مُصاب الزوج
أما إن أصيب زوجك بمصيبة لا سمح الله، فأحسبك الزوجة الصالحة الحنون الصبورة الرزينة العاقلة التي تقاسمينه أعباءه ومسؤوليته بنفس راضية وقلب محب ومشفق.
ولك في أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها أسوة حسنة.
انظري إلى موقفها مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين جاءها خائفاً بعد نزول الوحي وهو يقول : "زمِّلوني ، زمِّلوني" فزمَّلته حتى ذهب عنه الروع.
ثم قال لها وأخبرها الخبر : "لقد خشيت على نفسي".
فقالت : "كلا والله، لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".
إن هذا يدل على عظم الثقة وشدة التفاهم، ثم تهوين الأمر وإزالة الوحشة واللفظ الندي والكلمات العذبة التي تجعل الشدة برداً وسلاماً.
لذا كان فراقها أمراً صعباً على النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فسمي العام الذي توفيت فيه عام الحزن..
ولقد كان يحن لذكراها ويصل رحمها ويكرم صديقاتها.
لا تكوني مثلهن ..
ومن تلك الأخطاء :
1- ـ مقارنة الزوج بالآخرين :
(زوجي لم يقدم لي هدية يوماً ما ..، زوجي لم يسافر بي هذه الإجازة على عكس صديقاتي .. ".
هذه العبارات كثيراً ما تتردد على ألسن البعض من النساء هداهن الله.
احذري أن تقارني زوجك بالآخرين، فلكل شخصية تميزه وظروف تحكمه.
لذا عليك بصرف النظر عن الغير، ولتعيشي حياتك كما هي، فحتماً هناك أمور تؤنسك غير هذه التي تؤنس غيرك، فاحمدي الله دائماً، واتجهي إليه بالشكر لتدوم لك النعمة.
2 ـ عدم إعطاء الرجل حقه من التوقير:
احترام الزوج فرض واجب، ولكن تلك المرأة تغفل هذا الأمر؛ بل ليس له مكان في شخصيتها، إنها تعامله كما تعامل أخيها الأصغر سناً، تريد منه أن يقوم بخدمتها في أسرع وقت، وتغضب إن رفض لها طلباً.
أخيتي:
أين أنت من فاطمة -رضي الله عنها- التي كانت تطحن وتخبز وتعلف الدابة دون سخط أو تضجر، استعيني على قضاء حاجاتك بالله تعالى، فهو المعين لكل شدة، والمفرج لكل كربة.
3 ـ عدم الإحساس بالجميل:
مهما قدم إليها لا تشعر بقيمته، فهي دائمة التضجر والجزع، وتتوالى عليها محاسن زوجها ثم حين يزلُّ يوماً ما تنسى ذلك الجميل، وتتناسى ذلك الإحسان.
أنصحك بأن تجعلي جميل زوجك ومحاسنه أمام عينيك دائماً وأبداً، وأن تمسكي نفسك حين الغضب، أما إن حدث؛ فعليك بالاعتذار فوراً.
4 ـ بيتها من زجاج:
فما يحدث في الداخل حتماً ستنشره بين الناس ، فليس هناك أسرار عندها.
فعليك أن تحفظي أسرار زوجك وجميع ما استأمنك عليه، فلقد ورد عن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود؛ فقال: "لعل رجلاً يقول ما فعل بأهله، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها".
فأرم القوم، فقلت : إي والله يا رسول الله ، إنهن ليفعلن وإنهم ليفعلونه.
قال : "فلا تفعلوا؛ إن ذلك الشيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون".
5 ـ الغيرة في غير محلها:
البعض من النساء هداهن الله شديدة الغيرة على زوجها، فلو أطال الحديث مع أمه لأقامت الدنيا ولم تقعدها، ولو استشار أخته في أمر معين لاستشاطت غضباً ولو .. ..
مهلاً أخيتي..؛ فالقلب يحوي الكثير من الحب والتقدير لك ولغيرك، فلا تظني حين يفعل ذلك أن سينقص من قيمتك أو سيحط من قدرك.
6 ـ اعتقاد أن المحبة تكون قبل الزواج:
كثيراً ما تخدعنا وسائل الإعلام بأفكار خاطئة، منها: أنهم يشترطون للزواج أن يسبق بمحبة وتعارف، ولو رجعنا إلى كتاب الله تعالى في قوله : (وجعل بينكم مودة ورحمة) لعلمنا أن المودة لا تشترط أن تبسق الزواج؛ لأن (جعل) تفيد التحول من حال إلى حال.
وهذا يحدث بعد أن تتم المعاشرة وتعرف الطبائع والصفات ويحصل الأمن والألفة بينهما.
فحين تضع الفتاة في مخيلتها أنه لا مودة حقيقية إلا بعد الزواج؛ لما تركت زوجها من أجل أنها لا تشعر بمحبة له؛ بل ستحاول زيادة تلك المحبة والمودة بزيادة مسبباتها.
7 ـ عدم الاهتمام بالأهل:
جلُّ همها رضى زوجها، متجاهلة أن رضاه يكمل بحسن معاملتها لأهله.
والمؤمن الحق حسن الخلق مع الناس جميعاً، ومن أولى الناس بحسن الخلق بعد الزوج هم أهله؛ بل إن هذا يزيد من رضاه ومحبته، فاحرصي -حفظك الله- على تقدير أهله واحترامهم؛ لتكسبي ود زوجك