منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 17 من 17
  1. #11
    ( 11 )
    *عندما زارني المتنبي*
    ..................................

    قال لي صديقي، وكنا نشترك في لجنة واحدة في تصحيح الشهادة الإعدادية، ونتذاكر ـ أثناء التصحيح ـ أخبار الشعر والشعراء، من العصور المختلفة:
    ـ سأرسل لك المتنبي اليوم.
    وحينما رآني أرفع حاجبيَّ متعجبا دون أن أنبس بكلمة، أضاف:
    ـ ألا تعجبُك أشعار المتنبي وشوقي وبدوي الجبل وعمر أبي ريشة وأحمد الصافي النجفي ومن في طبقتهم؟
    ـ بلى.
    قال جادا:
    ـ عثرتُ في مدينتنا الصغيرة على شاعر من طبقتهم، وأسمعني بعض قصائده الرائعة في الغزل والوطنيات.
    كدتُ أتعلق برقبته وأنا أسأله:
    ـ أين هو؟ وأين يعمل؟
    قال مُتثاقلاً:
    ـ سيقول لك بنفسه عندما يزورك في بيتك اليوم: من هو، وأين يعمل!
    وأضاف وهو يرشف القطرات الأخيرة من كوب الشاي:
    ـ سيزورك عصر اليوم، ويعرض عليك قصائده.
    ...
    بعد العصر كان على باب بيتي من ينادي:
    ـ هل هذا بيت الأستاذ حسان؟
    أجاب ابني الصغير:
    ـ نعم.. تفضل.. أقول له من؟
    ـ المتنبي.
    ...
    رحبت به، وسألتُه عن اسمه، فقال:
    ـ المتنبي؟
    وحينما فتحت فمي تعجباً، ضحك بصوت عال، وقال:
    ـ أنا واحد من خمسة في مصر يحملون اسم المتنبي.
    قاطعته:
    ـ لقب المتنبي..
    قال غاضباً:
    ـ أقول لك اسمي: المتنبي، تقول لقبا؟!
    قلتُ صادقاً:
    ـ آسف.. يا صديقي.
    قال جادا:
    ـ قبلتُ اعتذارك (وأضاف) أشهرنا الأستاذ المتنبي وهو ناظر مدرسة إعدادية في دمياط، وأنا أقلهم.. المتنبي سعد، حاصل على الثانوية العامة من الأزهر الشريف، وأعمل بإدارة المياه بالزقازيق.
    طلبتُ منه أن يُسمعني قصائده، فقرأ لي بضعة أبيات (كلها مكسور)، فقاطعته:
    ـ ألم تعرض قصائدك على أحد؟
    أجاب غاضباً:
    ـ .. هل تسخر مني يا أستاذ؟.. أقول لك أنا المتنبي .. تقول لي: هل عرضت قصائدك على أحد؟
    ***
    غضب مني حينـما أخبرته أن بعض قصائده مكسورة، وقال لي: يبدو أنك لا تعرف العروض، فأنت تكتب "شعر التفعيلة".. أما أنا فقد درستُه في معهد الزقازيق الديني على أيدي شيوخه!
    جلس برهة بعدها، ثم استأذن في الانصراف.
    ... وقابلني عدة مرات بعدها، سألتُه في مرة، وكنا أمام بقالة نشتري بعض مواد التموين:
    ـ هل تنشر قصائدك الآن؟
    أجاب في انكسار يشوبه الحزن:
    ـ نفسي مسدودة!، الناس مشغولون بكأس العالم (كان ذلك عام 1982م) وتركوا إسرائيل تقتحم بيروت وتجتاح لبنان، وجعلوا خليل حاوي ينتحر.
    سألتُه:
    ـ هل قرأت شعر خليل حاوي؟
    قال:
    ـ قرأته ولم أستسغه، لأنه يكتب نثراً، ويدعي أنه شعر!!
    وابتسم وهو يمد يده إلى "مخطوط" يحمله تحت إبطه:
    ـ هل أُسمعك إحدى قصائدي الأخيرة التي كتبتها عن غزو لبنان؟
    فاعتذرتُ لأن هذا موعد أخذ ابني من «دار الحضانة».
    فقال:
    ـ لا بأس.. أسمعك آخر ما جادت به مشاعري، وأنت في طريقك للحضانة.
    وبدأ يلقي "قصيدته!" بصوتٍ عالٍ، ونحن نمشي، والناس ينظرون إلينا .. مستنكرين!

    الرياض 8/6/2003م

  2. #12
    ( 12 )
    *امرأة وعصافير*
    .........................

    1-أحمد راسم كمال:
    الصمتُ خليلك .. تقدّم أيها الرسام الشاعر المولع بالسكون خطوةً إلى الأمام .. أو خطوتين إلى الخلف.
    سيان.
    فالليل الصامت صديقك .. وأنت تُقلِّب صورتها الملونة بين يديك (رغم أنك تزوّجتها في زمن الأبيض والأسود) .. نظرتُها تؤرقك .. بسمتُها تؤرقك .. فتحة صدرها تؤرقك .. وضحكةُ سعيد نعمان صاخبةٌ في أذنيْك! .. تقتلك .. تُذكِّرُكَ بخيانتها .. ووجوبِ قتلِها .. وبسمتها المُراوغة التي تُشبه الرصاصة تخترقُ تجاويف عظامك!
    تُحاول أن تدفنها برفق .. لا .. اقتلْها برفق في ذروة مجد حبك لها!
    هل كانت أختها العانس سعاد وراء زواجها من سعيد، حيثُ تقطن في شقة واسعة من بيته الكبير؟!!
    هل تزوّجته برضاها أم أن الأمر كان مؤامرة؟
    لماذا عدتَ إليها إذنْ؟
    لكن هل يُعطيك حبُّها المجنون لك حق التساؤل؟
    طلقتَها عشرةَ أعوام .. تلك التي أمضيتها في الجزائر!
    وعندما عدت .. وجدتها في انتظارك .. بعد أن تزوجت من التاجر سعيد نعمان، وأنجبت منه ابنتيْن!
    طلقتها بإرادتك .. فتزوّجها سعيد، ثم طلقها .. وتزوّجتها ثانية!
    لماذا تشك في عاطفتها تجاهك الآن .. يكفيها أنها تخلص في تربية ولدك وابنتيْه!
    أصيب طليقها سعيد بجلطةٍ مساء أمس!
    هلْ تقتلُها لأنك ظننتَ أنها تبكي حينما سمعت خبر إصابتِه؟!
    حينما اقتربتَ منها لم تجد دموعاً، وإنما كان وجهها عابقاً بالسكينة!
    قالتْ:
    ـ طلبتُ الطلاق منه رغم أنه كان ودوداً معي .. لم يؤذ سمعي بكلمة واحدة طوال زواجنا سبعة أعوام!
    ـ إذن .. لماذا تزوّجته في البداية؟
    ـ لأنك طلقتني وذهبت إلى الجزائر وأنا ابنة خمس وعشرين سنة .. وأصررتَ على ألا تعود من الجزائر إلا بعد عشرة أعوام، فتزوّجتهُ خوفاً من الفتنة!
    ـ ولماذا عدتِ لي بعد عودتي؟
    قالت وهي تتنهّد:
    ـ لأني للأسف أحبك!
    تنهّدتَ:
    ـ لا أتصوَّرُ ذلك!
    أضافت وهي تنظر إلى الناحية الأخرى .. حيثُ صورتها التي رسمتُها بريشتي وفازت بجوائز في عدة معارض:
    ـ هل تنسى حبنا القديم وزواجنا ثلاثة أعوام .. هل تنسى أنك أبو محمود؟
    ...
    ليلة الأمس قلتَ لها وأنتَ تحملُ في يدك تذكرة السفر:
    ـ سأرسمك بعد عودتي من بيروت في لوحة جميلة أسميها "حوار العصافير".‏
    تأملتَ في الضوء الشاحب صور العصافير التي رسمتَها في لوحاتك الأخيرة، أبصرتْكَ وأنت تتأملُ قالتْ إنها وجدتها عصافير بائسة تبعث الحزن .. وتستدر الشفقة في القلب!
    بكيْتَ.
    ...
    لماذا تُصر في لوحتيْك الأخيرتين على أن ترسم وجهاً يُشبه وجهها في حديقةٍ .. والعصافيرَ ترسمها حزينةً مؤرَّقَةً .. لماذا تصرُّ على أن تذبح عصفورتك دون ذنب جنته؟!
    سأُشارك في معرض فني في بيروت هذه المرة!‏
    لا يتطلّب ذلك تطليقة جديدة مني!
    فليتأجل مشروع القتل بعد عودتي.
    لأُفكرْ في روية هناك، فربما أصلُ إلى حل!
    ربما بزغت فكرة جديدة في مخيلتي عن سبب بكائها على إصابة زوجها السابق!
    ....
    قال لي الناقد التشكيلي صابر جودة أمسِ إن لوحاتك معتمة، وصورة زوجتك تحتل خلفية لوحاتك .. خطوطك تكشف عن حزن كبير يجتاحك! .. وفي لوحاتك الأخيرة تتجبر ريشتك على المخلوقات الضعيفة! كأنك تُبارك الجبروت والقوة، وتحتفي بالغربان والخفافيش!!
    حملتُ حقيبتي متوسطة الحجم، نظرتُ في المرآة، عبستُ، ابتسمتُ راضياً عن فكرتي الجديدة .. تأجيل القتل عشرة أيام! ..
    أصبحتُ أرسم كثيراً .. رسمتُ في السنتين الأخيرتين نحو خمس وستين لوحة! أبدعتُ عددا كبيراً من اللوحات يماثل ما رسمتُه في عشرين عاماً من حياتي السالفة .. التي كانت بلا أحلام أو مُفاجآت تقريباً!
    قلتُ في صوتٍ جاف، حاولْتُ أن يكون حنوناً:
    ـ سأعود لك يا مريم .. ونفكر في الأمر بهدوء.
    ـ أي أمر؟!!
    ـ مستقبلنا.
    قالتْ كأنها تقذفني بحجر، دون أن تغيِّر نبرتها الحنون:
    ـ هل أنت مجنون؟!
    قلتُ في آلية:
    ـ مقبولة منك!
    قالتْ وكأنها غيرُ متأثرةٍ بما أفكرُ فيه:
    ـ باق ثلاث ساعات على السفر!
    نظرتُ في الساعة لأتأكّد مما تقول.
    قالت في صوت يمتلئ بالحزن:
    ـ متى تعود؟
    ـ بعد أسبوع .. أو عشرة أيام على الأكثر.
    بلعتُ ريقي:
    ـ أين الولد والبنتان؟
    ـ لم يعودوا من المدارس بعد ..
    ـ لأغير ملابسي .. إذن!
    اتجهتُ إلى حجرة النوم، وأشرتُ بيدي لتلحقني .. وجدت كلماتي مبعثرةً على الأرض .. حاولتُ أن أجمع شتاتها .. أضمها بحنان .. لكني لم أستطع!
    حجم التعاسة الذي تُفجره الكلمات كان كالفخاخ المنصوبة التي جعلتها تقع على وجهها وهي تتذكر أوقات التعاسة المتكررة معي .. جرعات الألم التي فجرتُها كان من الصعب أن تتقبلها!
    أُخفت وجهها بين يديْها .. وانخرطت في البكاء!

    2-سعيد نعمان:
    لم أكن قد رأيْتُها منذ خمسة عشر عاماً .. رفضتني أمها حينذاك دون مبرر .. هي حاصلة على بكالوريوس التجارة، وتعمل في مجلس المدينة، وراتبُها عشرون جنيهاً .. وأنا من كبار تُجار طنطا .. وأكسب في اليوم الواحد عشرة أضعاف راتبها.
    لعلَّ أمها ظنت أنني غير متعلم!
    قلتُ لأمها مائة مرة، إنني متخرج من كلية الحقوق بجامعة القاهرة التي تخرج فيها الكثير من الوزراء قبل الثورة وبعدها!
    حينما رأيتُها منذ ثمانية أعوام أبعدتُ الصحيفة القريبة من أرنبة أنفي وتنبّهتُ! .. هذا صوتُ مريم .. وهذه رائحة عطرها!
    لم تكن تضع عطراً معتاداً أو رخيصاً مثل غيرها من القرويات؛ فأبوها شيخ القرية وأول متعلم في هذه القرية التي أخرجت بعد ذلك ـ بفعل الثورة ومجانية التعليم ـ المئات من الموظفين المرموقين والصغار!
    حينما مرت عليَّ أختها سعاد بعد يوميْن تدفعُ إيجار الشقة ـ التي تسكنُها في عمارتي الأولى ـ سألتُها عن مريم، فقالت: إنها مطلقة، ومعها ولد عمره ثلاثة أعوام!
    بُعث الحبُّ القديم في صدري، فقلت سأحاول من جديد!
    أذكر أنني رأيْتُ طليقها ذات مرة يسير معها، فتعجّبت!
    مريم .. لا أحلى ولا أجمل!
    وطليقها .. رأس صغيرُ حليق، كأنه رأس هدهد .. وساقان عجفاوان كأنهما ساقا ماعز .. وعينان غائرتان كأنهما كهف قديم يوشك أن يتوارى بفعل الزمن وعوامل التعرية.
    أهذا يا مريم من فضِّلْتِهِ عليَّ؟!
    طلبتُ من أختها سعاد أن تكلمها بشأني، فأنا لم أتزوّج بعد .. وبعد أخذٍ وردٍّ تزوّجتني، وعشنا معاً أحلى أيامنا!
    ...
    لا أدري كيف دخل الشيطانُ بيننا، فطلقتُها ليعيدها أحمد راسم لعصمتِه من جديد؟
    الحمدُ لله أن اجتزتَ الجلطة التي فاجأتني من يوميْن.
    أحياناً أسألُ نفسي .. هل أسأتُ إلى مريم؟
    أردُّ على نفسي:
    ـ لم أسئ إليها .. وحاشاي أن أفعل ذلك .. فالذي يحب شخصاً لا يقدر على الإساءة إليه!
    قال لي أحد أصدقائي: إن زوجها يُعاني من اضطرابات نفسية نشأت في الفترة التي أمضاها في الجزائر بعد إقصاء الإسلاميين ومطاردتهم؛ فقد كان يعملُ في إحدى الصحف التابعة للعسكر، وعاش سبع سنوات يخشى الاغتيال والتصفية.
    وأضاف وهو يذبحُني:
    ـ وأنه في ذات نوبة جنون قد يقتل مريم!

    3-سعاد جبر:
    مازال بأذنيكِ يا مريمُ نقيق الضفدع الذي رحل ذات صباحٍ باكر إلى أرضٍ بعيدةٍ، تمتلئ بالطحالب .. ولم يعدْ أبداً! .. عاد جسماً دونَ روح .. ثم اختطفك منا!
    أمام بابك البحري بعضُ الأصداف تتناثر في الرمالِ المحاذيةِ لأشجار التوت الصغيرة التي غرستُها أمام بيتِك قبل أن أبتعد عن حياتك وأراقبكِ من بعيد.
    هاهي اشتدّ عودها، وتصل إلى أسفل شرفتك العالية!
    تتدثّرين بالريح وبأردية غبار.
    تسعلينَ .. ألمك يخرجُ من أحشائك!
    ثمة كلب عمره عامان .. يرقدُ تحت شرفتك، يؤلمه استيقاظك الدائم!
    يطلُّ وجهُ الأب من السطحِ إلى غرفتك ـ التي كانت دافئة ـ فتختفي ملامحك، وتتشنج كحتك، وترتفعُ حرارةُ صغيرتك .. فتنضحين رأسها بقطرات ماء!
    ها أنتِ ـ يا مريمُ ـ تحملين في يديْك أغصانَ شتاء لا يُنبئ بربيعٍ قادم!
    كم كنتِ تولعين بالليلِ المحموم، وبالأرديةِ القصيرةِ الملونة التي تكشفُ للمواسمِ عن خصوبةٍ جميلة.
    كلما رأيتُك كنتُ أتذكر وصف تشيكوف لبطلته «ماشا»: «كانت بالضبط تملك هذا الجمال الذي يُدخل تمليه في قلبك، من حيث لا تعلم، الثقة بأنك ترى ملامح سوية، وأن الشعر، والأنف، والعينين، والفم، والعنق، والصدر .. وكل حركات هذا الجسد الشاب قد اتحدت كلها في نغمة هارمونية متكاملة، لم تُخطئ الطبيعة فيها خطأ صغيراً واحداً».
    كأنه كان يرسمك أنت!
    ها هو طليقك السابق «أحمد راسم» يعودُ مستبقاً خفافيش الليل، وفي يده زنبقة مسمومة، وأنت تحلمين بالطيور الخضر، وبالزنابقِ المائيةِ الملونة.
    إنني أرى في يديه كأس السم .. ألا ترينه؟!
    إنه يتقطرُ في دمع عينيكِ .. المنهمرِ دائماً.
    تغوصين في شقتك الأنيقة الواسعة في نهر رمادٍ يتضمّخُ بالقهر، فتختفي صورتُك في نهْرِ بكاء، خلف صوره البراقةِ اللامعة .. تتمنين أن تجتازيه ذات ضحي .. مازالت ملامحُه لا تبين!!

    4-مريم جبر:
    سافر أحمد راسم إلى بيروت أمس.
    تأكدتْ أن الساعة تقترب من العاشرة صباحاً.
    هذا هو موعد استيقاظي اليومي.
    حجرة نوم فاخرة .. عدة مناظر لعصافير في مناقيرها أغصان زيتون.
    قميص نوم شفاف يُظهر مفاتن جسدي الذي يبدو أنه سيشيخ قبل الأوان!
    على المنضدة المجاورة للمرآة الكبيرة صورتي وأنا واضعة وجهي بين كفيَّ.
    يدخل عصفور صغير من النافذة الزجاجية نصف المفتوحة التي تُغطيها الستائر السميكة.
    تتبعه أسراب من العصافير ذات الأجنحة الصغيرة الملونة .. تطير في سماء الحجرة.
    أعقدُ يديَّ على صدري، وأُغمض عينيَّ.
    حينما رأيتُ الغراب يعودُ ثانيةً، ويفرد جناحيه الكبيرين على حافة الشباك الزجاجي أحسسْتُ بدوارٍ مُباغت!.
    تعبث يداي في مفاتيح المسجل وأنا أدير شريط أغنية فايزة أحمد، التي يُحبُّ راسم سماعها:
    «يا أمه القمر ع الباب»!
    أصابعي مرتبكة .. والمسجل صامت!
    ـ لماذا لا يُغني؟!!
    أُفلح أخيراً في تشغيل المسجل!
    يضحك الغراب الواقف على حديد النافذة في الخارج ممّا يرى ويسمع.
    تُفاجئني برودة مباغتة!
    أتمدد تحت اللحاف، ... والعصافير لا تكف عن التحليق في سماء الحجرة التي يفترسها ظلُّ جناحيْ الغراب.
    أزمُّ شفتيَّ.
    أغلقُ المسجل .. وأغمضُ عينيَّ .. أُغطِّي وجهي باللحاف الوردي..
    هل اختفى ظلُّ جناحي الغرابِ مؤقتاً؟! ..
    العصافيرُ مدَّتْ مناقيرها .. أخذت تنقر وجهي .. تُغلقُ المسجِّلَ لأستكملَ سماع أغنيتها!

    ديرب نجم 26/8/2005م

  3. #13
    ( 13 )
    *قبل السقوط*
    ......................

    هل شاهدتني في الليل، وآخر فرع من شجرة التوت يهوي
    وأنت يا زوجي ـ الغيور ـ ترفع يدك المتثائبة لتُثبِّت الفرع في الشجرة حتى لا يهوي، وقد ختم على فمك وعينيك النعاسُ!
    هاهو أخوك الشاب يعدني أن يقطف الثمرة التي حرّمها الزوجُ على نفسه .. مادام يُدمن الغياب، حتى لو كان حاضراً!
    ...
    ـ مرة أخرى .. يا من اسمك زوجي .. أيها الرجل الخرتيت، تريدُني مرةً أخرى أن أسقط .. وأنا على شفا الموت ..
    تريدني أنا المريضة بالكبد أن أخطئ!؟
    .. اترك لي لحظةً أعي فيها .. كمْ عاينْتُ قبري في هذه الدنيا القاسية، وتزوجتك ـ أنا غير المحظوظة ـ أيها الرجل الفظ، الذي لا يحبُّ غيرَ نفسه!
    لماذا جئت بأخيك يسكن معنا في هذه الشقة الصغيرة؟
    هل كل ميزتها أنها بجوار جامعة القاهرة؟
    يُمكنك أن تعطيه بضعة جنيهات ليسكن في المدينة الجامعية، أو أن يعيش مع زميل له في سكن خاص .. الكثير من الطلاب يفعلون ذلك!
    ...
    لماذا ترجمني بأحجار كلماتك دائماً
    وأنت مُعلَّقٌ في سارية الضياء
    لا تُخطئ .. ، ولا تتعثَّرْ .. ، ولا تحيض ..
    ولن تكون عقيماً أبداً ..
    ***
    دعْني أمضغُ وهْمي ، وأرقص .. ميتةً في عالم الأحياءْ!
    وقُل لي .. ـ الآن! ـ حكايات الحب والعطاء التي لم تقلها لي ولم تفعلها طوال عُمرك .. حتى لا يخطفني الموت قبل أن تصل إلى المياه والثمر، و ترى النجوم والقمر!
    ...
    يا للخيبة! أنتَ لم تعرف إلا ظلمة الليل، ولم تعشْ إلا بيْنَ الجمادِ والحُفر .. ولم تر إلا الحجر الجامد ..
    الذي لم تستطع أن تُفجِّر منه عيونَ الماء!!

    الرياض 31/5/2005م

  4. #14
    ( 14 )
    *ليلة هند الأخيرة*
    ...........................

    نظرة حزينة تبدو في عيْنيْها، ترنو إلى ممدوح بحقد وكراهية .. يستبقها الحزن في ولوج دوائر مغلقة.
    لحظات شاحبة تكتنفها .. تحوطها أكثر من علامة تعجُّب، لا تدري سبباً لها!
    تكاد رأسها لا تستقر على إحساس واحد!
    تعبث أصابعُها بشعر رأسها .. أسود وناعم .. لكنها تحس به إحساساً مُغايراً الآن فقد تخللته بعض الشعيرات البيض .. لم تضع الصبغة منذ عشرين يوماً .. كأن شعرها صار عارها .. أحست كأنه أسلاك هاتف عانت في العراء طويلاً من الصدأ والمطر وبيض الذباب!
    هل هذا شعرك الجميل الذي كنت ترينه فخرك وسر جمالك؟
    تحسُّ بصداعٍ يكاد يفلق رأسها، وبنهر ألمٍ يتدفّق في عينها اليسرى.
    سترك يا كريم!!
    هل من حقي أن أبحث عن الستر الآن؟!!
    نظرت في المرآة فوجدت عينيها ملتهبتيْن!
    أجّلت الرحيل إلى القرية، حيث الدار الكبيرة التي تعيش فيها أرملة أخيها إلى صباح الغد.
    أرادت أن تُحدِّث ممدوحاً عن نفسها، وعن شوقها إلى العودة إلى القرية التي تركتها من ثلاثة عشر عاماً، وتلاشت في المدينة الكبيرة .. أرادت أن تكلمه لأول مرة .. ليتعرّف على مشاعرها .. مرة واحدةً .. لكنها أبعدت الفكرة، وقالت: ما فائدة المعرفة؟
    ضحكت هند ضحكة ميتة الروح!.
    كيف يكون الآخر جحيمك، وكيف تكون الكلمة سيفاً تقتل وتسفك الدماء؟! .. هاهي أختها قالت لها أمس في لحظة غضب، عندما زارتها، لتجلس معها ومع ابنيها فترةً تنعم فيها بالدفء العائلي:
    ـ ظللتِ طول عمرك ساقطة وسافلةً، فهل تتوبين الآن قبل أن تموتي .. فيقبل اللهُ توبتك؟!
    كانتا فرعي شجرة، وافترقتا!
    تعلمت «عائشة»، وحصلت على بكالوريوس تجارة، وتزوجت وأنجبت ولديْن: أحدهما في الصف السادس الابتدائي والثاني في الرابع.
    أورقت شجرتُها ..
    أما شجرة «هند» فلم تثمر إلا الشوك والحنظل!
    أين الحب والتآزر والرحمة بينهما؟
    الكلمات تنفذ في أعماقها كالخنجر.
    هاهو ممدوح ينام سعيداً بفتوِّته المهراقة على فراشه الوثير.
    هل تذكِّره ببداية السقوط؟.
    قال لها ممدوح (في سخرية ذات صباح):
    ـ ما هذا الذي تفعلين يا هند؟! .. أراك تُصلين؟!
    لماذا يخشى هذا الخرتيت من صلاتها المتقطعة، وهي لا تكاد تصلي إلا الصبح والعشاء؟!! ..
    فلتعذرني يا ممدوح .. لم أشعر بالسقوط إلا أمس بعد كلام شقيقتي!
    كأننا لا نسقط إلا إذا عرف الناس سقوطنا!
    ضحكت عليَّ ـ يا أستاذ ممدوح ـ أول مرة .. وقلت سأتزوجك، زواجاً كزواج الناس، ولكنه بلا عقد ولا شهود ولا ولي! .. يكفي أنني أحبك وأنت تحبينني .. الزواج اختيار، بعد حب .. أليس كذلك؟
    أخي الوحيد اعتبرني ميتة .. لأني تزوجتُ بدون علمه! كيف لو عرف أني أعيش مع ممدوح بلا زواج؟! .. ليتني رأيته قبل موته في حادث مروري منذ شهرين!
    مرت السنوات معك يا ممدوح! .. الأولى والثانية والثالثة ... والثالثة عشرة!
    تعبتِ من العدِّ يا هند!
    هل كان هذا الزواج (أو بالأصح هذا السقوط) من مصلحتك ومصلحتي؟! .. أم كان وبالاً عليَّ وعليك؟!!
    الثانية هي الإجابة الصحيحة بكلِّ تأكيد!
    هاأنت مفصول من عملك منذ شهرٍ تقريباً!
    اتهمك السادات ـ وأنت الأستاذ بكلية الزراعة ـ أنك من رموز الفساد الجامعي، اتهمك بإفساد الطلاب، وأخرجك إلى وظيفة إدارية بوزارة الزراعة.
    .. أليس من الأفضل أن تصدق يا ممدوحُ معي مرة واحدةً؟!.
    هل نحن زوجان؟ .. وإذا كنا زوجين فلماذا أصررت على عدم الإنجاب مني؟ .. ولماذا صار زواجنا عقيماً بلا ثمرات؟
    لقد قتلتني يا ممدوح بكلماتك:
    ـ أنت مازلت مراهقة يا هند! .. وماذا تريدين من الزواج أكثر مما نحن عليه الآن؟ .. ألا يكفي أننا نعيش معاً من ثلاثة عشر عاماً؟
    ـ إننا نعيش هكذا من عام 67.. بلا عقد ولا شهود!
    ـ ألسنا متزوجين؟
    ـ نعم .. زواج بلا وثيقة زواج، ولا شهود، ولا فرح!
    أخلى للتعجب مكاناً في تعابير وجهه السمين الأسمر المجعّد:
    ـ لقد فرحنا بما فيه الكفاية، طوال عقد ونصف من السنوات الجميلة!
    ـ لم أفرح أبداً.
    ـ أية أفكار مجنونة تُطاردك الآن يا هند؟!
    ـ أنا أقترب الآن من السادسة والثلاثين! .. ولم أنجب بعد .. وأريد أن يكون زواجاً شرعيا لأنجب طفلاً!
    ـ ماذا تقصدين؟
    ـ أن نذهب إلى المأذون .. بحضور أختي عائشة، وأن نكتب وثيقة أدعها عندها!
    قال في ثورة حاول أن يداريها:
    ـ هل جُننتِ؟
    ردت بشدة:
    ـ وهل الذي يُطالب بالشرع مجنون؟
    قال وهو يمزج كلامه بسخرية مرة:
    ـ أنت بعدُ مازلتِ صغيرة؟
    قالت كأنها تتوسل:
    ـ أريد الستر يا ممدوح .. وأن نعيش مثل الناس .. عيشة يرضاها الله ورسوله .. فربما تُغفر لنا خطايانا، ولو كانت مثل زبد البحر!
    ـ الناس متخلفون يا هند! .. وقلت لك قبل أن نعيش معاً: سارتر يعيش مع رفيقته بلا زواج!
    ـ أذكر .. قلت لي هذا في مارس 67 قبل الهزيمة!
    ـ حينما زار مصر زيارة رسمية مع عشيقته سيمون دي بوفوار .. والجميع يعرفون ذلك!
    نعم، وهو ذلك الوقت التعيس الذي عشنا فيه معاً في شقة واحدة بلا زواج!
    ـ ماذا تقصد بالجميع؟
    ـ الذين دعوْه من المسؤولين وصناع القرار، والذين احتفوْا به من القراء!!
    ـ وما علاقتنا بسارتر؟!
    ـ ألسنا مثقفين كبيريْن مثلهما يا هند، ونقرأ أعمالهما بلذة وجنون، وكنا ممّن حضر محاضراتهما حينما كنا ندرس أنا وأنت في باريس في أوائل الستينيات؟!
    قالت في نفسها:
    ـ النقاش غير مجد معك .. وأنت يجب أن تموت بيديَّ .. هذه هي العدالة المطلقة.
    انفعل لما سمع جملتها الأخيرة .. قال:
    ـ أية عدالة مطلقة يا هند؟!
    ـ ...
    صرخ في وجهها:
    ـ أنتِ لست أكثر من طفلة صغيرة لم تفهمي الوجودية التي ظللنا طوال عمرنا نبحث عنها، وندرسها، ونطبقها.
    وكأنه يُخاطب نفسه:
    ـ هل هذه هند .. التي كنتُ أشعر معها بالسعادة طوال ثلاثة عشر عاماً؟!

    إنها تشعر بعذاب لم تجربه من قبل.
    يكاد يقتلها السؤال:
    ـ كيف عشتُ معه كل هذه السنوات بلا عقد زواج؟ ..
    هل أصبحتِ بلا دين يا هند؟!! .. هل عشت معه كل هذه السنوات عاهرة؟! .. ألا تخشين سخط الله وعذابه؟! .. وكيف عشتِ في هذه الغيبوبة مع هذا المجرم كل هذه السنوات؟
    لماذا لم تُراجعي نفسك من قبل وأنت أستاذة الفلسفة في الجامعة؟، ولماذا مشيت وراء هذا الكلب العاهر؟! .. لقد كفرت بالوجودية وكفرت بماركس، لكن كفرك بهما جاء متأخراً .. كان ينبغي أن تُراجعي نفسك بعد علاقتك الآثمة به بثلاثة أشهر، وليس ثلاثة عشر عاماً .. منذ ضُربتْ الطائرات في صباح الخامس من يونيو الحزين وهي رابضة في المطارات! ولم تقم بطلعة واحدة. فلماذا تعيشين السقوط مع ممدوح؟!
    .. نسيتِ الصلاة كل هذه السنوات، ثم عدت لتتذكّريها في فرضيْن فقط: الصبح والعشاء؟!!
    تكاد رأسها تنفجر!
    تعرّفتُ عليه في باريس في أوائل الستينيات .. فأحببته .. وكانت حياتي غير الطبيعية معه سلسلة من العذاب والإخفاق، تتخللها لحظات من المتعة التي يعقبها العذاب.
    إنه شيطان كبير.
    هل هو الذي كان وراء تركي العرض الذي قدمته لي جامعة السربون للعمل بها .. والتحاقي بجماعات التمرد التي سارت وراء سارتر كالقطيع؟
    ابتسمت ابتسامة حزينة، وهي تقول لنفسها:
    ـ إن الله غفور رحيم.
    أخلت للشوق مكاناً في قلبها:
    ـ هل يُقَدَّر لي أن أتوب .. وأن أُواظب على الصلاة .. وأذهب إلى الأراضي الحجازية لأحج أو أعتمر؟!!
    ....
    .. في الصباح تسرب خط من الدماء من تحت الباب، وعلى باب الشقة كانت أصابع يد هند الخمس المضمّخة بالدم مازالت معلقة!
    وعندما فاحت بعد يوميْن رائحة ممدوح النتنة، اتجهت هند إلى نقطة الشرطة في قريتها .. لتعترف بكل شيء!

    الرياض 12/3/2006م

  5. #15
    ( 15 )
    *بعد فوات الوقت!*
    ...........................

    لم تجد علياء في عينيها دموعاً لتبكي زوجة خالها عندما ماتت!
    فحينما ذهبت «علياء» إلى القاهرة، بعد وفاة أمها ـ هي وأختها «عبير» ـ لتُقيما مع خالهما «محمود» المهندس الزراعي، والمشرف بمصنع العطور بالطالبية، أثناء دراستهما الجامعية .. رأت علياء في «امتثال» زوجة خالها امرأةً فظةً غليظةً، ولم تكن عبير ترى ذلك، فسكنت علياء في المدينة الجامعية لتهرب من جحيم بيت خالها .. بينما لاذت عبير بزوجة خالها، وعاشتا معاً سعيدتيْن!
    ـ هل كان الخطأ فيَّ أم في عبير أم في امتثال ـ زوجة خالنا ـ التي كانت لا تنزل لأمي من «زور»؟!
    سؤال كان يُفجر رأس علياء، لكنها لم تجد له إجابة!
    مرت سنوات ... وتقابل الجميع في مأتم زوجة الخال، وهي مناسبة من المناسبات التي تجمع أفراد الأسرة، وسمعت علياء من خالتها:
    ـ أنت تشبهين أمك ـ وقد كانت أمك أجمل فتاة في القرية ـ بينما أختك علياء تُشبه خالها محموداً!.
    وأضافت الخالة:
    ـ هل تعرفين أن أمك هي التي اختارت زميلتها «امتثال» الموظفة في السجل المدني زوجةً لخالك محمود، ومن يومها انقطع الودُّ بينهما؟
    وضحكتا ..
    وعرفت علياء في ذلك الوقت الإجابة عن سؤالها القديم!.

    ديرب نجم 22/7/1999م

  6. #16
    ( 16 )
    *البنات .. البنات*
    .........................

    أجلس بجوار تمثال عرابي على المقعد الحجري المستطيل وبجواري سعاد. سعاد الأخرى تغني في المسجل الذي ينطلق من محل العصير المُقابل «البنات .. البنات .. أجمل الكائنات» .. في مرات سابقة جلسنا مثل هذه الجلسة .. لكن لم تكن سعاد حسني تُغني!. تضع سعاد كفها أسفل ذقنها .. بهدوء شديد أمد يدي وأسحب يدها، وأقول مداعباً:
    ـ ما الذي يشغل الجميل؟
    فتبتسم في مرارة.
    نحن متزوجان تحت إيقاف التنفيذ؛ فقد عقدنا قرننا منذ ثلاثة أعوام .. ولا أعرف بالضبط متى نعبر المضيق: من التنظير إلى التطبيق؟!
    سعاد وأنا من شارع واحد (هو شارع فاروق) ومن مدينة واحدة (هي مدينة الزقازيق) ومن كلية واحدة (هي كلية الآداب) تخرجنا .. هي خريجة فلسفة وأنا خريج جغرافيا!! .. فلماذا تكون سككنا مغلقة دائماً، ولماذا لا نستطيع أن نضع الحلول لمشاكلنا الكثيرة؟
    الفلوس قليلة .. ولم يدركنا قطار التعيين، بعد عناء الدراسة الطويل! .. عملنا في مدرسة خاصة .. نعمل بالحصة في هذه المدرسة القديمة المشهورة التي عمرها أكبر من عمر آبائنا .. مدرسة خاصة، وفلوسها قليلة .. والشقة التي يبنيها لي أخي الذي يعمل طبيباً في الإمارات تحت الإيقاف أو الهدم .. فمجلس المدينة يقول إنها مخالفة للتنظيم .. وأن أخي بناها بدون رخصة!
    وأثاثنا مركون منذ عام في شقة أمي الرطبة التي لا تمرُّ الشمسُ من ناحيتها، والتي لا يدخلها الهواء!
    سعاد حسني انتهت من أغنيتها .. ومازالت سعاد تضع كفها أسفل ذقنها .. تنظر للحافلة التي ستقلنا إلى شارعنا في ضيق بالغ .. تنظر إلى التمثال البرونزي للزعيم أحمد عرابي .. وتتمتم في كسل، وهي تنظر إلى الفرس الذي يركبه عرابي:
    ـ تحفة فنية حقيقية ..
    وتبتسم لي ضاحكة:
    ـ ليتك تجد مثله لتركبه ليلة زفافك على عروس غيري.
    ضحكت وأنا أقول:
    ـ لن أتزوج غيرك .. إلا إذا كانت العروس هي سعاد حسني!
    ضحكت، فهي تعلم أن سعاد حسني قد ماتت!
    ...
    وضعت يدها على صدري .. لا بد أنها أحست أن قلبي يدق بسرعة واضطراب!
    نظرت للناحية الأخرى، وخلعت «الدبلة»، ووضعتها في حقيبتها .. وقفزت في خفة لتقلد سعاد الأخرى، وتُغني في أنين مكبوت:
    ـ البنات .. البنات!
    وسالت من عيني دموع كثيرة!

    الرياض 22/5/2006م


    (انتهت المجموعة)

  7. #17
    *للمؤلــــــــــــــف*
    ............................

    أ-شعر:
    1-السقوط في الليل، القاهرة-دمشق 1977م، ط2، الإسكندرية 1999م.
    2-ثلاثة وجوه على حوائط المدينة، القاهرة 1979م، ط2، الإسكندرية 1999م.
    3-شجرة الحلم، القاهرة 1980م.
    4-أوراق من عام الرمادة، الزقازيق 1980م.
    5-رباعيات، الزقازيق 1982م.
    6-الحلم والأسوار، القاهرة 1984م. ط2، الزقازيق 1996م.
    7-الرحيل على جواد النار، القاهرة 1985م. ط2، الزقازيق 1996م.
    8-حدائق الصوت، الزقازيق 1993م.
    9-غناء الأشياء، الزقازيق 1997م، ط2-القاهرة 2002م.
    10-النائي ينفجر بوحاً، الإسكندرية 2000م.
    11-رحيل الظلال، القاهرة 2005م.
    12-المتنبي يشرب القهوة في فندق الرشيد، القاهرة 2008م.
    ج-مسرحيات شعرية:
    13-الرجل الذي قال، الزقازيق 1983م.
    14-الباحث عن النور، القاهرة 1985م، ط2-الزقازيق 1996م.
    15-الفتى مهران 99 أو رجل في المدينة، الإسكندرية 1999م.
    16-بيت الأشباح، الإسكندرية 1999م.
    17-سهرة مع عنترة، المنصورة 2001م، ط2، المنصورة 2003م.
    18-الزلزال، موقع «أصوات مُعاصرة»، على الإنترنت 2004م.
    د-شعر قصصي للأطفال:
    19-الأميرة والثعبان، القاهرة 1977م.
    20-مذكرات فيل مغرور، عمَّان 1993م، ط2- عمان 1997م، ط3-الرياض 2004م.
    21-كان يا ما كان، القاهرة 2005م.
    هـ-قصص قصيرة:
    22-أحلام البنت الحلوة، الإسكندرية 1999م، ط2-المنصورة 2001م.
    23-مجنون أحلام، المنصورة 2005م.
    24-الدار بوضع اليد، القاهرة 2007م.
    و-دراسات أدبية:
    25-عوض قشطة: حياته وشعره، المنصورة 1976م.
    26-القرآن .. ونظرية الفن، القاهرة 1979م. ط2، القاهرة 1992م.
    27-دراسات معاصرة في المسرح الشعري، القاهرة 1980م، ط2، المنصـورة 2002م.
    28-البطل في المسرح الشعري المعاصر، القاهرة 1991م، ط2- الزقازيق 1996م، ط3-الإسكندرية 2000م.
    29-شعر محمد العلائي: جمعا ودراسة، الزقازيق 1993م، ط2- الزقازيق 1997م.
    30-دراسات في النص الأدبي العصر الحديث، ط1-الرياض 1995م، ط2-الرياض 1996م، ط3-الرياض 1996م، ط4، الإسكندرية 1998م، ط5، الإسكندرية 2001م، ط6-الرياض 2007م.
    31-جماليات القصة القصيرة، القاهرة 1996م، ط2-القاهرة 2003م.
    32-التحرير الأدبي، الرياض 1996م، ط2- الرياض 2000م، ط3- الرياض 2001م، ط4- الرياض 2003م، ط5-الرياض 2004م، ط6-الرياض 2005م.
    33-سفير الأدباء: وديع فلسطين، القاهرة 1998م، ط2- القاهرة 1999م، ط3- الإسكندرية 2000م.
    34-المسرح الشعري عند عدنان مردم بك، القاهرة 1998م.
    35-كتب وقضايا في الأدب الإسلامي، الإسكندرية 1999م، ط2-القاهرة 2003م.
    36-صورة البطل المطارد في روايات محمد جبريل، الإسكندرية 1999م.
    37-من وحي المساء (مقالات ومحاورات)، الإسكندرية 1999م.
    38-الأدب العربي الحديث: الرؤية والتشكيل، ط1-الإسكندرية 1999م، ط2-الإسكندرية 2000م، ط3- الإسكندرية 2001م، ط4-الرياض 2002م، ط5-الرياض 2004م، ط6-الرياض 2006م، ط7-الرياض 2007م..
    39-دراسات نقدية في أدبنا المعاصر، الإسكندرية 2000م.
    40-مراجعات في الأدب السعودي، ط1-الإسكندرية 2000م، ط2-المنصورة 2007م، ط3-الرياض 2007م.
    41-شعر بدر بدير: دراسة موضوعية وفنية، الإسكندرية 2000م.
    42-تجربة القصة القصيرة في أدب محمد جبريل، المنصورة 2001م، ط2-المنصورة 2004م.
    43-في الأدب المصري المُعاصر، القاهرة 2001م، ط2-القاهرة 2002م، ط3-القاهرة 2003م.
    44-أصوات مصرية في الشعر والقصة القصيرة، المنصورة 2002م.
    45-حوارات في الأدب والثقافة (مع د. محمد بن سعد بن حسين)، القاهرة 2003م.
    46-مقالات في الأدب العربي المُعاصر، المنصورة 2004م.
    47-العصف والريحان (حوارات ومواجهات مع د. صابر الدايم)، المنصورة 2005م.
    48-في الأدب السعودي الحديث، الرياض 2008م.
    كتب بالاشتراك:
    49-حوار الأبعاد (شعر: مشترك مع مصطفى النجار ومحمد سعد بيومي وسمير ددم)، القاهرة 1977م، ط2، حلب 1979م.
    50-خليل جرجس خليل شاعراً وباقة حب إليه (بالاشتراك مع حسني سيد لبيب)، القاهرة 1978م.
    51-الرؤية الإبداعية في شعر عبد المنعم عوّاد يوسف (بالاشتراك مع د. خليل أبو ذياب)، المنصورة 2002م.
    52-فن المقالة (بالاشتراك مع د. صابر عبد الدايم)، ط1-الزقازيق 1981م، ط2-الزقازيق 1982م، ط3-القاهرة 1983م، ط4-الزقازيق 2000م، ط5-القاهرة 2001م، ط6-الزقازيق 2003م، ط7-الرياض 2007م.
    53-زكي مبارك (بالاشتراك مع مجموعة مؤلفين)، القاهرة 1991م.
    54-قراءات في نصوص أدبية حديثة (بالاشتراك مع الدكتورين محمد عارف محمود حسين وخليل أبو ذياب)، الرياض 2008م.
    55-الأدب في عصر صدر الإسلام (بالاشتراك مع الدكتور خليل أبو ذياب)، الرياض 2008م.
    تحرير وتقديم:
    56-محمد جبريل وعالمه القصصي، الزقازيق 1982م.
    57-قراءات في أدب محمد جبريل، الزقازيق 1984م.
    58-إبراهيم سعفان مبدعاً وناقداً، الإسكندرية 2000م.
    59-حسني سيد لبيب: سيرة وتحية، المنصورة 2001م.
    أبحاث مُحكّمة:
    1-شاعرية علي الجارم، مجلة كلية اللغة العربية بالزقازيق، 1994م.
    2-جوانب مضيئة من الأدب الإسلامي في العصر الحديث، مجلة جامعة الإمـام محمد بن سعود الإسلامية (العدد 15)، شعبان 1416هـ.
    3-الاتجاه الإسلامي في شعر محمد مصطفى الماحي، مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (العدد 18)، ذو القعدة 1417هـ.
    4-الاتجاه الوجداني قي شعر بدر بدير، مجلة كلية اللغة العربية بالمنصـورة (العدد 19)، لعام 1420هـ-2000م.
    5-الشعر في المسرح النثري (1875-1932م)، مجلة كلية اللغة العربية بالمنصورة (العدد 20)، لعام 1422هـ-2001م.
    6-تجربة القصة القصيرة في أدب محمد جبريل: دراسة أدبية تحليلية، مجلة كلية اللغة العربية بالمنصورة (العدد20)، لعام 1422هـ-2001م.
    7-رواية «ملكة العنب» لنجيب الكيلاني: دراسة أدبية تحليلية، مجلة كلية اللغة العربية بالزقازيق (العدد21)، لعام 1421هـ-2001م.
    8-مجموعة «عسل الشمس» لفؤاد قنديل: دراسة موضوعية وفنية، مجلة «عالم الكتب»، مج23، ع1-2، رجب، وشعبان، ورمضان وشوال 1422هـ.
    9-الحدث في الرواية السياسية (دراسة أدبية تحليلية لرواية «الأسرى يُقيمون المتاريس» لفؤاد حجازي) ، مجلة كلية اللغة العربية بالزقازيق (العدد22)، لعام 1422هـ-2002م.
    10-الحوار في مسرحية «السلطان الحائر» لتوفيق الحكيم: دراسة فنية تحليلية، مجلة «عالم الكتب»، مج23، ع3-4، ذو القعدة، وذو الحجة 1422هـ، والمحرم ، وصفر 1423هـ.

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المواضيع المتشابهه

  1. النص الكامل للتوراة السامرية باللغة العربية
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-10-2015, 04:00 AM
  2. النص الكامل للتوراة السامرية باللغة
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-07-2014, 07:21 PM
  3. النص الكامل للتوراة السامرية باللغة العربية
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى ركن اللغة العبريه
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-06-2013, 09:06 PM
  4. النص الكامل لمجموعة «قطعة سكر» لبدر بدير
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى منقولات قصصية
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 04-01-2009, 08:36 AM
  5. النص الكامل لمجموعة «الثعبان المزعوم» ليس الفيل
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى منقولات قصصية
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 12-19-2007, 08:20 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •