ قادرة على التعاطي مع الأدب (خلق إبداع جذبي) .. لأنه بصراحة لو كان لدينا قاريء بالمفهوم الصحيح لما استسغنا المؤامرة على سوريا ولهثنا خلف مخططيها، ولما استمرأنا التحالف مع قوى الاستعمار من أجل بلوغ المناصب على ظهور الدبابات الأجنبية .


    ( تعقيبا على ماورد من إجايات: ربما هناك منتديات تربوية كما تفضلت ولكن المنتديات التخصصية لم تعط ثمارها بقوة حتى الآن فلماذا التربوية حصرا؟)


    ـ لم تعط المنتديات التخصصية ثمارها لأننا قومٌ نتسم دوماً بارتجالية النظرة والقرار .. والتسرع بإصدار الأحكام .. والتعصب القاتل لقناعاتنا وإن كنا على ضلال .. فبنظرةٍ إلى الوراء قليلاً .. وضمن المناهج التعليمية عندنا كنا إلى عهدٍ قريبٍ لا نفرق بين التخصصات في جامعاتنا .. كان تخصص الاجتماعيات مثلاً "تاريخ وجغرافيا ومجتمع" اليوم بعد التأثر القسري أصبح التاريخ تخصصاً مستقلاً وكذلك الجغرافيا والمجتمع .. وقس على ذلك كافة مساحات الثقافة من منتدياتٍ ومكتباتٍ ومذاهب .
    أما لماذا التربوية، فكما أسلفنا التربية هي أساس كل فعلٍ أو سلوكٍ شخصيٍ أو جماعيٍ يؤدي إلى الرفعة أو الانحطاط .. فحين تربي طفلاً على خلقٍ ما، فانت ربيت أسرة، وبالتالي مجتمعاً .. بدون تربية سليمة لا وجود للكيان الأصيل، ولا للمقاومة الشريفة، ولا للتقدم العلمي، ولا لمواسم الحضارة، ولا لكينونة الإنسان الفاعل، ولا للمجتمع المعافى .
    أشكرك أخي فراس .. ولنا عودات كما قلت ..!!
    إن أجمل حب هو الذي نعثر عليه أثناء بحثنا عن شيء آخر ..!

  9. #9

    السلام عليكم ومن جديد..
    يؤلمني ان تلك انلخب العميقة التفكير مثلك أديبنا العزيز لاتجد من يستمع لها إلا امثالها فمالحل ومالسبب؟
    اما عن التربية فأنت على حق والسؤال الجديد هنا لم تراجعت التربية هل هو هجوم ثقافي غربي؟ ام هشاشة عظام ثقافية مبكرة لدينا؟
    اما عن القارئ فرغم حصار وسائل التقنية الجديدة نجد التقصير من عالم التربةوالمربين اولا ولأن التقنيات منحتهم وقتا فوهبوها للاشيئ....
    ********
    استراحة المحارب مع أسئلة طريفة ولنا عودات كما اتفقنا أيها الرائع:

    هل تصدق كل ماتسمع؟ وكيف تضع غربالا إذن للتنقية؟
    وهل تصدق المراهق إذا شكا؟
    والسياسي إذا بكى؟
    والوالد إذا لها؟
    والطفل إذا سها؟
    ولناااااااا عودات جديدة
    فراس

  10. #10
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراس الحكيم مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ومن جديد..
    يؤلمني ان تلك انلخب العميقة التفكير مثلك أديبنا العزيز لاتجد من يستمع لها إلا امثالها فمالحل ومالسبب؟
    اما عن التربية فأنت على حق والسؤال الجديد هنا لم تراجعت التربية هل هو هجوم ثقافي غربي؟ ام هشاشة عظام ثقافية مبكرة لدينا؟
    اما عن القارئ فرغم حصار وسائل التقنية الجديدة نجد التقصير من عالم التربةوالمربين اولا ولأن التقنيات منحتهم وقتا فوهبوها للاشيئ....
    ********
    استراحة المحارب مع أسئلة طريفة ولنا عودات كما اتفقنا أيها الرائع:

    هل تصدق كل ماتسمع؟ وكيف تضع غربالا إذن للتنقية؟
    وهل تصدق المراهق إذا شكا؟
    والسياسي إذا بكى؟
    والوالد إذا لها؟
    والطفل إذا سها؟
    ولناااااااا عودات جديدة
    فراس
    -----------------------------------------------

    أخي الحبيب فراس .. عذراً للتأخر في الرد نظراً لأعمال يوم الجمعة وما فيع من "عجقات" .. ولا أدري ربما للهجمة الشتوية المتمثلة في موجة البرد الكانونية هذه دورٌ في كسلي عن الجلوس إلى الكمبيوتر .
    وكم أخجلتني كلماتك الراقية بحقي .. فإن لم أكن في مثل ما وصفتني إلا أنني أعتبرها وساماً عالياً أزين به صدر العبارة ..
    --------------------------------
    أما عن التربية فأنت على حق والسؤال الجديد هنا لم تراجعت التربية هل هو هجوم ثقافي غربي؟ أم هشاشة عظام ثقافية مبكرة لدينا؟

    ـ الحقيقة لا هذا ولا ذاك .. فالهجوم الثقافي الغربي موجودٌ منذ أيام الحروب الصليبية أو ما قبلها كما نعلم .. وأهدافه معروفة وأهمها السيطرة على هذا الشرق الساحر ذي الخيرات .. ولكنه حين لم يجد المناخ الملائم لبذوره المسمومة لم يحالفه النجاح .. وفي فترات أخرى كان ينجح أيام الممالك والدويلات الإسلامية المتنافرة المختلفة فيما بينها .. والمتحالف قسم منها مع الفرنجة ضد أخوتهم في الدويلات الأخرى في تلك الفترة .. تماماً كما هو حاصل اليوم في وطننا العربي .. إذن الحرب الثقافية موجودة ضدنا منذ القدم .. فهل نحن مستعدون للدفاع أم أن مناخنا ملائمٌ .. وتربتنا خصبة لغزوهم هذا ؟ برأيي فإن الطريق سهلٌ هذه الأيام أمام أية هجمةٍ ثقافيةٍ غربية .. وها نحن كما ترى نتلقف غزوهم بكل رحابة صدر ونعمل ما يأمرونا به .. ونتحالف معهم ضد بعضنا البعض .. فها هو البعض يعقد المؤتمرات ويستشير القوى الاستعمارية ويحيك المؤامرات ضد البلدان العربية الأخرى .. فلو خضع هذا البعض من صغره لتربية صالحة لما خان .. وما تآمر .. وما انتفخ بهواءٍ أجنبي امبريالي .. سرعان ما ينفجر كالبالون غداً حين يتم التخلي عنه إذا اقتضت مصالحهم الاستعمارية ذلك وسيُترَك ليلتهمه الشعب العربي الغاضب ..
    أما هشاشة العظام الثقافية .. فرغم أني ضحكت من هذا التشبيه الذي قد يكون هو المناسب جداً لحالنا اليوم .. إلا أنني لا أعتبر أن هذا يشكل مفهوماً عاماً يسود بيننا كأمة .. بل ما يحصل الآن هو التأثر بروح الهزيمة السياسية التي تؤدي حتماً إلى هزيمةٍ ثقافيةٍ كما أشرنا سابقاً .. فنحن أمةٌ لها تاريخ عريق .. وبنينا حضارات نقل عنها الغرب الأجنبي الكثير الكثير حين كنا خير أمة .. وكانت لنا عقيدةٌ ساميةٌ بها نغزو العالم .. وبها نفتح الباب أمام التقدم العلمي الهائل .. ومنها نهل العلماء الأجانب ولا تستغرب أن ما هم فيه اليوم هو نتاج وحصيلة تلك الأيام الغراء .

    اما عن القارئ فرغم حصار وسائل التقنية الجديدة نجد التقصير من عالم التربية والمربين اولا ولأن التقنيات منحتهم وقتا فوهبوها للاشيئ....

    ـ القاريء العربي (ليس الجميع طبعاً) .. يصر اليوم على العيش في كنف المناذرة والغساسنة .. فالمربون أنفسهم ضاع فكرهم في ثقافة القبيلة المقيتة .. لأنهم أنفسهم أيضاً لم يتربوا جيداً .. فالتربية البيتية لها الأثر الأعظم في النفس .. ثم التربية المُكتسَبة التي تأتي بمردودٍ ربما يفوق بتأثيره ما تربى عليه الفرد في بيته .. فكيف إن كان المربي لم يخضع لتربيةٍ تحتكم للمنطق والمبدأ الإنساني وفي نفس الوقت يتأثر أكثر بما يكتسب من رفاق الجاهلية وإن كانوا يحملون أعلى الشهادات الدراسية والعلمية ؟؟
    فالعلم شيء والتربية والمنطق والتفاعل الإنساني شيء آخر تماماً ..
    هنا يقف المربي والقاريء معاً عند هذا، لا يبرح ولا يحاول أن يبرح .. وهذا ما يفسر التأثر القسري كما أسلفنا بما يرشح إلينا من الحضارة الغربية دون الاستجابة المماثلة لرقي القادم .. بمعنى نعيش عالم "الانترنت" راغمين بينما نعيش قبليتنا وزيف تقاليدنا باختيارنا وتصميمنا وتمسكنا القبيح .. ولكن كما قلت أنت التقنيات منحتنا الوقت والمجال على طبقٍ من ذهب .. لكننا منحناها اللاشيء .. بل التففنا عليها نحو الابتذال والسخف والهراء .. فأصبح القاريء لا يجد "الوقت" للقراءة .. معبراً بهذا النزوح الفكري الملعون عن هويةٍ تكاد تذوب وتتلاشى .. أمام حضور الغرب القوي في كافة المجالات .. والمربي كذلك لم يكن أحسن حالاً .. فبدل أن يستفيد (دون أن يكلف نفسه عناء البحث والتنقيب لصنع الحضارة) راح يهيم على وجهه في دروب الرذيلة المتوفرة "علمياً وتقنياً" .. أو يساهم في مجالات أخرى بتدمير النسيج الاجتماعي لوطنه عبر التعاطي مع رياح التآمر عن قصدٍ أو عن غير قصد ..

    هل تصدق كل ماتسمع؟ وكيف تضع غربالا إذن للتنقية؟

    ـ لا أصدق كل ما أسمع .. بل أكاد أشك في الصدق نفسه هذه الأيام .. ولكن للتنقية والغربلة هناك شيء اسمه المنطق وهو ميزانٌ يُقاس به كل شيء .. وتوزن به كافة أمور الحياة حتى الدينية .. ألم يقل الرسول "صلى الله عليه وسلم" : (استفتِ قلبك) ؟؟ أي إن وجدت الأمر مستساغاً فسر فيه .. وإلا فلا ..

    وهل تصدق المراهق إذا شكا؟

    ـ نعم .. فالمراهق هو إنسان أكثر تعقيداً من الإنسان العادي "الناضج" .. فمن كينونته الثقافية التي تنتقل به من ملاعب الطفولة إلى شارع الشباب الذي يبدا على أرصفته يبحث عن امرأة .. إلى التغيرات االفيزيولوجية التي تطرأ على جسده فتثير في أكثر الأحيان خجلاً أو رهبةً في نفسه تبعاً لمناخه التربوي .. إلى كونه أصبح يمثل جيلاً جديداً يثير في نفسه التمرد .. كل هذا يجعل منه حالة ارتباك فكري .. نفسي .. جسدي .. خيالي .. عاطفي .. كل هذا المزيج المختلط في واحد .. أليس كافياً أن يشكو .. وبالتالي أن نحاول تصديقه ؟؟

    والسياسي إذا بكى؟

    ـ السياسي إنسان .. ربما لا يبكي إلا من أجل مصلحةٍ ضاعت .. أو مُلكٍ يزول .. أو منصبٍ يتخلخل .. ولكن هناك القليل القليل من السياسيين .. يبكون .. ومن أجل مبدأ ..

    والوالد إذا لها؟

    ـ هنا يتوقف على نوعية اللهو .. فمبدئياً "لا" .. ولكن إن كان هذا الوالد يعاني من قمعٍ في طفولته .. ومصادرةٍ للهوه المطوي في ذاكرةٍ أدمتها الدموع ولونتها الآهات باللوعة والاغتراب .. ربما نغفر له تلك الدوافع الكامنة في تحت غبار الماضي القتيل .. التي تذهب به نحو حالةٍ تعويضيةٍ من اللهو البريء .. أما إن كان اللهو ترفاً جسدياً أو تعبيراً عن تميز مالي وغيره مما نجده اليوم فلا وألف لا .. فلذة المسؤولية التربوية الأبوية أكبر بكثير من اللذات المفتَعَلة .. واللهو المسروق من وقت الأبناء ..

    والطفل إذا سها؟

    ـ والطفل إذا أجرم .. الطفل هو الإنسان البريء الوحيد الذي أحبه دون تفكيرٍ أو اختبارات أو دراسة .
    ومرةً أخرى أتقدم بأشد الاعتذار عن التأخر في الرد ..
    ولنا عودات جديدة
    إن أجمل حب هو الذي نعثر عليه أثناء بحثنا عن شيء آخر ..!

صفحة 3 من 18 الأولىالأولى 1234513 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ثرثرة على كرسي الحلاقة .. ( قصة قصيرة )*
    بواسطة محمد فتحي المقداد في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-09-2015, 05:35 PM
  2. كرسي الفضفضه من جديد
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى استراحة الفرسان
    مشاركات: 656
    آخر مشاركة: 12-07-2014, 03:56 PM
  3. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-21-2011, 02:00 AM
  4. كرسي ( قصة بقلم : محمد صالح رجب )
    بواسطة محمد صالح رجب في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 10-28-2010, 01:25 PM
  5. كرسي الخيزران .. وجهاً لوجه مع الهزيمة!!
    بواسطة فتى الشام في المنتدى فرسان العائلات العربية والتراث.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-06-2009, 06:09 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •