كما هو حالُ كلِ نساءِ الأرضِ فإنّ شوقي لرؤيتكَ بين يديَّ تناما في داخلي فأحالني إلى كتلةٍ من الشوقِ تتلاعبُ بها الأقدار.

لم أكن أعلمُ بأنني أحملُ كلَ هذا الشوقِ والحنينِ إليك... لم أكن أدري بأن ناراً قد اشتعلت في قلبي كلما دارت عجلةُ الزمانِ دونَ أن أراك.
ويْحَكِ أيتها الدنيا لم تسرعين في المضي، فأنا ما زلتُ أنتظرُ قدومَ من حلمتُ به مذ أيقنتُ أنني أنثى.

تعبتُ من انتظارِكَ ... مللتُ من أحلام قدومِكَ
تُرى أليس لي حقٌ بأن أكونَ أماً...؟؟؟
كلما رأيتُ طفلاً رأيتُكَ فيه وتمنيتُ أن أضمَه إلى صدري علني أشبعُ عاطفتي المشتعلة في أحشائي.

ملَلتُ من أن أتحسسَ بطني حالمةً أنك تسكنُ فيه فأشعرُ بحركتِكَ داخله، فأعيشُ لحظات وهمٍ جميلة.

سئمتُ أحلامَ حديثي إليكَ وملاعبتكَ وسهري عليكَ فأنا لا أجني منها سوا حسرة تأكلني كأنها وحشٌ يفترسُ بشراهةٍ، فلا تسعفني دموعي المنهمرة كشلالٍ لا يجد له مصباً غير وسادتي.

صغيريَ المجهول أصبحتَ حلماً يتحطم مع بداية كل شهر فقد أوصدت كلُ الأبوابِ في وجهي وتقطّعت كلُ السبلِ لوصولي إليك، فقد جعلتُ من نفسي ألعوبةً بيد الحكماءِ والعلماءِ فصرتُ حقل تجاربٍ لآخر ما توصّلَ إليه عِلمُهم،حتى العرافينَ سألتهم أن يوصلوني إلى حلمي الوحيد، لكن دون جدوى.

أمكتوبٌ عليَّ المعاناة أبد الدهر...؟ أمقدرٌ ليَ الحرمان من سماعِ كلمةِ "ماما"...؟ ألن يكون بعدَ موتي من يرفعُ يده إلى السماءِ ويقول"ربِ ارحمها كما ربتني صغيرا"...؟
إلهي وسيدي ومولاي من لي سواكَ يرحمني فاجعلني أنثى كاملةً وارسم لي فرحةً لا يقدرُ عليها سواك.


8/2/2008