يُطلق الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء اليوم السبت فعاليات احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009 إيذانا بانطلاقها من خمس مدن يربطها البث الفضائي ( القدس، بيت لحم، غزة، الناصرة ومخيم مار الياس في لبنان) تعبيراً عن مشاركة أبناء الشعب العربي الفلسطيني في مراسيم الافتتاح الرسمي الخاص بالاحتفالية الوطنية الكبرى، وتحدياً للشتات في المهجر وحواجز الاحتلال الإسرائيلي في الوطن، وتأكيداً على جسر التواصل مع أبناء الأمة العربية بحضور عدد من وزراء الثقافة العرب ومشاركة نخبة من المبدعين في الحقل الفني والثقافي. وقال مقرر اللجنة الوطنية للتحضير لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية العام 2009 رئيس وحدة القدس في الرئاسة الفلسطينية انها فرصة لتأكيد عروبة القدس ورد عملي على الانتهاكات الإسرائيلية اليومية بحق المقدسيين والذي ارتفعت وتيرتها خلال الأسابيع الاخيرة والتركيز على هدم المنازل وإزالة احياء مقدسية بالكامل واستمرار المخططات الاستيطانية التي تستهدف عزل القدس وتهويدها جغرافيا وديموغرافيا.
واضاف لالرأيط ان أهم ما ستركز عليه الاحتفالية هو إعادة تسليط الضوء على واقع المدينة وإعادة الاعتبار لها روحيا وحضاريا حيث القدس مثلت قيمة حضارية عربية تحاول إسرائيل يوميا محوها وبالتالي النشاطات التي ستعقد في فلسطين او خارجها او في القدس وداخل الخط الاخضر ستركز على القدس بواقعها اليوم . واوضح ان اسرائيل منذ العام 1967 وهي تحاول السيطرة على القطاعات الفلسطينية المختلفة في القدس وتحديدا في مجالات الصحة والتعليم وتحاول طمس الثقافة العربية باستهدافها المؤسسات الثقافية والمثقف الفلسطيني وحرية الرأي والإعلام وبالتالي فان برنامج الاحتفالية من ضمن أهدافه الأساسية كما حددتها اللجنة الوطنية العليا للاحتفالية ، اعادة الصدارة للقيمة الثقافية لمدينة القدس وابراز بعدها وعمقها الحضاري التاريخي والديني بما يعزز هويتها الثقافية العربية وحماية معالمها التاريخية، ومن جملة الأهداف الأخرى توسيع دائرة التضامن العربي والدولي مع القدس بهذا البعد والعمق . واكد الرويضي ان المجلس الاداري للاحتفالية والمكتب التنفيذي استكمل التحضيرات النهائية لاطلاق فعاليات الاحتفالية اليوم وهذا اليوم سيكون يوما تاريخيا للقدس حيث ستنطلق الفعالية من القدس وبيت لحم والناصرة وغزة ومخيمات اللجوء في لبنان، حيث هذه الفسيفساء الفلسطينية التي ستتوحد حول القدس من خلال إطلاق الفعاليات، وسيتوحد حول القدس العرب والمسلمون والعالم اجمع، سيعلن الشعب الفلسطيني في كل مراكز وجوده ان القدس عنوان نضاله الوطني وبوصلة اهتمامه والمقدسات في قلبه لن تستطيع أي قوة احتلال محوها. وقال انه سيعقب يوم إطلاق الفعاليات أنشطة فلسطينية وعربية في كافة أرجاء فلسطين وتحديدا في القدس، وأيضا أسابيع ثقافية فلسطينية وعربية في العواصم العربية. واضاف ان المشاركة العربية تتمثل في مشاركة ممثلين عن المؤسسات الرسمية الثقافية العربية ووزراء ثقافة عرب ومؤسسات ثقافية واجتماعية عربية، ستصل الى بيت لحم وسيكون لها اجتماعات مع مسئولين فلسطينيين ومؤسسات مقدسية وذلك لبحث دعم الشعب الفلسطيني في القدس وصموده امام الاجراءات الاسرائيلية المختلفة. ومع بدء الاحتفالية في الخامسة مساءً في قصر المؤتمرات بمدينة بيت لحم، تعلو الشارة التلفزيونية الرسمية للفعالية في دقيقة واحدة عندما ترتفع طائرة ورقية بنجمة ثمانية ملونة يخطف بعضها بريق العلم الوطني وتحمل شعار الاحتفالية ثم تعلو فوق أسوار المدينة المقدسة على وقع ترنيمات صوت غنائي مترابط مع مشهد الجدار الذي يحاصر المدينة المقدسة ورموزها الدينية التاريخية مروراً ببحر غزة وامتداده بأفق واسع تحدياً للحصار وانتهاء بحركة طلبة المدارس والأيدي التي تنسج بخيط واحد علماً لطائرة ورقية على وقع موسيقى موطني. وحسب البرنامج يقف الحضور دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء القضية الفلسطينية، ثم تؤدي جوقة القدس النشيد الوطني فدائي ويرتل المقرئ آيات من القرآن الكريم من فضاء المسجد الاقصى المبارك ومساجد المدينة المقدسة ومحيطها فيما تقرع الكنائس أجراسها في القدس على وقع شريط مصور يبرز معالم المدينة المقدسة المحتلة. ومن المقرر ان يلقي محمد العزيز بن عاشور مدير عام الالكسو المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، كلمة رسمية في الاحتفال، ثم يعلن الرئيس عباس انطلاق الاحتفالية وإيقاد الشعلة على وقع الموسيقى، وبعد ذلك تقدم فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية عرضها التراثي الإبداعي للحرية نرقص. وفي مخيم مار الياس قرب بيروت يقدم الفنان العربي اللبناني أحمد قعبور أغنياته الكفاحية بمشاركة فرقة حنين فيما يلقي الإعلامي اللبناني زاهي وهبة مقاطع جميلة من قصائده الشعرية، ومن غزة يقدم الفنان محمد عساف أغنيته علّى الكوفية فيما تقدم الفنانة الجليلية سناء موسى ومجموعة نوى أثر وصلة تراثية، يليها كلمات مسجلة للأدباء العرب.
ومن مركز محمود درويش الثقافي في الناصرة يقدم الثلاثي جبران بمرافقة يوسف حبيش عرضاً موسيقياً، على أن يختتم برنامج الافتتاح بأغنية القدس عربية بمرافقة جوقة القدس وغناء تانيا ناصر وعزف بيانو للعازفة ريما ترزي.
************
تعقيب:
قال مسؤولون عن فعاليات احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009 التي ستنطلق مساء اليوم إن التضييق إسرائيلي على الاحتفالية سيخدم الحدث إعلاميا أكثر من الضرر به، وذلك بعد قرار وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي حظر نشاطات احتفالية القدس.
وقد أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها ستنشر اعتباراً من صبيحة اليوم قوات كبيرة من أفرادها في أحياء القدس الشرقية لمنع إقامة أية فعاليات تتصل بأسبوع الثقافة العربية الذي أعلنته السلطة الفلسطينية تتويجاً لاختيار القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009، مشددة على عزمها على عدم السماح بإجراء هذه الفعاليات باعتبارها "تخالف القانون الذي يحظر على السلطة الفلسطينية ممارسة أي نشاط رسمي في القدس" كما زعمت.
وقال المحامي أحمد الرويضي، رئيس وحدة القدس في الرئاسة ومقرر اللجنة الوطنية للتحضير لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية عام 2009، للـ "الوطن": لقد كان الهدف الأساسي من الاحتفالية منذ البداية هو إعادة تسليط الضوء على مدينة القدس وواقعها الحضاري وما تتعرض له من انتهاكات ومخططات إسرائيلية مبيتة تجاه المدينة سواء من خلال الاستيطان أو تغيير الواقع الجغرافي والديموجرافي، وبالتالي فإن الهدف هو وضع القدس تحت بقعة الضوء دوليا تجاه ما تتعرض له المدينة من انتهاكات وعليه فقد خططنا لأن يكون الشعب الفلسطيني في كل مراكز تواجده جزءا من الاحتفالية اليوم والتي ستبدأ من القدس أولا ويكون الاحتفال الرسمي في بيت لحم وفي الناصرة وإحدى مخيمات اللجوء في لبنان وفي غزة.
وأضاف الرويضي "ولكن قرار الشرطة الإسرائيلية منع أي نشاط للتعبير عن عروبة هذه المدينة لن يؤثر في حقيقة الأمر على المعاني التي تدور في القدس ضد كل مواطن ومؤسسة وفعالية مقدسية وهيئة دينية إسلامية ومسيحية فأهالي القدس أعلنوا بشكل جماعي أن نشاطاتهم الشعبية التي ستنطلق منذ الصباح في القدس لن تستطيع إسرائيل منعها".
وشدد الرويضي على أن السلطات الإسرائيلية لن تنجح في منع كل الفعاليات اليوم باعتبارها منتشرة في أكثر من موقع وقال الرويضي"السلطات الإسرائيلية ستحاول أن ترهب سكان القدس بمنعهما من ممارسة أي نشاط ولكن أهل القدس تعودوا على ذلك وقد أعلنوا بشكل واضح رفضهم لكل الإجراءات الإسرائيلية وما خيمات الاعتصام المنتشرة في القدس إلا رسائل لكل العالم بضرورة إعادة الاعتبار إلى هذه المدينة، فلا يجوز أن تبقى القدس بما تمثله من قيمة دينية روحية وحضارية وسياسية قيد الاحتلال ولا يجوز أن تبقى المدينة التي تعتبر ضمير ووجدان كل إنسان في البشرية بما لها من طابع ديني تحت الاحتلال الإسرائيلي الذي يتفرد فيها ويحاول أن يمارس ضد عقاراتها ومؤسساتها وشعبها أقسى الجرائم البشرية".
وذكر الرويضي أن "45 شخصية عربية رسمية وأهلية ستحضر اليوم عبر طائرات مروحية إلى بيت لحم" وقال "وصل أمس إلى فلسطين 17 ضيفا عربيا للمشاركة في برنامج احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية، وفي حقيقة الأمر فإن المشاركة العربية تعني الكثير بالنسبة لنا على اعتبار إننا جزء من ثقافة وحضارة هذه الأمة العربية وقد ترجمت هذه المشاركة من خلال الاحتفال الذي جرى الاثنين الماضي بمشاركة رئيس المجلس الإداري للاحتفالية الدكتور رفيق الحسيني حيث تسلم شعلة الاحتفالية من دمشق عاصمة الثقافة العربية للعام 2008 بحضور ورعاية حاكم الشارقة الذي تبرع بمليون دولار للاحتفالية".
وأضاف "إجابتنا لكل من يضعون العراقيل أمام نجاح هذه الاحتفالية أنها ستنجح من خلال نشاطاتها كل عام وما حضور إخواننا العرب إلا مشاركة من قبلهم مع أهلنا في فلسطين وبالتالي فذلك لا يدخل إطلاقا في مضمون التطبيع، فكما كان يردد الشهيد فيصل الحسيني زيارة السجين ليست تضامنا مع السجان وإنما هي تضامن مع السجين وبالتالي زيارة فلسطين والتضامن مع شعبها وفي القدس تحديدا له معان ومدلولات سياسية كبيرة نقدرها عاليا".
منقول للمتابعه