( لا تسخري من طهري المأفوك ِ)

لا تَسْخرَي من طُهريَ المأفـوكِ
لا أدَّعيـهِ و لا أُجِـلُّ سُلوكـي

نسبُوهُ لي فَغَدوتُ مـن أعبائِـهِ
أَغْشَاهُمُـو كَالتَّائـهِ المَنْهُـوكِ

لَوَدِدتُ لو جُنِّبتُ حُسنَ ثنائِهـمْ
و سُللتُ من وَشْيٍ عَليَّ مَحُـوكِ

يا طُهرُ ما أشرقتُ شَمسَ وَضاءَةٍ
كَلاَّ و لا أمْسَيْـتُ بـدرَ حُلـوكِ

و إذا أريبُـكِ واقفـاً فَلَطالـمَـا
سُقتُ اللُّهامَ و عُدتُ بالمَدْمُـوكِ

ها إنَّ قلبـي لا يُحـرِّكُ سَاكنـاً
حَمِدَ السَّلامةَ في جِـوارِ النُّـوكِ

رَغِدَ التنحُّلُ يـا قصائـدَ عِزِّنـا
ما ضَرَّ لو بالغَضْبَـةِ انْتَحَلُـوكِ

مَنْ يا فضيلةُ لُحْتِ في أبراجِهِـمْ
زَعَمُوكِ مَنزِلةً و مـا اعْتَقَـدُوكِ

سَاقُوا خيولَ الفجرِ من إظلامِهم
و الجُبْنُ غرَّدَ بالـدَّمِ المَسْفـوُكِ

و على صَلَيلِ سُيوفِهمْ سُلَّ الأذى
يَخْتالُ فوقَ بَريقِهـا المَسْبُـوكِ

ما عَرَّفَ الكَـذَّابُ أَنكـرَ قلبُـهُ
يَعْرى و يَأْثَمُ و الإهابُ مُلُوكـي

شَحَّتْ خَلائقُنا فما مِـنْ هاطِـلٍ
عَذْبٍ و لا من مَنْهَـلٍ مَعْـروكِ

من قُمتَ في نُصحٍ لِتحفِزَ هِمَّـةً
نُؤْ بالخِضَمِّ عنِ الفَتى المَشْبُـوكِ

حَيَّتْكَ مَرْغَمَـةٌ وَ نَبْـذُ عَزائـمٍ
و الفَخـرُ لاذَ برُكنِـهِ المَدْكُـوكِ

فَتولَّ عنْكَ و ما تَبيَّـنَ ضعفُهـا
و اسْتَيْقَنَتْ ما الدَّاءُ بعدَ شُكـوكِ

و أرِحْ فؤادَكَ يا عِتابُ و قُمْ بِنـا
نَصِفِ العُلا و نَفِـرَّ كَالصُّعْلـوُكِ



شعر
زياد بنجر