منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 14 من 14
  1. #11
    الموضوع يحتاج تركيز واطلاع واسع
    اسمحيلي بإضافة قراءة عن كتاب الهويات القاتلة لأمين معلوف
    نظرا لاهمية هذه القراءة في توضيح أمور مهمة في الموضوع
    عرض كتاب الهويات القاتلة
    تأليف: أمين معلوف عرض: الصباح
    لاننا نعيش في مرحلة اعادة انتاج الهوية،فان قراءة كتاب (الهويات القاتلة)لامين معلوف، تأخذ اهميتها في انها تشير الى ابعاد عملية اعادة الانتاج عن الاقصاء والعنف الذي يحدث،بسبب وقوع بعض الجماعات العراقية تحت اسر الماضي واحداثه
    يتكون الكتاب من مقدمة وأربعة فصول وخاتمة، موزعة بين 230 صفحة من الحجم الوسط. وأعطى لفصول الكتاب العناوين :هويتي وانتماءاتي.عندما تأتي الحداثة من عند الآخر.زمن القبائل الكونية.ترويض الفهد.
    يتناول المؤلف في الفصل الاول، مفهوم الهوية الشخصية للفرد ومركباتها التي تتكون عبر مراحل العمر وتحت تأثير الظروف المختلفة والمناخات المتلونة. وهذا ما يبرر بالتالي تخلخل الأولويات في عناصر الهوية، فالمتقدم من هذه العناصر ليس الأسبق ولادة إنما الأكثر تعرّضاً للخطر والتحدي.
    كما يبين أن أي عنصر من العناصر المشكلة للهوية ليس مطلقاً ونهائياً، إنما هو نسبي خاضع لمنطق الزمان والمكان كما أنه خاضع أيضاً للتبدل والتغيير. إن المواجهات التي يتعرض لها الفرد بسبب أحد عناصر هويته أو بعضها، عامل رئيس في توليد الشعور بالخوف لديه، ما قد يدفعه إلى حمل السلاح قسراً و تحويله إلى مجرم رغماً عنه. والتجربة المريرة والقاسية التي عاشها الكاتب وأفراد عائلته، كما عاشها الكثيرون أثناء الحرب اللبنانية الماضية، هي دليل قاطع على أن العناصر المكونة للهوية المفترض أن تكون أسباب حياة ونمو وارتقاء يمكن أن تتحول إلى أجزاء من وحوش تكمن في الدخائل بانتظار لحظة الانقضاض.. فيبحث الكتاب في مسألة الانتماء ويسأل تحديدا في "الهويات المركبّـة" ودور أصحابها في نسج العلاقات وامكانية ان يبقى المرء أمينا بجذوره وقيمه وتراثه من غير أن يجعل الآخرين يتقوقعون داخل انتماءاتهم الضيّقة.لا يمكن فصل الافكار التي يطرحها امين معلوف عن الهوية في هذا الكتاب ، عن تجربته الشخصية المباشرة ، هو الذي يحمل جنسيتين ولغتين ، حيث يعيش في فرنسا ويكتب بلغتها ، فيما تعيش بداخله مكونات حضارة عربية اسلامية شكلت وعيه مثل ملايين آخرين باختلاف دياناتهم ، يقطنون المنطقة ذاتها من العالم ،اذ يقول معلوف ( هل انا نصف فرنسي،وبالتالي نصف لبناني؟ لا ابدا فالهوية لاتتجزأ ولاتتوزع مناصفة او مثالثة ، ولاتصنف في خانات محدودة ومنفصلة عن بعضها البعض) ولا يعترف معلوف بعنصر وحيد مسيطر على بقية عناصر الهوية ، بل يرى انها تتكون من عدة عناصر يختلف ترتيب اهميتها بحسب الزمن حسبما يقول(انا لااملك هويات متعددة بل هوية واحدة مؤلفة من العناصر التي صنعتها وفقا لجرعة خاصة لاتتطابق بين شخص وآخر) ويعبر عن حلمه في ان تنفصل الحاجة الى الروحانية عن الحاجة الى الانتماء ، ويقول : "ان فصل الكنيسة عن الدولة ليس كافيا ، وما يوازيه اهمية هو فصل الدين عن الهوية". وهو يعتقد بامكانية ان يتعايش الفرد مع هوياته المختلفة مضمنا هويته بعدا" جديدا" هو الشعور بالانتماء الى المغامرة الانسانية بحسب تعبيره. وفي رأيه ، ان الافراد الذين سيضطلعون بهذه المهمة ، مهمة صيانة الهويات المختلفة والدعوة الى احترام تأثيراتها ، هم القادرون على تشكيل عالم جديد اكثر تسامحا وعطاء". ويرى معلوف ان كل فرد منا مؤتمن على ميراثين ، احدهما عمودي ورثه عن اجداده وتقاليد شعبه وجماعته الدينية ، والآخر افقي اكتسبه من زمانه ومعاصريه ، ويؤكد ان الميراث الثاني هو الاكثر تأثيرا وتحديدا" لهوية الشخص وانتماءاته . وهذا التأثير يتعاظم بحسب ما يقول : في ظل العولمة وثورة الاتصالات التي تشكل ما يسميه بثقافتنا المشتركة ، والعولمة في رأيه تمنح فرصا" لاثبات الخصوصية وتأكيد الهوية . اما الاحتماء بعنصر ما من عناصر الهوية تلتف حوله الجماعة كالدين او اللغة . فهو امر يحدث - كما يقول - حين يتهدد هذا العنصر وتتهدد الجماعة ذاتها في وجودها ، فاذا ما نعمت الجماعة بالهدوء والسلام ، واذا ما عاش الافراد في داخلها متساوين في حقوق المواطنة ، فان كل دعاوى التعصب والتوترات الاثنية والعرقية والدينية واللغوية ستزول.
    الفصل الثاني: عندما تأتي الحداثة من عند الآخر
    يناقش الكاتب في هذا الفصل، من يتبنى تصورات وأحكاماً مسبقة عن الآخرين لتلصق بهم تهماً تمس جوهر هوياتهم وتأخذ صفة التعميم والاستمرار، كما أولئك المدافعون ضد هذه التهم أيضاً مستخدمين حججاً وتبريرات مصطنعة وغير كافية. فلا يجوز أن نصدر أحكامنا ضد مذهب معين بمجرد أن أحد أفراده المنتمين إليه قد ارتكب ما يدعو للاستنكار والرفض. فما يتعرض له الإسلام مثلاً من تهم مختلفة في التخلف والإرهاب ومعاداة الحرية والديمقراطية، لا تبرأ منها أية عقيدة دينية أو سياسية.والشواهد على المنازعات والحروب داخل الكنيسة المسيحية وفي صلب جوهرها، ليس بعيداً عن أعين التاريخ، لا بل إن ما تؤكده الوقائع عن التزام الإسلام بمبدأ التسامح والتعايش مع الشعوب الأخرى والديانات الأخرى، وخلال قرون طويلة أيضاً، لم تدركه أية عقيدة من العقائد. والمسألة هنا لا تكمن في العقائد وروحها التي لا تتغير عبر العصور، إنما تكمن في ممارسات أصحابها القابلة للتبدل والتغيير تبعاً للظروف والأحداث. وإن ما يسمونه تعصباً دينياً عند مذهب من المذاهب هو بالحقيقة "عصبيات شقت الأديان أو أدارت لها ظهرها".أما مسألة تقبل الحداثة القادمة من خارج الحدود، فإن أمر رفضها أو التردد تجاهها أو مواجهتها، ليس بسبب الدين الإسلامي تحديداً، بل هي سمة عامة من سمات تحدي الهوية أو تهديد أحد عناصرها، تشترك فيه جميع شعوب العالم.
    الفصل الثالث: زمن القبائل الكونية
    يحلل الكاتب صعود الظاهرة الدينية أمام غيرها من عناصر الهوية، أو ما يسميه "روح العصر" ويعيدها إلى الأسباب التالية:إنهيار العالم الشيوعي وفشل النظرية الماركسية في الاستجابة للحاجات الإنسانية والأزمة التي يعانيها الغرب الذي يدعي قيادة العالم في حل مشاكل الفقر والبطالة والجنوح والمخدرات وغيرها وأزمة العالم العربي الذي فقد آماله التي بناها على الشيوعية أو على القومية أو على الجنة الغربية المزيفة، فوجد نفسه أمام ملاذ الانتماء الديني فضلا عن أثر ثورة المعلومات والاتصالات ورياح العولمة، وما رافق ذلك من تهيب وقلق ولّد "الحاجة الروحانية" التي توفر الحماية المعقولة.
    إن تجاوز الانتماء الديني بمفهومه التعصبي المتزمت، لا يكفي تحقيقه بفصل الدين عن الدولة، بل بفصل الدين عن الهوية، وبمعنى آخر نزع الألغام المزروعة في هذا العنصر المتجذر في الهوية، وليس نزع العنصر نفسه الذي يعتبر حاجة أساسية في البناء الإنساني. وهنا تتبدى العولمة، بما تحمله من رحابة الاستيعاب والشمولية والرؤية الإنسانية، وعلى الرغم من المخاوف الكبيرة والتحفظات العميقة حولها، الحل الممكن لمقاربة مسألة الانتماء الديني بالطرق السلمية. فالتسارع المذهل في انتقال المعلومات والاكتشافات والتغيرات، تقلّص الكثير من اختلافات الشعوب وتزيد من التشابه فيما بينهم، دون أن يعني ذلك، تنميط الحياة ودورانها في فلك واحد فقير ومقيت. فلكي تؤتي العالمية ثمارها في التقارب والتعايش الإنساني لا بد أن تعترف بالقيم التي تشمل البشر جميعهم دون تمييز أو تحيّز، كما لا بد أن تحترم خصوصية كل حضارة.إن هيمنة الصورة الواحدة والحقيقة الواحدة "كنوذج أميركي مطلق" على حساب التنوع الثقافي والتعددية الحضارية الخاصة هي ما يثير المخاوف الحقيقية في وجه العولمة، التي قد تقود أصحاب الثقافات والهويات المهددة بالتلاشي إلى تبني مواقف أكثر جذرية وأكثر إنتحارية.
    الفصل الرابع: ترويض الفهد
    يحاول الكاتب في الفصل الأخير من كتابه، أن يقدم رؤيته، بناء على التجارب الإنسانية شرقاً وغرباً، في تجنب الانفجارات المتوقعة في وجه العولمة وجعل تداعياتها أٌٌقل فتكاً. ولا يمكن ذلك إلا بعد أن تتخذ العولمة الطابع الإنساني الشامل وتتخلى عن طابعها الآحادي الأميركي المهيمن. صحيح أن أميركا قد خرجت منتصرة بعد انتهاء الحرب الباردة، لكن انتصارها ليس على ثقافات العالم ولغاته وتراثاته، وليس قطعاً على هوياته.وما هو مطلوب من الشعوب المتخوفة والمناهضة للحداثة المتمثلة بظاهرة العولمة أن تناضل وتنخرط وتتفاعل في إثبات خصوصياتها واختلافاتها ضمن مفاهيم التنوع والغنى، وبعيداً عن الانغلاق والتصادم.وتبرز برأي الكاتب في هذا الصدد، مسألة اللغة الوطنية، في مقدمة التحديات التي يجب مواجهتها، كونها من أكثر عناصر الهوية منافسة للدين. فاللغة الخاصة بكل من شعوب الأرض جديرة بالحماية التامة، لأنها الانتماء الأكثر تجذراً على مر العصور ولأنها حاجة أساسية للإنسان لا يمكن أن يعيش بدونها حتى لو أمكنه أن يعيش من غير دين محدد، وكما أنها بعكس الدين عامة وليست حصرية إذ بإمكان الفرد أن يمتلك عدة لغات ولا يمكنه أن يعتنق أكثر من دين واحد. ولو تمكنت أوروبا الساعية إلى الاتحاد والتكتل، أن تتفق دولها على عملة واحدة أو دستور واحد أو نظام اقتصادي أو سياسي واحد، لكنها قطعاً لا يمكنها أن تتجاوز مسألة اللغة الوطنية لكل دولة من دولها.ويخلص الكاتب إلى التأكيد على مركزية الرؤية التي يتبناها والقائمة على الدعوة للمحافظة على التنوع الخاص بكل فرد وتحويل الانتماء المزدوج لدى اي منهم إلى فعل تلاق مع الثقافات الأخرى دون تمزق أو تردد أوخوف.وإذ يعلن الكاتب بصوت عال اعتزازه بانتمائه المتعدد فلكي يدعو إلى القضاء على زمن القبائل من اجل إقامة السلم الاهلي ولكي يعطي لهويته وهويات الآخرين بعداً إنسـانياً أكبر وأشمل.
    ولي عودة إن شاء الله
    صمت-العراق-منتديات البيارق
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #12
    اعجبتني تلك المقالة فنقلتها
    قضية الهوية قضية محورية، أزعجت كل الناس، إذ إن كل جماعة أو أمة تعوزها الهوية المتميزة ليمكنها المعيشة والمحافظة على وجودها؛ فالهوية هي التي تحفظ سياج الشخصية، وبدونها يتحول الإنسان إلى كائن تافه فارغ غافل تابع مقلد؛ لأن للهوية علاقة أساسية بمعتقدات الفرد ومسلماته الفكرية، وبالتالي تحديد سمات شخصيته فتجعله إنسانًا ذا قيمة ولحياته معنى وغاية.
    والهوية معناها: تعريف الإنسان نفسه فكرًا وثقافة وأسلوب حياة.. أو هي مجموعة الأوصاف والسلوكيات التي تميز الشخص عن غيره.
    وكما أن للإنسان هوية كذلك للمجتمع والأمم هوية.. فهناك مجتمع إسلامي، ومجتمع علماني، وهناك النصراني، وأيضا الشيوعي والرأسمالي.. ولكل منها مميزاتها وقيمها ومبادؤها.
    فإذا توافقت هوية الفرد مع هوية مجتمعه كان الأمن والراحة والإحساس بالانتماء، وإذا تصادمت الهويات كانت الأزمة والاغتراب. ومن هنا يمكنك فهم معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا؛ فَطُوبىَ لِلْغُرَبَاءِ"[مسلم].
    هذه الهوية هي التي تتبناها النفس، وتعتز بالانتساب إليها، والانتماء لها، والانتصار لها، والموالاة والمعاداة على أساسها، فبها تتحدد شخصية المنتمى وسلوكه، وعلى أساسها يفاضل بين البدائل.
    وبالنسبة للمجتمع تعتبر الحصن الذي يتحصن به أبناؤه، والنسيج الضام، والمادة اللاصقة بين لبناته، فإذا فقدت تشتت المجتمع، وتنازعته المنتاقضات.
    ولا شك أن مقومات الهوية هي العناصر التي تجتمع عليها الأمة بمختلف أقطارها من وحدة عقيدة، ووحدة تاريخ، ووحدة اللغة، والموقع الجغرافي المتميز المتماسك، وأعظمها لا شك هي العقيدة والتي يمكن أن يذوب فيها بقية العناصر.
    والهوية الإسلامية في الحقيقة هي الانتماء إلى الله ورسوله وإلى دين الإسلام وعقيدة التوحيد التي أكمل الله لنا بها الدين وأتم علينا بها النعمة، وجعلنا بها الأمة الوسط وخير أمة أخرجت للناس، وصبغنا بفضلها بخير صبغة (صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ)[البقرة:138]
    خصائص الهوية الإسلامية:
    1 ـ أنها هوية العقيدة: فينضوي تحتها كل مسلم أيًّا كان مكانه أو شكله أو لغته؛ فلأهل الإسلام مميزاتهم الخاصة بهم، والتي تجعلهم كلهم تحت مسمى واحد ومعتقد واحد هو سماكم المسلمين من قبل. (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)[الأنبياء:92].
    أنها لازمة لكل مسلم: لا يجوز لمسلم الخروج عنها، فهي فرض لازم (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)[الأعراف:158]. " وَالّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمّةِ يَهُودِيّ وَلاَ نَصْرَانِيّ، ثُمّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلاّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النّارِ".
    أنها متميزة عمَّا عداها: وهذا التميز هو الذي يعطي كل قوم مقومات بقائهم، ويحفظ عليهم ثقافتهم وإيدلوجيتهم، فلا يذوبون في غيرهم ولذا شمل هذا التميز كل جوانب الحياة بداية من العقيدة (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)[الكافرون:6]، (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ)[الفاتحة:6، 7]. ونهاية بالشكل الظاهر في الملبس والهيئة " إياكم وزي الأعاجم"، ومرورا بكل أمور الحياة العملية "ليس منا من عمل بسنة غيرنا".[الطبراني في الجامع الصغير]. (أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ)[يونس:41].
    أنها تستوعب حياة المسلم كلها وكل مظاهر شخصيته: فهي تامة الموضوع محددة المعالم تحدد لصاحبها بكل دقة ووضوح هدفه ووظيفته وغايته في الحياة: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)[الأنعام:162، 163].
    هي مصدر العزة والكرامة: (لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ)[الأنبياء:10]، (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ)[المنافقون:8]، (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً)[فاطر:10]، (أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً)[النساء:139]. وقال عمر رضي الله عنه: إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العز في غيره أذلنا الله.
    تربط بين أبنائها برباط وثيق: فتجعل الولاء بين أتباعها والمحبة بين أصحابها وتربط بينهم برباط الأخوة والمحبة والنصرة والموالاة، فهم جسد واحد (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)[الحجرات:10]، (فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً)[آل عمران:103]، (وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ)[الحجرات:11]، "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. "المسلم أخو المسلم".
    صراع الهويات
    لقد أدركت كل الأمم أن قضية الهوية قضية محورية، وأن من لم ينتبه إليها سيذوب حتمًا في ثقافة غيره، وستتلاشى مميزاته الخاصة ليكون ذيلاً أو ذنبًا.. وأعداء الأمة لم ولن يتركوها على هويتها الإسلامية وعقيدتها التوحيدية وثقافتها الإيمانية،بل يكيدون الليل والنهار، ليزحزحونا عنها ويطمسوها عنا قال تعالى: (وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)[البقرة:217] (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)[البقرة:120] وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً)[النساء:89] (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ)[البقرة:109]
    والذي ينبغي أن ينتبه له أهل الإسلام أن الآخرون يحرصون على هوياتهم مع اجتهادهم في تذويب هوية المسلمين وطمس معالمها والنأي بهم بعيدا عن دينهم حتى لا يعود الإسلام إلى الساحة مرة أخرى وهذا واضح من خلال تصريحاته القوم وكلامهم:
    في آخر عام 1967وفي محاضرة في جامعة برنستون الأمريكية صرح أبا إيبان وزير خارجية إسرائيل حينها: " يحاول بعض الزعماء العرب أن يتعرف على نسبه الإسلامي بعد الهزيمة ، وفي ذلك الخطر الحقيقي على إسرائيل ، ولذا كان من أول واجباتنا أن نبقي العرب على يقين راسخ بنسبهم القومي لا الإسلامي".
    وفي صحيفة يديعوت أحرونوت بتاريخ 18\3\78 : " إن على وسائل إعلامنا أن لا تنسى حقيقة هامة هي جزء من استراتيجية إسرائيل في حربها مع العرب ، هذه الحقيقة هي أننا نجحنا بجهودنا وجهود أصدقائنا في إبعاد الإسلام عن معركتنا مع العرب طوال ثلاثين عاما، ويجب أن يبقى الإسلام بعيدا عن المعركة إلى الأبد ،ولهذا يجب ألا نغفل لحظة واجدة عن تنفيذ خطتنا في منع استيقاظ الروح الإسلامية بأي شكل وبأي أسلوب ولو اقتضى الأمر الاستعانة بأصدقائنا لاستعمال العنف والبطش فإخماد أية بادرة ليقظة الروح الإسلامية في المنطقة المحيطة بنا" اهـ.
    وفي كتابه انتهز الفرصة" يقول الرئيس الأمريكي نيكسون : إننا لا نخشى الضربة النووية ولكن نخشى الإسلام والحرب العقائدية التي قد تقضي على الهوية الذاتية للغرب". وقال أيضا : " إن العالم الإسلامي يشكل واحدا من أكبر التحديات لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية في القرن الحادي والعشرين".
    وقال إيوجين روستو مستشار الرئيس الأمريكي الأسبق جونسون لشئون الشرق الأوسط: "إن الظروف التاريخية تؤكد أن أمريكا إنما هي جزء مكمل للعالم الغربي ، فلسفته ، وعقيدته ونظامه ،وذلك يجعلها تقف معادية للعلام الشرقي الإسلامي بفلسفته وعقيدته المتمثلة بالدين الإسلامي.
    وقد صرح مسؤول في الخارجية الفرنسية من فترة بـ: "أن الخطر الحقيقي الذي يهددنا تهديدًا مباشرًا عنيفًا هو الخطر الإسلامي... ".
    اهتمام كل أمة بهويتها
    الأمم التي تريد أن تبقى هي التي تحافظ على هويتها، ولذلك لا عجب أن تحاول كل دولة أو أمة أن تصون لأتباعها هويتهم وتحميهم عن غزو الثقافات الأخرى لثقافتهم.. فعندما رأى الفرنسيون أن اتفاقية الجات تؤدي إلى دخول المواد الثقافية الأمريكية بمعدلات كبيرة لفرنسا مما يشكل تهديدا صارخا لهويتهم القومية ، رفضوا التوقيع على الجزء الثقافي من الاتفاقية وطالبوا بتخفيض تلك المعدلات.
    وأما الدولة اللقيطة فحدث ولا حرج عن تمسكها بهويتها، فهي لم تقم إلا على أساس الدين اليهودي، وتحمل اسم نبي الله يعقوب "إسرائيل"، وليس لها دستور لأن دستورها التوراة ، ويتشبث اليهود بتعاليمها في السياسة والاجتماع وحياة الأفراد أو هكذا يظهرون، وقد أحيوا اللغة العبرية التي انقرضت من ألفي سنة لتكون لغتهم الخاصة ولغة العلم عندهم .
    يقول "أدولف كريمر" اليهودي: " جنسيتنا هي دين آبائنا ونحن لا نعترف بأية قومية أو جنسية أخرى"
    وعندما قال رئيس وزراء إحدى الدول العربية في ندوة في جامعة تل أبيب: "إننا في (بلدنا) نفرق بين الدين والقومية ، ولا نقبل أن تكون قيادتنا السياسية مرتكزة على معتقداتنا الدينية " رد عليه ديفيد فيثال قائلا : "إنكم أحرار في أن تفصلوا بين الدين والدولة، ولكننا في إسرائيل نرفض أن نقول: إن اليهودية مجرد دين فقط".
    وأعجب من هذا أن يقوم الهندوس في بلاد الهند بمنع بيع الزهور في يوم عيد الحب " فالنتاين" وحرق المحلات التي تبيعه لأن ذلك ليس من الهندوسية ويحارب الثقافة الهندية.
    وهذا كله إن دل فإنما يدل على مدى محافظة كل أمة على هوية أبنائها وحمايتهم من السقوط في هوة الانبهار بثقافات الآخرين .. فمتى نهتم نحن لهذا ونحوط أبناء أمتنا ونحميهم من الوقوع في هذه الحمأة..؟!
    بنت الجنوب/فاطمه الصباغ
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #13

    - تابع1

    ويرى المتابعون لما يجري من أحداث، أن الجهل متى ساد في مجتمع ما نتيجة الأمية، يجعل الناس يميلون إلى السهل من التفسيرات الجاهزة أكثر من الخوض في دروب البحث وإعمال الفكر. لأن الاعتقاد السائد يعتبر التفكير ضرب من الهموم التي لا تجدي في فهم الوقائع، وأن المفكرين يمثلون طبقة من الناس لا يمكن أن تكون إلا في المجتمعات الراقية والمتطورة صناعيا واقتصاديا حيث تتوفر لهم الظروف التي تسمح لهم بالانصراف الكلّي إلى أمور نظرية بعيدة عن الواقع المرّ الذي يتخبط فيه المجتمع المتخلف! ثم إن كل نظرياتهم -حسب ما يراه العامة- وما أنتجوه من أفكار لا يؤثر في حياة الأفراد اللاهثين وراء ضروريات الحياة وهي تتباعد عن متناول الخاملين ... هنا تبدو الحقيقة في ذهن العامة مرتبطة بالمنفعة (البرغماتية) وتتخلى عن مفهومها القيمي تحت ضغط "وهم المسرح " كما يسميه فرانسيس بيكون وهو ما نراه من تقدير الجمهور لما تروجه وسائل الإعلام واعتمادها مصدرا لتفسير الواقع، بينما تنتهج الأداة السياسية أساليب جد معقدة لاستغلال ثقة ذاك الجمهور لترويج مفاهيم تزيده بعدا عن مجال "ثقافة الحقيقة".
    يتبع

  4. #14
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
    ننتظر بقية طرحك استاذي فقد عرضت ان حركة الحضارة دائبه ومتغيره باستمرار ونحن في دوامتها منساقون تقريبا شئنا ام ابينا لكن كيف تتعدى المتغيرات لتدوس على الثوابت؟
    اترك البقيه عندك فيبدوا ان هناك بقيه
    كل التقدير
    عفوا فقد كتبت تابع الرد سريعا ولم أقرأ الصفحة الثانية التي أرى فيها منعطفا لمسار الموضوع محل النقاش

    تحياتي

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المواضيع المتشابهه

  1. صباح الخير (325) فشة خلق!
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى سلسلة صباح الخير(للأديبة ريمه الخاني)
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-28-2017, 06:31 AM
  2. صباح الخير (296) ثقافة مبسترة
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى سلسلة صباح الخير(للأديبة ريمه الخاني)
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-21-2017, 01:52 PM
  3. صباح الخير(277) ثقافة الصمت ام ثقافة الخوف؟
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى سلسلة صباح الخير(للأديبة ريمه الخاني)
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 01-21-2017, 06:46 AM
  4. صباح الخير صباح الأمطار
    بواسطة manar_12 في المنتدى فرسان الفضاء.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-18-2012, 03:53 PM
  5. صباح الخير (110)قل لي كيف تعش ؟أقل لك من أنت.
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى سلسلة صباح الخير(للأديبة ريمه الخاني)
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-23-2008, 07:31 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •