نباتات الزينة في البيوت والفنادق والمكاتب
يعود تاريخ زراعة النباتات الداخلية (داخل الصالات) الى زمن قديم جداً، حيث دلت النقوش الفرعونية على أن المصريين القدماء اعتنوا بالنباتات الداخلية منذ آلاف السنين. وكذلك لا يمكن أن ننسى العراقيين القدماء وحدائق بابل المعلقة والتي إن دلت على شيء تدل على اهتمام البابليين في أعلى مستوياتهم بالنباتات المحيطة بقصورهم وحجراتهم.
لقد كان اهتمام الأوروبيون بنباتات الزينة متأخراً، وقد يكون بدأ في القرون الوسطى في عهد ملك بريطانيا (شارل) الذي أرسل البعثات الى الشرق لإحضار نباتات (ترمس الزهور) وأبصال (التيوليب) وغيرها.
ومن القصص الطريفة أن القسيس الفرنسي (بيير ديكارفيل) قد قام بخداع ملك الصين بإهدائه نبات (الست المستحية Mimosa) والتي أخذ بدلا منها مجموعات نادرة من نباتات الصين ليدخلها الى فرنسا ومن بعدها أوروبا.
ما يجب أن نهتم به عن نباتات الزينة الداخلية
الإضاءة
تلعب الإضاءة دوراً أساسياً في إنتاج وتجارة نباتات الزينة الداخلية، وقد أسهمت معرفة درجات الضوء ومصادره إسهاماً كبيراً في تلك المهنة. ولتقريب دور الضوء في إنتاج نباتات الزينة الداخلية، دعنا نصنع مقارنة بين الإنسان والنبات، فالإنسان يتناول غذاءه في صور معقدة كالبروتينات والدهون والكربوهيدرات وتحويلها داخل الجسم الى مواد بسيطة كالسكر والأحماض الأمينية والدهنية. في حين يأخذ النبات غذائه في صورة أولية أو بدائية ثم تتحول داخل النبات لصور معقدة، فيحتاج النبات الى الماء وثاني أكسيد الكربون والضوء بطول موجات معينة مع وجود الصبغات النباتية ثم يحولها الى سكريات بسيطة ومنها الى مركبات معقدة.
وقد تشكو سيدة البيت من أنها عندما اشترت نباتات الزينة من المشاتل أو صالات البيع كانت تلك النباتات تتمتع بنضارة ممتازة، لكن نضارتها لم تعد موجودة داخل بيتها! ويكون للإضاءة دور أساسي في ذلك.
ومعروف (كما قدمنا في عامل الضوء سابقاً) أن مصادر الضوء هي الشمس وهي (أرخص المصادر)، ولكنها داخل البيوت والمكاتب والفنادق تكون غير متوفرة باستمرار، فيستعاض عنها ببعض المصابيح (العادية والتي يستفاد 8% من إضاءتها فقط للنبات. ومصابيح (النيون) وفائدتها أكثر من الأولى وأكثر أمناً وأطول عمراً، ومصابيح الزئبق ولكنها غير مفضلة. ومصابيح (اليوديد المعدنية) ويستفاد من ضوئها للنبات 25%. ومصابيح الصوديوم ومصابيح أخرى متخصصة.
وتقوم الشركات الكبرى المتخصصة بإعطاء دليل متكامل عن نبات الزينة الذي تبيعه وحاجاته للظل والإضاءة والرطوبة وغيرها. وعموماً تحتاج نباتات الزينة الداخلية الى فترات إضاءة بين 15ـ18 ساعة يومياً.
الرطوبة
لا تقل الرطوبة أهمية عن الضوء، فنقصانها يؤدي الى ذبول الأوراق وتساقطها أولاً بأول، وعموما لا يحبذ أن تكون رطوبة بيئة نباتات الزينة الداخلية عن 35%. ويمكن زيادة الرطوبة بوضع الأصص فوق أحواض رقيقة تحتوي على الماء ولا تتصل بتربة أو بيئة النبات، أو زيادة أعداد النباتات الداخلية لتزيد من كمية الرطوبة، وفي الفنادق ومعارض الزهور توضع أجهزة خاصة لتوليد الرطوبة، وهناك أسلوب بدائي تعرفه الكثير من ربات البيوت وهو رش رذاذ من مضخة صغيرة بين فترة وأخرى خصوصا في أيام الصيف الحارة.
التهوية
تلعب التهوية دورا في حفظ الرطوبة وتعديل مستواها، كما أن تلعب دورا في تغيير مستوى الغازات في الهواء والذي يحتاجه النبات، كما أن التهوية يساعد على تهوية التربة، والتي يجب تركها دون ري بين كل فترة لمدة يومين ثم يتم خربشة سطح التربة، حتى لا تتعفن الجذور مع الزمن.
الري
زيادة الري وليس قلته تسبب 80% من المشاكل التي تعاني منها سيدات البيوت في فشل تربية نباتات الزينة الداخلية، وعلى سيدة البيت ملاحظة أنه لا يجب أن يبقى (لمعان الماء) أكثر من دقيقتين أثناء الري، وبعكسه فإن الإرواء يكون مبالغا فيه. ويراعى الري في الصباح الباكر، كما يراعى أن تكون فتحات تصريف الماء من الأوعية سالكة.
الحرارة
تتفاوت درجات تحمل نباتات الزينة وحبها للحرارة من نبات لآخر، فمنها ما يكون أميل لدرجات الحرارة المنخفضة مثل (الأسبرجس، والهيدرا، وحبل المساكين، ومعظم السرخسيات وشجرة عيد الميلاد) ودرجة الحرارة المفضلة لتلك الأنواع هي (13ـ 18 درجة مئوية) أما باقي نباتات الزينة الداخلية فتحتاج (18ـ 24 درجة مئوية). وإذا انخفضت درجة الحرارة عن 13 فهذا يؤدي الى انخفاض معدلات النمو وإذا وصلت الحرارة الى 3ـ4 فإن النبات سيدخل في مرحلة حرجة قد تؤدي الى موته، وإذا ارتفعت درجة الحرارة عن 25 درجة فإن النبات سيفقد معظم رطوبته وتذبل أوراقه ويموت.
التسميد
كل نبات يحتاج الى 16 عنصر منها الأساسية ومنها الثانوية، وقد يؤدي نقص عنصر مثل (النيتروجين) الى ضعف النمو العام وشحوب الأوراق، وقد يؤدي نقص الحديد الى ظهور عروق خضراء وحولها سطح مصفر باهت، وقد يؤدي نقص البوتاسيوم الى تشوه شكل الأوراق، ويؤدي نقص المغنيسيوم الى زوال الكثير من الألوان المرغوبة، وقد يؤدي نقص الفوسفور الى تقارب السلاميات في الفروع بشكل مشوه، وهكذا، كل عنصر له دور في شيء.
وتقوم الشركات ببيع تركيبات متكاملة لنباتات الزينة الداخلية وأكثرها فاعلية هي التي يتم رشها.
التفصيلات كثيرة في هذا المجال، وسنكتفي بهذا القدر الأساسي من المعلومات التي تحتاجها ربات البيوت.
أمثلة على نباتات الزينة الداخلية
أولاً: الصالات والمداخل
تحتاج نباتات تلك الأماكن لإضاءة قليلة، ويجب أن تنسق بعناية حيث أن الزائر يقع نظره عليها أول دخوله. مثل: (الفيلودندرون و False Aralia)
ثانياً: غرف الجلوس والصالونات
ينصح أن تكون أحجام تلك النباتات كبيرة، وفي الغرف الضيقة توضع النباتات الورقية على الجدران، أو تعلق في أصص (أسبتة) ويراعى عدم تكديس النباتات في ركن واحد. ومن أمثلتها: السرخس ونخيل كاميدوريا والفيكس المتهدل والديفنباخيا
ثالثاً: غرف الاستحمام
توضع النباتات على مناضد أو أرفف وعندما لا تكون غرفة الحمام مزودة بنافذة يفضل تزويد الغرفة بإضاءة صناعية من أمثلتها: زبرينا والبنفسج الإفريقي والقشطة والبوتس.
رابعاً: المطبخ
توضع النباتات على الأرفف المنخفضة أو قرب النوافذ، ويراعى أن يكون بعضها من نباتات المطبخ كالريحان والنعناع وحصى البان (إكليل الجبل) والشيح والزعتر. كما يمكن وضع بعض نباتات الأسبرجس الناعم.
خامساً: نباتات توضع على أرضية الغرفة
وهي من النوع الكبير، مثل: (شافيلارا، والفيكس البنغالي واليوكا والديفنباخيا والمارنتا)