المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فادي شعار
وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً
71 سورة مريم
وما زال معنى الورود يشغلني حتى بحثت بعون الله فكان التفسير و الله أعلم من أمهات التفسير
{ وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا } أي ما منكم أحدٌ من برٍ أو فاجر ألاّ وسيرد على النار
المؤمن : للعبور
والكافر: للقرار
{ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً } أي كان ذلك الورود قضاءً لازماً لا يمكن خُلفه.
كان ذلك مختصر التفسير
فلنتابع و نرجو عدم الملل من القراءة
1- قال بعضُهم:
هو الدُّخُولُ كما في قولهِ تعالى{ فَأَوْرَدَهُمُ ٱلنَّارَ } وقالوا: إلاّ أنَّها تكونُ على المؤمنينَ بَرْداً وسَلاماً،
واستدلُّوا بقول صلوات الله عليه " الْوَرُودُ الدُّخُولُ، لاَ يَبْقَى بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ إلاَّ دَخَلَهَا، فَتَكُونُ عَلَى الْمُؤْمِنِيْنَ بَرْداً وَسَلاَماً، كَمَا كَانَتْ عَلَى إبْرَاهِيْمَ، حَتَّى أنَّ لِلنَّارِ ضَجِيْجاً بوُرُودِهِم"
2- وقال بعضُهم:
الورودُ هو الإشرافُ على النار بلا دخولٍ؛ لأن موضعَ المحاسبةِ يكون قريباً من النار،
مستدلين بقوله تَعَالَى:{ وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ }[القصص] ولَم يكن موسى دَخَلَ الماءَ،
وقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم : " لَنْ يَدْخُلَ النَّارَ- إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى- وَاحِدٌ شَهِدَ بَدْراً أو الْحُدَيْبيَةَ ".
و قَوْلُهُ تَعَالَى:{ إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا ٱشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ }[الأنبياء].
و مع هذا الاختلاف
(1)- نقف عند قول الإمام أحمد: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا خالد بن سليمان عن كثير بن زياد البرساني عن أبي سمية قال: اختلفنا في الورود،
فقال بعضنا: لا يدخلها مؤمن
وقال بعضهم: يدخلونها جميعاً، ثم ينجي الله الذين اتقوا
فلقيت جابر بن عبد الله، فقلت له: إنا اختلفنا في الورود
فقال: يردونها جميعاً، وقال سليمان بن مرة: يدخلونها جميعاً،
وأهوى بإصبعيه إلى أذنيه، وقال: صمتاً إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها، فتكون على المؤمن برداً وسلاماً؛ كما كانت النار على إبراهيم، حتى إن للنار ضجيجاً من بردهم، ثم ينجي الله الذين اتقوا، ويذر الظالمين فيها جثياً " غريب ولم يخرجوه.
(2)- أخبرنا ابن عيينة عن عمرو، أخبرني من سمع ابن عباس يخاصم نافع بن الأزرق
فقال ابن عباس: الورود: الدخول
فقال نافع: لا
فقرأ ابن عباس:{ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ }[الأنبياء: 98] وردوا أم لا؟ وقال:{ يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ فَأَوْرَدَهُمُ ٱلنَّارَ }[هود: 98] أوردها أم لا؟
أما أنا وأنت، فسندخلها، فانظر هل نخرج منها أم لا؟ وما أرى الله مخرجك منها؛ بتكذيبك، فضحك نافع.
(3)- روى : قال نافع بن الأزرق " لا يسمعون حسيسها "
فقال ابن عباس ويلك أمجنون أنت أين قوله : " يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار "
" ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا "
" وإن منكم إلا واردها "
والله إن كان دعاء من مضى : اللهم أخرجني من النار سالما وأدخلني الجنة غانما
(4)- وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله " وإن منكم إلا واردها "
قال: ورود المسلمين المرور على الجسر بين ظهرانيها
وورود المشركين أن يدخلوها
وقال النبي صلى الله عليه وسلم " الزالون والزالات يومئذ كثير وقد أحاط بالجسر يومئذ سماطان من الملائكة دعاؤهم يا الله سلم سلم "
يا الله سلم سلم...
{ ثُمَّ نُنَجِّي الذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً }
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
لا تَقنَطوا مِن رحمَةِ اللهِ
و اتقوا الله