يرن جوال أحمد في ساعة متأخرة، إنه اتصال من ندى
احمد يجيب: أهلا يا ندى
ندى: كيف حالك؟؟
أحمد: انا بخير ، كيف حالك أنت؟؟
ندى: انا بخير لكن هناك ما يزعجني،
احمد: ماذا؟؟
ندى: على غير العادة ، لم تكلمني منذ فترة
احمد: لم أرد ازعاجك
ندى: هل أنت غاضب من حديثنا الاخير
احمد: لست غاضبا، ولا ألومك
ندى: أشعر اني اعذبك يا أحمد، ولا ألومك ، لكن استغرب أنك لم تكلمني
احمد: لماذا تستغربين؟؟
ندى: سابقا يا أحمد حينما نتخاصم كنت تكلمني فورا ، وتطلب رضاي ..أنت بارد الآن
هناك شيء يحصل لك...كأنك لست أنت
أحمد: انا حزين يا ندى، وفقدت الاحساس بالأشياء، لا أدري كيف اشرح لك
ندى: اشرح لي أنا سأسمع منك، وإن كنت حزينا سأقف جنبك ..كما كنت تقف جانبي
احمد: ليس هناك ما أقوله,,,فقط انا حزين لان حبنا صار مستحيل
ندى: ليس شرطا أن يكون حبنا مستحيلا او غير مستحيل...المهم اننا نحب بعضنا سواء كنا معا او لا
احمد:لا عليك
ندى: احمد..أنا الفترة الماضية كنت مريضة جدا...قلبي كان تعبانا
احمد: سلامات يا ندى ؟؟ ما بك؟؟
ندى: احسست بتعب شديد بعد حديثنا ، ذهبت للمستشفى مرتين...
كنت احتاج لمكالمتك ، لكنك لم تتصل ..فأتصلت بك الان لاني كنت بحاجة للحديث معك
احمد: هل حبي لك يتعبك يا ندى؟؟ هل وجودي في حياتي له سلبيات
ندى: نعم له سلبيات..لكن ابتعادك عني سيضرني اكثر ...
احمد: لا تخافي سأكون معك...
ندى: أحبك لأنك تريد ان تكون معي ..أعرف انك لن تخذلني أبدا
احمد: انت تعرفين انني احبك..كثير
ندى: سأتصل بك مرة اخرى غدا
الان احس بتعب لن أسهر اكثر من هذا الوقت، كي لا يتأثر قلبي
احمد: حسنا نامي ، ارتاحي جيدا ..انتبهي لنفسك يا ندى..أنا اخاف عليك كثيرا
ندى : أحبك، لا تتركني
أحمد : لن أتركك أبدا...
ندى أقفلت الجوال..
خلد أحمد للنوم..وقبل ذلك صار يفكر كثيرا في ندى، وكيف أن ارتباطه الشديد بها
مضر ..قد يضر صحتها في كلا الحالتين....
وأيضا هو يريد ان لا يرتبط معها كثيرا كي لا تتعطل حياته وكي يرى نساء اخريات
يستطيع أن الارتباط بهن
نام..وصحا....ومازالت هذه الافكار توارد ذهنه
خرج إلى العمل صباحا...وقابل ثامر ..
ثامر ينادي أحمد: احمد احمد
احمد: أهلا بك يا ثامر..أنا آسف لحوارناالاخير
ثامر : لاعليك...انس الامر
احمد:كيف تتوقع تكون الحركة اليوم؟؟
ثامر: لا أدري ، أظن عدد العملاء قليل....ربما يقع الاختيار في شرح العروض السياحية على مندوبين محددين...وربما بعضنا لن يقابل أي من العملاء..
احمد: ذلك افضل ، لا أريد التكلم مع العملاء ..ذهني مشوش..لا استطيع التواصل بشكل كبير مع احد
ثامر: احمد, كانت الحفلة التي دعوتك لها مؤخرا لكي تنسى ولكي يتحسن مزاجك
لكنني أرى لا فائدة ...من ذلك..أنت نفس الشخص الكئيب ولم تتغير
احمد: لا تعاتبني كثيرا
ثامر: ماذا فعلت مع الفتاة الجديدة؟؟
احمد: تقصد ليلى
ثامر: هل اسمها ليلى؟؟
احمد: نعم..هي رائعة..كلمتها بعد الحفل بيومين..حقيقة هي اتصلت بي
ثامر : كيف وجدتها؟؟
احمد: طفلة..
ثامر: ماذا تقصد؟؟
احمد: تتذكر حينما اخبرنا مدير المبيعات عن الاطفال الذين يتعرفون على بعضهم سريعا
دون تكلف وتصنع ..ويتحدثون مع بعضهم بأريحية ودون حواجز
ثامر: نعم
احمد: هي من ذلك النوع..طفلة..تتحدث بعفوية..حقيقة اشعر انني اعرفها منذ زمن
تكسرت الحواجز بيني وبينها ببضع دقائق وشعرت بالارتياح للكلام معها
ثامر: شيء جميل ،،،،على الاقل لعلها تنسيك ندى..تلك التي أوقفت ساعة حياتك على حبها
احمد: أنا لا ألوم ندى..انا تعلقت بها كثيرا ، وليلى رائعة..لكنني لم اقل لها انني معجب
وهي لم تقل..نحن في فترة تعارف لازلنا نتحدث كالاطفال مع بعض..
تلفون المكتب يرن...
ثامر: دقيقة يا احمد لكي أرد
الوووو... نعم
حسنا..سأكون هناك بعد لحظات..
احمد: من ؟؟
ثامر: هناك عميل في فوق..أختاروني لأجلس معه..أراك لاحقا
احمد: حسنا ..اذهب ووفقك الله...
ثامر: أتمنى أن يتصلوا بك ويختارونك كي تجلس مع أي عميل
احمد: لا أتمنى ذلك..
انتظر احمد..إلى ساعة وساعتين اتصالا ...ربما يأتي عميل جديد للشركة فيجلس معه
مرت ساعات الدوام ولم يرد اتصالا واحد..
قبل نهاية الدوام بساعتين ..قرر احمد الرحيل والذهاب
عاد للمنزل...واستلقى على السرير
فجاءة تأتيه رسالة على الجوال...
رسالة من ثامر فحواها
(( لماذا خرجت قبل انتهاء الدوام، لقد جاء عميل بعد خروجك بنصف ساعة
ومدير المبيعات غضب غضبا شديدا، وقال لي قل لأحمد أن لا يأتي غدا وبعد غد وبعد غد ))
بعد قراءتها صار احمد يسب ويتمتم بكلمات غاضبة
و كتب احمد رسالة على الجوال لثامر فحواها
(( قل لمدير المبيعات تبا لك ..ولن أتي غدا ولا بعد غد ولا بعد غد ))
حاول احمد نسيان أمر المدير وأمر العمل..وأراد ان يخلد للفراش
لكن جاءه اتصال من ليلى ..
ليلى: آلو
احمد: أهلا أهلا ..اشتقت لك كثير
ليلى: أنا أيضا فكرت ان أتصل بك..أحببت سماع صوتك..لم استطع النوم أو التفكير طوال اليوم
أحمد: كل هذا وله..
ليلى: ربما أكثر،
احمد: ليلى كنا متفقين أن نتكلم عنك ، كلميني عنك
ليلى: ماذا تريد ان تعرف عني..
أحمد: هواياتك اهتماماتك..كل شيء عنك
ليلى: لا أدري احب الاشياء القديمة الكلاسيكة..
احمد: من هو فنانك المفضل؟؟
ليلى: لا شخص معين..لكن ذوقي يختلف عن ذوق ابناء جيلي
احمد: كيف ؟؟
ليلى: لا استطيع الشرح..المهم ليس لدي فنان معين احب السماع له
لكنني احب الرومنسية كثيرا
احمد: انت تدرسين الادب الانكليزي اليس كذلك؟؟
ليلى:نعم
احمد: لا شك انك تحبين شكسبير
ليلى: ليس شرطا..هناك ما يشدني غيره
احمد: غريب
ليلى: لماذ الغرابة؟؟
احمد: لان شكسبير اعظم أديب أنكليزي
ليلى: ليس شرطا أن أميل له لهذا السبب
احمد: صدقيني لا أعرف شيئا عن الإنكليزي
ليلى : ماذا تريد ان تعرف ؟؟
احمد: هم يميلون للرواية ولا يكتبون الشعر
ليلى: من قال لك؟؟
احمد: لا أدري ..ربما لأن اغلب الشعر الانكليزي الذي اسمعه مترجم
ليلى: هناك شعر انكليزي موزون يسمى السنويتة؟؟
احمد: اظن الشعر العربي افضل
ليلى: لا ادري....
احمد: كلميني عن الرواية ؟؟
ليلى: قرآت اخيرا رواية اسمها الوردة المريضة
احمد: جميل . ماهي القصة؟؟
ليلى: القصة تتحدث عن فتاة عذراء ..
احمد: جميل ...
ليلى: قصة عن فتاة عذراء مارست الجنس ثم مرضت ..وهو يكنى للعذراء بالوردة
واراد الكاتب ان يصف الوردة بالمريضة..لان تلك الفتاة العذراء فقدت عذريتها
احمد: جميل..يبدو انها قصة رائعة ولها معزى..فعلا الفتاة العذراء لو فقدت عذريتها
فهي تفقد امور كثيرة.
ليلى: حدثني عن ندى؟؟؟
احمد: لا لا متفقين نتحدث عنك اليوم؟؟
ليلى: لا يهم....إلى أي درجة تحب ندى
احمد: لدرجة كبيرة
ليلى: صفها ..هل تحب ان تحضنها
احمد: نعم
ليلى: اخبرني كيف؟؟
احمد: ليلى ..الحب ليس مجرد قبل واحضان ...
ليلى: لكنك تحب ندى كثيرا أليس كذلك؟؟؟
احمد: نعم ..لكن ليس شرطا ان يكون الحب كله تقبيل واحضان
ليلى: أنا أرى في شعرك فيها انك تحبها كثيرا وأنك لا تريد مفارقتها أبدا
احمد: نعم
ليلى: انت انسان رومنسي ، ولست من هذا العصر أبدا
أحمد: اعرف ..وليتني كنت أنتمي لهذا العصر ..
ليلى: لكن انت موجود معنا لا عليك..
احمد: لكنني احس بالغربة ...
ليلى: لا عليك ندى معك ..وأنا ايضا معك ....
احمد: اشكرك لانك معي
ليلى: لا أريد ان نتفارق ..أريد ان نكون اصدقاء للأبد
احمد: لا عليك نحن اصدقاء .....ليلى أنت عفوية ورائعة
ليلى: نعم ..ومجنونة لا يهمني احد
احمد: كيف وجدت الديار ؟؟؟
ليلى: البلد جميل ..لكنني لم اتعود له
احمد: ستعتادين..
ليلى: يا احمد هذا البلد مكبوت جدا..ليس فيه حرية أبدا
احمد: اعرف لكن ...
ليلى: تصدق مرة من المرات تصرفت تصرفا استغرب منه كثيرا من صديقاتي
احمد: ماهو؟؟
ليلى: كنا بالشاطئ العام الفائت ووجدت شبان معهم دراجات نارية
وطلبت من أحدهم أن يردفني خلفه.....كانت متعة
احمد: انت مجنونة؟؟
ليلى: لا أحب ان يوقفني احد...
احمد: انت مجنونة ودمك حار
ليلى: نعم ..وأنا احب المأكولات الحارة....
احمد: لا بد أن تتزوجي
ليلى: لست مقتنعة بالزواج من غير حب
احمد: الكل ليس مقتنعا بالزواج من غير حب...لا عليك
ليلى: احمد..قبل فترة اخبرني ابن خالتي امرا جرحني كثيرا
احمد: ماهو
ليلى:يقول لي انه لولا حرص ابي وأهلي علي لكنت في خبر كان
لا يحق له أن يكلمني بهذه الطريقة
احمد: نعم ، اتخيل شكله ومنظره وهو يقول لك كذلك
ليلى: طريقته فظة
احمد: نعم لكن عليك ان تنتبهي لنفسك ..البلد محافظ والخروج مع شبان يعتبر جريمة
لا تنسي انه مجتمع اسلامي صرف
ليلى: لم انسي ابدا..لا تذكرني ....لا تخف علي انا لست صغيرة..
احمد: نعم تذكرت..انت طفولية
ليلى: ماذا تقصد؟
احمد: طبعك كالاطفال ؟؟ عفوية؟؟؟ ماتريدينه تفعلينه دون تفكير
ليلى: هذه هي الحياة ..كم سنعيشها ولم نفكر كثيرا؟؟
احمد: أليس لديك دوام غدا؟؟
ليلى: لدي دوام غدا؟؟ لكن سأسهر معك وسأذهب للجامعة دون أن أنام
احمد: أخاف ان يغمي عليك
ليلى: انا ساعات نومي قليلة بشكل عام
احمد: كم ساعة تنامين؟؟
ليلى: 4 او 5 ساعات تكفيني
احمد: ألا تخافين على صحتك؟؟
ليلى: بلى...لكن انا معتادة هكذا
احمد: نسيت أن اقول لك أمرا
ليلى: ماهو ؟؟
احمد: تتذكرين يوم الحفلة؟؟
ليلى: نعم
احمد: عطرك كان جميلا
ليلى: حقيقي...هو عطر هادئ
احمد: تخيلت امورا ...
ليلى: مثل ماذا؟؟
احمد: سأقول لك امرا لكن لا تضحكي
تخيلت ان هذا العطر يناسب الاشخاص الطيبين...
ليلى: يا لخيالك .....هل أعجبك؟؟
احمد: نعم أنثوي وهادئ ...
ليلى: انت انسان جميل ...
احمد: ليلى..أريد ان اكتب لك قصيدة
ليلى: ماذا؟؟؟ احمد تريد ان تكتب لي قصيدة !!
احمد: ماذا في ذلك؟؟
ليلى: اقصد لم افكر في يوم ان يكتب احدهم لي قصيدة
احمد: ألا تريدين
ليلى: بلى أريد
احمد : إذن سأكتب لك ...
ليلى: ماذا ستكتب لي
أحمد: لا أدري
ليلى: احمد أحبك
احمد: ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليلى: اعرف ان هذا يبدو غريبا واعرف انك تحب ندى
لكنني اقول لك احبك ..لاني احبك ...وسأظل احبك حتى لو كان قدرك مع ندى
وإن لم يحصل لك معها نصيب ..فأعلم انني احبك وانتظرك
ساغلق وأذهب للجامعة صارت الساعة 6 صباحا ولم اشعر بطول الحديث
احمد: ندى..ماذا تقولين؟؟
ليلى: ماسمعته ...وأنا آسفة لو ازعجتك
احمد: كلميني مرة اخرى
ليلى: سأذهب الان انتبه لنفسك
اقفلت السماعة ...............وانتهى الحوار