2- فلسطنة عرب 1948م:-
كان للانتفاضة تاثيرها الكبير علي فلسطينيي 1948 ويتضح ذلك من مواقف واراء ممثلي عرب 1948 حيث يقول "حنا ابرهيم" – الناطق الرسمي باسم الحزب الديمقراطي العربي :-
تأثرنا كثيرا بالأنتفاضة ، لكن الشعوب الاسكندنافية تأثرت ايضآ : فأي فخرلنا ؟ لا أتحدث عن شعبنا الطيب، بل عمن يعتبرون قادة لهذا الشعب لقد سبق أن غالينا في مديح الذات قبل نشوب الأنتفاضة ، وليست الأنتفاضة بحاجة إلى أن ننشغل بامتداحها والتغني بها ولنتذكر قول شاعرنا محمود دوريش لاتقتلوني بالنشيد وخلدوني بالصمود ومعلوم ان الأنتفاضة لا تطلب منا أكثر من أن نكون موحدين فقط ضد السياسة التي تقمع شعبنا أينما وجد. قلت مرة انني أعتبر الكلام عن الأنتفاضة أشبه بالصلاة لدى المسلم لا تجوز إلا للمطهرين، أو بالصلاة لدى المسيحي لا تقبل ممن هو على خلاف مع اخيه .
ويقول "الشيخ خالد" مهنا – رئيس تحرير صحيفة الصراط الناطقه باسم الحركه الاسلاميه :-
اولا : عمقت الأنتقاضة روح التلاحم بين أبناء الشعب الفلسطيني اكثر من اي وقت مضي ، واصبح ما يؤلم ابن غزة او نابلس أو القدس يؤلم ابن ام الفحم ويافا وطمرة بصورة اكبر . وثانيا :عملت الأنتفاضة على تفتيت بعض مظاهر الخلاف بين مختلف التيارات السياسة داخل الخط الأخضر، وأوجدت خطوطا عريضة تلتقي هذه التيارات عليها . وثالثا: أن الأنتفاضة الفلسطينية التي اوجدت الكثير من القيم والأخلاق الرفيعة، وقضت على الكثير من مظاهر الفساد في الضفة والقطاع ،نقلت عدواها الطيبة والأصيلة إلى الفلسطينين داخل الخط الأخضر ورابعا: استعادت الجماهير الفلسطينية داخل الخط الأخضر ثقتها بنفسها . وخامسا: كشفت الأنتفاضة وحدة الشعب الفلسطيني ، على الرغم من محاولات التفرقة عبر شعارات "عرب الضفة"و"عرب القطاع"و"عرب1948 " .
ويقول "عزيز شحاده" – محامي والناطق بلسان الحرمه التقدميه – رئيس تحرير الوطن :- الانتفاضة " بلاشك ، وضعت (فلسطينية) الفلسطيني فى المكان الأول والأعتبار السباق من خلال الأعتزاز بهذه الفلسطينية هوية وانتماء ، الانتفاضة اعادت الي الفلسطينى ثقته بقدرته النضالية والاستعداد للعطاء والتضحية فى سبيل الوطن والقضية والمصير بأغلى مايملك الانسان والأنتفاضة ساعدت فى عزل العملاء والاعوان الذين دأبت الصهيونية على رعايتهم وتنصيبهم على جماهير العرب داخل أسرائيل منذ نكبة1948ولابد من الاشارة هنا الى أن اوضاع العالم العربى السيئة، انظمة وشعوبا ، وهذه الأوضاع تترك اثراً سلبياً محبطاً فى نفوس فلسطينى الداخل و اذهانهم ,يكاد يوازى تأثير الأنتفاضة فيها ويعادله وهكذا يعيش عرب48فى اوضاع سياسية لايحسدون عليها,تتقاذفهم المشاعر والأحداث والمواقف المتضاربة المشجعة والمحبطة فى أن واحد
ويقول "عوض عبدالفتاح" – رئيس تحرير الميدان وعضو اللجنه المركزيه لحركة ابناء البلد : ان تشخيص تأثيرالأنتفاضة و أنعكاساتها العملية والمعنوية على جماهير منطقة48,تتناوله عدة طروحات متباينة فى التقويم ، لكنها جميعاً تلتقى حول نقطة واحدة:
هى ان الأنتفاضة عمقت الألتحام الوجدانى والوطن بين هذه الجماهير والأهل في المنطقة المحتلة منذ سنة 1967 وهو مايعنى تسديد ضربة جديدة إلى مجمل الأستراتيجية الصهيونية الهادفة إلى فصل الأنسان الفلسطينى فى الجليل والمثلث والنقب عن محيطه الفلسطينى والعربى ففى ايام الأضراب التى أعلنت منذ أنفجار الأنتفاضة حتى الأن ، في تواريخ21/12/87 و22/5/1990 و9/10/1990 رداً على مجازر الأحتلال ، أرتسمت صور حقيقيه للأنتفاضة الشعبية فى الناصرة والطيبة وام الفحم والطيرة شفاعمرو وغيرها من قرى الجليل والمثلث ومدنهاوبناء عليه يستدعى هذا الوضع إدراج الجماهير الفلسطينية فى إسرائيل ضمن برنامج واضح ومتكامل ،شرط أن يحظى بدعم فعلى لتمكين هذا الجزء من شعبنا من الحفاظ على وجوده وضمان تطوره،وذلك لكى يتسنى له القيام بدوره تجاه المعركة المركزية التى يخوضها ، وهى اقامةالدولة الفلسطينية المستقلة على طريق اقامة المجتمع الديمقراطى العلمانى في فلسطين ، بحيث يستوعب اللاجئين ويضمن المساواة الحقيقية للجميع
ويقول :- سالم جبران- عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الاسرائيلي – راكاح – ورئيس تحرير صحيفة الاتحاد اليوميه الحيفاويه :-
لقدأثبتت الأنتفاضة أمرين اساسيين هما :
أولا : الشعب الفلسطينى فى الوطن والشتات،قيادة وجماهير ، مصمم على مقاومة الأحتلال حتى أسقاطه ، وبالتالى تحقيق تقرير المصير و أقامة دولة فلسطين المستقلة .
وثانياً : الشعب المقاتل الموحد ، حتى وهو أعزل من السلاح ،قادر دائماً على اجتراح البطولات وإيلام العدو ، وأقناعه بأن استمرار الأحتلال غير ممكن ولقد أثرت الأنتفاضة فى أسرائيل داخلياً وسياسياً وأقتصادياً وفكرياً وأجتماعياً ونفسياً ، أكثر من جميع ((جيوش العرب)) ودولها ، وأكثر من المقاطعة الأقتصادية العربية منذ سنة 1948 إلى الأن وقلنا ونقول : إننا لسنا ((متضامنين)) مع الأنتفاضة ، فالشعب يتضامن مع شعوب أخرى ،نحن نتضامن مع كوبا او نيكاراغوا او مع النضال ضد العنصرية فى جنوب افريقيا . هنا القضية قضيتنا.الدم الذى يسفك هودمنا .دم إهلنا قومياً واهلنا بالمعنى المباشر للكلمة . أحباؤنا الشهداء الذين يسقطون على طريق الشرف والكرامة والحريةهم لحمنا ودمنا ، والنضال للأستقلال الوطنى الفلسطينى هو قضية في صميم ضميرنا ووعينا وكرامتنا وشرفنا القومى والأنسانى . ومع الأختلاف الجوهرى فى الأوضاع ، فان المواطنين العرب ، العرب الفلسطينون داخل اسرئيل عبروا عن مواقفهم ونشطوا تفاعلاً مع الأنتفاضة بعدة صور :-
منها النضال السياسى الجماهيرى ضد الأحتلال وفظائعه ، وقدأنعكس هذا بالأضرابات الوطنية و بالمؤتمرات والندوات والتعبئة السياسية عامة . مع تأثيرنا المتزايد فى الرأى العام اليهودى . فى الأحزاب والشخصيات السياسية و الفكرية والثقافية والفنية . وفى الرأى العام البسيط . وأن اختراق الوعى اليهودى وتأليبه على الأحتلال ، تاًييداً للسلام اليهودى – الفلسطينى ، كان ويبقي مهمة اساسية واستراتيجة . وقد قامت بين أهلنا داخل أسرائيل حركة مباركة هى حملات الأغاثة . ومع أن لهذه الحملات طابعاً أنسانياً عاماً,وشارك فيها بعض اليهود ايضاً، إلا أن لحملة الأغاثة بعداًوطنياً فلسطينياً واضحاً ايضاً
* الراي العام الاسرائيلي :-
وتبدوالصورة من وجهة النظر الأسرائيلية، قاتمة وباعثة على القلق ففى تقرير لمركز المعلومات ((عافوداه)) جاء ان عدد الحوادث - مثل رجم الحجارةوقطع الطرق - ارتفع الى الضعفين تقريباً :
اذقفز من 39,411 حادثة في سنة 1989 إلى 71,754 حادثة فى سنة1990. وارتفع عدد المصابين الاسرائيلين ،من جنود ومستوطنين، في هذه الحوادث من1274 شخصا إلى2926 شخصا . كما ازدادالعبوات الناسفة المزروعة من 55 عبوة إلى 99 عبوة ، في حين ازدادت حوادث إطلاق النار من 82 حادثة إلى 153 حادثة في العام الثالث .
ووفقا لمصدر آخر، بلغ عدد العبوات الناسفة التي زرعت ضد الجيش الاسرئيلي 83 عبوة في عام الانتفاضة الأول ، قياسا بـ 55 عبوة في عامها الثاني، 90 عبوة في العام الثالث اما حوادث إطلاق النار عاى الجيش وقوات الأمن الاسرائيلية ، فبلغت 15و77و79 حادثة في الأعوام الثلاثة، على التوالي ومن جهة اخرى، ارتفع عدد "العملاء" القتلى من21 عميلا سنة 1988، إلى 134 عميلا سنة 1989 ، ثم إلى 155 عميلا سنة 1990. ومنذ بداية الانتفاضة / الثورة يتابع المراقبون والساسة الاسرائيليون عن كثب - وبقلق - انعكاساتها القائمة والمرتقبة على فلسطينيى الداخل ، باحثين عن إجابة عن السؤال المركب الخطر : هل تفرض الانتفاضة إعادة((الخط الأخضر)) الذى حاولت الحكومات الأسرائيلية المتعاقبة محوه بسياستها التوسعية المنهجية . فتفرض_بالتالى_ انفصالا ًواقعيًًًا للأراضي المحتلة عن اسرائيل ، وتعيد تقسيم "القدس الموحدة"؟ ام تمحو الانتفاضة ذلك الخط ، بزحفها عبره وتوحيدها الشعب الفلسطيني على جانبيه تحت لوائها، فتهدد الوجود الصهيوني برمته؟ ومن هنا، كان الاهتمام دائما منصبا على الظواهر المتصلة بهذا السؤال الأساسي، مثل : انتقال الممارسات الانتفاضية إلى داخل اسرائيل ، ومسار الفلسطنة الذي يمر عرب هذه المنطقة به ، وعلاقة هذا المسار بالانتفاضة
ويبدو الاهتمام الاسرائيلي في أقوال المستشارين الرسمية التي تجد ترجمتها من أرشيف صحافي ، عن " أعمال العنف والتخريب داخل حدود اسرائيل " من جانب عرب الداخل خلال أول شهرين من سنة 1990 في ما يلي:-
يوم7/1 : اكتشاف مجموعة من الشبان في عكا تعمل على تخريب سيارات ومركبات اليهود والعملاء العرب.
ويوم 8/1 : إلقاء قنابل حارقة على منزل شرطي في بلدة الطيبة
ويوم 29/1: قدم قائد منطقة الشمال في الشرطة الى لجنة الداخلية في الكنيست تقريرا عن زيادة ،نسبتها 54% ، في انتهاكات عربيه على خلفية وطنية خلال نصف العام الاخير.
ويوم 2/4: اختطاف احد سكان عكا القديمة العرب واحتجازه في مخزن وضربه، بدعوى مشاركته في رجم سيارات اسرائيلية بالحجارة.
وفي يوم 2/7 : جاء في تقرير لشرطة النقب ان 118 حادث إلقاء حجارة ورفع أعلام فلسطينية وقطع طرق جرت خلال سنة 1989.وفي السنة نفسها واوائل سنة 1990، تم اعتقال 91 شخصا بتهمة تنفيذ هذه الأعمال ، قدم منهم 15 إلى المحاكمة .
وفي2 /8 : صدر الحكم بالسجن 20 عاما على احد ابناء البدو في منطقة بئر السبع ، لمحاولته قتل سائق اسرائيلي في الرملة لأسباب وطنية .
وفي25/12: تقدمت مجندة اسرائيلية بشكوى ضد فتى عربي هاجمها بسكين ، وتزايدت " أعمال العنف " خلال العام ، وتصاعدت في اواخر أيار/مايوعام 1991
واعتبر المستشرق الباحث فى معهد ترومان . "ماتى شتانبرغ" ، الجدال الدائر فى اسرائيل بشأن كيفية فصل المناطق (المحتلة) عنها . بعد أن أسقطت الأنتفاضة اى إمكان للتعايش فى ظل السيطرة الأسرائيلية
أما المحلل العسكرى "زئيف شيف" فركز فى مقاله له عن الانتفاضة فى الجيش الأسرائيلى، الذى تحول إلى جيش شرطة، كما يوحى عنوان المقالة المعبرة قائلا فالأنتفاضة تحرف هذا الجيش عن مهمته الأساسية ، وهي ( حولت وحدات عديدة إلى شرطة امن كبيرة ) صحيح ان الجنود يتحولون إلى شرطة محترفين لكن ليست هذه مهمتهم . كما ان الكثيرون من سلك كبار الضباط ، مثل قائدى المنطتقين الجنوبية والوسطى و قياداتهما ، يكسرون جزءاً كبيراًمن وقتهم وتفكيرهم للأنتفاضة .وهذا ما يشغلهم اكثر من إى موضوع عسكرى أخر . أما "يسرائيل هارئيل" ، رئيس مجلس مستعمرات الضفة والقطاع ، فينحو منحى جديراً بزعيم مستوطنين وهو يقول :-
" فمن جهة ، حققت الأنتفاضة إنجازات بارزة على صعيد الراى العام العالمى ، والحوار مع الولايات المتحدة على الرغم من تجميده ،وقيام مناطق محررة ( حيث تتدرب كادرات جديدة من جنود الانتفاضة على مواصلة النضال ضد الجيش الأسرائيلى والمستوطنين اليهود وسكان اسرائيل كلهم ) ، لكن من جهة اخرى ، هناك إنجاز رئيسى مضاد ، هو الأنجاز الحقيقى الوحيد - فى رأى هارئيل - الذى حققه أى طرف فى الأنتفاضة :
بازدياد عدد المستوطنين اليهود من نحو 78او80 ألف مستوطن الى ما يقارب100 ألف مستوطن خلال الأعوام الثلاثة الماضية . ويضرب أمثلة فى ذلك . ازدهار المستعمرات التالية :براخا،حومش ،معاليه ليفونا ، عومريم ، ألفيه منشيه ، ارينيل .ويربط هارئيل هذا الأزدهار بهجرة مايتراوح بين 20 ألف فلسطينى و 40 ألف من الأراضى المحتلة ، معظمهم شخصيات مرموقة فى الأقتصاد والتعليم الي خارج الضفة الغربية وقطاع غزة