** الحلقة 114 من قصة البداية :
** قصة أصحاب الجنة :
* كان لرجل صالح بقرب صنعاء بستان فيه من أنواع النخيل والزروع والثمار ، وكان إذا حان وقت الحصاد دعا الفقراء ، فأعطاهم نصيبا" وافرا" منه ، وأكرمهم غاية الإكرام ..
* لما مات هذا الرجل الصالح ، ورثه أبناؤه الثلاثة ، فقالوا : عيالنا كثير ، والمال قليل ،، ولايمكن أن نعطي المساكين كما كان يفعل أبونا ..
* تشاوروا بينهم ، وعزموا ألا يعطوا أحدا" من الفقراء شيئا" ، وأن يجنوا ثمر الجنة وقت الصباح خفية عنهم ، وأقسموا على ذلك ، "إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ، ولايستثنون" ، ولم يقولوا ان شاء الله ، وكأنهم واثقون من الأمر ..
* "فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون"،، أرسل الله عز وجل نارا" من السماء على الحديقة ليلا" ، وهم نائمون ،، أحرقت الأشجار ، وأتلفت الثمار ، "فأصبحت كالصريم"،، أصبحت كالزرع المحصود إذا أصبح هشيما" يابسا" ،، أصبحت كالرماد الأسود ، حرموا خير جنتهم بذنبهم ..
* لما أصبحوا ، ذهبوا إلى حديقتهم ، وهم يخفون كلامهم خوفا" من أن يشعر بهم المساكين : لاتدخلوا في هذا اليوم أحدا" من الفقراء إلى البستان ، ومضوا على قصد وقدرة وظنوا أنهم تمكنوا من مرادهم ..
* "فتنادوا مصبحين أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين ، فانطلقوا وهم يتخافتون ، أن لايدخلنها اليوم عليكم مسكين ، وغدوا على حرد قادرين "..
* فلما رأوا حديقتهم سوداء محترقة ، قد استحالت من النضارة والبهجة إلى السواد والظلمة ، فلم يروا فيها شجرا" ولاثمرا" ،، فظنوا أنهم أخطأوا الطريق ..
* "قالوا إنا لضالون"..
* ثم تبين لهم أنها بستانهم وحديقتهم ، وعرفوا أن الله عز وجل قد عاقبهم فيها بنيتهم السيئة ، فندموا وتابوا ، لكن بعد فوات الأوان ..
* "بل نحن محرومون ، قال أوسطهم ، ألم أقل لكم لولا تسبحون ، قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين ، فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون ، قالوا ياويلنا إنا كنا طاغين ، عسى ربنا أن يبدلنا خيرا" منها إنا إلى ربنا راغبون".. ندموا ، وتلاوموا ، وعادوا إلى الطريق الصحيح بهذا الابتلاء ، فكانت مصيبتهم خيرا" لهم ، لأنهم تابوا وأنابوا ، وارتدت النعمة ثوب النقمة ،، من لم يقبل إلى الله بلطائف الإحسان ، سيق إليه بسلاسل الامتحان .. "مايفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم"..
* ساق لنا تعالى هذه القصة ، ليعلمنا أن مصير البخيل ومانع الزكاة إلى التلف ، وأنه يضن ببعض ماله في سبيل الله ، فيهلك كل ماله ، مصحوبا" بغضب الله عز وجل ..
* الشح والبخل يشبه السرطان أو المرض الخبيث لأن المرض الخبيث ممكن أن يخسر المرء حياته ، والشح والبخل يخسره حياته وآخرته مع غضب الله تعالى ..
* فالكريم العاصي أحب إلى الله من البخيل العابد ..