بالنسبة لفكرة الذكاء العاطفي :
وفي الصفحة : 71
طرحت فكرة ان اللهلايحاسبنا على درجة ذكائنا الطبيعي الذي لاحول لنا ولاقوة فيه ولحسن الحظ ان اثره فيسلوكنا ونجاحنا اقل بكثير من اثر مانستطيع تغييره :
هناتطرح الفكرة نفسها السنا مع مضي الحياة نرتفع تدريجيا في سلوك الذكاء العاطفي وهناهل يبقى له اثر واضح؟ .. وهل هو يتطور بقوة في الترويض ومعاركة الحياة؟ .. وهل مقولة انالمناهج المدرسية نحد من تطوره ايجابيا رغم اختلاف المربين حول تلك النقطة بالذات؟حبذا لو نشرح حول هذه الفكرة ان امكن مع شكرنا دوما
نعم .. هذا ما أردت قوله .. إن الذكاء العاطفي (الرشد) هو ما يؤثر كثيراً في نجاحنا في الحياة .. وهو مزية مكتسبة .. نكتسبها بالتعلم والمجاهدة والممارسة ومهما كان ضعيفاً فينا فيمكن بالإرادة والعزيمة وتكرار المحاولة أن نكتسبه ونعيشه .. ومن الواضح أن دروس الحياة ومع مواجهتنا للمواقف وفشلنا المتكرر (بسبب ضعفه فينا) يعلمنا وتزداد خبرتنا .. ولكن ما أردت قوله أيضاً أنه يمكن تعليمه للشباب والصغار ..ويجب تعليمه .. ولا حاجة لكل منا أن يعيش الفشل المتكرر حتى يعتبر من قلة رشده .. الله تعالى يلوم أولئك الذين " لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم" والتساؤل الذي أردت طرحه هو: ألا يمكننا أن نتعلم من أخطاء ارتكبناها في السابق أو ارتكبها غيرنا؟ .. الا يمكن أن نتعلم من دروس التاريخ ؟.. هل يجب ان نعيد أخطاءنا عشرات المرات حتى نعتبر؟ .. ألا نلتفت إلى سنن الله وقوانينه الثابتة التي لا تتبدل ولا تتغير ونعمل على عيش (التقوى) .. التقوى بالمعنى القرآني في هذا المجال وهو أن نجتنب النتائج الحتمية لغضبنا وظلمنا والذي سينعكس عاجلاً أم آجلاً على مجمل حياتنا؟ .. تتحدثين عن المدارس والمناهج المدرسية .. إنها لا تساعد الأطفال على الإطلاق في هذا السبيل بل تمسخ الأطفال وتجعلهم عاجزين .. إن الطريقة التعليمية المتبعة في مدارسنا والتي تصنف منهجياً تحت اسم (التربية البنكية).. نعم التربية (البنكية).. وكأن الأطفال مجرد وعاء (بنك) يريد المربون أن يفرغوا فيهم أكداساً من المعلومات .. هذا النمط من التعليم هو قتل لروح الإنسان وكرامته فيهم .. ومقابل ذلك هناك التربية السليمة (التبادلية) أو (التشاركية) التي تنشئ وتطور هذا الذكاء العاطفي .. هذا وحده يحتاج إلى بحث كامل يا أم فراس .
الصفحة 79:
nothing get lost in japan
هذهالهوة بيننا وينهم لنقل الان سلوكيا كيف يمكننا ان نفسرها؟ وكيف وصلوا ولم نصل؟وكيف سلوكيا قبل ان يكون حضاريا استطاعو ضبط تصرفاتهم وبصرامة وبمحبة ليكونوا لبنةالجيل الجديد البناء؟ سؤال كبير يحتاج لاجابة ربما فتحت لنا افقايهمنا
البداية تكون من الأسرة والمدرسة .. كنت أحرص كلما زرت بلداً متقدما أن أطلب زيارة للمدارس وكنت أقضي أياماً كاملة برفقة الطلاب والمدرسين .. هل سمعت بالأطفال الذين نسميهم (منغوليين) .. أنا زرت أيضاً مدرسة يعلم فيها هؤلاء الأطفال .. إن أحسن مدرسة عربية أو إسلامية ليست أفضل في مستواها من مدارس المنغوليين في الدول التي تحترم أبناءها .. في مرحلة متقدمة لا بد من إصلاح المسجد والجامعة اللذين يحطمان ما تبقى في الإنسان بعد أن أجهزت عليه العائلة والمدرسة .. أنا لا أريد أن أظهر الموضوع وكأنه مأساة .. ولكن الحال التي وصل إليها إنساننا من عجز ولا مبالاة يدل على أن التربة التي ينشأ فيها ملوثة وفاسدة. كما قلت أنه سؤال كبير .. وأنا عاجز عن فتح أفق .. ولكن في علم النفس يقولون أن كل إنسان يولد وله (شخصية أصيلة) .. الأم .. المدرسة .. الجامع .. الجامعة .. كلهم يتآمرون عليه .. وبدلاً من تأكيد الأصالة والعفوية (الفطرة) في شخصيته فإنهم يكرسون فيه (شخصية بديلة) مليئة بالأمراض والعنف والتقليد والسادية أو العجز والخضوع.
الجزء الثالث:
الصفحة: 107-109
ذكرت استاذنا انك استفدت وبوبت نصائح الاستاذ جوزيف منكوسي ونرى ان بعضالنصائح لاتختلف كثيرا عما نعرفه في قراننا ونسمع كثيرا ان اصل الخير والسلو كالحسن في شرائعنا
فلماذا اتبعوا هم سلوكا باخلاص مالا نتبع نحن؟ والله ليحز فينفوسنا ذلك وبتنا ندعو ان نكف عن التشدق ان اصل القيم هي منعندنا!!!
إن الحكماء في كل الثقافات يفكرون بنفس الطريقة .. أنا حاولت ألا أكتفي بضرب أمثلة من ثقافتنا وديننا لأن الناس تعبوا وملوا من الحديث عن قيمنا (المعطلة) .. المشكلة كما ذكرت في جوابي عن سؤالك السابق هو في (المنهج) .. منهج التعليم ومنهج التربية .. نحن نتعلم لنحفظ المعلومات والآخرون يتعلمون ما يفيدهم في حياتهم .. المنهج التشاركي النقدي في التعلم له أثر كبير في النتائج.
*****
الصفحة 110:
لاجدوى من محاولة اقناع الانسان بضرورة تغييرمواقفه وسلوكه واكتساب مهارات جديدة لتحسين فعاليته اذا كان لايزال بؤمن بالحظوالقدرية وكرامات الاولياء..او كان متعصبا
لفكرة اغلق عقله دون فهم غيرها , اومقلدا اثر الاياء والاجداد
هنا نجدها فكرة مستشرية وبقوة بين مجتمعنا:
هل نحنكذلك عندما وجدنا انفسنا تقهقهرنا عن الركب فبات هروبا؟ خاصة اننا ابتعدنا عن جادةالعمل والاجتهاد؟ وكيف يمكننا التخلص منها عبر المطعيات الحالية ونحن نشعر بالهزيمةداخليا؟
إننا كما يقول المفكر المحترم جودت سعيد ( نعيش في رحم الآباء) .. الخطوة الأولى هي في الخروج من الآبائية .. وهذا الخروج أصعب من الموت نفسه .. إنها خطوة لا بد منها .. ولو كانت النتيجة أن نتهم بأسوأ أصناف الاتهامات .. إن المقلد للآباء ( ولو كانوا على حق ) إنما يقتل أهم صفة للإنسان فيه .. إنه يقتل (الأمانة) التي ميزه بها الله عن السماوات والأرض والجبال .. الأمانة هي أن (نختار) بأنفسنا طريقة إيماننا وطريقة حياتنا.. أما قلت لك أن التعليم (البنكي) لا يسمح لنا بذلك ؟ .. إن الإنسان بسبب هذا النهج في التعليم يصبح عدو نفسه .. لا يقاوم الخروج من الظلام فحسب بل يحفر أكثر في النفق الذي وضعه الآباء فيه وهو مسرور .. إنها مأساة يا عزيزتي .. هل تفهمينني ؟؟.