بين الحدثة الغربية والعربي

[غالب الغول]

.الأخ الدكتور بوبكر : نحن شعب عربي نعترف بتفوق الغرب علينا , كما نعترف بضعفنا . ونعترف بانتمائهم لدولتهم وصدق احترامهم لقوانين بلادهم , ونحن مجرد جماهير لا راع لنا ولا نظام يضبط سلوكنا ,وهذه الأمور جمدتنا بل تراجعنا بها إلى الوراء , والغرب تقدموا في حضارتهم إلى الأمام , والآن أنت ( تسألني : بربك ما العمل ؟ ) لكنك تستأنف قولك قائلاُ : ((( نحتاج إلى منهج تغييري إصلاحي تجديدي))) يقوم بتنفيذه المفكرون والمصلحون , ثم تعود وتقول (( إلا أن الملاحظ هو العمل على قتل أية محاولة تلوح في الأفق في اتجاه النهوض بالعالم العربي والإسلامي من سباته نحو التقدم والازدهار، من طرف قوى خارجية وأذنابهم في داخل البلاد العربية )))
ثم تعود وتقول (( ويبقى للجوء إلى ميدان التربية والتعليم والثقافة والعلوم والفكر أمرا ضروريا وأساسيا والاهتمام به على وجه الخصوص بتطبيق فلسفة وخطة استراتيجية مدروسة دقيقة تحدد أصول مشروع المجتمع المنشود ونوعيته ..... من خلال أيدي آمنة تأخذ بأيدي جيل أوجيلين أو ثلاثة أجيال لايهم عدد أجيال التجربة المهم الوصول بالمجتمع إلى ما هو منشود ... إذا توفرت ... النية الطيبة الصادقة والإخلاص في العمل ... التي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف ))
من هذه المقترحات , وعدم التمكن من تنفيذها لأسباب كثيرة , قد جعلت رأسي يدور بحلقة فارغة لا أعرف من أين سنبدأ أو من أين سبيل النهاية ,
هل لك أن ترشدنا كيف يمكن أن ننهض وهم ــ الغرب ــ جاثمون على أبواب اقتصادنا ووزاراتنا في التربية والتعليم , ومطاراتنا الحربية وقد صارت لهم مرتعاً لحماية حكامنا ) وما أشبه ذلك ؟
هل من سبيل لنهضتنا ؟ وكيف , ونحن نعرف أنفسنا أن النوايا الصادقة تريد الإصلاح , وحكوماتنا تسعى إلى مزيد من الفوضى والفساد ؟؟؟ كيف السبيل إلى الخلاص ؟ ليتك تريح بالي بحل معضلة هذه التساؤلات , وشكراً

[بوبكر جيلالي]

السلام عليكم أستاذي غالب الغول
معذرة على تأخر ردي بسبب التزامات أخرى

نحن نتفق على واقعنا المتخلف وعلى تردي حياتنا في جميع مناحيها

نتفق على تفوق الآخر حضاريا خاصة في الجانب المادي والعلمي والتكنولوجي وسيطرته على العالم أجمع ونحن في تبعية له

نتفق على الارتباط السببي بين تخلفنا والآخر مؤامرة وعدوانا بالإضافة إلى النحن وليس الآخر فقط

نتفق بأنّ الآخر المتآمر علينا خطر وأعوانه من بني جلدتنا أخطر

سؤالي بربك ما العمل؟ سؤال حيرة واندهاش حول راهن الأزمة وعمقها وصعوبة حلّها في وقتنا الحاضر.

أما عن حل الأزمة فالأمر يتعلق بقيام مشروع نهضة يشرف على نسج خيوطة أصولا ووسائل وأدوات وأهدافا العلماء والمفكرون أما تنفيذه فيكون من قبل الجميع كل في مستواه

يستحيل التحول الإيجابي في سبيل نهضة حقيقية ما لم تتوفر مؤهلاته الفكرية والأخلاقة والمادية والبشرية وظروفنا الحالية لا تحتوي على مؤهلات النهوض المطلوب ويبدأ التحول في الفرد من الداخل ثم يشيع في المجتمع بصفة عامة

ووسائل ذلك التربية والتعليم والتكوين والتوجيه والإرشاد باستخدام جميع مؤسسات المجتمع في جميع قطاعات الحياه خاصة المؤسسات ذات الطابع التربوي التعليمي التثقيفي

والوقت لا يهم في اعتقادي في تنفيذ المشروع المهم تتوفر النيات الصادقة والإخلاص في العمل أي ارتباط عناصر الثلاثية في فكر وسلوك الناس نخبة وعامة الإيمان الصادق بضرورة التغيير من الداخل والخارج والمجتمع أولا، والاعتماد على العقل والعلم والتكنولوجيات المعاصرة ثانيا، والتحليس بمكارم الأخلاق ووراء كل هذا إرادة السلطة الحاكمة التي تدفع بالمشروع نحو التحقق.

أما عن الأوضاع الراهنة فهي مزرية ولا نفعل شيئا الآن وفي وقتنا الحاضر كباحثين ومفكرين وعلماء لأن الأمر ليس بأيدينا كالذي يتفرج على داره وهي تحترق، فالأمر مرتبط بأسباب كثيرة داخلية وخارجية، فينا وفي غيرنا، ذاتية وموضوعية متشعبة ومتشابكة ومعقدة، الواجب تكون محصورة ومحددة في المشروع التغييري الثوري النهضوي الإصلاحي التجديدي والثوري بمعنى يثور في وجه التخلف ويُثوّر الأنفس والطاقات وسائر الإمكانيات المادية والبشرية في اتجاه واحد هو الخروج من الانحطاط ومسئولية العلماء والأمراء والأمة جسيمة عن التخلف الراهن وعن السير في اتجاه التقدم.

أما نحن ومن مستوانا لعلنا نقرأ واقعنا قراءة صحيحة تحلل وتنقد الواقع العربي الإسلامي المعاصر وتكشف عن مكامن الضر في جزء منه أو في بعضه وتساهم في تفسيره، وتتصور الحلول، أما عن الخروج من تخلفنا فهي مهمة ومسئولية الجميع سلكة حاكمة وعلماء ومفكرين وباحثين وأبناء الأمة عامة

[غالب الغول]

أخي الفاضل الدكتور بوبكر , حياك الله , عندما استمر في حوارك , لا أقصد ــ والله ــ اكتشاف موهبتك أو اختبارها , أو وضعها على المحك , بل لأستفيد أنا منك وأنا قد أفيد غيري , وبهذا نكسب الخير لصالح أمتنا الشاردة عن الهدى والتي تركض نحو بريق سراب خادع ,
أخي الفاضل .بالرغم من شرحك المطول فلم أستوعب هذه الفكرة :
تقول : 1 ــ نحن نتفق بأن الآخر المتآمر عينا خطر , وأعوانه من بني جلدتنا أخطر .
ثم تقول 2 ــ (أما عن حل الأزمة فالأمر يتعلق بقيام مشروع نهضة ), لكنك تنفي إمكانية استمرار هذا المشروع بسبب ظروفنا الحالية التي لا تحتوي على مؤهلات النهوض .

وسؤالي هنا :
لبناء حضارتنا وطرح مأساة التخلف عندنا , كيف يتوافق خطر أبناء جلدتنا , مع رغبتنا في النهوض ؟ . وبخاصة عندما نعلم بأن مجتمعنا ــ المثقف ثقافة نفعية ــ قد كثرت فيه الأحزاب المتطاحنة للوصولية , ووجود الفرق الطائفية التي زاد عمقها الآن , في الحقد والكراهية .
شكراً لو وضحت لي سبل نهوض أمتنا بطريقة سلسلة ومقنعة .
تحياتي

[رهام فتوش]

أخي الدكتور بوبكر , لك التحية وبعد .
عندما كانت الدولة الإسلامية قد انتشرت على بقاع الأرض , كانت الدول الأخرى تقدم لها الطاعة , والآن جاء دور الدول الأخرى لتأخذ منا السيادة , فلماذا لا نقدم لها الطاعة , ما دمنا نعترف بضعفنا , ومن الصعب توحدنا بهذه الظروف .
ثم لماذا نحن نجابه العالم كله بقرون من طين , ولماذا لا يتصدر المجابهة دول أخرى معادية للأ نظمة الجائرة , ؟ تحياتي

[بوبكر جيلالي]

السلام عليك أستاذي الفاضل غالب

أنا أقول : 1 ــ نحن نتفق بأن الآخر المتآمر عينا خطر , وأعوانه من بني جلدتنا أخطر .

ثم أقول 2 ــ (أما عن حل الأزمة فالأمر يتعلق بقيام مشروع نهضة ), لكنك تنفي إمكانية استمرار هذا المشروع بسبب ظروفنا الحالية التي لا تحتوي على مؤهلات النهوض .

وأقول:المؤامرة علي دين ودنيا العرب والمسلمين قائمة لكنها تمثل جزء من أسباب انحطاطنا لا وحدها المسئولة

لا يمكن نهوض العرب إلا بمشروع واعي مدروس يأخذ كل اعتبارات الماضي والحاضر والمستقبل يضعه الاعلمار ويشرف عليه عامة الناس كل في مستواه وتدعمه إرادة السلطة

أعتقد أن مشروع كهذا ظروفه غير متوفرة حاليا لكن لا مانع في بدأ تشكلها ويحتاج الأمر إلى وقت

أي مشروع نهضوي حضاري عرفه تاريخ الإنسانية إلا وانطلق من واقع مأزوم وواجهته تحديا ومؤمرات حربية وسلمية

كيف يتوافق خطر أبناء جلدتنا , مع رغبتنا في النهوض ؟ . وبخاصة عندما نعلم بأن مجتمعنا ــ المثقف ثقافة نفعية ــ قد كثرت فيه الأحزاب المتطاحنة للوصولية , ووجود الفرق الطائفية التي زاد عمقها الآن , في الحقد والكراهية

رغم المؤامرة الداخلية وكل له قراءته لها ورغم ثقافتنا النفعية كمثقفين وعامة ورغم الأحزاب المتطاحنة ووجود فرق طائفية زاد عمقها الأن في الحقد والاكراهية كل هذا يدخل في أزمتنا العامة والعميقة ويقتضي قياممشروع نهضوي حقيقي. فدولة النبوة قامت على أنقاض أزمة العصر الجاهلي والنهضة الغربية الحديثة قامت على أنقاض أزمة العصر الوسيط والأمر نفسه يحدث في الكثير من البلدان المعاصرة مثل اليابان والصين وماليزيا وغيرها، لسنا نحن الأوائل في السقود الحضاري ولا نكون الأوائل في النهوض الحضاري. الحكمة: ليس الفشل في سقوط الإنسان وإنما الفشل في بقاء الإنسان حيث سقط

[بوبكر جيلالي]

أخي الدكتور بوبكر , لك التحية وبعد .
عندما كانت الدولة الإسلامية قد انتشرت على بقاع الأرض , كانت الدول الأخرى تقدم لها الطاعة , والآن جاء دور الدول الأخرى لتأخذ منا السيادة , فلماذا لا نقدم لها الطاعة , ما دمنا نعترف بضعفنا , ومن الصعب توحدنا بهذه الظروف .
ثم لماذا نحن نجابه العالم كله بقرون من طين , ولماذا لا يتصدر المجابهة دول أخرى معادية للأ نظمة الجائرة , ؟ تحياتي

أختي رهام لك تحياتي الخالصة


في اعتقادي أسألتك مشروعة جدا وأنا أسأل لماذا لا نطرح أسئلتك كما يلي: مالذي يجب أخذه وما الذي يجب طرحه من العصر من ثقافة ومدنية وحضارة الاخر في بناء وتنفيذ مشروعاتنا النهضوية؟
نحن في أزمة خانقة لا مجابهة ولا طين ولا نووي ولا غيره بحوزتنا فرطنا في الدين والدنيا كأمة. نسأل: ما السبل والوسائل الكفيلة بامتلاك نظرة فاحصة لواقعنا المأزوم تفهمه وتفسره أولا وتحدد بوعي تام معالم المشروع النهضوي وتنفذه؟ وهي مهمة الجميع كل في مستواه
شكرا أختي رهام